25-11-2024 01:41 PM بتوقيت القدس المحتلة

"أبو الهول" يخضع لعملية ترميم جديدة

الترميم الذي سيقوم به أثريون مصريون "يستهدف الأجزاء الضعيفة التي تتعرض لنخر الرياح المحملة بالرمال، وخصوصاً الصدر والرقبة، من خلال استخدام مواد تزيد من صلابة أحجاره".

"أبو الهول" يخضع لعملية ترميم جديدةيطلق عليه علماء الآثار اسم "أقدم مريض في التاريخ"، نظراً إلى احتياجه الدائم إلى عمليات ترميم يعود سببها إلى كونه نحت في صخرة ضعيفة في هضبة الأهرام جنوب غربي العاصمة المصرية القاهرة منذ أكثر من 4500 عام.

وبدأت السلطات المصرية يوم الجمعة الماضي تنفيذ مشروع لترميم تمثال "أبو الهول"، البالغ طوله 73 متراً وعرضه ستة أمتار، وهو تجسيد نحتي لمخلوق أسطوري له جسم أسد ورأس إنسان، والذي يعتبر أقدم المنحوتات الضخمة في العالم، إذ يعتقد العلماء أن قدماء المصريين نحتوه في عصر الملك خفرع أحد أبرز ملوك الأسرة الرابعة (2613-2494) قبل الميلاد، والمعروفة بأسرة بناة الأهرام.

والاسم الأصلي لتمثال "أبو الهول" هو "حور إم أختي"، ويعني "حورس في الأفق"، نسبة إلى "حورس" أحد أبرز الآلهة في مصر القديمة.

وقال وزير الآثار المصري ممدوح الدماطي في بيان أصدره يوم الخميس الماضي إن "جسم تمثال أبو الهول سيخضع بدءاً من الجمعة لمشروع ترميم وصيانة نظراً إلى أنه منحوت في أضعف جزء من هضبة الأهرامات، وذلك للحفاظ عليه، سواء من خلال التخلص من عوامل التلف أو التقليل من تأثيرها"، مشيراً إلى أن "مشروع الترميم سيستغرق شهرين".

وأضاف الدماطي أن الترميم الذي سيقوم به أثريون مصريون "يستهدف الأجزاء الضعيفة التي تتعرض لنخر الرياح المحملة بالرمال، وخصوصاً الصدر والرقبة، من خلال استخدام مواد تزيد من صلابة أحجاره".

من جهتها، ذكرت صحيفة "المصري اليوم" أن عملية الترميم "تأتي بعد ثلاث سنوات من آخر عملية مشابهة تعرض لها أقدم مريض في التاريخ"، كاشفة عن "بعض الحقائق التي قد لا يعرفها العالم كثيراً عن أبو الهول".

وقالت الصحيفة إن "أبو الهول يمثل شكل مخلوق له جسد حيوان ورأس ملك مصري، ويقبع فوق هضبة الجيزة، وينظر شرقاً في اتجاه سيناء"، مضيفة أنه "كان للتمثال أنف طويل يبلغ عرضه متراً واحداً لكنه تمّ تدميره، وهناك شائعات تقول إن الأنف دمّر بواسطة مدفعية جنود نابليون، فيما تتهم شائعات أخرى البريطانيين أو المماليك بتدميره".

وأشارت الصحيفة أيضاً إلى "وجود سراديب موجودة في جسم أبو الهول وحوله، وأهمها السرداب الموجود في منتصف ظهر التمثال تقريباً، على فتحة السرداب العلوية، وهو عبارة عن باب معدني يمكن فتحه وإغلاقه، كما لا يعرف على وجه التحديد إلى أين يؤدي".

ولفتت "المصري اليوم" إلى أن أبو الهول كان يُسمّى قديماً عند الفراعنة "بو حول"، ولكن خلال الحملة الفرنسية التي اكتشفته، قامت عاصفة قوية وكشفت عن جزء صغير منه، وعندما تم التنقيب وإزالة الرمال وجد المنقبون تمثالاً ضخماً أطلقوا عليه اسم "بو هول"، وحُرّف في ما بعد إلى "أبو الهول".