29-04-2025 06:40 PM بتوقيت القدس المحتلة

الثوار الليبيون والغرب يستعدان لمرحلة ما بعد القذافي

الثوار الليبيون والغرب يستعدان لمرحلة ما بعد القذافي

اعلن الثوار الليبيون بدء مرحلة ما بعد معمر القذافي بعد سيطرتهم على القسم الاكبر من طرابلس. فيما تكثفت الاثنين عملية اقتفاء اثر الزعيم الليبي مع استعداد الغرب لمرحلة ما بعد القذافي.

اعلن الثوار الليبيون بدء مرحلة ما بعد معمر القذافي بعد سيطرتهم على القسم الاكبر من طرابلس. فيما تكثفت الاثنين عملية اقتفاء اثر الزعيم الليبي مع استعداد الغرب لمرحلة ما بعد القذافي.

حيث اعتبر الرئيس الاميركي باراك اوباما مرحلة معمر القذافي "تقترب من نهايتها". وحض الزعيم الليبي على ان يعلن "بوضوح تنحيه عن السلطة". وقال اوباما في رسالة الثوار ان "ليبيا التي تستحقون هي بمتناول يدكم". واضاف ان "مرحلة القذافي تقترت من نهايتها. مستقبل ليبيا هو بايدي شعبها". لكن اوباما الذي كان يتحدث في مداخلة اذاعية نبه الثوار الليبيين الى ان معركتهم "لم تنته بعد".
واوضح أوباما ان "الوضع ما زال غير مستقر. لا يزال هناك مستوى معين من الفوضى كما ان عناصر النظام التي تواصل القتال تشكل تهديدا". واشار الرئيس الاميركي الى ان "من مسؤولية (القذافي) ايضا ان يمنع حمام دم جديدا عبر اعلانه بوضوح التخلي عن السلطة وعبر دعوة القوات التي تواصل القتال الى تسليم سلاحها".
واعلن البيت الابيض ان "لا دليل" على ان القذافي غادر طرابلس فيما اعلن المعارضون الليبيون انهم يجهلون مكانه. وبعدما تعهد ان يقاوم حتى النهاية. وقال مصدر دبلوماسي ان الزعيم الليبي لا يزال موجودا في مقر اقامته في العزيزية بطرابلس الذي شهد صباحا معارك عنيفة قبل ان تتراجع وتيرتها مساء الاثنين.

من جهته، اجرى الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي محادثات مساء الاثنين حول ليبيا مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ومع الامين العام للامم المتحدة بان كي مون، متفقا مع هذا الاخير على ان الامم المتحدة ستؤدي "دورا مهما" في المرحلة الانتقالية ما بعد معمر القذافي "في حال رغبت السلطات الليبية الشرعية بذلك".

وجاء في بيان للرئاسة الفرنسية في شان هذين الاتصالين الهاتفيين ان "رئيس الدولة والامين العام للامم المتحدة اعتبرا ان الامم المتحدة واذا رغبت السلطات الليبية الشرعية بذلك. سيكون لها دور مهم تؤديه في مواكبة المرحلة الانتقالية التي ستبدأ".

كذلك. قرر الرئيس الفرنسي ورئيس الوزراء البريطاني مواصلة جهودهما المشتركة "لدعم السلطات الليبية الشرعية ما دام العقيد القذافي يرفض تسليم السلاح". واضاف بيان الرئاسة الفرنسية ان الجانبين "اعتبرا ان المرحلة الانتقالية الجديدة التي ستبدأ يجب ان تكون ضمن روح مصالحة ووحدة وطنية. واشادا بالتعهدات التي قطعها قادة المجلس الوطني الانتقالي الذين اجريا محادثات معهم اليوم (امس الاثنين)".

وأعلن وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه أن "نصر الثوار في ليبيا على نظام معمر القذافي ليس كاملاً، وعلى الحلف الأطلسي البقاء في حال تأهب وإنجاز مهمته حتى النهاية". وقال جوبيه لإذاعة اوروبا 1 الفرنسية "قلت بالأمس إن النصر ليس كاملاً، النظام على شفير الإنهيار لكن لا يزال هناك جيوب مقاومة، يجب أن يبقى الحلف الأطلسي في حال تأهب لينجز مهمته حتى النهاية". وأشار جوبيه الى أن بلاده اقترحت تحويل مجموعة الإتصال بشأن ليبيا الى مجموعة أصدقاء ليبيا، كما كرر الاقتراح الفرنسي بعقد اجتماع في باريس الأسبوع المقبل. من جهة اخرى، قال جوبيه إنه لا يعرف ما اذا كان القذافي ما زال موجوداً في ملجأ محصن في طرابلس.
  

من جهته، صرّح وزير الدفاع الفرنسي جيرار لونغيه أن العقيد القذافي "موجود على الأرجح في مجمع باب العزيزية". وأضاف لونغيه، الذي كان يتحدث لاذاعة فرانس انتر، أن عمليات القصف التي يقوم بها الحلف تواصلت ليل الاثنين الثلاثاء "لكنها خلافاً لما تطلبه فرنسا لم تسمح بفتح ثغرة في الموقع"، قائلاً "نريد تدمير فكرة ملاذ آمن يتحصن فيه الذين يصعب دحرهم الى الأبد".  

من جانبه. دعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الى قمة حول ليبيا هذا الاسبوع فيما تعقد مجموعة الاتصال اجتماعا الخميس في اسطنبول في موازاة اجتماع لمجلس السلم والامن في الاتحاد الافريقي الجمعة في اديس ابابا.

بدورهم اعلنت وزيرتا الخارجية والدفاع الاسبانيتان ترينيداد خيمينيث وكارمي تشاكون الاثنين ان اسبانيا تدعو الى "تبني قرار جديد (في الامم المتحدة) في اسرع وقت" يكرس "مرحلة ما بعد القذافي". واكدت الوزيرتان في بيان ان بلادهما "تؤيد اجتماعا لمجموعة الاتصال حول ليبيا بمشاركة السلطات الليبية الجديدة لمعرفة اولوياتها ومشاريعها الفورية".

وأضاف البيان ان على القرار الجديد للامم المتحدة ان ياخذ في الاعتبار الوضع الجديد في ليبيا. حيث تمكن الثوار من السيطرة على القسم الاكبر من العاصمة طرابلس. وان "يعترف بالسلطات الليبية الجديدة ويؤكد تجميد اموال المسؤولين السابقين" في نظام القذافي. واعتبرت الوزيرتان ان "على الاتحاد الاوروبي وحلف شمال الاطلسي ان يكيفا قراراتهما (مع القرار المقبل للامم المتحدة) ويسرعا وتيرة مشاريعهما لمساعدة الشعب الليبي في عملية الانتقال الديموقراطي".

 كما أعلن وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني أن شخصيتين بارزتين من الجيش الليبي وأحد أقارب الزعيم الليبي معمر القذافي انشقوا عن النظام. وصرّح فراتيني لتلفزيون "سكاي تي جي 24" أن رئيس المكتب التنفيذي للمجلس الوطني الانتقالي في ليبيا محمود جبريل سيعقد مؤتمراً صحافياً في وقت لاحق للكشف عن تفاصيل حول المنشقين وأضاف جبريل أنه من المرجح أن يلتقي رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلوسكوني وجبريل لإجراء محادثات، مشيراً إلى أن نظام القذافي قد انتهى. وأوضح جبريل أن "استخدام المرتزقة يعني أن الشعب ليس الى جانب القذافي. إن الاقتتال بين المرتزقة الماليين والتشاديين والنيجيريين على عمليات النهب يبرهن على أن النظام قد سقط". وأضاف أن "العقيد القذافي هو في حصنه ومحاصر"، مضيفاً أن قواته لا تسيطر على أكثر من 8الى 10 في المئة من العاصمة.
 

من جهة ثانية، أعلن رئيس الإتحاد الدولي للشطرنج الروسي كيرسان ايليومجينوف أن الزعيم الليبي معمر القذافي قال له إنه موجود في طرابلس وليس في نيته مغادرة ليبيا. وقال ايليومجينوف في تصريح أوردته وكالة الأنباء الروسية انترفاكس، إن القذافي أكد له عبر الهاتف "أني حي وفي صحة جيدة، إنني موجود في طرابلس وليس في نيتي مغادرة ليبيا".
  

وسارعت دول عربية عدة الى الاعتراف بالمجلس الوطني الانتقالي بعد تمكن الثوار السبت من دخول طرابلس بدعم جوي من الحلف الاطلسي واثر اعتقال اثنين من انجال القذافي. حيث اعترف المغرب رسميا مساء الاثنين بالمجلس الوطني الانتقالي "ممثلا شرعيا وحيدا" للشعب الليبي. وقال وزير الخارجية المغربي الطيب الفاسي الفهري في تصريح للتلفزيون العام ان "المملكة المغربية تؤكد اليوم (الاثنين) اعترافها بالمجلس الوطني الانتقالي كممثل شرعي ووحيد للشعب الليبي الحامل لتطلعاته نحو مستقبل أفضل مبني على الانصاف والعدالة والديموقراطية ودولة الحق".
من جهتها. ذكرت وكالة المغرب العربي للانباء ان الفاسي الفهري سيتوجه الثلاثاء بطلب من العاهل المغربي الملك محمد السادس الى بنغازي حاملا رسالة من جلالة الملك الى رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي. وجاء في بيان لوزارة الخارجية المغربية بثته الوكالة ان "الرسالة الملكية تتعلق بالتطورات الهامة المسجلة على الساحة الليبية والدور الحاسم الذي اضطلع به المجلس الوطني الانتقالي في هذه الصفحة الجديدة من تاريخ هذا البلد من أجل تحقيق التطلعات المشروعة للشعب الليبي الشقيق في الديموقراطية والحرية والتقدم".
  
وكان الثوار دخلوا طرابلس الاحد من دون مقاومة من جانب قوات القذافي. وبلغوا الساحة الخضراء حيث كان انصار القذافي يواظبون على التجمع وبدلوا اسمها الى "ميدان الشهداء". وشهدت الساحة طوال ليل الاحد الاثنين احتفالات لحشود من الليبيين الذين لوحوا باعلام حمراء وسوداء وخضراء هي الوان الثوار.

لكن التوتر لا يزال يسود سكان طرابلس مع استمرار المعارك في العديد من احياء وسط العاصمة. وفق ما افاد شهود تحدثوا عن وجود قناصة موالين للنظام على سطوح المباني. وتمكن الثوار من السيطرة على مقر التلفزيون الرسمي الذي توقف عن البث. وينتظر الثوار وصول الاف المقاتلين من مناطق اخرى في البلاد.

وليل الاثنين. انقطع التيار الكهربائي عن كل احياء العاصمة باستثناء منطقة باب العزيزية. لكن الظلام لم يمنع سكان حي في جنوب غرب المدينة يسيطر عليه الثوار من الخروج للاحتفال بخبر وصول تعزيزات الى الثوار من مصراتة التي تبعد 214 كلم شرق العاصمة. وفي بنغازي. اكد الثوار ان "سفنا عدة وصلت" الى طرابلس اتية "من مصراتة. وعلى متنها عدد كبير من المقاتلين والذخائر".

وعلى صعيد التطورات الميدانية، دارت معارك عنيفة بالصواريخ والمدفعية الثقيلة حول مقرّ إقامة العقيد معمر القذافي في باب العزيزية في طرابلس. وتحلق طائرات تابعة لحلف شمال الأطلسي فوق المدينة التي تشهد معارك بين الثوار والقوات الموالية للقذافي في أحياء اخرى غير بعيدة عن فندق ريكسوس، حيث يقيم نحو ثلاثين صحافياً أجنبياً.

 من جهة ثانية، أعلن المتحدث باسم المحكمة الجنائية الدولية فادي العبد الله أن المحكمة لم تتلق تأكيداً لاعتقال سيف الإسلام القذافي نجل الزعيم الليبي معمر القذافي. وقال العبد الله "بعد إعلان الأمس اجرينا اتصالا مع المجلس الوطني الانتقالي للحصول على تأكيد للاعتقال من جانب المجلس، لكننا لم نحصل ابداً على تأكيد من المجلس". كما أعلن حلف شمال الأطلسي أن القوات الموالية للزعيم الليبي معمر القذافي أطلقت ثلاثة صواريخ سكود من محيط سرت، معقل النظام ومسقط رأس القذافي، باتجاه مصراتة التي يسيطر عليها الثوار.
  

 وقالت المتحدثة باسم الحلف اوانا لونغيسكو "يمكننا تأكيد المعلومات المتعلقة بإطلاق ثلاثة صواريخ سكود أرض-أرض من منطقة سرت". وأشارت لونغيسكو الى أن هذه الصواريخ أصابت "المنطقة الساحلية في مصراتة"، مضيفة "لا معلومات لدينا عن أضرار أو ضحايا"
  

والاثنين. اكد رئيس المجلس الوطني الانتقالي الهيئة السياسية للثوار مصطفى عبد الجليل ان معركة طرابلس لم تنته بعد. وقال عبد الجليل في مؤتمر صحافي في بنغازي "اقول وبكل شفافية ان حقبة القذافي بكل مساؤها قد انتهت". غير انه حذر من الافراط في التفاؤل قائلا "المرحلة القادمة لن تكون مفروشة بالورود. فأمامنا الكثير من التحديات وعلينا الكثير من المسؤوليات". وقال عبد الجليل انه ما زال من الصعب القول ما اذا كان القذافي قد فر من البلاد ام لا يزال في باب العزيزية. املا في ان يتم اعتقال القذافي حيا ليحظى بمحاكمة عادلة.

واعلنت الخارجية الاميركية الاثنين ان مسؤولين مقربين من معمر القذافي حاولوا التفاوض مع الادارة الاميركية حتى بدء هجوم الثوار على طرابلس. وقالت فيكتوريا نولاند المتحدثة باسم الخارجية ان "ايا من هؤلاء لم يكن جديا. لان ايا منهم" لم يعرض مسبقا تنحي القذافي.