24-11-2024 05:53 AM بتوقيت القدس المحتلة

فضل الله: ما يجري في فلسطين أخطر من الفتن الّتي تضرب العالم العربيّ والإسلاميّ

فضل الله: ما يجري في فلسطين أخطر من الفتن الّتي تضرب العالم العربيّ والإسلاميّ

ونشدّد على الفصائل الفلسطينيَّة، أن يكون لها دورها الكبير في الضّفة الغربيَّة، كما توحَّدت في غزة، وأن تقف خلف هذا الشَّعب المعطاء الّذي يقود حركة جديدة

فضل الله: ما يجري في فلسطين أخطر من الفتن الّتي تضرب العالم العربيّ والإسلاميّرأى العلامة السيّد علي فضل الله، أنَّ ما يجري في فلسطين المحتلَّة، أخطر بكثير مما يحدث في مناطق أخرى من عالمنا العربيّ والإسلاميّ، مستغرباً صمت الدول العربيّة والإسلاميّة، حيال مصادرة الأراضي الفلسطينيَّة لحساب المشاريع الاستيطانية.

وقال سماحته في بيان أصدره:

"إنَّ كيان العدو يتعاطى مع الشَّعب الفلسطينيّ بأسلوب الإبادة والتّدمير والقتل المباشر وغير المباشر، فقد عمل على تدمير غزة، وشطب عشرات العائلات من الوجود، ويعمل في هذه الأيام على الإبادة غير المباشرة لهذا الشعب، من خلال مصادرة ما تبقى من أرضه، كما حصل في أراضي الضفة الغربية المحتلة مؤخراً، وضمّها إلى مستوطنات "غوش عتصيون"، لشطب مشروع الدولة الشكلية من الوجود، مع ملاحظاتنا على هذه الدولة، التي أريد لها من البداية أن تكون بلا لون ولا طعم ولا رائحة.

إننا نستغرب كلّ هذا الصمت العربي والإسلامي حيال ما يحصل في فلسطين من مصادرة للأراضي لحساب المشاريع الاستيطانية. ومع شعورنا بالظّلم الكبير اللاحق بالشّعب الفلسطينيّ من إخوانه العرب والمسلمين، ولا سيما بعد تصديه البطولي للعدو في غزة، نؤكّد على هذا الشعب أن يستمر في حركته، وأن يتمسّك بوحدته، التي كانت عوناً له في مواجهة العدو في حرب غزة، وأن تتجلى هذه الوحدة مجدداً في التصدي للمشروع الصهيوني الاستيطاني الخطير، الساعي إلى إنهاء القضيَّة الفلسطينيَّة، تارةً عبر العمل لإنهاك الشعب الفلسطيني، وإتعابه، وفرض الشروط عليه، وطوراً عبر التفاوض للتفاوض، وهو المخطّط الَّذي كاد يُصادر نصف الضفة الغربية، من دون أن يثير ضجيجاً سياسياً أو دينياً أو شرعياً في الواقع العربي والإسلامي..

مع أن ما يجري في فلسطين أخطر بكثير مما يحصل من فتن في العالم العربي والإسلامي، مع إقرارنا بخطورة ذلك كلّه، ولا سيما الخطر التكفيري، والانقسامات المذهبية، والفتن السياسية الكبرى التي تعصف بمنطقتنا.

ونشدّد على الفصائل الفلسطينيَّة، أن يكون لها دورها الكبير في الضّفة الغربيَّة، كما توحَّدت في غزة، وأن تقف خلف هذا الشَّعب المعطاء الّذي يقود حركة جديدة، والقادر على إنتاج انتفاضة جديدة، لتكون للضّفّة الغربيّة كلمتها، التي لا بدَّ من أن تصل إلى داخل الأراضي المحتلة قبل العام 1948، وتحدث هزة داخل الكيان الصّهيوني، حتى وإن لم تُسمع في العالم العربي المشغول بالفتن، والمنهك بالحرائق والمشاكل والمشاريع التقسيميَّة المستمرة".