يجري إعادة رسم خريطة العالم الآن على ضوء موجات الهجرة الجماعية الى المراكز الحضرية. فبحلول عام 2050 يقدر أن يبلغ عدد سكان الحضر 6 مليارات نسمة، وهو الرقم الذي يعادل مجموع سكان العالم حاليا، بحسب اندرس
يجري إعادة رسم خريطة العالم الآن على ضوء موجات الهجرة الجماعية الى المراكز الحضرية. فبحلول عام 2050 يقدر أن يبلغ عدد سكان الحضر 6 مليارات نسمة، وهو الرقم الذي يعادل مجموع سكان العالم حاليا، بحسب اندرس بيرنتل المدير التنفيذي لمعهد إستوكهولم الدولي للمياه.
وفي رأي بيرنتل الذي سيترأس في أواخر شهر اب/أغسطس الحالي الأسبوع العالمي السنوي للمياه في دورته الـ21 في العاصمة السويدية أن "المشكلة ليست أن تنمو المدن بقدر ما هي أين تنمو". وشرح أنه من المتوقع أن "تهاجر غالبية الناس إلى (وتولد في) مدن تقع في المناطق التي تعاني بالفعل ندرة المياه، إذ سيحدث 95 في المئة من التوسع العمراني في البلدان النامية"، مشيرا " إلى أن المدن الأفريقية والآسيوية سوف تؤوي ضعف عدد سكانها في أقل من 20 عاما."
وقال بيرنتل إن النهج التقليدي المبني على حفر أعمق وضخ أبعد لتلبية الطلب المتزايد على المياه سيؤدي الى تدمير النظم الإيكولوجية ثم الاقتصادات الراكدة المعتمدة على المياه. واوضح أنه يمكن للمدن الواقعة في المناطق الجافة أن تسعى لتجنب الكوارث المحتملة والاضطراب الاقتصادي الناتج عن نقص في المياه واختيار مسارات أكثر ذكاء للتأهب لمواجهة حالات الجفاف والفيضانات وتجنب الخسائر المحتملة كما يمكنها تحقيق مكاسب صافية بتحريك وتنظيف وإعادة استخدام المياه في جميع أنحاء المدينة بدلا من إرسال التلوث بمرافق الصرف.
واكد بيرنتل دور الأمم المتحدة في مواجهة خطر نقص إمدادات المياه في المدن من خلال توليد المعرفة وتعبئة الموارد التي تساعد على الإدارة الرشيدة لموارد المياه وتحسين أساليب الإستدامة وخدمات الصرف الصحي في المناطق النامية، إضافة الى بناء القدرة على مواجهة الكوارث"، مشيرا الى أن سرعة تنامي التحديات تتطلب من هيئات الأمم المتحدة أن تكثف جهودها وأن تضمن إستمرارها مع تحسين التنسيق والتعاون بين منظماتها.
وشدد بيرنتل على "حتمية زيادة الإستثمار في المياه اذ قد يزيد الطلب على المياه بنسبة 40 في المئة عن العرض العالمي في غضون عقدين ما يحتم إستخدام المياه بشكل أكثر كفاءة والاستثمار في التكنولوجيات والعمليات لمنع تلوثها ، معتبرا ان هناك فرصا هائلة لزيادة كفاءة استخدام المياه لتوليد الطاقة، وتوليد الطاقة من إعادة استخدام المياه، والحد من التسرب ونفايات المواد الغذائية، وقال ان هذا من شأنه حفظ كميات هائلة من المياه وتطوير القدرة على إطعام أعداد السكان المتزايدة وتنشيط البلدان والمدن."
(آي بي إس)