25-11-2024 04:54 PM بتوقيت القدس المحتلة

الثوار دخلوا باب العزيزية ولا أثر للقذافي واولاده

الثوار دخلوا باب العزيزية ولا أثر للقذافي واولاده

تسارعت الاحداث في ليبيا خلال ال24 ساعة الماضية بحيث ظهر نجل الزعيم الليبي سيف الإسلام حرا طليقا في العزيزية وتحدث الى عدة وسائل إعلام أجنبية في الوقت الذي هرب فيه اخوه محمد من قبضة الثوار.

تسارعت الاحداث في ليبيا خلال ال24 ساعة الماضية فقد أعلن "المتحدث العسكري باسم الثوار الليبيين" العقيد احمد عمر باني أن "الثوار سيطروا مساء الثلاثاء على مقر إقامة معمر القذافي بكامله ولم يجدوا اثرا للزعيم الليبي او لابنائه في باب العزيزية"، وأضاف "باب العزيزية بات بكامله تحت سيطرتنا والعقيد القذافي وابناؤه لم يكونوا في المجمع"، وتابع  "لا أحد يعلم أين هم".

 

من جهة ثانية ظهر نجل الزعيم الليبي سيف الإسلام حرا طليقا في العزيزية وتحدث الى عدة وسائل إعلام في الوقت الذي هرب فيه اخوه محمد من قبضة الثوار.

 

وأفاد مراسلون أجانب بأن"سيف الإسلام  لم يعتقل كما قال المجلس الوطني الانتقالي، وأنه ظهر الليلة الماضية بطرابلس في وقت تمكن فيه محمد القذافي (أكبر أبناء العقيد) من الفرار من مقر إقامته الجبرية بعد هجوم شنته عناصر من الكتائب على مقر إقامته، في وقت لا يزال فيه الغموض يكتنف مصير العقيد الليبي.

والتقى مراسلو كل من وكالة الصحافة الفرنسية وقناة "بي بي سي" و"سي أن أن" سيف الإسلام في مقر إقامة والده في باب العزيزية بالعاصمة طرابلس.

وقال نجل القذافي للصحافيين "طرابلس تحت سيطرتنا"، مضيفا أن الغرب لديه تقنية عالية وقدرة على التشويش على الاتصالات وبعث رسائل للشعب الليبي، معتبرا أن ذلك حرب إلكترونية وإعلامية لبث الفوضى والذعر في ليبيا".

وأوضح "أنتم رأيتم كيف أن الشعب الليبي هبّ بالكامل لمقاومة المخربين"،وقال "أنا هنا لتكذيب الإشاعات والكلام"، في إشارة إلى الإعلان عن اعتقاله.

يأتي ذلك في وقت ظهر فيه سيف الإسلام في شريط فيديو لم يتسن التأكد من موعد تسجيله يتحدث فيه عن قيامه بجولة تفقدية لعدد من المناطق في العاصمة طرابلس، ويسخر من الأنباء التي تحدثت عن تعرضه للاعتقال وتسليمه للمحكمة الجنائية الدولية،وأكد سيف الإسلام أن والده بخير ولم يصب بأذى.

ومساء الاثنين، أعلن المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو أوكامبو أنه تلقى "معلومات موثوقة" مفادها أن الثوار اعتقلوا سيف الإسلام، الذي صدرت بحقه مذكرة توقيف من المحكمة بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية في ليبيا.
وفي وقت سابق أعلنت مصادر صحفية أن"محمد القذافي الذي اعتقله الثوار يوم الأحد في طرابلس، تمكن من الفرار. واقتحم مسلحون موالون للقذافي المنزل الذي كان محتجزا به وأطلقوا سراحه بعد اشتباكات مع الحراس هناك".


 جيش الثوار: فيديو سيف الإسلام "مزيف" وهدفنا القذافي نفسه  

من جهته  أكد العقيد احمد باني الناطق الرسمي باسم الجيش الوطني في ليبيا أن تصريحات رئيس المجلس الانتقالي مصطفى عبد الجليل حول اعتقال سيف الإسلام نجل القذافي لم تأتِ من "فراغ"، مؤكدا أنهم لا يشككون في هذه التصريحات وإنما يعتقدون "زيف" شريط الفيديو الذي بث لسيف الإسلام.

 وبرر باني ذلك بأنه "قد يستخدم- أي سيف الإسلام القذافي- المال لشراء ذمم بعض الناس ولا يستثني من ذلك أحدا"، كما أن طائرات حلف الأطلسي (الناتو) تقوم بقصف ذلك المكان مما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي،وأوضح أن الهدف من بث هذا الفيديو في هذا التوقيت هو "إطالة عمر النظام الليبي ولو لسويعات قليلة". 

وقال المتحدث باسم جيش ثوار ليبيا خلال اتصال هاتفي مع قناة العربية: إن سيف الإسلام في كل الاحوال لا يمثل "حجر زاوية" في نضال الثوار، ولذلك فإنهم يسعون حاليا للقضاء على "رأس الأفعى" وهو معمر القذافي نفسه. 

وأضاف إن ما يحدث منذ الأمس في باب العزيزية يدل على صحة تصريحات المجلس الانتقالي والذي سيطر بشكل كامل على نحو 90% من طرابلس،مشيرا إلى أن باب العزيزية بالنسبة لليبيين الأحرار هي معقل الطاغية ولا يدخلها إلا من هم على شاكلة القذافي وأتباعه المخلصون، وهو لم يدخلها من قبل. 

وتأكيدا على ما قاله باستبعاد بث سيف الإسلام القذافي الفيديو الذي تناقلته وسائل الإعلام من طرابلس، أوضح أن طائرات الناتو تقوم بقصف باب العزيزية، وهو ما أحدث حالة من الظلام في تلك المنطقة، مشيرا إلى أن تلك الضربات تأتي في الوقت الذي يتجه فيه الثوار للسيطرة على ما تبقى من طرابلس وهو ما يمثل نحو 10% منها فقط، كما أنهم يحققون تقدما باتجاه باب العزيزية نفسها،وكان الثوار في ليبيا قد أكدوا اعتقال سيف الإسلام، بل إن الجدل كان يدور حول ما إذا كان سيخضع للمحاكمة في ليبيا أم إنه سيسلّم إلى محكمة الجنايات الدولية التي كانت قد أصدرت مذكرة توقيف بحقه.

وبالنسبة لمحمد، شقيق سيف الإسلام، والذي كان الثوار قد قبضوا عليه وتركوه في منزله بعد تطويقه، فقد قال السفير الليبي في واشنطن، المنضم للمجلس الوطني الانتقالي، علي سليمان العجيلي، إنه "تعرض للاختطاف" مرجحاً أن المنفذين مجموعات تابعة لوالده، العقيد معمر القذافي.

وألقى العجيلي باللائمة في ما جرى على مستوى استعداد الثوار الذي تولوا حماية منزل محمد القذافي قائلاً: "ليسوا كلهم من المقاتلين المحترفين أو من رجال الشرطة الأكفاء.. هم مجموعة من الشباب."

وبالعودة لاستخدام قوات القذافي سلاح الصواريخ في المعركة، فقد قال مصدر في حلف شمال الأطلسي إن أحد تلك الصواريخ كان من طراز سكود، وقد أُطلق من موقع على مقربة من مدينة سرت. 

الثوار : بدء مرحلة ما بعد القذافي

من جهة ثانية، أعلن الثوار الليبيون بدء مرحلة ما بعد معمر القذافي بعد سيطرتهم على القسم الاكبر من طرابلس، فيما تكثفت الاثنين عملية اقتفاء اثر الزعيم الليبي مع استعداد المجتمع الدولي لمرحلة ما بعد القذافي.

واعتبر الرئيس الامريكي باراك اوباما في تصريح تلفزيوني ان مرحلة نظام القذافي "اقتربت من نهايتها" وحض الزعيم الليبي على ان يعلن "بوضوح" تنحيه بعد 42 عاما في السلطة. كما وعد بان تكون بلاده "شريكا" لليبيا المقبلة.

من جانبه، دعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الى قمة حول ليبيا هذا الاسبوع، فيما تعقد مجموعة الاتصال اجتماعا الخميس في اسطنبول في موازاة اجتماع لمجلس السلم والامن في الاتحاد الافريقي الجمعة في اديس ابابا.

وسارعت دول عربية عدة الى الاعتراف بالمجلس الوطني الانتقالي بعد تمكن الثوار السبت من دخول طرابلس بدعم جوي من الحلف الاطلسي واثر اعتقال اثنين من انجال القذافي.

واعلن البيت الابيض ان "لا دليل" على ان القذافي غادر طرابلس، فيما اعلن المعارضون الليبيون انهم يجهلون مكانه.

وبعدما تعهد ان يقاوم حتى النهاية، قال مصدر دبلوماسي ان الزعيم الليبي لا يزال موجودا في مقر اقامته في باب العزيزية بطرابلس الذي شهد صباحا معارك عنيفة قبل ان تتراجع وتيرتها مساء الاثنين.

وكان الثوار دخلوا طرابلس الاحد من دون مقاومة من جانب قوات القذافي، وبلغوا الساحة الخضراء، حيث كان انصار القذافي يواظبون على التجمع وبدلوا اسمها الى "ميدان الشهداء". وشهدت الساحة طوال ليل الاحد الاثنين احتفالات لحشود من الليبيين الذين لوحوا باعلام حمراء وسوداء وخضراء هي ألوان الثوار.

لكن التوتر لا يزال يسود سكان طرابلس مع استمرار المعارك في العديد من احياء وسط العاصمة، وفق ما افاد شهود تحدثوا عن وجود قناصة موالين للنظام على سطوح المباني. وتمكن الثوار من السيطرة على مقر التلفزيون الرسمي الذي توقف عن البث،
وينتظر الثوار وصول آلاف المقاتلين من مناطق اخرى في البلاد.

وليل الاثنين، انقطع التيار الكهربائي عن كل احياء العاصمة باستثناء منطقة باب العزيزية، وفق مراسل فرانس برس.

لكن الظلام لم يمنع سكان حي في جنوب غرب المدينة يسيطر عليه الثوار من الخروج للاحتفال بخبر وصول تعزيزات الى المتمردين من مصراتة التي تبعد 214 كلم شرق العاصمة.

معركة طرابلس مستمرة

وفي بنغازي، اكد الثوار ان "سفنا عدة وصلت" الى طرابلس اتية "من مصراتة، وعلى متنها عدد كبير من المقاتلين والذخائر".

والاثنين، اكد رئيس المجلس الوطني الانتقالي- الهيئة السياسية للثوار- مصطفى عبد الجليل ان معركة طرابلس لم تنته بعد.

وقال عبد الجليل في مؤتمر صحافي في بنغازي "اقول وبكل شفافية ان حقبة القذافي بكل مساوئها قد انتهت". غير انه حذر من الافراط في التفاؤل قائلا "المرحلة القادمة لن تكون مفروشة بالورود، فأمامنا الكثير من التحديات، وعلينا الكثير من المسؤوليات".

وقال عبد الجليل انه ما زال من الصعب القول ما اذا كان القذافي قد فر من البلاد، ام لا يزال في باب العزيزية، آملا في ان يتم اعتقال القذافي حيا ليحظى بمحاكمة عادلة.

واعلنت الخارجية الامريكية الاثنين ان مسؤولين مقربين من معمر القذافي حاولوا التفاوض مع الادارة الامريكية حتى بدء هجوم الثوار على طرابلس.

وقالت فيكتوريا نولاند المتحدثة باسم الخارجية ان "ايا من هؤلاء لم يكن جديا، لان ايا منهم لم يعرض مسبقا تنحي القذافي".

وفي انحاء اخرى من ليبيا، وقعت مواجهات في مدينتي العزيزية (50 كلم جنوب طرابلس) والخمس بين العاصمة ومصراتة (شرق).

وشرقا، اخلت قوات القذافي جبهة البريقة وفرت نحو الغرب في اتجاه سرت، مسقط راس الزعيم الليبي، وفق الثوار .

ومنذ بداية تدخل الحلف الاطلسي في ليبيا في نهاية اذار/مارس، نفذت الولايات المتحدة 5316 طلعة جوية في ليبيا تمثل نحو 27 في المئة من مهمات الحلف، وفق البنتاغون.