26-11-2024 08:57 AM بتوقيت القدس المحتلة

تعطل إمدادات الغاز الروسي قد يضع إيطاليا في مأزق

تعطل إمدادات الغاز الروسي قد يضع إيطاليا في مأزق

ما يثير مخاوف من أن يؤدي الصراع بين روسيا واُوكرانيا، والعقوبات المتبادلة بين الغرب وموسكو، إلى تعطيل إمدادات شركة «غازبروم» لأوروبا.

تعطل إمدادات الغاز الروسي قد يضع إيطاليا في مأزقستواجه إيطاليا صعوبات في توفير احتياجاتها من الطاقة في الشتاء إذا تسبب صراع روسيا مع اُوكرانيا في تعطيل إمدادات الغاز، وانزلقت ليبيا في الفوضى، وهو ما يشكل خطرا على تعاف اقتصادي هش بالفعل عقب سنوات شهدت ركودا وتباطؤا في النمو.

وفي ظل وقوع إيطاليا بين مطرقة انخفاض واردات الغاز من شمال أفريقيا، وسندان اعتمادها المتزايد على روسيا، تتضمن خطط الطوارئ التي أعدتها روما تحسبا للتوقف التام للتدفقات القادمة عبر الأراضي الاُوكرانية استخدام المخزونات، وترتيب شحنات طارئة عالية التكلفة،وإجبار الصناعات الثقيلة على خفض إنتاجها.

وتعتمد إيطاليا على الواردات في تلبية احتياجاتها من الغاز الذي تستخدمه في تشغيل نحو نصف محطات الكهرباء، وهو ما يثير مخاوف من أن يؤدي الصراع بين روسيا واُوكرانيا، والعقوبات المتبادلة بين الغرب وموسكو، إلى تعطيل إمدادات شركة «غازبروم» لأوروبا.

وقال ليوناردو ماوجيري، المدير السابق للاستراتيجية في شركة «إيني» الإيطالية العملاقة والذي يعمل حاليا بكلية هارفارد كنيدي «إنها مشكلة. في الأجل القصير لا يوجد أمام إيطاليا بديل للغاز الروسي.»

وفي عامي 2006 و2009 تسببت خلافات على الأسعار بين روسيا واُوكرانيا – التي يمر عبرها نصف إمدادات موسكو من الغاز إلى أوروبا – في تعطل الإمدادات على نطاق واسع، وهو ما دفع إيطاليا إلى اللجوء لإجراءات الطوارئ التي تضمنت استعمال احتياطيات الغاز الإستراتيجية.

وتشكل شمال أفريقيا أيضا مخاطر بالنسبة لإيطاليا. فبالرغم من ارتفاع إنتاج ليبيا من النفط والغاز في الآونة الآخيرة، يخشى المستوردون الإيطاليون توقف الصادرات مع تصاعد العنف.

وتشتد المخاطر هذا العام بعد أن دفع خفض الأسعار إيطاليا لزيادة نسبة الواردات الروسية إلى 49 في المئة من إمداداتها في النصف الأول من العام، مقارنة مع 41 في المئة في 2013 و32 في المئة في 2012.

وفي الوقت نفسه دفعت تخمة المعروض من الغاز الروسي المشترين الإيطاليين إلى العزوف عن صفقات بديلة للإمدادات، الأمر الذي قلل الخيارات المتاحة أمام إيطاليا. وعلقت «أديسون» الإيطالية عقدها مع شركة «سوناطراك» الجزائرية الحكومية التي تحتكر قطاع الغاز، بينما باعت شركة «أنيل» بعضا من شحنات الغاز الطبيعي المسال الآتية من نيجيريا إلى مجموعة «بي.جي» البريطانية، في حين قلصت «إيني» وارداتها من الجزائر إلى النصف، وقد تتكبد تكاليف إضافية إذا طلبت المزيد من الغاز.

الجزائر مفتاح الحل

وفي ظل الخطر الذي يهدد الواردات الروسية والليبية صارت الجزائر هي مفتاح تأمين الإمدادات. وقال ماسيمو دي أودواردو، المحلل المختص بشؤون الطاقة لدى «وود ماكنزي» الإستشارية «إذا أتاح الاتفاق بين سوناطراك وإيني عودة الغاز الجزائري إلى إيطاليا، فإن تعطل الإمدادات الروسية لفترة طويلة لن يكون له تأثير كبير، لكن غياب الإمدادات الجزائرية قد يزيد من المصاعب.»

وكانت الجزائر أكبر مورد للغاز إلى إيطاليا. لكن تزايد الطلب المحلي وتباطؤ الإنتاج، فضلا عن جاذبية أسواق الغاز المسال الآسيوية، أدى إلى هبوط إمداداتها لإيطاليا بنسبة 40 في المئة في العام الماضي.

لكن بعض المحللين يقولون ان إيطاليا تستطيع زيادة واراداتها من الجزائر بسهولة نسبية إلا أنها ستدفع ثمنا أعلى. ومن بين الإجراءات البديلة الاُخرى التي تهدف إلى تجنب أزمة في الإمدادات الاستعانة بواردات الغاز المنقولة بحرا، واللجوء إلى المخزونات والتحول إلى استخدام مزيد من النفط والفحم.