كشف مصدر ديبلوماسي في بيروت عن معلومات مؤكدة حول أن المواجهة الروسية الأميركية في ذروتها حول أوكرانيا، ومثل هذه الحالة يستحيل أن تشكل فرصة لصناعة التسويات
كشف مصدر ديبلوماسي في بيروت عن معلومات مؤكدة حول أن المواجهة الروسية الأميركية في ذروتها حول أوكرانيا، ومثل هذه الحالة يستحيل أن تشكل فرصة لصناعة التسويات في أي ملف على الساحة الدولية، لأن إرادة روسيا بالتصرف كدولة عظمى لن تتغير مهما كان الثمن، ومحاولات تهميشها عن ساحة الشرق الأوسط بعد أزمة أوكرانيا قد باءت بالفشل، فقد كانت الخطة الأميركية معاملة روسيا كدولة إقليمية فاعلة في شرق أوروبا وشمال آسيا، تتطلع لدور دولي يكفي تهديدها في الجوار الإقليمي لتنكفئ.
وقال المصدر إن موسكو كما قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الاجتماع التقليدي، الذي يعقد كل سنتين للديبلوماسيين الروس وعقد قبل شهر تقريباً، إن الكرملين بقيادته يخوض حرباً أشرس من الحرب العالمية الثانية لحماية مكانة روسيا، التي تتعرض لأشرس استهداف داخلي وخارجي لكنها لن تتراجع.
يتوقف المصدر الديبلوماسي، أمام القول بأن الخطة الأميركية كانت، كما لخصها مارتن أنديك أحد مهندسي السياسة الدولية لواشنطن، دخلنا المسرح وعدونا إيران ومهمتنا تحييد روسيا وها نحن نخرج والعدو روسيا والمطلوب تحييد إيران.
يعتبر المصدر أن الأميركيين فشلوا في المرتين، واكتشفوا أن إيران قوة إقليمية لا تتجاوزها موسكو بصفقات منفردة، وكان وقوف موسكو مع سورية والملف النووي الإيراني نموذجاً عن كيفية تعامل موسكو مع حلفائها في المنطقة، على رغم كل الإغراءات الخليجية المالية والغربية السياسية والعسكرية، والتهديدات بالشأنين المالي والسياسي، وبالمقابل فعلى رغم كل ما يجري ترويجه عن تفاهمات إيرانية - أميركية وأميركية - سعودية، يعتبر المصدر أن لا تفاهمات عميقة قد تمت بعد، وأن حالة الطوارئ العراقية فرضت تنسيقاً موضعياً لا يتعدى حدود التعاون السياسي والعسكري، لحماية بغداد وأربيل من خطر مفاجئ اسمه داعش.
الرئيس الأميركي باراك أوباما يتحرك نحو أوروبا والأولوية أوكرانيا، ووزير خارجيته جون كيري نحو المنطقة والأولوية اليمن وفقاً للمصدر، فاليمن هو الأمن السعودي وعبره التفاهم مع إيران، يمكن أن يفتح الباب لتفاهمات أكبر نحو سورية والعراق ولبنان، بعد التفاهم الروسي الأميركي الأوروبي حول أوكرانيا.
يختم المصدر كلامه بالقول إن التجاذب سيكون عنيفاً وقاسياً في شهر أيلول، لنشهد ربما في الخريف بدايات التسويات في ملفي اليمن وأوكرانيا وبعدها ينفتح الباب الأوسع.