يخوض الجيش وحده عمليا في جرود عرسال المعركة الدولية ضد الارهاب في لبنان، مع ان العالم قرر حشد كل طاقاته العسكرية والسياسية والديبلوماسية لمحاربة الارهاب في العراق
غاصب المختار
يخوض الجيش وحده عمليا في جرود عرسال المعركة الدولية ضد الارهاب في لبنان، مع ان العالم قرر حشد كل طاقاته العسكرية والسياسية والديبلوماسية لمحاربة الارهاب في العراق، بعدما بات يهدد المصالح الاميركية والغربية والصهيونية في كردستان، لكن الجيش هنا لا يحظى الا بدعم رسمي وخارجي سياسي ومعنوي لم تتم ترجمته حتى الان دعما بالسلاح والعتاد الحديث، بينما هناك من يطعن بالجيش ويغطي التنظيمات الارهابية بمرافعات سياسية واعلامية وقانونية و«شرعية»، ما سهل لهذه التنظيمات استباحة دم العسكريين وبالتالي استباحة كرامة الدولة والوطن.
ولولا الصرخة التي صدرت بالامس عن مجلس الوزراء، لما تنبه احد، ولا سيما السياسيين الغارقين في خلافات مصالحهم، الى ان الجيش بات يفتقد حتى إلى السيولة المالية من موازنته لتدبير ابسط اموره، ولما تنبه احد الى ان المسلحين الارهابيين باتوا على ابواب مناطقنا بالآلاف، ولديهم احدث العتاد والسلاح.
واظهرت معركتا جرود عرسال الاولى في 2 آب، والثانية في 28 منه، ان المسلحين يمتلكون صواريخ حرارية اصابوا بها عددا من آليات الجيش، ويمتلكون معدات قتال ليلية، عدا الخبرة القتالية الشديدة والتمرس بالصعوبات الجغرافية والطبيعية، بينما الجيش يمتلك اسلحة تقليدية معظمها قديم الطراز، «لكنه يتفوق على المسلحين بعزيمة شديدة وتدريب عسكري رفيع المستوى، وايمان بأرضه ووطنه واهله، الامر الذي مكّنه من التفوق على المسلحين وطردهم من عرسال وبعض تلالها»، على ما يقول مصدر عسكري مأذون.
ويشير المصدر الى ان الجيش قاتل في جرود عرسال، لا سيما في المعركة الاولى، قتالا شديدا، واستبسل ضباطه وجنوده حتى الرمق الاخير، ولولا الغدر في ليل، وبعض العوامل الأخرى، لما تمكن المسلحون من السيطرة في اليوم الاول للمعركة على بعض التلال والمواقع العسكرية، لكن الجيش استوعب الصدمة الاولى برغم الخسائر في الارواح، واستعاد زمام المبادرة وشن هجوما واسعا على كل المواقع التي دخلها المسلحون.
وتشير بعض المعلومات الى ان الجيش رصد مكالمات لاسلكية بين المسلحين يشكون فيها من ضراوة المعركة وقوة نيران وقتال الجيش، وانه بات من الضروري اخلاء الساحة والانكفاء الى الجرد العالي حرصا على دماء عناصرهم، وهذا ما حصل بعد يومين من القتال الضاري.
مرّ سبعة وعشرون يوما والجيش وحده في جرود عرسال، والعالم يتفرج ويكيل الوعود بإرسال الدعم المالي والعسكري، الى ان استشعر الاميركيون حجم الخطر، فقرروا ارسال كميات من الذخيرة وبعض المعدات على عجل، لكنها تكفي ربما لمعركة جديدة واحدة بين الجيش والمسلحين في حال قرر هؤلاء شن هجومات جديدة، وتعود الامور الى ما كانت عليه من شح.
وتقول مصادر وزارية من فريقي «8 و14 آذار» على السواء في خلاصة لمناقشات جلسة مجلس الوزراء امس الاول، ان دعم لبنان في معركة العالم ضد الارهاب يجب ان يترجم بتسريع ارسال المال والسلاح الحديث للجيش، ووقف الحملات السياسية عليه، وعدم توريط الجيش في مزيد من حروب الزواريب المتنقلة، والكف عن الضغط السياسي عليه كلما قرر حسم الامور او توقيف مسلح او ارهابي او متواطئ مع الارهابي، وعدم استقبال امثال هؤلاء في صالونات السياسيين لتوفير غطاء سياسي مذهبي لهم.
وظهر خلال الجلسة ان ثمة تقاطعا وزاريا سياسيا على تحرير الجيش من كل مترتبات الخلافات السياسية الداخلية والاقليمية، وعلى عدم ربط مواجهة الارهاب بالحسابات الداخلية اللبنانية، وعلى حث جميع الدول على تسريع الدعم، فهل تفلح السلطة السياسية في استجلاب الدعم سريعا للجيش ام تبقى اسيرة القرار الاقليمي- الدولي المتريث؟
http://www.assafir.com/Article/1/369247
موقع المنار غير مسؤول عن النص وهو يعبّر عن وجهة نظر كاتبه