05-11-2024 05:48 AM بتوقيت القدس المحتلة

الصحافة اليوم 3-9-2014: مبادرة «14 آذار»: مزحة انتهت قبل أن تبدأ

الصحافة اليوم 3-9-2014:  مبادرة «14 آذار»: مزحة انتهت قبل أن تبدأ

تنوعت مواضيع صحافة بيروت اليوم، بقدر ما تتنوع الأحداث في لبنان، وتتفرع ابعادها، ففي الوقت الذي إحتلت عناوين الصحف مبادرة فريق الرابع عشر من آذار

 

 

تنوعت مواضيع صحافة بيروت اليوم، ففي الوقت الذي إحتلت عناوين الصحف مبادرة فريق الرابع عشر من آذار لم يغب ملف العسكريين المخطوفين عن صفحاتها أما دولياً فقد ضجت الصحف اللبنانية بالفيديو الجديد الذي بثته داعش وفيه يظهر ذبح الصحافي الأمريكي ستيفن سوتلوف وما سيلي الجريمة الجديدة من تداعيات على الساحة العراقية وحرب الولايات المتحدة المزعومة على الإرهاب. كما لم تغب سوريا عن أخبار الصحف حيث تم التطرق إلى المبادرة الروسية في سوريا بما تحويه من أهداف لتسوية الوضع المتأزم .

 

السفير

«8 آذار» تذكّر أن مفتاح الرئاسة بيد عون

مبادرة «14 آذار»: مزحة انتهت قبل أن تبدأ

«ما في دولة»، عبارة يتردد صداها في المربع الأمني لمجلس النواب أيضاً. عسكريون، ضباط، موظفون، صحافيون ونواب يعلقون على أي موضوع يطرح بعبارة مقتضبة وموحدة: «ما في دولة». لم تعد تلك الكلمات مرتبطة بسخرية من موقف محدد. صارت لازمة يؤمن بها كثر. وعليه، لا فرق بالنسبة لهؤلاء بين وجود رئيس جمهورية وغيابه، وجود مجلس نواب وغيابه، اجتماع الحكومة أو عدمه. يضحك أحد العسكريين على من يقول إن الحكومة لن تقبل بمبدأ المقايضة لأنه يؤثر على هيبة الدولة. يعود إلى تكرار اللازمة: عن أي دولة يتكلمون. يخرج الموظف من وزارة المالية مستغرباً تخصيص الحكومة جلسة لدرس وضع المالية العامة والجميع يعرف أن المعالجة صارت شبه مستحيلة.

لم يكن ينقص ذاك النهار المشمس في ساحة النجمة سوى مبادرة «14 آذار» ليكتمل المشهد السوريالي لـ«الدولة». ليست الجلسة الحادية عشرة لانتخاب رئيس للجمهورية هي الحدث. الكل يعرف أنها لزوم ما لا يلزم، في ظل المراوحة المستمرة وانتظار المتغيرات الاقليمية. مع ذلك، كان لجلسة أمس نكهة مختلفة. من حضر إلى المجلس تساءل مطولاً عن المبادرة المنتظرة. حلل معانيها وأبعادها. رأى فيها البعض تعبيراً عن انفتاح سعودي ربطاً بتقارب الرياض مع طهران.

استنفر المجلس. خرج الرئيس فؤاد السنيورة من القاعة العامة لمجلس النواب بعد إعلان تأجيل الجلسة إلى 23 أيلول الحالي. تبعه جيش من النواب. عادت الحماسة إلى الصحافيين المنتظرين. جلس السنيورة في وسط المنصة المخصصة للمؤتمرات الصحافية، إلى يمينه النائب جورج عدوان، ثم النائبان مروان حمادة وسمير الجسر، فيما جلس إلى يمينه النائب إيلي ماروني. وحدة «14 آذار» تتجلى بأحلى صورها. صار الموقف قريباً. كل التلفزيونات نقلت هواءها إلى المجلس. ازدحام شديد في غرفة الصحافيين. النواب المتحمسون ينتشرون في معظم المساحة الصغيرة المخصصة للإعلام.

يتسلم السنيورة الدفة، معلناً «مبادرة 14 آذار لإنقاذ الجمهورية والحفاظ على الدستور وانتخاب الرئيس الجديد». في البداية لا بد من تمهيد صغير عن التعطيل والفتن وحرائق المنطقة وضرورة تعزيز وحماية موقع رئيس الجمهورية «رمز العيش المشترك في لبنان والمنطقة»، ينطلق بعده السنيورة لإعلان مبادرة النقاط الأربع:

1- التأكيد على احترام المهل الدستورية كافة ومبدأ تداول السلطات.

2- تمسك قوى «14 آذار» بترشيح الدكتور سمير جعجع لرئاسة الجمهورية، وتعلن في الوقت ذاته استعدادها التام للتشاور مع كل الاطراف حول اسم يتوافق عليه اللبنانيون ويلتزم بالثوابت الوطنية، كما أكد على ذلك جعجع في حزيران الماضي.

3- تقوم «14 آذار» بالاتصالات اللازمة مع كل القوى السياسية من أجل السعي للتوافق على تسوية وطنية، وذلك انطلاقا والتزاماً باتفاق الطائف، وتأسيسا عليه تبدأ بانتخاب رئيس جديد للجمهورية فوراً.

4- البقاء على الموقف الحالي في حال فشل مساعي هذه التسوية الوطنية.

الوجوه التي تحلقت حول المبادرين لم تصدق ما قيل. هل هذه هي حقاً المبادرة التي من المنتظر أن تنقذ البلد؟ هل ثمة في «14 آذار» من يعتقد أن فريقه كان متمسكاً بترشيح رئيس «القوات» سمير جعجع؟ وهل حديث هذه القوى عن مرشح تسوية يمكن تسميته بمبادرة؟ نعم، حصل أمس أن كشفت «14 آذار» بوضوح أن ترشيح جعجع منذ البداية كان له مهمة واحدة وهي إقصاء العماد ميشال عون. ثم، ماذا يعني البند الأخير، هل هو جزء من المبادرة أم انقلاب عليها قبل أن تبدأ؟

باختصار، من تابع مجريات المؤتمر الصحافي خرج بانطباع وحيد: هذه ليست مبادرة، إنما إعادة تأكيد على المواقف التي تعلنها «14 آذار» ليلاً نهاراً منذ ثلاثة أشهر. ما لوحظ في المجلس، أعاد «تكتل التغيير» التأكيد عليه بعد اجتماعه الأسبوعي. أعلن أن المبادرة «قديمة ولا معنى لها».

حلفاء عون في «8 آذار» لم يختلف موقفهم عن موقفه. كانوا أقرب إلى عدم الاكتراث. في المواقف الأولية، رأت مصادر هذا الفريق أن المبادرة تهدف إلى:

- توفير مخرج مشرّف لجعجع للانسحاب من الترشيح الرئاسي.

- إذا كانوا يعكسون نوايا طيبة فليذهبوا لمحاورة عون.

- البند الأخير المتعلق بـ«البقاء على الموقف الحالي في حال فشل مساعي هذه التسوية الوطنية» فيه خفة سياسية.

ترى «8 آذار» أن القيام بهكذا خطوة يعوزه بداية أن يخرج الرئيس سعد الحريري من مرحلة الغموض في الموقف إلى مرحلة الخيار السياسي. ويوضح المصدر المعني أن الحريري حاور عون على قاعدة إمكانية التوافق على اسمه، وبالتالي فهو حتى الساعة لم يقل لا لهذا الخيار. وعليه، هل يمكن لغموض الحريري الذي لم يكتب له خاتمة ما ومبادرة البحث عن التسوية أن يكملا بعضهما البعض، أم هما متناقضان؟

صحيح أن المجتمعين في المجلس النيابي، أمس، أكدوا أن البحث عن اسم ثالث لرئاسة الجمهورية يعود إلى عجز عون وجعجع عن الحصول على الأغلبية في مجلس النواب، وهو ما يعني إعلان «المستقبل» رفض عون للرئاسة، إلا أنه عملياً لا يمكن لهذا الإعلان، على الأقل بالنسبة للعونيين، أن يكون ذا قيمة إلا إذا صدر عن الحريري نفسه.

تقضي المبادرة بأن يقوم وفد من «14 آذار» بالتواصل مع كل الأفرقاء الممثلين في المجلس النيابي لمناقشة بنود المبادرة معهم. ذلك يقود حكماً إلى لقاء «حزب الله». في الأساس، بدا من خلال الأجوبة والأسئلة أمس أن إحدى مهام المبادرة هي طرق باب الحزب. لكن الأخير سبق وقطع الطريق مراراً على من يسعى إلى القول إن مفتاح الاستحقاق الرئاسي بيده، بالقول «أخطأتم العنوان.. اذهبوا الى الرابية».

يبدو جلياً أن المؤتمر الجامع لـ«14 آذار» لم يقنع الخصوم بأن ثمة مبادرة وضعت على الطاولة. هؤلاء لا يرونها سوى محاولة جديدة لملء الفراغ السياسي المستمر. في «8 آذار» تتكرر لازمة واحدة. شخصان فقط يستطيعان حسم اسم الرئيس: عون والحريري.

رئيس المجلس: لا تحمل جديداً

اعتبر الرئيس نبيه بري ان مبادرة «14 آذار» لا تنطوي على أي جديد، «اللهم سوى تشكيل لجنة اتصالات»، لافتا الانتباه الى ان رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع سبق له ان طرح المضمون ذاته للمبادرة في حزيران الماضي.

وأضاف: «المطلوب ان يقنعوا العماد ميشال عون بها، وأعتقد ان رده عليها لم يتأخر».

وشدد على وجوب إجراء الانتخابات الرئاسية «أمس قبل اليوم، واليوم قبل الغد»، لافتا الانتباه الى انه سيستمر في الدعوة الى جلسات انتخابية.

وحول مصير تحركه والنائب وليد جنبلاط لإنجاز الاستحقاق الرئاسي، قال: «لقد قامت القيامة عليه وعليّ شخصيا، عندما أوضح جنبلاط انه يجري اتصالات معي ومع السيد حسن نصرالله، واشاعوا بان المسلمين يريدون ان يختاروا الرئيس المسيحي، ولذلك أوقفنا التحرك، وها نحن ننتظر ماذا سيفعلون».

السنيورة يطلق المبادرة بحضور "أجنحة 14 آذار"

أطلق الرئيس فؤاد السنيورة خلال مؤتمر صحافي عقدته قوى "14 آذار"، في مجلس النواب، أمس، مبادرة لإتمام الاستحقاق الرئاسي، جاء فيها:

"إزاء الأزمة السياسية الحادة التي نتجت من تعطيل عملية انتخاب رئيس جديد للجمهورية والتي تترافق مع اندلاع المزيد من الحرائق والفتن في دول المنطقة وتتفاقم في الفترة الأخيرة من خلال ما يرتكب من جرائم التهجير والتنكيل والقتل والإرهاب، ومن أجل تعزيز موقع رئاسة الجمهورية في لبنان الذي يعتبر رمزاً للعيش المشترك في لبنان والمنطقة، وتأكيدا على أولوية إنجاز هذا الاستحقاق الرئاسي على أي أمر آخر، تطرح قوى "14 آذار" المبادرة الآتية:

أولا: التأكيد على احترام المهل الدستورية كافة ومبدأ تداول السلطات.

ثانيا: تتمسك قوى "14 آذار" بترشيح الدكتور سمير جعجع لرئاسة الجمهورية، وتعلن في الوقت ذاته استعدادها التام للتشاور مع كل الأطراف حول اسم يتوافق عليه اللبنانيون ويلتزم بالثوابت الوطنية كما أكد على ذلك الدكتور جعجع في حزيران الماضي.

ثالثا: تقوم "14 آذار" بالاتصالات اللازمة مع كل القوى السياسية من أجل السعي للتوافق على تسوية وطنية، وذلك انطلاقا والتزاما باتفاق الطائف، وتأسيسا عليه تبدأ بانتخاب رئيس جديد للجمهورية فورا.

رابعا: البقاء على الموقف الحالي في حال فشل مساعي هذه التسوية الوطنية.

هذه هي المبادرة التي تتقدم بها قوى 14 آذار".

وبعد إطلاق المبادرة، تحدّث النائب جورج عدوان، فأوضح أنّ "المبادرة التي تقوم بها 14 آذار، هي مبادرة من قبل 14 آذار مجتمعة".

وتمنّى من "شركائنا في الوطن ان يلاقونا عند منتصف الطريق ونأمل منهم أن يلتقوا معنا بأسرع وقت لان هناك استحقاقات داهمة أمنية وعلى صعيد تكوين السلطة"، مؤكدا اننا "سنتحرك في الأيام المقبلة باتجاه هذا الموضوع".

وشدّد عدوان على أنّه "لن يكون هناك، في أي مرحلة من المراحل، تواصل إلا من خلال 14 آذار مجتمعة، وليس لدينا مرشحون تحت الطاولة أو مخفيون، ما لدينا هو شفاف وواضح ينطلق مما نراه كـ14 آذار لمصلحة لبنان واللبنانيين".

ولفت الانتباه إلى "أننا أطلقنا المبادرة لأننا وصلنا إلى مأزق في انتخابات رئاسة الجمهورية، وبكل مرحلة هناك مرشحان لرئاسة الجمهورية. هناك جعجع وهناك العماد ميشال عون وهنري حلو، لكن المرشحين الاساسيين يستقطبان قوى 8 و14 آذار في ظل الاصطفافات الحالية". وتابع: "لم يستطع أي منهم ان يؤمن انتخاب رئيس، والأفرقاء في 14 و8 آذار مواقفهم واضحة".

وأكّد عدوان أنّه "اذا أردنا انتخاب رئيس الجمهورية كان من الضروري ان نبادر الى فتح باب التسوية أمام رئيس تسوية يستطيع أن يأتي وينقذ لبنان. نحن قادرون، ونقول لشركائنا في الوطن: هناك خلافات مع بعضنا البعض، على الأقل نضع خلافاتنا ونفتح باب التسوية، لا أن ننتظر التسويات الاقليمية والدولية التي لن يكون همها لبنان، فالنار بدأت تمتد الينا وبدأنا نسمع طروحات عن أمن ذاتي".

بدوره، تمنّى النائب مروان حمادة أن "تشمل الاتصالات، التي وعد بها السنيورة في هذا الاتجاه، الباقين لننتخب رئيسا للجمهورية ونلتقي في 23 ايلول هنا، لا لنعد أنفسنا ويقال لنا ان الاجتماع في العام 2015 و2016، بل لننتخب فعلا رئيسا لجمهورية لبنان".

وتمنّى النائب ايلي ماروني أن "يأخذ الفريق الآخر العبرة ويتعظ، ويأتي الى المجلس النيابي وينتخب رئيسا لان لدينا الكثير من الأسماء القادرة على إنقاذ البلد وعلى حل كل المشكلات في البلد. وأتمنى ان تكون هذه المبادرة باباً قد فتح أمام الجميع، لأنهم مسؤولون ايضا عن تعطيل الديموقراطية والانتخابات النيابية في ما بعد".

وبعدما تحدث النواب، رد السنيورة على سؤال عن اقتراح انتخاب النائب ميشال عون رئيسا للجمهورية لمدة سنتين ثم الإتيان بآخر، فقال: "عون هو الذي يوضح وجهة نظره في هذا الموضوع، ونحن ننتظر ردة الفعل، كما نتمنى ان تصب ردود الفعل كلها لمصلحة التوصل الى تسوية نستطيع بموجبها انتخاب رئيس للجمهورية".

وقال: "بالنسبة لموضوع الرئيس الانتقالي أعتقد ان الوزير بطرس حرب كان معبراً بوضوح عن هذا الامر، إذ أكد ان رئيس الجمهورية يجب ان يتمتع بالصفات الاساسية، فعندما نتكلم عن رئيس قوي للجمهورية نعني بذلك ضرورة ان يتمتع بالصفات القيادية والقدرة على ان يستقطب كل الفئات اللبنانية نحو مواقع مشتركة".

وإذ جزم بأن "الكلام عن انتخاب رئيس لسنة ونصف أو سنتين غير وارد على الإطلاق"، أوضح أن "الاتصالات التي سنقوم بها مفتوحة على أشخاص يتحلّون بكل هذه الصفات وقادرين على الحصول على تأييد واسع من قبل اللبنانيين".

وأضاف: "انتخاب رئيس الجمهورية مثل master key وهناك قضايا ومسائل أخرى تحتاج الى مفاتيح ولكن يسهل إيجادها"، وأضاف: "علينا ان نعلم من يعطل ويمنعنا من الانتخاب، ومع ذلك نحن نقول ان الهم الاساسي والأولوية لانتخاب رئيس جمهورية".

وعن احتمال وجود تدخل خارجي يتم درسه أو ان هذه المبادرة بمثابة لبننة للاستحقاق، لفت السنيورة الانتباه الى اننا "في هذه الأيام لسنا في بال الآخرين، لان لديهم هموما كثيرة وبالتالي يهمهم ان يتمكن اللبنانيون من حلحلة أمورهم في ما بينهم"، معتبرا ان "الفرصة ما زالت متاحة للتوصل الى انتخاب رئيس للجمهورية داخليا".

هاشم

وإذ لم يعلن أي من نوّاب "8 آذار" موقفهم من المبادرة، كان هناك تعليق لافت للنائب قاسم هاشم، خلال مؤتمر صحافي عقده في مجلس النواب، فرأى أنّ "ما قيل (المبادرة) هو تأكيد المواقف لا أكثر ولا أقل، ولم تأت هذه المبادرة بجديد كما انتظرنا بالأمس القريب".

وأكّد أنّ "الوصول الى الاستحقاق الرئاسي بعد هذه الجولات الإحدى عشرة، والتي كانت نسخة طبق الأصل عن أول جلسة ولم يتبدل معها المشهد، ولم تتبدل أي معطيات جديدة للوصول الى هذا الاستحقاق، وان ما يحتاجه اللبنانيون وما يحتاجه هذا الاستحقاق، هو السعي الجدي الى التلاقي الفوري مع كل المكوّنات اللبنانية للوصول الى تفاهم وتوافق حول المواصفات التي نحتاج اليها في شخصية الرئيس العتيد في هذا الزمن، وعلى أن يكون هذا الرئيس قادراً على أن يكون فعلا جسر عبور بين المكوّنات اللبنانية، وبين لبنان ومحيطه العربي، وعدا ذلك هو كلام في كلام وتكرار للأقوال، وليس هنالك من فعل جديد".

وأضاف هاشم: "سمعنا قبل لقاء سيدة الجبل بأن هنالك كلاماً جديداً، وان الظروف والتحديات التي يمر بها لبنان والأخطار التي يتعرض لها، كان من المفترض أن يواجه بكلام جدي وجديد يأخذ بالاعتبار تلك الأخطار، وبأن ما يتعرض له لبنان من تهديد إرهابي تكفيري يحتاج فعلا الى فعل وطني، والى السعي المباشر لإجراء الاتصالات اللازمة، والتي كان يجب أن تكون من بديهيات الامور، وان لا يكون هنالك انقطاع بين المكوّنات اللبنانية في ظل الظروف والتحديات الصعبة التي يمر بها لبنان والمنطقة، إلا أننا لم نر جديدا، حتى في لقاء سيدة الجبل".

أوكرانيا تُشعل الحرب بين روسيا وأميركا.. وتستثني لبنان ..

موسكو: التسوية السياسية في سوريا شرط لمكافحة الإرهاب ...

الحرب الأميركية الروسية الدائرة في أوكرانيا خطرة جدّا، ولا يمكن للشرق الأوسط أن يكون بمنأى عنها.

فمنذ اندلاع الحرب الأوكرانية، تبدّلت طبيعة العلاقات الدّوليّة وتراجعت فكرة العالم المتعدّد الأقطاب التي سوّقتها روسيا وحلفاؤها من دول «البريكس» والصين، بعد أن رفضتها الولايات المتّحدة الأميركية التي تتوخّى أن تبقى القطب الدولي الأوحد، ما فتح الساحة الدّولية على حرب باردة جديدة لم تتلمّس دول الشرق الأوسط مدى حدّتها بعد، نظرا لانشغالها بالإرهاب المتصاعد منذ الحرب التي أعلنتها «داعش» في العراق في 9 حزيران الفائت وتوّجت بإعلانها «الخلافة الإسلامية» في 29 منه، وصولا الى تهديدها حدود الدول الإقليمية، ومنها الحدود الشرقية للبنان في حرب عرسال في 2 آب الفائت.

ووفق تقارير ديبلوماسيّة وردت أخيرا إلى لبنان، فإنّ الروس في حالة استنفار شديد تجاه ما يسمّونه «الهجمة الإعلامية والاقتصادية الأميركية على موسكو»، والتي وصلت حدّ تشبيه أحد المسؤولين في كييف لروسيا بـ«داعش» وقيام أحد رجالات الاستخبارات الأميركية السابقين بالمطالبة بقتل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ما يشير في العقل الروسي الى قرار أميركي متّخذ على أعلى المستويات بتدمير روسيا، ورفضها المطلق كقوّة دولية مستقلة كما أرساها حكم الرئيس الحالي فلاديمير بوتين بعدما كانت لعبة في أيدي الأميركيين في الأعوام التي تلت تفكك الاتحاد السوفياتي.

في العقل الروسي إن الولايات المتحدة الأميركية لا تريد روسيا إلا قوّة من الدرجة الثانية تنحصر مهمّتها بتزويد أوروبا والغرب بالنّفط والغاز.

وبعد قيام الولايات المتحدة الأميركية بمحاربة روسيا عبر «الثورات الأوروبية الملوّنة» وتفكيكها ليوغوسلافيا، تريد اليوم فصل العلاقة بين أوكرانيا وروسيا كليا، سياسيا وأمنيا وحضاريّا، وتحقيق سلسلة أهداف من وراء هذه الحرب ليس أقلها خطرا تقوية حلف شمال الأطلسي «الناتو»، الذي باتت لديه أخيرا قواعد عسكرية جديدة في دول البلطيق وبولونيا، وإضعاف روسيا اقتصاديا بتضييق الخناق عليها عبر العقوبات الأوروبية الاقتصادية والمصرفية التي تفكّر أميركا بتدعيمها مستقبلا.

وتشير تقارير واردة من موسكو الى أن روسيا ترى في ما يحدث، انطلاقا من أوكرانيا وصولا الى الشرق الأوسط، حلقات مترابطة من استراتيجية أميركية ترغب بإضرام المشاكل الداخلية في الدّول بغية تحقيق الأهداف الأميركية بالهيمنة عبر إسقاط الأنظمة غير المرغوب فيها، ولعلّ النظام السوري هو أحد هذه الأنظمة.

لا تحالف لمحاربة الإرهاب

وبتحليل الإستراتيجيين الروس انّ احتلال الولايات المتحدة للعراق أدّى الى ولادة «داعش» فيه، أمّا محاولات إسقاط النّظام السوري فأوصلت الى انتشار الإرهاب «الداعشي» المتطرّف في سوريا والجوار اللبناني.

وبالرّغم من تراكم خطر الإرهاب واستثماره للتمزّق المجتمعي، فإنّ لبنان لا يزال محيّدا بصورة كبيرة بسبب نبذ الفئات اللبنانية كافّة للتطرّف. كما أن الأطراف الخارجيّة الأساسيّة، بما فيها روسيا وأميركا، لا تزال متفقة، بالرغم من تدهور علاقاتهما في الآونة الأخيرة، على الحفاظ على استقرار لبنان، وهذا أمر نادر في العلاقات الدّولية.

أما في سوريا، فإن الأمر مختلف، حيث لا يزال الأميركيون يجمّدون التسوية السياسيّة التي انطلقت في «جنيف1»، لأنّهم بالأصل لا يهتمّون إلا بتسوية تصبّ في مصلحة أهدافهم. أما بالنسبة الى الدعوة الأخيرة لنشوء تحالف دولي لمحاربة الإرهاب، خصوصا بعد صدور القرار 2170 عن مجلس الأمن الدولي، فإن الروس يربطون نجاح أي محور مماثل بالتسوية في سوريا، حيث تعتبر بنظرهم شرطا اساسيا في مكافحة الإرهاب بحسب بنود «جنيف1».

من هنا يشكّك الروس في فاعلية تشكيل ائتلاف دولي واسع لمكافحة الإرهاب، نتيجة ما يحدث في العراق، من دون إشراك ما يسمّونه «»النظام الشرعي السوري».

وازداد التشكيك الروسي بنوايا الأميركيين في مكافحة الإرهاب بعدما استشعروا تضايق واشنطن من المساعدة الروسية للعراق بالأسلحة والطائرات الحربية، وانزعاجهم من دعوة موسكو الى عقد مؤتمر دولي لمكافحة الإرهاب خاص بالعراق. وبرأي الروس، فإنّ نشاطهم غير مناسب للغرب، لذا تمّ التعتيم عليه في الصحف الأميركية والغربية بشكل عام، مع اتجاه معاكس لتضخيم المساعدات الأميركية والضربات العسكرية في العراق.

وإزاء تصاعد الحديث حول الائتلاف الدولي لمكافحة الإرهاب، تسأل روسيا عن كيفية نجاح ائتلاف مماثل من دون التنسيق مع النّظام السوري، وهو الطّرف الأساسي في مكافحة الإرهاب.

بنظر موسكو، فإنّ أي نتيجة لائتلاف مماثل تبقى غامضة النتائج في حال عدم التنسيق مع النّظام السوري، وفي ظلّ ازدواجية المعايير الأميركية الغربية في أوكرانيا وتشويهها للدور الروسي وإطلاق نعوت «الانفصاليين والإرهابيين» على السكان الروس لأوكرانيا، وذلك سينعكس سلبيا على التعاون الروسي الغربي في مكافحة الإرهاب في الشرق الأوسط.

لكن بالرّغم من التشكيك الروسي بالنوايا الأميركية، فإن موسكو لم تتوانَ عن الموافقة على القرار 2170، فلم تشهر سلاح «الفيتو» ضدّه ولم تساورها مخاوف من حرف القرار الدولي الصادر تحت البند السابع لأنّه يشير بدقة الى الأطراف الإرهابية.

في ظلّ هذه الحرب الأميركية الشعواء ضدّها، باتت روسيا تتطلّع بأهمية أكبر الى عدد من الحلفاء كدول «البريكس» والصين وسوريا، وحتّى لبنان و«حزب الله» الذي أثبتت الوقائع أنّ مشاركته في الحرب السورية لم تأت بـ«داعش» الى لبنان، لأنّ مشروع الخلافة الإسلامية قديم، وقد بدأت تباشيره في العراق حيث لا وجود لـ«حزب الله»، بحسب النظرة الروسيّة.

النهار

عون يرفض مبادرة 14 آذار لرئيس توافقي سلام لـ"النهار": الوضع المالي في خطر ...

الموعد المقبل لانتخاب الرئيس كما حدده الرئيس نبيه بري أمس عقب جلسة لم يكتمل فيها النصاب، في 23 ايلول وهو الموعد الرمزي الذي كان رؤساء لبنان يتسلمون فيه مهماتهم الدستورية قبل العام 1988 عندما تسلم العماد ميشال عون السلطة من الرئيس امين الجميل، وتبدلت معه التواريخ والمهل، لتدخل البلاد في دوامة التمديد والتجديد وتعديل الدستور مرات، وصولا الى الفراغ الرئاسي، الذي يضاف الى عوامل اخرى باتت تهدد الصيغة التي قام عليها لبنان.

ودفعاُ لحراك في هذا الاتجاه، اطلقت قوى 14 آذار مبادرة لاختيار رئيس توافقي واعتبرت الاستحقاق في سلم الاولويات في هذه المرحلة المصيرية. وعقد نواب 14 آذار مؤتمرا صحافيا وتحدث باسمهم الرئيس فؤاد السنيورة فاعلن عن المبادرة المتضمنة تأكيد احترام المهل الدستورية ومبدأ تداول السلطات، تمسك 14 آذار بترشيح الدكتور سميرجعجع للرئاسة والاعلان في الوقت نفسه عن استعدادها التام للتشاور مع كل الاطراف في اسم يتوافق عليه اللبنانيون ويلتزم الثوابت الوطنية، تقوم قوى 14 آذار بالاتصالات اللازمة مع كل القوى السياسية من اجل السعي للتوافق على تسوية وطنية انطلاقا من اتفاق الطائف والتزاما وتأسيسا عليه تبدأ بانتخاب رئيس جديد للجمهورية فورا، والبقاء على الموقف الحالي في حال فشل مساعي هذه التسوية الوطنية.

وكشفت مصادر في 14 آذارلـ"النهار" ان الاتصالات التي ستطلقها قريبا في شأن مبادرتها الرئاسية ستكون مباشرة مع "حزب الله" في إطار مجلس النواب حيث طرح هذ الامكان نائب رئيس حزب "القوات اللبنانية" جورج عدوان على أن يكون محاوره رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد. وقالت ان إتصالات مماثلة سيقوم بها رئيس كتلة "المستقبل" الرئيس فؤاد السنيورة مع رئيس مجلس النواب نبيه بري بالتوازي مع حوار قائم مع رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط الذي "أنعشت" هذه المبادرة حركته السياسية. وأشارت الى حوار داخلي جرى مع رئيس حزب الكتائب الرئيس أمين الجميل الذي سيجري إتصالاته الخاصة في شأن الاستحقاق ومثله أيضا سيفعل سائر المرشحين المحسوبين على 14 آذار.وأعتبرت أن ما أنجزته هذه القوى في وقت واحد هو تلازم حركة تسليح الجيش عبر روسيا بمبادرة من الرئيس سعد الحريري وفكفكة عقد إنتخاب رئيس جديد للجمهورية مؤكدة أن مبادرتها لبنانية تماما.

واذ وصف جعجع المبادرة بانها خطوة الى الامام لمحاولة التوصل الى نتيجة او تسوية لان لا شيء يساوي الضرر الذي يتركه الفراغ، مذكرا بانه ليس "مرشح انا او لا احد"، بادر "تكتل التغيير والاصلاح" الى رفض المبادرة مباشرة واعتبرها " كلاما قديما ممجوجا، لا معنى له، وموقفنا واضح: لامبالاة مطلقة. وكل طرح خارج المبادرة الإنقاذية الموضوعية العلمية الوطنية بامتياز، هو طرح تمويهي يهدف إلى إضاعة الوقت. أما نحن، فلا نهوى إضاعة الأوقات في المفاصل المحورية".

وفي تعليق لافت قال الرئيس نبيه بري امام زواره": "اطلعت عليها في الاعلام، وسبق الدكتور سمير جعجع ان طرحها. ويبقى الجديد فيها تأليف لجنة اتصالات، لكن المطلوب أن يقنعوا (14 آذار) العماد ميشال عون بهذه المبادرة ولم يتأخر جوابه، حتى انه وفر عناء السؤال على الصحافيين".

وعن تحركه ورئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط؟ قال بري: "قامت القيامة ولم تقعد عندما قال جنبلاط انه يجري اتصالات معي ومع السيد حسن نصرالله وردوا ان المسلمين يقررون الرئيس المسيحي الى ان كتفنا ايدينا واوقفنا هذا التحرك لنرى ماذا سيفعل الآخرون".

العسكريون المخطوفون

في ملف العسكريين المخطوفين، علمت "النهار" أن استنفاراً واسعاً جرى أمس في حركة إلاتصالات في ضوء تهديد تنظيم "داعش" بقتل أحد العسكريين لفرض تنفيذ المطالب التي يطرحها التنظيم. وفي هذا السياق تحركت "هيئة العلماء المسلمين" لتمنع "داعش" من تنفيذ تهديده.

من جهة ثانية، نسبت وكالة الانباء المركزية الى مصادر مطلعة على حركة الاتصالات التي تجريها تركيا وقطر في اطار وساطة تقودها بالتنسيق مع الحكومة اللبنانية بعيداً من الاضواء، احتمال اطلاق ثلاثة من العسكريين المخطوفين خلال الساعات المقبلة.

وواصل اهالي العسكريين المحتجزين حركتهم قاطعين الطرق في اكثر من منطقة شمالاً وبقاعاً وخصوصاً بعد توارد انباء عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن امكان ذبح جنود آخرين.

وفي بلدة شمسطار اقدمت مجموعات تردد انها من اقارب العسكريين المخطوفين على خطف 18 سورياً واحتجازهم في أحد المستودعات، وفي بلدة شعث عمد بعض المسلحين الملثمين الى قطع الطريق مهددين بالتصعيد في حال اطلاق اسلاميين من سجن رومية وابقاء آخرين.

وليلاً، أعلن النائب خالد زهرمان انه تبلغ بعد فحوص الـ"دي ان آي" أن جثة الرقيب علي السيد هي له، ودعا الى ضبط النفس والمشاركة الكثيفة في تشييعه في موعد يحدد لاحقاً.

سلام

واستمر رئيس مجلس الوزراء تمام سلام في سلسلة اتصالات واسعة لتبديد اجواء الفتنة التي تخيم على عدد من المناطق واستيعاب ردات الفعل على بعض التصرفات الشاذة، مبدياً تخوفاً من محاولات البعض دفع البلاد الى فتنة. وقال لـ"النهار" إن "الوضع المالي لا يقل اهمية وخطورة عن الاوضاع الامنية في ظل الظروف الدقيقة والمصيرية التي تمر بها البلاد". وكشف عن دعوة قريبة ثانية سيوجهها الى عقد جلسة لمجلس الوزراء لاستكمال البحث في الوضع المالي في ضوء الملاحظات التي سيقدمها الوزراء على تقرير وزير المال، مشيرا الى انه تسلم قبل ايام مشروع قانون موازنة 2015، باعتبار ان مشروع موازنة 2014 ينتظر القرار في شأن سلسلة الرتب والرواتب.

درباس

وقال وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس لـ"النهار" إن الجلسة المقبلة لمجلس الوزراء غداً الخميس ستشهد نقاشاً سياسياً في العمق في شأن قضية العسكريين المخطوفين. وأضاف: "إن فداحة الامر تقتضي موقفاً واحداً في الالتفاف حول السلطة التي لا بديل منها". وأشاد بما أعتبره "أبلغ قول سياسي عبّر عنه والد الشهيد علي السيّد في شأن اللاجئين السوريين وإطلاق رفاق إبنه". وأكد ان من كتب عبارات مناوئة على جدران كنيسة ومدرسة مار الياس في طرابلس لا يمكن ان يكون مسلماً لان المدرسة "خرّجت أجيالاً منذ مئة عام وكان نحو 65 في المئة من خريجيها من المسلمين، وأنا واحد منهم".

"الدولة الإسلامية" تتبنّى في شريط قط?