اما التحضير الكبير الذي يجري الاعداد له، فهو الاحتفال بتنصيب المفتي دريان، وهو لم يحصل منذ عشرات السنين، وستكون المناسبة وطنية يقول خليفة بحيث ستوجه الدعوات الى رجال الدين في كل الطوائف والمذاهب
لأول مرة منذ عقود تجري عملية تنصيب مفتي الجمهورية اللبنانية، اذ ان مفتيين سابقين لم يجر تنصيبهما رسمياً، ولا حصل تسلم وتسليم فالمفتي الراحل حسن خالد لم يتمكن من استلام مهامه من المفتي الشيخ محمد علايا الذين كان مريضاً، فلم تحصل الاجراءات المناسبة، كما ان المفتي خالد لم يسلم خلفاً له، لانه قضى شهيداً بتفجير موكبه في منطقة عائشة بكار بالقرب من دار الفتوى في العام 1989، فاوكلت الى الشيخ محمد رشيد قباني مهام قائمقام مفتي الجمهورية الى ان جرى تثبيته في العام 1996 مفتياً بعد تعديل المرسوم الاشتراعي 18/1955، بآخر حمل الرقم 50/1996 الذي قلّص عدد اعضاء الهيئة الناخبة.
كمال ذبيان/ جريدة الديار
فالمفتي الجديد المنتخب الشيخ عبد اللطيف دريان، سيتسلم مهامه من المفتي قباني الذي تنتهي ولايته في 15 ايلول المقبل لبلوغه السن القانونية (72 عاماً)، ويحول الى التقاعد، حيث بدأت دوائر دار الفتوى التحضير لعملية التسلم والتسليم بين الخلف والسلف، وهذه ستكون محصورة بالعاملين في مؤسسات دار الفتوى ودوائرها، كما يقول مدير عام الاوقاف الاسلامية الشيخ هشام خليفة لـ «الديار» الذي يشير الى انه تجري التحضيرات للتسلم والتسليم، وبدأت الاجراءات اللازمة لوضع كل الملفات امام المفتي الجديد، الذي ليس غريباً عن الدار وعلى اطلاع على الكثير من قضاياها، وهو يشغل رئيس المحاكم الشرعية السنية.
اما التحضير الكبير الذي يجري الاعداد له، فهو الاحتفال بتنصيب المفتي دريان، وهو لم يحصل منذ عشرات السنين، وستكون المناسبة وطنية يقول خليفة بحيث ستوجه الدعوات الى رجال الدين في كل الطوائف والمذاهب المسيحية والاسلامية، والى الشخصيات الرسمية والسياسية والحزبية والنقابية والثقافية والجمعيات، بالاضافة الى علماء دين، وسيكون برعاية رسمية لبنانية، كما يقول الشيخ خليفة الذي اشار الى ان الاحتفال لن يقتصر على لبنان، بل ستوجه دعوات الى الخارج من دول عربية واسلامية، ومرجعيات دينية اسلامية، مما يعطي لعملية التنصيب بعدها اللبناني الوطني والعربي والاسلامي، وستكون المناسبة فرصة لاعادة الدور الى موقع مفتي الجمهورية في هذا الظرف الدقيق، وما يمر به لبنان والمنطقة والعالم من اوضاع خطيرة، ومن استشراء الخطاب التكفيري، اذ سيلعب المفتي دريان دوراً في نشر الاعتدال واظهار الاسلام كدين رحمة ومحبة وتسامح وغفران، ولا وجود للغلو والتكفير فيه ابداً.
وعن مرحلة ما بعد التنصيب، فان المفتي الجديد يُضيف خليفة رسم خارطة طريق وبرنامج عمل لما سيقوم به، وهو ما اكد عليه في كلمته بعد انتخابه، اذ سيفتح دار الفتوى للجميع دون تمييز، ولن تقفل بوجه اي لبناني مهما كان انتماؤه الديني والفكري والسياسي، اذ تبقى الافكار لمن يحملها، ودار الفتوى ستستمع للجميع وستصغي لكل الاراء، كما قال الشيخ خليفة عن ما يعرفه عن المفتي الجديد وما سمعه هو وغيره منه وما يؤكده لزواره، وستكون من اولى مهامه في دار الفتوى حل المجلسين الشرعيين القائمين، والطلب منه يقول خليفة لتوجيه دعوة لانتخاب مجلس شرعي جديد، ليكون الى جانب المفتي، وهذا ما تم التوافق عليه بين الجميع، وهو ما سيطبق، لتبدأ مرحلة جديدة لتحقيق اصلاحات في دار الفتوى لجهة تعديل قوانين واصدار اخرى، واصلاح المؤسسات، بما فيها انتخابات المجلس الشرعي ومفتي الجمهورية.