في الجلسة المغلقة مع بعض الصحفيين تحدثت المصادر الفرنسية المسؤولة عن قمة حلف شمال الأطلسي التي عقدت هذه المرة في بريطانيا
نضال حمادة
بعد انقطاع دام عدة أشهر عادت الخارجية الفرنسية الى موسم الجلسات الصحفية المغلقة (اوف) لتتحدث هذه المرة شخصية مقربة من الرئيس الفرنسي، متناولة قمة الحلف الأطلسي التي عقدت بعد الجلسة المغلقة بيومين.
كان انعقادها في (بلاد الغال) في بريطانيا وتحدث المسؤول الفرنسي عن الاوضاع في كل من العراق، سوريا، وإيران، فضلا عن الاهتمام الفرنسي المستجد بفكرة المؤتمر العالمي لمحاربة الإرهاب التي طرحها الرئيس الفرنسي فرانسوا هولند قبل أسبوعين ويبدو أنها لاقت تجاوبا من اكثر من طرف إقليمي ودولي، وكان ملفتا الاهتمام السعودي بالفكرة الفرنسية وظهر هذا الاهتمام خلال زيارة لفرنسا قام بها خلال الأيام الماضية ولي العهد السعودي (سلمان بن عبد العزيز ال سعود) الذي سربت مصادر فرنسية طلبه من الرئيس الفرنسي (فرانسوا هولند) عدم دعوة إيران للمؤتمر العالمي للحرب على الارهاب المتوقع عقده في باريس.
في الجلسة المغلقة مع بعض الصحفيين تحدثت المصادر الفرنسية المسؤولة عن قمة حلف شمال الأطلسي التي عقدت هذه المرة في بريطانيا يوم 4 أيلول الحالي، وقالت المصادر انه لا قرار في حلف شمال الاطلسي بالتدخل العسكري في سوريا، وعادت المصادر الفرنسية المسؤولة الى حقبة ساركوزي مذكرة بتصريحات فرنسية قبل الحرب على ليبيا نفت فيها في ذلك الوقت اي نية لدى حلف شمال الأطلسي بشن حرب على القذافي.
وأضافت "اننا وإن قلنا قبل التدخل في ليبيا، أن الحلف الأطلسي لن يتدخل وتدخلنا عسكريا فيما بعد، لكن الوضع في سوريا مختلف كليا ولن يكون هناك تدخل عسكري في هذا البلد"، وأضاف المصدر الفرنسي المسؤول أن الحلف سوف يتدخل في العراق سياسيا، وإنسانيا و لوجيستيا، لكن على الحكومة العراقية والجيش العراقي ان يتولوا امر مواجهة داعش.
وقال المسؤول الفرنسي ان الحلف الأطلسي سوف يبحث في القمة الحرب في اوكرانيا، والعقوبات الغربية على روسيا، كما سوف يبحث الحلف امكانية ارسال قوات اطلسية الى بولونيا، ودول أخرى من اوروبا الشرقية غير أوكرانيا.
وتحدث المصدر الفرنسي المسؤول عن سوريا قائلا أن الحرب على داعش لا تعني التقارب مع نظام الرئيس السوري، مضيفا ان فرنسا تدفع باتجاه ان لا تفتح اية دولة في الأطلسي وفي اوروبا علاقات مع سوريا بحجة الحرب على الإرهاب، وأعاد المصدر الفرنسي الكلام عن ضرورة تنحي الرئيس السوري وإن لم تعد هذه العبارة تتردد كثيرا في تصريحات المسؤولين الغربيين خصوصا في الإدارة الأمريكية.
في الموضوع الايراني قال المسؤول الفرنسي الكبير ان على طهران إظهار حسن نيتها في المباحثات الجارية مع دول 5+1 حول برنامجها النووي، وأشار الى سعي فرنسي للتقارب السياسي والدبلوماسي مع ايران ، موضحا ان ايران يمكن ان تكون ضمن الدول التي سوف تحضر المؤتمر العالمي لمحاربة الإرهاب.
ويبدو ان قمة خلاف الأطلسي لم تتخط السقف الموضوع أمريكيا حيال روسيا واكتفت دول الحلف بإرسال إشارات تتعلق بدول البلطيق عبر الزيارة التي قام بها أوباما لهذه الدول عشية قمة الأطلسي، ويعرف الأوربيون ان الولايات المتحدة لم تعد القوة العظمى الوحيدة في العالم، بعدما هزمت في أفغانستان والعراق، لذلك هم لا يعولون على تدخل أمريكي.
ويتخذ الفرنسيون موقفا حذرا من الموضوع الأوكراني وبدا هذا الموقف الجديد في كلمة الرئيس الفرنسي فرانسوا هولند امام السلك الدبلوماسي الفرنسي يوم 28 اب الماضي عندما طالب المسؤولين في كييف بعدم التصعيد مع موسكو، وعدم القيام بأعمال استفزازية، ما اعتبر هنا في باريس رسالة إيجابية من هولاند الى بوتين تريد فرنسا من خلالها تحسين علاقاتها الغير جيدة مع روسيا لتلتحق بالركب الدبلوماسي الألماني في هذا المجال.
موقع المنار غير مسؤول عن النص وهو يعبّر عن وجهة نظر كاتبه