25-11-2024 01:42 PM بتوقيت القدس المحتلة

تكريم سميح القاسم.. «أحببتَ فلسطين ككل الأنبياء»

تكريم سميح القاسم.. «أحببتَ فلسطين ككل الأنبياء»

«ما برح القاسم يدعونا إلى أن نتابع المشي بالأكفان وصولاً إلى حوض كوثر الانتصار، كي نستمتع بجنات تجري من تحتها أنهار الحرية».

تكريم سميح القاسم.. «أحببتَ فلسطين ككل الأنبياء»لن نبكينّك يا سميح القاسم المعطاء في درب الكتابات التي/ شطآنها بمداد شعرك مبحرة... جاءت إليك مواكب الشعراء وعواصف التكريم جاءت ماطرة... وبأبدع الكلمات.

تلك هي الأمسية التكريمية الحاشدة لرحيل الشاعر سميح القاسم في قصر الأونيسكو مساء أمس الأربعاء، رعاها اتحاد الكتّاب اللبنانيين والحركة الثقافية في لبنان بالتعاون مع الاتحاد العام للكتّاب والأدباء الفلسطينيين وسفارة فلسطين في لبنان. وبالنشيدين الوطنيين اللبناني والفلسطيني ابتدأ حفل اللقاء التأبيني لشاعر العروبة والمقاومة.

بداية، انقطعت كهرباء قصر الأونيسكو لمدة ربع ساعة، ثم جاءت الإضاءة. وعلى إيقاع قصيدة «سأقاوم» رسم الرسام محمد الديري وجه سميح القاسم على المسرح. ثم ألقى مقدم الاحتفال عماد شرارة كلمة بليغة قال فيها: «منذ أكثر من عهد مضى وسميح القاسم صوت فلسطين، وصراخها الشرعي وشارعها المخضر بالشجر والدم والحجر والشهادة».

وألقى وجيه فانوس كلمة اتحاد الكتّاب اللبنانيين والحركة الثقافية في لبنان: «ما برح القاسم يدعونا إلى أن نتابع المشي بالأكفان وصولاً إلى حوض كوثر الانتصار، كي نستمتع بجنات تجري من تحتها أنهار الحرية». ثم كانت كلمة الاتحاد العام للكتّاب والأدباء الفلسطينيين ألقاها مراد سويدان: «رحل طائر الرعد الفلسـطيني الشقي بحب البلاد، الندي كدمعة أم الشهيد». أخيراً، وقبل أن يحين الموعد مع الشعراء ألقى السفير أشرف دبور كلمة سفارة فلسطين: «كنت يا سميح وفياً أبدياً لفلسطين ولن تسقط راية الوطن». واعتلى المنبر الشاعر باسم عباس الذي قال: «يا من رأى/ أمة سكرى/ فأيقظها/ لكنها أبداً/ صمّاء خرساء/ خلف المكان مكان أنت مبدعه/ خلف الزمان حروف منك غراء».

ومع تقديم شرارة لمزيد من الشعراء انقطعت الكهرباء انقطاعاً نهائياً، لكننا قرأنا على ضوء القداحة مقطعاً للشاعر طارق آل ناصر الدين يقول فيه: «أنت أحببت فلسطين/ ككل الأنبياء/ يا صديقي/ هل يظل الحب حياً بعد موت الشعراء؟/ قد يموت الحب حباً/ ليعيش الكبرياء». وهكذا غادر الجمهور الحاشد قصر الأونيسكو الغارق في الظلام ومعه الشعراء غسان مطر وعبد القادر الحصني وديزيريه سقال ووجدي عبد الصمد.

لن نبكينّك يا قلعة الأمة.. فابتسم فوق السماء وتحتها.. لوزاً وأطياراً وليموناً وأرغفة وشعراً أخضر.