التعامل مع النساء في الموصل يتم بطريقتين، الأولى من خلال الشرطة النسائية التي تتألف من زوجات عناصر «داعش» في المدينة اللواتي ينتشرن في بعض الأسواق المحظورة على الرجال لمراقبة التزام النساء بالخمار
لا يُسمح لأحد بدخول سجون النساء في الموصل سوى المشرفات عليها من الشرطة الإسلامية النسوية اللواتي يدرنها بتوجيهات مباشرة من الأمراء، لكن النازحين الشباب من الموصل يتناقلون عنها حكايات كثيرة يصعب التحقق من معظمها.
فمنذ أن تم سبيّ أكثر من 1200 امرأة إيزيدية بعد حادثة جبل سنجار معظمهن من الشابات بدأ الموصليون يتناقلون الكثير من الحكايات عن تلك السجون وما تحويه من نساء بدءاً من الشابات الإيزديات اللواتي تم اعتقالهن في المكان وبيع بعضهن إلى تجار البشر وانتهاء بنساء أُخريات من الطائفة الشيعية أو سنيات متمردات على قوانين «داعش».
الشباب الذين نزحوا إلى السليمانية في الأسبوعين الماضيين بعد تشديد تنظيم «الدولة الإسلامية» إجراءاته ضد النساء وقيامه بعمليات تصفية ضد الشباب الذين كانوا يعملون مع الأجهزة الأمنية الحكومية في الجيش والشرطة على رغم خضوعهم لنظام التوبة يعرفون الأسباب التي تدفع التنظيم إلى إيداع النساء في تلك السجون لكنهم لا يعلمون ما يدور في داخلها سوى ما يرويه بعض الشباب المحليين العاملين مع «داعش» والذين تعمل زوجاتهم مع التنظيم النسوي لـ «داعش» الذي يدير شؤون السجون النسائية.
ويقول أحد الشباب النازحين إلى السليمانية إن زوجة جاره الداعشي تعمل مع التنظيم في أحد السجون وهي ترتدي النقاب أثناء العمل وتتعامل مع أمرأة أخرى أعلى منها رتبة.
ويضيف: «هناك امرأة تشرف على الشرطة النسائية تتصل بشكل مباشر بالأمراء من خلال الكتب الرسمية التي ينقلها إليها المراسلون، وجارتنا تعمل معها في السجن النسوي لكنها لا تحكي شيئاً عن السجينات وتصفهن بـ (الكافرات) اللواتي يجب أن تطبّق بحقهن أحكام الشريعة».
المتزوجات من الشابات اللواتي لم يضعن الخمار ضمن المهلة المحددة كنَّ من ضحايا «داعش» إذ تم اعتقال بعضهن ممن هزئن من «القانون» ورفضن تطبيقه كما تم اعتقال ازواج بعضهنَّ وإعدام أو حبس بعضهم.
ويروي فيصل سلطان إن أحد أقاربه مرّ أمام نقطة تفتيش في المدينة فطلب منه عناصر «داعش» أوراق سيارته والسبب إن زوجته لا تضع الخمار، فقام بتسليمهم الأوراق وغادر من فوره منزعجاً من سلوكهم وفي اليوم التالي أشترى خماراً لزوجته وذهب إلى المكان ذاته وقال لهم « هذا الخمار فاعطوني أوراق سيارتي» لكنهم اعتقلوه بحجة أنه لم يظهر الطاعة والاحترام لحظة حديثه معه في المرة السابقة وعاملهم باحتقار حينما انطلق مسرعاً بعد تسليمهم الأوراق.
الشاب تم اعتقاله مع عشرات الشباب الذين يتم اعتقالهم يومياً بحجج مختلفة. لكن الجديد في الأمر هو تصفية المعتقلين، إذ بدأ الطب العدلي في المدينة يتلقى الجثث بشكل يومي منذ قُتل أحد الــشباب رجماً بالحجارة قبل أكثر من اسبوع والإجهاز عليه لاحقاً بقطعة آجر كبيرة تزن (25 كيلوغراماً) من النــوع الذي يتم استخدامه في تشييد المنازل.
التعامل مع النساء في الموصل يتم بطريقتين، الأولى من خلال الشرطة النسائية التي تتألف من زوجات عناصر «داعش» في المدينة اللواتي ينتشرن في بعض الأسواق المحظورة على الرجال لمراقبة التزام النساء بالخمار ويقوم بعضهن بالإشراف على سجون النساء. أما الطريقة الأخرى فهي زج عناصر من «داعش» في الأسواق العامة وهم يحملون عصياً طويلة يضربون بها المرأة غير الملتزمة الخمار.
أما سجون النساء في المدينة فستبقى لغزاً تدور حوله الكثير من الحكايات قبل أن تنكشف أسراره للناس ولو إن بعض المنظمات الحقوقية الدولية التي تراقب الوضع في المدينة تحاول معرفة ما يدور هناك بأسرع وقت ممكن.