تناولت الصحف اللبنانية الصادرة اليوم الإثنين بشكل رئيسي دخول الثوار في ليبيا إلى العاصمة طرابلس وتحدثت الانباء عن وصولهم إلى وسطها، وذلك بعد أن تكثفت الغارات التي شنتها طائرات الأطلسي
تناولت الصحف اللبنانية الصادرة اليوم الإثنين بشكل رئيسي دخول الثوار في ليبيا إلى العاصمة طرابلس وتحدثت الانباء عن وصولهم إلى وسطها، من دون أي مقاومة تذكر، وذلك بعد أن تكثفت الغارات التي شنتها طائرات حلف شمال الاطلسي لتمهد الطرق امام تقدم الثوار نحوها من كل الجبهات.
السفير :
صحيفة السفير عنونت "الثــوار فـي طـرابلـس ... تحـت غـطاء الأطلسـي"و"نـهـايــة الـقــذافـي"!
وكتبت تقول "قبل ايام من ذكرى الفاتح من سبتمبر، بدا أن حكم معمر القذافي، وهو النظام العربي الأطول عمرا، دخل ساعاته الاخيرة...
وتسارعت التطورات الميدانية منذ فجر الاحد مع الانهيار السريع لدفاعات قوات القذافي حول العاصمة طرابلس، التي ذكرت انباء غير مؤكدة ان الثوار وصلوا الى وسطها، من دون أي مقاومة تذكر، وذلك بعد أن تكثفت الغارات التي شنتها طائرات حلف شمال الاطلسي لتمهد الطرق امام تقدم الثوار نحوها من كل الجبهات، برغم تأكيد القذافي حتى ساعات ما بعد منتصف ليلة امس انه سينتصر في هذه المعركة متهما الثوار بالخيانة والعمالة".
وأظهرت صور ساعات الفجر الاولى، شبانا يحتفلون في احد شوارع طرابلس، في مكان لا يبعد كثيرا عن الساحة الخضراء، فيما ظل مصير العقيد القذافي مجهولا.
وتقدم الثوار الليبيون بسرعة كبيرة باتجاه طرابلس التي كان قسم من سكانها قد انتفضوا أول من امس على القوات الموالية للقذافي. ويشير دخول الثوار الى العاصمة إلى بدء مرحلة حاسمة في الصراع المستمر منذ ستة أشهر، والذي استغله حلف شمال الأطلسي لشن عمليات بحجة حماية «المدنيين».
وقال مراسل قناة «سكاي نيوز» البريطانية في طرابلس إن الثوار، الذين دخلوا من الغرب، وصلوا الى بعد 8 كيلومترات من وسط العاصمة، مشيرا الى ان حشودا من الليبيين تدفقت الى الشوارع لتحية الثوار، الذين لم يلاقوا مقاومة من قوات القذافي.
وأظهرت لقطات على الهواء مباشرة من طرابلس مئات من الليبيين يتدفقون على الشوارع ويطلقون النار في الهواء مبتهجين وهم يهتفون «الله أكبر» مع تقدم شاحنات صغيرة تابعة لقوات المعارضة سريعا الى وسط العاصمة. وشوهد أطفال يتقافزون فرحا في حين كان آخرون يتعانقون ويرددون الهتافات.
وذكرت قناتا «الجزيرة» و«العربية» ان الكتيبة المكلفة بحماية القذافي «استسلمت وتلقي السلاح». وقال رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبد الجليل لـ«الجزيرة» ان هناك «انباء مؤكدة عن اعتقال (ابن القذافي) سيف الاسلام».
وقال رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبد الجليل إن محمد الابن الأكبر للزعيم الليبي معمر القذافي استسلم لقوات المعارضة الليبية. وأكد أيضاً أن سيف الإسلام القذافي قد اعتقل.
وبدأت عملية «فجر عروس البحر»، في اشارة الى العاصمة طرابلس، أول من امس، وهي تتم بالتنسيق بين المجلس الوطني الانتقالي المعارض والمقاتلين داخل طرابلس وحولها، و«الاطلسي» وفق ما اوضح المتحدث باسم المجلس الانتقالي احمد جبريل.
وتنفيذا لخطة سرية وضعت منذ اشهر، بدأت «خلايا نائمة» للثوار بالتحرك داخل العاصمة أول من امس، حيث اندلعت اشتباكات مع اتباع القذافي. وقال مصدر دبلوماسي في باريس ان «الخلايا النائمة» في العاصمة ينفذون خطة وضعت منذ اشهر، وكانوا ينتظرون اشارة البدء، التي كانت «الافطار» حيث بدأ ائمة المساجد يدعون الى الانتفاض على القذافي.
في هذا الوقت، كانت طائرات «الاطلسي» تشن اعنف هجمات لها، حيث دوت الانفجارات في غالبية مناطق العاصمة ومحيطها. وأعلن «الاطلسي» انه دمر أول من امس 14 هدفا عسكريا في محيط العاصمة.
وفي مقدمة لإمكانية الدفاع عن المجازر التي قد تقع، قال «الاطلسي» ان التغير السريع في اماكن المعركة وانتقالها الى مدن وقرى يجعل من الصعب على الطائرات تحديد اهدافها بدقة. وقال المتحدث باسمه العقيد رولاند لافوا «يظهر بوضوح تأثير العملية المتواصلة للاطلسي»، مضيفا «قوات القذافي تخسر قدرتها على قيادة العمليات وتنفيذها».
وقال مسؤول في الحلف ان العمليات التي تشن ضد قوات القذافي اخذت منحى جديدا، موضحا «ان الاطلسي يهاجمها بالرغم من انها اعادت استخدام المدفعية والدبابات في محاولة لوقف تقدم الثوار». واعتبر «الاطلسي» ان نظام القذافي «ينهار». وقالت المتحدثة باسم الحلف اونا لونغيسكو «ما نراه الليلة هو نظام ينهار»، مضيفة «كلما اسرع القذافي بإدراك ان لا سبيل امامه للانتصار كلما كان ذلك افضل للجميع».
وقال مقاتل في المعارضة ان طائرات «الاطلسي» هاجمت مواقع القذافي في منطقة جدايم قرب العاصمة طوال الليل.
وقال شهود ان الثوار تمكنوا من السيطرة على حي تاجوراء في الضاحية الشرقية لطرابلس، وكذلك على حي سوق الجمعة. كما تمكن الثوار الآتون من غرب ليبيا من دخول العاصمة الليبية حيث كانت في استقبالهم حشود اخذت تهتف تأييدا لهم. وأفاد مراسل «فرانس برس» ان المقاتلين الآتين من الغرب الليبي دخلوا طرابلس. وتابع ان المعارضين يخوضون معركة شرسة مع قوات القذافي داخل قاعدة معيتيقة الجوية في حي تاجوراء بالعاصمة. ووصل ثوار الى طرابلس بحرا آتين من مدينة مصراتة التي تبعد 200 كلم شرقا، وفق متحدث باسم المعارضة.
وخلال تقدمهم، سيطر الثوار الآتون من جبل نفوسة في غرب ليبيا على ثكنة تابعة لكتيبة خميس القذافي عند مدخل طرابلس حيث استولوا على اسلحة وذخائر.
وكانت هذه الثكنة اكبر عقبة في طريق تقدم الثوار الى العاصمة من الزاوية في الغرب. وأطلق الثوار عشرات السجناء من سجن مية القريب من الثكنة.
وقال مسؤول في حكومة القذافي ان القتال الذي دار في طرابلس خلال اليومين الماضيين أسفر عن مقتل 376 وإصابة نحو ألف من الجانبين.
وأكد المتحدث باسم النظام في مؤتمر صحافي ان «آلافا من الجنود وآلافا من المتطوعين يدافعون عن المدينة ويحمونها». وبعث النظام برسائل قصيرة على الهواتف النقالة يــــدعو فيها «الشـــعب الى القضاء على الخونة والعــملاء».
وبعدما خسرت قوات النظام خلال الايام الاخيرة العديد من المدن لمصلحة المعارضين الذين بدأوا عمليتهم في اتجاه طرابلس، اعتبرت دول غربية عدة بينها الولايات المتحدة ان نظام القذافي يوشك على السقوط.
الأخبار:
بدورها صحيفة الأخبار عنونت"طرابلس: معركة العقيد الأخيرة"
وكتبت تقول "يشبه العقيد معمر القذافي قائد الجيوش الليبية في ملحمة الكاتب الفرنسي غوستاف فلوبير المسمّاة سلامبو. شخصية تتمتع بعنفوان لا حدود له، ولكنه انهزم بسبب عناده وسلوكه الانتحاري. وكما لم يستطع القذافي كسب المواجهة من حصنه الأخير في طرابلس، فشل زعيم البربر في إسقاط قرطاج"
تأخرت معركة طرابلس ستة أشهر. فالانتفاضة التي انطلقت شرارتها الأولى في 17 شباط الماضي كان يراد لها أن تنتقل بسرعة إلى العاصمة الليبية لتجبر العقيد القذافي على الرحيل. وبدا خلال الأيام الأولى أن هذا الاحتمال وارد، وأن هناك خطاً مباشراً ستأخذه الأحداث وفق ما سارت عليه الثورتان الشعبيتان في تونس ومصر. ومن خلال ردود فعل القذافي المرتبكة، كاد هذا السيناريو أن يتحقق خلال الأسبوعين الأولين. وحينما اشتدت الهبة الشعبية في كل المناطق، باستثناء طرابلس، تقدمت العديد من الأطراف بوساطات ومبادرات كان هدفها تجنيب القذافي الحصار في العاصمة، وجرت مفاوضات من أجل تأمين خروجه، ولكن ابن الخيمة القادم من الصحراء عكس اتجاه الأحداث، واستعاد المبادرة بسرعة. استوعب الصدمة الأولى، وشرع في شنّ هجوم مضاد، ونقل المعركة الى كل جزء من ليبيا عدا طرابلس. وقبل أن يتدخل الحلف الأطلسي، كانت كتائب القذافي تتقدم نحو عاصمة الشرق بنغازي التي سقطت بأيدي خصومه منذ الأسبوع الأول، وتحولت الى مركز للمعارضة.
وفي الوقت الذي كان فيه القذافي يبدو أنه على وشك الهزيمة، كان يلعب لعبة متعددة الأوجه، مستفيداً من قدرة كبيرة على المناورة ومن خلاصات دروس استوعبها، وهي تتوزع بين حروب خاضها في الداخل، والنزاعات التي جرت في جواره في تشاد والسودان وبلدان أفريقية أخرى مثل الكونغو.
في الداخل استطاع العقيد أن يستولي على ثورة الفاتح، من خلال سلسة طويلة من التصفيات بدأت برفيق مجلس الثورة الرائد عمر المحيشي ولم تقف عند إقصاء وتغييب عبد السلام جلود الذي كان يوصف بالرجل الثاني، وتحجيم رفاق يحظون بالصدقية من وزن العقيد أبو بكر يونس. وفي الخارج تمكّن القذافي من أن يخترق القارة الأفريقية، وبالمال وحده صار طرفاً ووسيطاً في سلسلة الحروب الداخلية التي عاشتها أفريقيا خلال العقد الأخير، ويتمثل ذلك على نحو صريح في نزاع دارفور المركب. ورغم أساليب التمويه الكثيرة، فإنه ظهر كالممثل الرئيسي الذي يقف خلف الستارة ويحرك الدمى على خشبة المسرح، فأشعل أكثر من مواجهة ورعى أكثر من مصالحة بين حاكمي تشاد إدريس ديبي والسودان عمر البشير.
أراد العقيد أن يسقط عن الانتفاضة الليبية صفة الحركة الشعبية وأن يحولها إلى حالة تشادية سمتها الرئيسية انشقاق في أوساط الحكم وتمرد مسؤولين سابقين، ولا سيما أن خصومه الفعليين كانوا من بين أقرب أعوانه من أمثال وزير العدل مصطفى عبد الجليل ووزير الداخلية عبد الفتاح يونس، وقامت لعبته على عدة ركائز؛ الأولى تشتيت شمل خصومه، وهنا لعب على استنفار كافة العصبيات، وخصوصاً منها إحياء نغمة التقسيم بين شرق وغرب، وقبائل موالية ومنشقة، وتمكن من أن يحدث شرخاً كبيراً ساعد في تحييد قسم كبير من القبائل التي سارع بعضها إلى نجدته، وخصوصاً من حماه القبلي في سرت وسبها، ولكنه لم يتمكن من اختراق فعلي في الشرق، يجعل منه محل إجماع من جديد ويظهر خصومه على أنهم حالة هجينة قابلة لأن تخبو أمام قدرة العقيد على خلط الأوراق.
الركيزة الثانية هي محاولة تجييش الليبيين من حوله بوصفه شخصية وطنية فوق كافة الشبهات ويرمز الى الاستقلالية ويمثّل على الدوام ضمانة لبقاء ليبيا عامل استقرار داخلي وإقليمي ودولي، فنسب إلى خصومه أنهم خليط من اتجاهات إسلامية متطرفة، وظل يحذر على مدى أسابيع من اختراق تنظيم القاعدة للانتفاضة الشعبية، ونجح العقيد في جعل هذه الفزاعة قضية عامة. حتى إن مخاوف واسعة سرت لدى أطراف دولية وعربية من أن يكون بديل القذافي قوى إسلامية متطرفة، الأمر الذي استدعى تخفيف منسوب الحملة العسكرية الأطلسية ضد قواته التي تمكّنت بفضل ذلك من الخروج من منطقة الغرب لتستعيد مواقع أساسية في جهات أخرى في الوسط والشرق. وبينما كانت المواجهات تدور في شهر آذار على بعد 100 كيلومتر عن طرابلس، انتقلت بسرعة الى محيط بنغازي التي كانت وشيكة السقوط بيده. وفي هذه الأثناء، كان الغربيون يدرسون على الأرض تركيبة المقاتلين وتوجهاتهم، واضطروا إلى أن يدربوا مقاتلين جدداً، وإعادة تأهيل قوى المعارضة السابقة من أجل خلق توازن يحرم الإسلاميين شرف تصدّر المعركة وحصاد مجد إسقاط العقيد.
أما الركيزة الثالثة فهي أن العقيد قاد المعركة وفي ذهنه فكرة واحدة، وهي أنه الرقم الصعب في المعادلة، ومهما بلغ خصومه من قوة ودعم أطلسي يظل هو المقرر لما يمكن أن تكون عليه صيغة ليبيا المستقبل. ومن أجل ذلك استنجد بوساطات من كافة الاتجاهات، تركية، روسية، أفريقية، عربية، فرنسية.
وفي الوقت الذي كان يقاتل ويصمد ويحقق انتصارات ميدانية، كانت طرابلس وجربة التونسية وباريس، وعواصم أفريقية، تتداول مبادرات بشأن تسوية. وكانت الأسئلة المطروحة طيلة الأشهر الثلاثة الماضية تدور من حول تسوية بوجود العقيد أو من دونه، ببقاء العقيد في ليبيا من دون صلاحيات أو برحيله نهائياً، بوجود أولاده كشركاء في الحكم أو من دون أي فرد من أسرته؟ كان العقيد يحرك أحجار الشطرنج من الخيمة وهو يعمل ميدانياً بكل ما أوتي من قوة، وكان رهانه الرئيسي على تعب خصومه وانقساماتهم وعدم حرفيتهم على المستويين العسكري والسياسي، وتراخي الحملة الأطلسية التي كلفت غالياً، وصارت حماسة بعض أطرافها تفتر.
والركيزة الرابعة في استراتيجية العقيد هي هدم المعبد عليه وعلى أعدائه. ولم يكذّب القذافي وعده بأنه سيقاتل «شبر شبر، وبيت بيت، وزنقة وزنقة». ويقول خبير من الأمم المتحدة في الشؤون الإنسانية رافق الوسيط الدولي عبد الإله الخطيب في عدة زيارات إلى ليبيا، إن حجم الدمار الذي لحق بليبيا يفوق الوصف، فثمة مدن ومنشآت وبنى تحتية دمرت إلى حدود 80 في المئة، ولم يراع العقيد أي اعتبار هنا، كأن لسان حاله يقول سأترك ليبيا بعدي كومة من الأحجار.
غلطة العقيد
ركن العقيد إلى وهم إثارة الرعب من حجم الدمار الذي سيخلفه، وكان يظن أن هذه الورقة ستتحول إلى عنصر ضغط لمصلحته، وخصوصاً إلحاق الضرر بالمنشآت النفطية. ولكن القوى الأطلسية كانت تنظر إلى هذا السلوك الانتحاري نظرة مختلفة. ذلك أن مئات الشركات الأميركية والأوروبية والروسية والتركية والخليجية تستعد لتوقيع عقود إعادة الإعمار. ويؤكد خبير الأمم المتحدة صحة المعلومات التي جرى تداولها في الإعلام عن اتفاق بين الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ووفد من المجلس الانتقالي على حصة من النفط الليبي مقابل إسقاط العقيد. ويقول الخبير إن الأمم المتحدة لمست مصلحة غربية في تدمير البنى الليبية، لأن ذلك يعطيها فرصة لفتح ورشة إعمار كبيرة.
النهار :
أما صحيفة النهار فعنونت"القذافي ثالث زعيم عربي تطيحه ثورة شعبية مصيره مجهول بعد سقوط طرابلس" واعتقال سيف الاسلام"
وكتبت تقول "في 17 شباط، ولدت الثورة الليبية بعد نجاح تجربتي تونس ومصر وسقوط الرئيسين السابقين زين العابدين بن علي وحسني مبارك. وفي 21 آب، بدا أنها بلغت ذروتها واقتربت من تحقيق هدفها بإسقاط نظام أحكم قبضته على البلاد أكثر من أربعة عقود. وبين التاريخين مرت أشهر طويلة من الجمود والكر والفر، غير أن ساعات قليلة كانت كافية ليحرز الثوار تقدماً كبيراً مفاجئاً حتى لهم، إذ عبروا أكثر من 30 كيلومتراً من خارج العاصمة الليبية إلى أبوابها، ثم إلى قلبها، إلى الساحة الخضراء، على مشارف باب العزيزية، مقر الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي الذي أوقف نجله سيف الإسلام كما أكد رئيس "المجلس الوطني الانتقالي" مصطفى عبدالجليل، وسلم نجله الآخر محمد نفسه، بينما يكتنف الغموض مصيره هو".
قبل ذلك، على وقع الموسيقى والزغاريد والتلويح بالعلم الملكي، دخل مئات المقاتلين المبتهجين طرابلس من جنزور، بوابتها الغربية دونما مقاومة، بعد قتال ضار بين فلول كتائب القذافي وخلايا ثوار الداخل الذين أطلقوا مساء السبت عملية "فجر عروس البحر".
وتحدثت قناة "الجزيرة" الفضائية القطرية عن وصول الثوار إلى الساحة الخضراء، وبثت مشاهد لاحتفال ثوار ومواطنين ودوس صورة كبيرة للقذافي في مزران على مقربة من الساحة.
وحسم عبدالجليل تقارير تداولتها الفضائيات عن توقيف القذافي ونجليه سيف الإسلام والساعدي، مؤكداً فقط اعتقال سيف الإسلام ونقله إلى "مكان آمن تحت حراسة مشددة لحمايته تمهيداً لمحاكمة عادلة". وقال: "مستعدون لوقف النار في مقابل إعلان القذافي وأبنائه الرحيل، وسنوفر له ممرا آمنا لكي يرحل". وفي وقت لاحق، أكد أنباء استسلام محمد، النجل الأكبر للقذافي، وكذلك وحدات مكلفة الدفاع عن الزعيم الليبي.
ونفت وزارة الخارجية الجزائرية أنباء عن فرار الزعيم الليبي إلى الجزائر. وجاء في تقارير أن طائرتين من جنوب افريقيا حطتا في مطار طرابلس.
وكان "المجلس الوطني الانتقالي" عقد في بنغازي اجتماعات مستمرة لمواكبة التطورات المتسارعة في العاصمة ومحيطها، وقال العضو فيه عن طرابلس الصديق الكبير إن "معركة طرابلس حُسمت ولم يبق إلا القليل".
ونهاراً روى شهود أن الثوار داخل طرابلس الذي يشنون عمليتهم بالتعاون مع حلف شمال الأطلسي، قطعوا الكثير من الطرق الرئيسية في المدينة، بعدما سيطروا على أحياء عدة بينها تاجوراء وسوق الجمعة، وكذلك على قاعدة معيتيقة الجوية في المدينة، وهي مركز أساسي لكتائب القذافي.
وفي المقابل، أفاد مصدر في الحكومة الليبية أن لدى النظام 65 ألف جندي "محترف". وقبيل منتصف الليل، تحدث الناطق الحكومي موسى ابرهيم عن مقتل 1300 شخص وإصابة خمسة آلاف في أقل من 12 ساعة في غارات لحلف شمال الأطلسي. واسترعى الانتباه أنه لم ينف الأنباء عن توقيف سيف الإسلام، داعياً إلى وقف فوري للنار وأن "يقودنا القذافي لتحقيق السلام"، مشيراً إلى استعداد القذافي لمفاوضات مباشرة مع عبدالجليل. أما التلفزيون الليبي الذي تقطع بثه، فعرض برامج مسجلة ولم ينقل صوراً مباشرة من الساحة الخضراء كما جرت العادة.
وفي رسالة هي الثانية في ساعات، الثالثة في أقل من 24 ساعة، دعا القذافي إلى الزحف على طرابلس "لحمايتها وتطهيرها من عملاء الاستعمار المندسين". وكان قال في رسالته الثانية: "سننتصر بإذن الله... أنا معكم في هذه المعركة".
وقالت الناطقة باسم حلف شمال الأطلسي اونا لونغيسكو إن "ما نراه الليلة هو نظام ينهار. وكلما اسرع القذافي بإدراك ان لا سبيل امامه للانتصار، كان ذلك أفضل للجميع. انتقال السلطة في ليبيا لابد وان يكون سلمياً وفورياً". وأضافت أن الحلف مستعد للعمل مع المجلس الوطني الانتقالي الليبي، وليبيا لا بد أن تبقى موحدة"، والحلف سيواصل مراقبة الوحدات العسكرية والمنشآت الرئيسية في ليبيا.
□ في واشنطن، كرر الناطق باسم البيت الأبيض جوش إرنست أن أيام القذافي صارت معدودة، وأن الشعب الليبي يستحق مستقبلاً عادلاً وديموقراطياً وسلمياً.
□ في لندن، جاء في بيان لرئاسة الوزراء البريطانية انه "من الواضح بعد المشاهد التي نتابعها في طرابلس ان النهاية قريبة بالنسبة إلى القذافي".
اللواء :
من جهتها عنونت صحيفة اللواء "إنهيار نظام القذافي ...والثوار سيطروا على طرابلس"و"إعتقال سيف الإسلام وشقيقه محمد ... وطائرتان من جنوب أفريقيا لإجلاء عائلة العقيد"
وكتبت تقول "واخيرا بزغ فجر ليبيا الحرة مع سقوط العاصمة الليبية طرابلس في قبضة ثوار 17 فبراير الذين احكموا سيطرتهم علي غالبية احيائها باستثناء مقر باب العزيزية حيث لايزال مصير العقيد القذافي مجهولا ،وبعد 3نداءات وجهها القذافي في اقل من 24ساعة لجماهير الشعب الليبي للخروج لتحرير عاصمتهم من وحلفاء الاستعمار خرجت طرابلس عن بكرة ابيها لتدوس صوره بالاحذية ،كذلك عمت الاحتفالات معظم المدن الليبية المحررة بتحرير عاصمتهم .
وقد احكمم الثوار الليبيون سيطرتهم على معظم انحاء طرابلس خلال التي اطلقوها امس الاول، وتوجت انتفاضتهم المستمرة منذ 17 شباط الماضي لينهوا حقبية تاريحية استمرت42 بقيادة القذافي الذي تميز حكمه بالقمع والديكتاتورية وتبديد الثروات النفطية للشعب الليبي على مدار العقود الاربعة الماضية".
ومساء نقل مراسل الجزيرة في طرابلس عن الثوار قولهم إنهم دخلوا بالفعل إلى الساحة الخضراء وسط العاصمة الليبية التي تشهد منذ أمس انتفاضة داخلية عززها إسناد من الثوار قدموا من المناطق المحيطة، فيما بدت كتائب القذافي عاجزة عن الصمود وسط توقعات بليلة حاسمة شهدت نهاية نظام القذافي.
وبثت قناة الجزيرة مشاهد لاشخاص يحتفلون في وسط طرابلس ويمزقون صوره،وأكد رئيس المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا مصطفى عبد الجليل اعتقال سيف الإسلام القذافي .
وقالت قناةالاخبارية ان الكتيبة المكلفة بحماية القذافي قامت بتسليم نفسها للثوار الليبيين وتقرر إلقاء السلاح،وقال عبد الجليل ان محمد النجل الاكبر للزعيم الليبي معمر القذافي استسلم لقوات المعارضة ،فيما هرب كل من عبد الله السنوسي مدير المخابرات في نظام القذافي إلى جنوب البلاد، ومحمد حويج وزير المالية إلى الجبل الغربي.
ونقلت قناة الجزيرة عن الثوار الليبيين قولهم إنهم دخلوا منزل عائش القذافي في بن عاشور وسط العاصمة ،وقالت القناة إن الثوار تمكنوا من تحرير معظم مناطق العاصمة الليبية طرابلس بعد اشتباكات عنيفة مع كتائب القذافي التي انسحبت إلى باب العزيزية.
وقال عبد الجليل ان مقاتلي المعارضة الليبية سيوقفون الهجوم اذا أعلن الزعيم الليبي الرحيل،وتابع عبد الجليل ان قوات المعارضة ستوفر للقذافي وأبنائه ممرا امنا لمغادرة البلاد.
بالمقابل وجه الزعيم الليبي نداء ثانيا لشعبه من اجلمن هجوم للمعارضين في ثاني رسالة صوتية تبث على التلفزيون الرسمي ،وقال القذافي:،.
وكان القذافي قد وجه نداء مماثلا في وقت سابق التلفزيون الرسمي في الوقت الذي تدفق فيه مقاتلو المعارضة على العاصمة.
من جهته قال متحدث في تصريحات بثها التلفزيون الحكومي الليبي ان حكومة معمر القذافي مستعدة لاجراء مفاوضات فورا مع المعارضة ،واضاف المتحدث موسى ابراهيم ان القذافي مستعد للتفاوض بشكل مباشر مع رئيس المجلس الوطني الانتقالي،واضاف ان 1300 شخص قتلوا في طرابلس .
وفي تطور بارز مساء ذكرت مصادر مطلعة للجزيرة ان طائرتين من جنوب افريقيا هبطتا في مطار طرابلس لاجلاء عائلة القذافي .
وقال متحدث باسم المجلس الوطني الانتقالي الليبي إن عملية تحرير طرابلس تتواصل بالتنسيق بين المجلس والثوار (داخل وخارج طرابلس) وحلف الأطلسي، متوقعا أن تستمر لعدة أيام إلى أن تتم محاصرة القذافي.
وتوقع المتحدث أن يتم إنهاء حكم القذافي حسب إحدى سيناريوهين: الاستسلام أو الفرار خارج طرابلس واللجوء إلى الخارج أو إحدى المدن الليبية
ووصف حلف الاطلسي الوضع في ليبيا بأنهمع دخول مقاتلي المعارضة العاصمة طرابلس وقال ان حكم معمر القذافي.
وقالت المتحدثة باسم الحلف وانا لونجرسكو.
وفي واشنطن قالت وزارة الخارجية الاميركية ان الولايات المتحدة ترى ان هجوم مقاتلي المعارضة للسيطرة على طرابلس يسير في مجراه بكل وضوح وانها تحث المجلس الوطني الانتقالي على البدء في التخطيط لفترة ما بعد القذافي في ليبيا.
وقالت فيكتوريا نولاند المتحدثة باسم وزارة الخارجية الامريكية في بيان.
وأضافت.
من جهته اشاد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بالمعارضين الليبيين ،مؤكدا مجددا دعم فرنسا الكامل لقضيتهم.
وقال مكتب ساركوزي.
المستقبل :
صحيفة المستقبل عنونت"الثوار سيطروا على طرابلس واعتقلوا سيف الإسلام القذافي"و"ليبيا تتحرر من العقيد"
وكتبت تقول "بأسرع مما توقع الجميع، تداعى نظام معمر القذافي دفعة واحدة، وكانت معركة طرابلس المنتظرة هي الأسهل والأسرع بالنسبة للثوار الذين ما إن شنوا هجوم "فجر عروس البحر" حتى وجدوا الطرق مفتوحة أمامهم الى قلب العاصمة حيث طغت هتافات النصر على صوت العقيد القذافي صارخاً على "أنصاره" طالباً منهم "الزحف بالملايين" لتحرير المدن ممن يواظب على تسميتهم حتى الآن بـ"الخونة والجرذان" رافضاً في أكثر من خطاب مسجل الاستسلام".
اليوم ستكون ليبيا مختلفة، اذ تدل المؤشرات على أن حقبة العقيد الذي حكم البلاد بمزاجية اشتهر بها لأكثر من أربعة عقود، انتهت لتبدأ حقبة ليبيا الحرة بعد أن أعلن الثوار في ساعة متقدمة مساء أمس، سيطرتهم على كل العاصمة طرابلس باستثناء باب العزيزية.
وفيما دعت الولايات المتحدة المعارضة الليبية إلى التخطيط لمرحلة ما بعد القذافي، قال حلف شمال الأطلسي إنه سيواصل إنجاز مهمته في ليبيا لحماية المدنيين.
وأعلن رئيس المجلس الوطني الانتقالي المعارض في ليبيا مصطفى عبدالجليل مساء أمس، "انباء مؤكدة" حول اعتقال سيف الاسلام القذافي وتسليم محمد أكبر أبناء العقيد نفسه للثوار. وأوضح عبدالجليل ان الثوار سيوقفون الهجوم إذا أعلن القذافي الرحيل، وتابع إن قوات المعارضة ستوفر للعقيد وأبنائه ممراً آمناً لمغادرة البلاد.
وفي تعليق لوزارة الخارجية الأميركية أمس، رأت الولايات المتحدة أن هجوم مقاتلي المعارضة للسيطرة على طرابلس يسير في مجراه بكل وضوح، وأنها تحث المجلس الوطني الانتقالي على البدء في التخطيط لفترة ما بعد القذافي في ليبيا.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية فيكتوريا نولاند في بيان "من الواضح ان الهجوم المتعلق بالسيطرة على طرابلس جار"، وأضافت "نواصل الجهود الرامية إلى تشجيع المجلس الوطني الانتقالي على الحفاظ على اتساع رقعة التواصل مع جميع العناصر في المجتمع الليبي والتخطيط لليبيا ما بعد القذافي. ايام القذافي اصبحت معدودة، وإذا كان يعبأ بمصلحة الشعب الليبي فعليه التنحي الآن".
واعتبرت الحكومة البريطانية مساء أمس بعد دخول الثوار الى طرابلس، ان نهاية القذافي "قريبة".
وقال مكتب رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في بيان "من الواضح بعد المشاهد التي نتابعها في طرابلس، ان النهاية قريبة بالنسبة للقذافي".
وحض الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي القذافي أمس على "تجنيب شعبه عذابات لا طائل منها عبر التخلي من دون تأخير عما تبقى له من سلطة". وجاء في بيان صادر عن الرئاسة الفرنسية ان ساركوزي طلب من القذافي "ان يأمر على الفور القوات التي لا تزال موالية له بالتوقف عن اطلاق النار والقاء السلاح والعودة الى ثكناتهم ووضع انفسهم في تصرف السلطات الليبية الشرعية".
وقال وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني في مقابلة نشرتها صحيفة الـ"ماتينو" ان الصراع الليبي يبدو قريبا من نهايته، في حين اعترفت تونس بالمجلس الوطني ممثلا شرعيا وحيدا للشعب الليبي.
ووصف حلف شمال الاطلسي الوضع في ليبيا بأنه "شديد السيولة" مع دخول مقاتلي المعارضة العاصمة طرابلس أمس وقال ان حكم معمر القذافي "ينهار".
وقالت المتحدثة باسم الحلف وانا لونجرسكو "الوضع بالغ السيولة. يمكنا ان نرى ان النظام ينهار. وكلما بكر القذافي في ادراك انه لا يستطيع كسب الحرب ضد شعبه كان هذا افضل". واضافت "انه المسؤول عن بدء الصراع، وينبغي له ان يجنب شعبه المزيد من اراقة الدماء".
وقال حلف الأطلسي انه سيواصل إنجاز مهمته في ليبيا لحماية المدنيين إذا كان ذلك ضرورياً.
غير ان الزعيم الليبي استمر على تحديه، ودعا انصاره لوضع حد "للمهزلة" و"الزحف بالملايين لتحرير المدن المدمرة" التي قال انها تخضع "للخونة والجرذان".
وقال القذافي في رسالة صوتية بثها التلفزيون الليبي "يجب انهاء هذه المهزلة. عليكم ان تزحفوا بالملايين لتحرير المدن المدمرة" التي يسيطر عليها المتمردون. واضاف ان المتمردين هم "عملاء لساركوزي الذي يريد ان يأخذ البترول الليبي كي ينجح".