تنوعت مواضيع صحافة بيروت اليوم، فكان على رأسها خبر تشييع شهيد الجيش اللبناني علي السيد مع ما حمل من مواقف داعية لمواجهة الإرهاب
تنوعت مواضيع صحافة بيروت اليوم، فكان على رأسها خبر تشييع شهيد الجيش اللبناني علي السيد مع أبرز التطورات في ملف العسكريين المخطوفين ، ولم تخلُ صفحات الصحف من مشكلة الفراغ الرئاسي. أما دولياً فقد سلطت الصحف اللبنانية أضواءها على موقف الرئيس الأمريكي باراك أوباما الداعي إلى تشكيل حلف دولي للقضاء على ما يعرف بتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام ...
السفير
عكار تستعيد علي السيد شهيداً للبنان
ملف المخطوفين: الدولة الـ«بلا رأس» تتخبط
لبنان بلا رئيس للجمهورية لليوم الثالث بعد المئة على التوالي.
أمس، عاد الرقيب الشهيد علي السيد الى مسقط رأسه فنيدق في عكار مكللا بـ«غار الشهادة» في نعش مغطى بالعلم اللبناني.
عاد «علي لبنان» كما أحب أن يناديه والده، منتصراً على الإرهابيين وعلى الوحشية التي قتل بها، وموحداً اللبنانيين حول مؤسسته العسكرية التي أحبها، وخدم من خلالها وطنه، فحارب الإرهاب في مخيم نهر البارد حتى أصيب، وفي عبرا حتى إزالة «الكابوس»، ثم في عرسال حتى الأسر.. والاستشهاد.
وفي ذروة لحظات الغضب والانفعال، بدا كلام والد علي السيد أمس بمثابة درس لكل الطبقة السياسية. ربما لا مبالغة في القول إن الوالد المفجوع كان «رجل دولة» بالفطرة، أمسك بجرحه وتفوق على وجعه، فظهر أكثر وعياً وتحسساً بالمسؤولية من كثير من المسؤولين الافتراضيين.
وأمس بدا الشمال بهياً على عادته، ففتح من البترون الى فنيدق ذراعيه لاستقبال شهيده، فكانت محطات تكريم عدة. بداية عند نفق شكا، كما في القلمون المصابة بخطف ابنها المؤهل في الجيش اللبناني إبراهيم مغيط، وفي طرابلس ودير عمار والمنية والمحمرة والعبدة وبرقايل وبزال وقبعيت وحرار وصولا الى فنيدق «عاصمة الشهادة» التي تأمل أن يكون علي قد افتدى بدمائه رفيقيه العسكريين المخطوفين خالد الحسن وعمار الحسين وأن يعودا الى عائلتيهما سالمين في أقرب وقت.
أمس، شعر كل اللبنانيين بصلة قربى تربطهم بالشهيد العائد الذي يختصر بالشكل المأساوي لاستشهاده حالة التخبط في سلوك الدولة حيال قضية المخطوفين، وبالتالي، لمجلس الوزراء المنعقد، اليوم، بـ«رؤسائه» الأربعة وعشرين أن يجيب عن الأسئلة الآتية:
من هي المرجعية السياسية التي تتحمل مسؤولية اتخاذ القرارات في ملف العسكريين المخطوفين أو المفقودين، ومن هي الإدارة السياسية اليومية لهذا الملف، هل هي رئيس مجلس الوزراء الرئاسي أم وزير الداخلية أم وزير الدفاع أم «هيئة علماء المسلمين» أم مصطفى الحجيري («أبو طاقية») أم قائد الجيش أم المدير العام للأمن العام أم رئيس شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي أم النائب أو الوزير الفلاني؟
هل وضعت خلية الأزمة، إذا كانت موجودة، خطة لتحرير المخطوفين بالتفاوض أو بالقوة أو بأية وسيلة تعتقد أنها مناسبة، وهل حصل توزيع للأدوار، وما هي حصة الحكومة والأهالي والمؤسسات العسكرية والأمنية والأحزاب والهيئات وكيف يمكن لكل هذه الأدوار أن تتكامل على قاعدة أن الجميع يواجه قضية وطنية بامتياز لا تخص حزباً أو طائفة أو منطقة أو فئة بل تخص كل اللبنانيين؟
هل طرحت هذه الخطة على قيادتي الجيش وقوى الأمن الداخلي (ينتمي المخطوفون إلى هاتين المؤسستين حصراً)، وماذا كانت ملاحظاتهما عليها، وهل يمكن أن تعطى لهما صلاحية تحديد الأولويات أو تعديل الخيارات، من أجل مواكبة تكون محكومة باحتمالات الأرض والميدان والانتشار وغيرها من المعطيات العسكرية والأمنية، لئلا تحصل «دعسة ناقصة» يمكن أن يدفع ثمنها العسكريون مجدداً ومعهم كل اللبنانيين؟
إذا كان ثمة تجاذب إقليمي بين هذا المحور وذاك، هل قررت الحكومة أن تقحم، بعلمها أو من دونه، قضية المخطوفين في بازار التجاذبات الإقليمية، وهل تصح مسايرة هذه العاصمة الإقليمية واستبعاد تلك عن هذه القضية لاعتبارات سياسية لا تخدم القضية نفسها؟
اذا كان التعامل مع ملف العسكريين «بالمفرق» قد أثمر إفراجاً عن عدد من هؤلاء، وهذه نقطة لا يمكن الا أن تسجل لمصلحة كل من ساهم في ذلك، ومن أي موقع كان، لكن ماذا يمنع الجهات الخاطفة من أن تقحم هذا الموضوع في لحظة ما في حسابات سياسية محلية (رئاسية خصوصاً) أو إقليمية، بحيث يزداد عدد «الضحايا» في السياسة والأمن، ناهيك عن الخطر المحدق بكل عسكري من العسكريين تبعاً للمجريات الميدانية المتحركة، خصوصاً على الأرض السورية؟
لماذا لا يستقل رئيس الحكومة ومعه وزيرا الدفاع والداخلية الطائرة ويجولان على عواصم المنطقة، وخصوصاً الرياض والدوحة وأنقرة، من أجل وضع قيادات هذه البلدان أمام مسؤولياتها إزاء قضية المخطوفين، إذ ليس خافياً على أحد أن «جبهة النصرة» التي تحتجز أكثر من نصف العسكريين لها مرجعيتها الإقليمية، بدليل ما رافق كل مجريات التفاوض في ملفي أعزاز وراهبات معلولا (تحتجز «النصرة» 13 بينهم 3 عسكريين و10 عناصر درك وفق «هيئة العلماء» التي أفادت مصادرها أن «النصرة» عندما خرجت من عرسال كانت تحتجز 20 عسكرياً، فأفرجت بداية عن اثنين، ثم خمسة، ليستقر العدد حالياً على 13)؟
اذا كان مصطفى الحجيري قد أصبح اليوم أحد أبرز الوسطاء، هل يمكن للبنانيين أن يعرفوا من هي هذه الشخصية وكيف تمكنت من صياغة دورها، وأين مسؤوليتها في تسليم العسكريين، وهل صحيح أن عناصر مخفر عرسال كانوا موزعين ومختبئين في منازل البلدة قبل أن يتولى هو شخصياً كشفهم، ثم جمعهم في منزله قبل أن تأخذهم الجهات الخاطفة في ظروف غامضة وملتبسة حتى الآن؟
اذا كان مصطفى الحجيري يرغب بتبييض سجله «الحافل» لبنانياً منذ بدء الأزمة السورية، وخصوصاً على صعيد التفجيرات التي ذهب ضحيتها عشرات الشهداء والجرحى من العسكريين والأبرياء، هل لاقت رغبته صدى إيجابياً عند أية جهة رسمية أو سياسية وعلى أي اساس، وهل يصح ذلك، ووفق أي منطق سياسي أو اخلاقي أو قانوني؟
اذا كان موضوع الموقوفين في روميه، أكبر إدانة للدولة اللبنانية بكل رموزها، نتيجة التعاطي الخاطئ منذ سنوات مع هذا الملف، وخصوصاً لجهة التباطؤ في المحاكمات وإصدار الأحكام، فهل من حق جهة أو شخصية لبنانية أن تعطي وعداً ثم تتراجع عنه، وما هي الكلفة المحتملة، وألا يطرح ذلك أسئلة على الادارة السياسية والأولويات؟
اذا كان الأميركيون والبريطانيون وربما غيرهم يتحركون من آخر أقاصي الدنيا من أجل تحرير رهينة واحدة.. وهم اعترفوا بفشل محاولتهم علناً، ألا يحق لذوي العسكريين أن يسألوا قيادتهم ماذا يضيرها أن تقوم بواجباتها حتى لا يسقط علي السيد شهيداً مرتين: مرة بالظلم، عندما يأتي «تقرير» محملاً بوقائع خاطئة عن انشقاقه واستبعاد ذويه عن لجنة الأهالي.. ومرة ثانية بالشهادة الحقة.
اكتشاف موقع للتفخيخ
وفي انتظار خيارات وأجوبة مجلس الوزراء، سُجل إنجاز أمني نوعي على الارض، حيث أفادت قناة «المنار» انه تمت السيطرة على منشأة جديدة لتفخيخ السيارات في القلمون، وجرى ضبط سيارات بلوحات لبنانية يتم تحضيرها لتفخيخها وتفجيرها في الاراضي اللبنانية، وأشارت الى ان المخطط كان يستهدف تفجير مراكز مدنية وعسكرية في وقت واحد، ولو كُتب له النجاح لكانت النتائج كارثية.
وأبلغت مصادر واسعة الإطلاع «السفير» ان منشأة التفخيخ تتبع لـ«جبهة النصرة»، وأنه عُثر فيها على خمس سيارات كانت تُعد للتفخيخ، موضحة انها كانت ستستهدف حواجز للجيش اللبناني ومراكز حساسة لـ«حزب الله.»
وشددت المصادر على أهمية هذا الإنجاز الذي يلي اكتشاف موقع مماثل للتفخيخ في القلمون قبل أيام قليلة، لافتة الانتباه الى ان هذه العمليات النوعية التي تتم بفعل جهد استخباري مكثف «تصب في خانة تجفيف منابع الإرهاب، ومن شأنها ان تقلص مخاطر التفجيرات في الداخل اللبناني».
وأكدت المصادر ان العمل الميداني «سيتواصل لضبط كل نقاط التفخيخ»، لافتة الانتباه الى ان الإستراتيجية المتبعة حالياً هي القضم التدريجي لجرود القلمون.
وقائع مغايرة من سلوك التحرير إلى اليوم
لماذا المقارنة بين «حزب الله» و«داعش»؟
مع تصاعد خطر تنظيم «داعش» دوليا واقليميا ولبنانيا، تصر جهات سياسية في لبنان، على اجراء مقارنات بين هذا التنظيم و«حزب الله»، فهل ثمة وجه للمقارنة أصلا بين الاثنين؟
يتعرض «حزب الله» منذ ما بعد «حرب تموز» 2006 لحملة سياسية ـ اعلامية منظمة تشارك فيها دوائر أميركية واسرائيلية، وجاء نشر وثائق «ويكيليكس» في مرحلة معينة، ليبين كمية الجهد والأموال والمسارات التي شكلت جزءا من ماكينة منظمة هدفها تشويه السمعة، وخصوصا سمعة قيادة الحزب التي رفعت صورها منذ العام 2000 في كل أنحاء العالم العربي والاسلامي.
لم تتوقف حملة التشويه داخليا وخارجيا، خصوصا أن الحزب انخرط بعد تموز 2006 في الاشتباك الداخلي، بطريقة غير مسبوقة، وصولا الى لحظة السابع من ايار 2008 التي شكلت ذروة بركان لبناني استدعى انعقاد مؤتمر الدوحة ومن ثم استعادة النصاب السياسي الداخلي بحده الأدنى (رئيسا وحكومة وانتخابات نيابية)، فيما كان يمكن لقوة لبنانية أخرى لو أتيح لها ما أتيح لـ«حزب الله» في تلك اللحظة أن تقلب الطاولة اللبنانية رأسا على عقب.
يكفي هنا التذكير بالدهشة التي غمرت وجهَي وزيرَي خارجية تركيا (داود أوغلو) وقطر(حمد بن جاسم) في ايار 2008، عندما سألا الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله عن مطالبه، فكان جوابه: «لتتراجع الحكومة عن قرار شبكة الاتصالات ولتعد الضابط وفيق شقير الى منصبه على رأس جهاز أمن المطار»، وعندها رد عليه بن جاسم «ولكن هذين المطلبَين صار محسوما أمر عودة الحكومة عنهما.. ماذا عن غيرهما؟» (في التلميح الأول المباشر الى الصيغة)، غير أن «السيد» كرر متبنيا مطلبين لا ثالث لهما!
تتخذ حملة المقارنة بين «داعش» و«حزب الله» من تدخل الأخير في سوريا ذريعة، لكن الاهم بالنسبة الى خصوم الحزب، هو محاولة رسم صورة في أذهان الرأي العام، خصوصا المسيحي في لبنان، مفادها أن التشابه السياسي والفكري والديني بين التنظيمين يجعل من الصعب التفريق بينهما، فهل هذه المقارنة ظالمة أم أنها في مكانها؟
بما ان سوريا هي الحجة الاهم بالنسبة الى هؤلاء المقارِنِين، فإن التدخل في سوريا من قبل افرقاء لبنانيين، تحديدا «قوى 14 آذار» وجماعات سلفية، سبق تدخل «حزب الله»، كما يؤكد متابعون للملف الأمني وعندهم الكثير من الوقائع والشواهد من الباخرة «لطف الله 2» الى «كمين تلكلخ» مرورا بمئات الحوادث في عرسال وجردها.. من قبل أن ينخرط «حزب الله» في صيف العام 2012.
ليس خافيا على أحد أن حضور التيارات التكفيرية لبنانيا كان سابقا لاحداث سوريا نفسها بأكثر من 11 عاما، وتحديدا منذ معركة الضنية الشهيرة ضد الجيش اللبناني، وخير دليل كان أن «داعش» و«النصرة» يلتقيان اليوم على المطالبة بموقوفِين في سجن رومية من زمن تلك الاحداث وكذلك من معركة نهر البارد في العام 2007، التي اثبتت أيضا وجود تيارات تكفيرية متنوعة الجنسيات في لبنان، بينها «فتح الاسلام» والتي وجدت لها بيئة أمر واقع حاضنة في بعض المخيمات الفلسطينية.
ومع قدوم اولى موجات النزوح السوري الى لبنان في بداية الاحداث السورية في ربيع العام 2011، بدأت ترتسم معالم مرحلة جديدة، على صعيد حجم حضور التيار التكفيري في لبنان، خصوصا مع ارتفاع منسوب العصبية المذهبية، معطوفا على إقصاء فريق سياسي لبناني وازن عن السلطة.
وزاد الطين بلة مجاهرة شخصيات تكفيرية في سوريا بأنها قادمة الى لبنان لمحاربة «حزب الله» أو «الروافض» (الشيعة بمعيارهم)، ولطالما تكرر مشهد إقدام متظاهرين (وتحت راية «الثورة والاصلاح») على حرق علم «حزب الله»، في ظل حضانة سياسية كان يوفرها «تيار المستقبل» وخصوصا أبرز قياداته في الشمال.
ولطالما حاول الإعلام اللبناني الاجابة عن سؤال ما اذا كان لبنان سيشكل ساحة نصرة، أي إمداد، أم ساحة جهاد، أي خط مواجهة، لـ«القاعدة» وأخواتها، حتى أن وزير الدفاع فايز غصن عندما تحدث عن وجود «القاعدة» في لبنان قامت القيامة عليه ولم تقعد، خصوصا من رئيس الجمهورية السابق ميشال سليمان و«قوى 14 آذار».
ولكن لماذا توجه هذه الاتهامات والمقارنة اليوم، ما سر التوقيت؟
يقول المتابعون ان المسألة برمتها تبلورت مع انتصار «حزب الله» في القصير والقلمون، وما كانت المسألة ستتبلور وفق هذا النوع لو كانت الجماعات التكفيرية هي التي انتصرت في سوريا، أي أن الامر يتعلق بنتائج الحرب في سوريا.
ويؤكد المتابعون «ان مشروع اسقاط النظام السوري دفن في القصير وانتقلنا بعدها لمواجهة مشروع متكامل في العقيدة والتنظيم والبرنامج يشكل خطرا على لبنان والمنطقة والعالم ويتطلب تضافر الجهود كافة لمحاصرته وهزيمته، وخير دليل على ذلك أن الولايات المتحدة ومعها معظم الغرب، قد توصلوا إلى النتيجة التي كان الحزب قد توصل إليها منذ قراره التدخل في سوريا، وبتنا اليوم أمام مشروع تحالف دولي لمحاربة داعش».
ما السبب من وراء التشبيه بين «حزب الله» و«داعش»؟
عندما قرر الوزير اشرف ريفي اعتماد تشبيه كهذا، رد عليه النائب وليد جنبلاط بالقول انه «غباء» و«هرطقة سياسية»، أما «حزب الله»، فيضع الأمر في سياق عمره سنوات، وتقول أوساطه إن الهدف من هكذا تشبيه هو محاولة توفير بيئة حاضنة لـ«داعش» على المستوى الشعبي، اذ لا نية حقيقية بمواجهتها من قبل «المستقبل» وحلفائه لاسباب سياسية وانتخابية ومصلحية، وهم يحاولون الهروب من ادانة «داعش» عبر ادانة «حزب الله». وهم يغضون الطرف عن «داعش» تارة، ويغطونه تارة اخرى ويدعمونه سياسيا ومعنويا في بعض الاحيان».
ويضيف ان «ثمة خطة لتشويه صورة الحزب وإبقائه في موقع المتهم، وهي سياسة لم تبدأ من اليوم بل تعود الى سنوات مضت لتصويره بأنه يمثل فكرا إلغائيا بالثقافة والممارسة السياسية، مع العلم بأن الحزب قد اعلن في وثيقته السياسية إيمانه بلبنان وطنا نهائيا لجميع ابنائه، وبالتنوع وبالعلم اللبناني وبأرزته وبالتعدد وبالحريات...».
ويسأل المصدر: لو كنا إلغائيين، لماذا يجلسون معنا على طاولة مجلس الوزراء وفي مجلس النواب ولماذا ينسقون ويبحثون معنا في السياسة؟ ويجيب: هم يعرفون اننا لسنا كذلك، اذ لدينا تاريخ عريق في خطابنا السياسي وسلوكنا الوحدوي وحياتنا السياسية، ويكفي للتدليل على ذلك سلوك «حزب الله» الحضاري بعد التحرير في العام 2000 اذ لم تحصل ضربة كف في كل القرى المحررة وعاد الجنوبيون الى قراهم وعضّوا على جراح محفورة طوال ربع قرن من عمر الاحتلال وعملائه.
يستشهد القيادي الحزبي بالكثير من المحطات التي قدم فيها الحزب سلوكا مفاجئا لخصومه وكيف شكلت وثيقة التفاهم بين «الحزب» و«التيار الوطني الحر» خير نموذج لنمط من التحالفات غير مسبوق في الداخل اللبناني، لم يقتصر على البعد الفوقي بل امتد الى القواعد والقرى والمناطق والقطاعات المتعددة، وها هو الحزب يقف عند استحقاقات أساسية عند رأي حلفائه وخصوصا العماد ميشال عون.
النهار
دموع مودّعي الشهيد السيّد في فنيدق لعنة للقتلة ودعوات إلى تقديم قضية الأسرى على ما عداها
بموكب مهيب وحشد شعبي كبير من قرى عكار وبلداتها شيع في بلدة فنيدق أمس جثمان الرقيب الشهيد علي السيد الذي قضى ذبحاً على يد تنظيم "داعش" على اثر مواجهات مع الجيش في جرود عرسال.
ولف جثمان الشهيد بالعلم اللبناني وحمل على أكف رفاق السلاح وافراد العائلة والأحبة والأصدقاء الذين بكوا غياب علي، وكانت حرقة الوالدين والزوجة واﻻخوة ومؤثرة، وكانت دعوات الى الحكومة ان تتحمل مسؤولياتها وتعجيل في سعيها الى اطلاق بقية العسكريين المخطوفين باعتبارها اولوية وطنية.
وحملت الأعلام اللبنانية واعلام الجيش اللبناني وصور للشهيد السيد الذي شكل تشييعه تظاهرة وطنية وشعبية كبرى تضامناً مع المؤسسة العسكرية.
وشارك في التشييع ممثل الرئيس سعد الحريري النائب قاسم عبدالعزيز والنائبان خالد زهرمان ونضال طعمة، وممثل للنائب السابق لرئيس الحكومة عصام فارس السيد ناصر بيطار والعقيد وليد الكردي ممثلاً قائد الجيش، والنائب السابق وجيه البعريني ومفتي عكار الشيخ زيد زكريا ورئيس "هيئة العلماء المسلمين في لبنان" الشيخ مالك جديدة، وعضو المكتب السياسي لتيار "المستقبل" محمد المراد ومنسقو التيار في عكار خالد طه وسامر حدارة وعصام عبدالقادر ورؤساء بلديات ومخاتير.
وأم الصلاة في مسجد فنيدق الكبير مفتي عكار الشيخ زيد زكريا الذي ألقى كلمة قدم فيها التعازي بالشهيد السيد وقال" ان شهيدنا ليس شهيد فنيدق انما شهيد عكار وكل لبنان والمؤسسة العسكرية"، داعياً المسؤولين الى تقديم قضية الأسرى على ما عداها من قضايا. وأضاف:"عرس فنيدق صاحبة التضحيات. نحن في هذه المصيبة اليوم والجرح عميق لا تكفيه الكلمات ولا تفيه العبارات ولأنه ليس زمن المحاسبة، ولكن يقيننا أن دماءه لن تضيع اهدارا وستروي بإذن الله كرامتنا وعزنا وحريتنا، ولن نتغلب على أعدائنا إلا بوحدتنا وأخوتنا، أقول لك يا أيها الشهيد لك مثل في من قطع رأسه من الأنبياء والصحابة والشهداء والصالحون. وهذه الجرائم لن تزيدنا إلا إصرارا وثباتا وتضحية، ولن تثنينا عن مواصلة سيرنا من أجل بناء هذا البلد والعيش مع كل أبنائه موحدين من أجل بناء دولة قوية دولة المؤسسات دولة العدل، مهما فعل المرجفون والمخربون".
وألقى العقيد الكردي كلمة قيادة الجيش مقدماً التعازي الى ذوي الشهيد واكد "ان المؤسسة العسكرية وفية لشعار الشرف والوفاء وهي لن تنسى شهداءها الذين هم شهداء الوطن".
كذلك ألقى والد الشهيد كلمة عبر فيها عن لوعة الفراق وشكر "كل الذين وقفوا الى جانب العائلة في هذه الفاجعة الكبيرة" وقال "لن ننسى شهيدنا وتضحياته وهي امانة في عنق لبنان".
وكان موكب جثمان الشهيد السيد وصل الى مدخل عكار الجنوبي عند جسر النهر البارد حيث اقيم استقبال حاشد في خيمة اﻻعتصام، ليواصل الموكب طريقه في اتجاه بلدة فنيدق مرورا بالعديد من قرى منطقة القيطع ـ عكار وبلداته حيث كانت وقفات تضامنية مع الجيش وتحية للشهيد السيد. وكانت للموكب محطات عند مدخل البترون حيث تجمع عدد من الشبان بالقرب من فرن "بريد هاوس" ونثروا الورود على نعش الشهيد، واطلقت اعيرة نارية ومفرقعات.
وعند مدخل بلدة القلمون تجمع اﻻهالي وحملوا النعش، ليواصل الموكب طريقه. وكانت له محطة في مدينة طرابلس ومنها الى دير عمار و?