تناولت الصحف الصادرة في بيروت نهار الثلاثاء في 9-9-2014 الأحداث الأمنية التي وقعت خلال اليومين الماضيين إثر قيام المجموعات الإرهابية بذبح الجندي الشهيد عباس مدلج
تناولت الصحف الصادرة في بيروت نهار الثلاثاء في 9-9-2014 الأحداث الأمنية التي وقعت خلال اليومين الماضيين إثر قيام المجموعات الإرهابية بذبح الجندي الشهيد عباس مدلج ، كما وأشارت الصحف إلى خطر يهدد لبنان مع ظهور عمليات الخطف والخطف المضاد في مناطق بقاعية. هذا وبقي ملف العسكريين المخطوفين في واجهة الأخبار المحلية حيث نقلت الصحف اللبنانية موقف رئيس الحكومة تمام سلام الرافض للتفاوض مع الإرهابيين. أما اقليميا فقد برز الحديث عن زيارة وزير الخارجية الاميركي كيري الى المنطقة لبناء "تحالف" ضد داعش. وفي العراق فقد عرض رئيس الحكومة برنامجه امام البرلمان بعد ايام من ولادة الحكومة.
السفير
العنصرية ضد السوريين تختلط بإرهاب الخطف طلباً للفدية
لبنان أمام مقدمات حرب أهلية جديدة؟
لبنان بلا رئيس للجمهورية لليوم الثامن بعد المئة على التوالي.
لكأنها دولة كرتونية، تراقب ما يجري، وتتغنى بامتلاكها أوراق قوة، فيما العسكريون المخطوفون لا يزالون تحت رحمة المجموعات الارهابية لليوم الثامن والثلاثين على التوالي.
كأنها دولة كرتونية، فقدت مقوّمات استمرارها، والامن يرقص على حافة الهاوية، وها هي مشاهد الفلتان والحواجز الطيارة والخطف على الهوية التي ظهرت طيلة نهار امس، في عدد من المناطق، توقظ الذاكرة على المشاهد ذاتها عشية الحرب الاهلية في العام 1975، والتي ما زال اللبنانيون يدفعون ثمن ويلاتها حتى اليوم. وتشكل مع الرياح الصفراء التي تهب على لبنان بذور الفتنة التي تنذر، إن وقعت، بشر مستطير. ولقد بذلت جهات سياسية وأمنية فاعلة في الساعات الماضية جهوداً مضنية لمنع انزلاق البلد الى المحظور بما يحقق هدف المجموعات الإرهابية بدفع البلد الى الفتنة القاتلة.
وكانت منطقة البقاع قد شهدت توتراً ملحوظاً تخللته أعمال خطف متبادل، حيث تم خطف اربعة مواطنين من بلدة عرسال. وفي سعدنايل، وبعد شيوع خبر خطف أحد أبنائها، على طريق الطيبة عند اوتوستراد بعلبك، على يد إحدى العصابات بهدف الفدية المالية كما رجح مصدر أمنيّ، قطع شبان من البلدة الطريق بالاتجاهين وخطفوا عدداً من سائقي الفانات وركابها ثم أطلقوهم لاحقا، فيما داهم الجيش اللبناني منزل (ح.ط) في بريتال للاشتباه بكونه خاطف ابن عرسال، وتم توقيف زوجته وعدد من المقربين منه.
.. واعتداءات على نازحين
وسجل امس ايضا قطع طرق عدة، وقيام بعض العابثين الذين تسللوا من خلف تحرّك ذوي العسكريين المخطوفين، بشن حملة تهديدات واعتداءات عنصرية على العمال والنازحين السوريين في عدد من المناطق، وعلى طردهم من أكثر من منطقة، واحتجاز بعضهم ووضعهم مكبلين وسط الطريق لفترة من الوقت قبل إطلاقهم لاحقا بعد تدخل الجيش. ولعل الأسوأ ما أقدمت عليه بعض البلديات بإصدار بيانات تعتبر السوريين فئة غير مرغوب فيها وتنذرهم بالمغادرة!
كل ذلك سيكون على طاولة اجتماع أمني عسكري يعقد اليوم لعرض التطورات وتداعياتها، وقد أبلغ مصدر وزاري مسؤول «السفير» أن «المساعي في ما خص العسكريين المخطوفين مستمرة وتسير وفق ما هو مرسوم لها وبعيدا عن الضجيج والأضواء، ولكنني مع التطورات التي حصلت امس من عمليات خطف واعتداء بت أخشى ان نكون قد انتقلنا الى مربع الفتنة ومربع الموت من جديد، فما حصل في البقاع ومنطقة بعلبك امس أعاد الامور الى نقطة الصفر والى ما قبل الخطة الأمنية، وما أخشاه هو أن تتفاقم الامور أكثر».
وبمعزل عن أهداف ومبررات عمليات الخطف والخطف المضاد، فإن ذلك يفتح على سلسلة أسئلة:
هل نسي اللبنانيون الحقبات السوداء التي مرّوا بها منذ العام 1975 حتى اليوم، وهل يدركون أنهم شعب واحد، وانهم ضحايا ووقود لحرب لعينة أكبر منهم لن توفر نارها لا الشيعي ولا السني ولا المسيحي ولا الدرزي ولا أياً من المكوّنات؟
وهل لأي طرف لبناني مصلحة في دفع الوقائع يوميا الى إنتاج أحداث تمس بالامن اللبناني وتدحرج البلد نحو أبواب جهنم؟
أين الدولة، وهل ستبادر لان تكون بمستوى الخطر الداهم والقيام بما يحفظ ماء وجهها أو ما تبقى منه، ام انها كعادتها ستكتفي بالبكائيات وتسلم أمرها لعجزها وهشاشتها؟
أين القيادات والقوى السياسية، ألا ينبغي ان يشكل هذا الخطر الداهم فرصة كي تكون هناك قيادات «مسؤولة» يجمع بينها الإدراك المشترك لحجم الخطر والشراكة في رده؟
متى سيتم فك أسر الجيش من القيود السياسية، ام انه سيبقى عرضة لحرب استنزاف على غرار ما حصل امس في جرود عرسال، حيث خاض اشتباكات عنيفة مع المجموعات الإرهابية.
الى ذلك، أكد مرجع أمني لـ«السفير» تكثيف العمل الامني في الفترة الاخيرة في مختلف المناطق «وثمة إنجازات تحققت في أكثر من منطقة وتم إلقاء القبض على عدد من المرتبطين بالتنظيمات الارهابية، إلا ان ذلك لا يبرر أي اعتداءات أو استهداف للنازحين أو أن يُؤخذوا كلهم بجريرة مجموعة من الإرهابيين». وقال: ملف النازحين صار أكثر من ضاغط على الواقع اللبناني ويضع الحكومة وكل القوى السياسية أمام مسؤولية المعالجة السريعة، علما ان حل هذه المشكلة لا بد ان يتم بالتواصل والتنسيق بين لبنان وسوريا.
«حزب الله»: تعالوا نتفاهم
وقال نائب الامين العام لـ«حزب الله» الشيخ نعيم قاسم لـ«السفير»: تنظيم داعش وجبهة النصرة يشكلان خطرا كبيرا على لبنان، إلا ان هذا الخطر لا يعني ان بإمكان التكفيريين ان يحققوا أهدافهم، خاصة اذا ما جرى التصدي لهم بالشكل الصحيح والفعال.
ودعا الى معالجة شجاعة لمسألة عرسال وصولا الى تحرير العسكريين، رافضا عمليات الخطف والانسياق في المسار الذي يريده الإرهابيون، ودعا من سماها جماعة «4 آذار» الى «الكف عن التبرير للتكفيريين، فهؤلاء لا يوقـِّرون أحدا ولا يعترفون بأحد بل يكفـِرون حتى من يغطيهم».
وأكد «ان الخيار الصحيح هو ان نجلس معا، ونتفق بطريقة موضوعية على معالجة كل القضايا، فلا الشتائم تأتي بحل، ولا بث السموم الإعلامية يمكن ان يغيّر بالواقع شيئا، أو يمكن ان يوصلكم الى أي مكان، ولا الاستعراضات تفتح طريقا للمعالجة، بل ان الطريق الحصري هو الاعتراف بأنّ لبنان بلد متنوّع ولا يحكم إلا بتفاهم أبنائه ولا يملك أي طرف القدرة على عزل أطراف اخرى، وليس في إمكان أي طرف ان يمسك البلد وحده لمآربه».
وردا على سؤال قال: الحراك الدولي الذي ترعاه الولايات المتحدة الاميركية ليس حراكا جديا في إنهاء الخطر التكفيري، بل هذا الحراك يريد وضع حدود تتناسب مع الاستفادة من هذا الخطر كفزاعة في الأماكن المناسبة لتحصيل مكتسبات سياسية.
شغور في وزارتي الدفاع والداخلية.. واحتدام المعارك في ديالى والأنبار
ولادة قيصرية لحكومة التوافق العراقية
أبصرت الحكومة العراقية النور غير مكتملة، أمس، بغياب لافت لوزارتَي الدفاع والداخلية، التي بدا أنهما غابتا عن توافق الكتل السياسية الذي أدى إلى التصويت في مجلس النواب على التشكيلة الوزارية التي قدمها رئيس الوزراء حيدر العبادي، على الرغم من بعض الاعتراضات والسجالات التي سادت جلسة منح الثقة، من قبل بعض الكتل، والتي أظهرت أن ولادة الحكومة جاءت نتيجة ولادة قيصرية شاركت فيها الأطراف السياسية الكبرى، وقوى خارجية.
وكان من اللافت أن المجلس صوت أيضاً على كل من نوري المالكي وإياد علاوي، وأسامة النجيفي كنواب لرئيس الجمهورية، بالإضافة إلى صالح المطلك، وهوشيار زيباري، وبهاء حسين الأعرجي، كنواب لرئيس مجلس الوزراء.
وفي هذه الأثناء، تواصلت العمليات العسكرية التي ينفذها الجيش العراقي وقوات «البشمركة» الكردية، كما احتدمت الاشتباكات بين قوات العشائر العراقية ومسلحي تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام»-»داعش»، الذي نفذ اثنان من عناصره عمليتَين انتحاريتَين في محافظة صلاح الدين.
ومن المفترض أن يصل وزير الخارجية الأميركي جون كيري، اليوم، إلى المنطقة في جولة تشمل الأردن والسعودية، بهدف بناء تحالف دولي لمواجهة تنظيم «داعش»، بحسب ما أعلنت وزارة الخارجية الأميركية، لافتة إلى أن أكثر من أربعين دولة ستشارك في هذا التحالف.
وعقد مجلس النواب العراقي، أمس، جلسته الـ13، المخصصة لمنح الثقة للحكومة وترأسها رئيس المجلس سليم الجبوري، وحضرها الرئيس العراقي فؤاد معصوم، ورئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي، وعدد من الوزراء السابقين، ورؤساء بعثات دبلوماسية، وبعثة الأمم المتحدة في العراق، وافتتح الجبوري الجلسة مؤكداً أن عدد الحاضرين هم 182 نائبا، إلا أن بعض النواب انسحبوا وبقي 178 نائبا.
وعرض العبادي خلال كلمة ألقاها قبيل التصويت على التشكيلة الوزارية خطة عمل حكومته، التي اعترض بعض النواب على أحقية تقديمها أمام المجلس، دون تقديم السير الذاتية للوزراء بشكل مسبق، ولكن بدا أن الكتل السياسية الكبرى كانت قد اتفقت على التشكيلة التي نالت الثقة بأغلبية 177 صوتا.
وأكد العبادي عزم الحكومة على طرد جميع المجموعات الإرهابية، وإعادة الأمان إلى المحافظات العراقية التي نزح أهلها، والعمل على إعادة الإعمار من خلال خطة إنمائية شاملة، كما شدد خلال عرضه لخطة عمل الحكومة، على ضرورة دعم القوات المسلحة وإعادة بنائها لتكون ممثلة لمختلف مكونات الشعب العراقي، وأشار إلى أن الحكومة ستعمل على تفعيل نموذج الحشد الشعبي من خلال بناء «منظومة الحرس الوطني» لتكون رادفة لقوات الجيش والشرطة في المحافظات.
ولفت العبادي إلى أن السلاح الشرعي والوحيد الذي سيسمح ببقائه هو سلاح الدولة، وحيا وحدة الدم بين الجيش العراقي وقوات «البشمركة» والحشد الشعبي، وأبناء العشائر.
وعرض العبادي أسماء الوزراء للتصويت عليها فرديا كما ينص الدستور العراقي، إلا أن حقائب الدفاع والداخلية والموارد المائية، بقيت شاغرة، وطلب العبادي إمهاله أسبوعا لملء الشغور في هذه الوزارات، مشيرا إلى أنه سيتولى بنفسه هذه الحقائب في هذه الفترة، كما تم التصويت على ثلاثة نواب لرئيس الجمهورية، وثلاثة آخرين لرئيس مجلس الوزراء.
وصوَّت النواب على تشكيلة وزارية من 24 وزيرا، من بينهم إبراهيم الجعفري وزيرا للخارجية، روز نوري شاويس وزيرا للمالية، عادل عبد المهدي وزيرا للنفط، حسين الشهرستاني وزيرا للتعليم العالي والبحث العلمي.
ميدانيا، قال قائد شرطة ديالى اللواء الركن جميل الشمري، إن القوات الأمنية بمساندة العشائر تمكنت من «تطهير منطقة سد الصدور الإروائية» في محافظة ديالى وقتل 15 عنصراً من «داعش»، لافتاً إلى أن أكثر من 200 عنصر من التنظيم هربوا باتجاه المحافظات الشمالية. وأوضح الشمري أن «القوات الأمنية أحرزت تقدما كبيرا واستطاعت نشر أفراد الشرطة وأبناء العشائر في المنطقة وإعلان سيطرتهم عليها».
وقتل 18 عنصرا من الجيش والشرطة العراقية وأصيب 55 آخرون، خلال هجومين انتحاريَّين شنهما تنظيم «داعش» على مقر للأجهزة الأمنية في محافظة صلاح الدين، شمال العراق.
وقال مصدر أمني في قيادة عمليات صلاح الدين، إن «انتحاريا يقود سيارة مفخخة هاجم مقرا أمنيا تتواجد فيه قوات الجيش والشرطة في ناحية الضلوعية جنوب تكريت، أعقبه هجومُ انتحاريٍّ آخر يرتدي حزاما ناسفا فجر نفسه بعد تفجير الانتحاري الذي يقود السيارة المفخخة».
وطالب محافظ صلاح الدين رائد إبراهيم الجبوري «الحكومة المركزية ووزارة الدفاع والقوى الجوية بالتدخل الفوري ومساندة المقاتلين الذين يواجهون هجوما للعناصر الإرهابية على الناحية».
وفي الأنبار، أكد مصدر حكومي رفيع مقتل 6 وإصابة 33 عنصرا من قوات الأمن ومقاتلي العشائر خلال مواجهات مع عناصر «داعش» في قضاء حديثة غربي مدينة الرمادي.
وقال المصدر إن «مواجهات واشتباكات عنيفة وقعت منذ أن بدأت القوات الأمنية تساندها العشائر عملية عسكرية على مناطق مختلفة من قضاء حديثة».
وأضاف ان «المواجهات والاشتباكات ما زالت مستمرة بين قوات الأمن والعشائر ضد عناصر «داعش» وأسفرت عن مقتل 4 جنود و2 من مقاتلي العشائر، فيما أصيب 33 عنصرا من قوات الأمن ومقاتلي العشائر بجروح مختلفة خلال هذه المواجهات».
إلى ذلك، أكد قائد الفوج الخامس في قوات «البشمركة» سعيد علي محمود أن أفراد الجيش العراقي و«البشمركة» تمكنوا من السيطرة على ناحية «ينكجه» التركمانية التابعة لمحافظة صلاح الدين، بعد عملية أمنية في المنطقة، استخدمت خلالها الأسلحة الثقيلة.
كما شنت طائرات حربية يعتقد أنها عراقية غارة جوية، على مدينة ألعاب الحدباء الرياضية التي تم إنشاؤها حديثاً شمال مدينة الموصل، ما أدى إلى تدمير جزء كبير من مرافقها من دون وقوع إصابات.
النهار
الجيش يستردّ تلّة الحصن والبقاع يتفلَّت مفوضية اللاجئين تُعاكس قرار تسهيل العودة؟
لم يكن ينقص مشهد التأزم الامني والتوتر التصاعدي الذي يعيشه لبنان بمجمله على وقع تلاعب التنظيمات الارهابية المحتجزة للعسكريين الرهائن، باعصاب اللبنانيين وباستقرار البلد، سوى انفلات موجة الخطف الواسعة التي حصلت أمس في البقاع. موجة جاءت بمثابة اذكاء مناخ اضافي حمل طابعاً مذهبياً مقيتاً بين أبناء المنطقة المعتلة أصلاً بأزمة عرسال وما اشتق منها في محنة العسكريين الرهائن، والأنكى انها تفجّرت على خلفية خطف "غير سياسي " الطابع يتصل بخطف أحد ابناء سعدنايل بقصد ابتزاز فدية، فاذا بها عقب موجة الاعتداءات والملاحقات والمطاردات في مناطق عدة ضد مجموعات من اللاجئين السوريين ترسم عنواناً شديد البشاعة والقتامة لمآل التفلت الامني الذي ينزلق اليه لبنان ولا سيما منه منطقة البقاع.
اشتعلت موجة تبادل الخطف اثر إقدام مسلحين في بلدة الطيبة في بعلبك على خطف ايمن صوان ابن سعدنايل وتركوا شقيقه الذي كان بصحبته، فما ان تبلغت عائلته خبر خطفه حتى عمدت مجموعات من شبان سعدنايل الى قطع الطريق العامة ثم خطفت بدورها ثمانية من ابناء بعلبك بعدما أوقفت عدداً من الفانات التي تعمل على خط النقل العام. ولم تنجح كل المحاولات التي أجريت لفتح الطريق، اذ اشترطت عائلة صوان وابناء سعدنايل اعادته لفتحها واطلاق المخطوفين لديهم، علماً أن الجيش دهم منازل مشتبه فيهم بخطف صوان في بريتال وأوقف زوجتي فردين من العصابة للضغط عليهم.
وعلمت "النهار" ان مراجع رسمية أجرت إتصالات بالجهات ذات الصلة بالتوترات التي شهدها لبنان في الساعات الـ24 الاخيرة وخصوصاً في عدد من مناطق البقاع التي كانت مسرحاً لعمليات خطف. وحذّرت هذه المراجع من ان المرحلة الحالية لا تتحمل المس بالاستقرار وهزّ الاوضاع أكثر مما هي مهزوزة بما يؤثر على سلامة العسكريين وقوى الامن المخطوفين، الأمر الذي لا تتحمل الحكومة المسؤولية عنه. وفهم أن هذه الاتصالات لم تثمر النتائج المرجوة وقت كان الجيش يحرز تقدما في مواجهات مرتفعات عرسال في إطار القرار الحكومي المتخذ سابقاً بفصل مسلحي المرتفعات عن بلدة عرسال.
كذلك علمت "النهار" أن رئيس مجلس الوزراء تمّام سلام أجرى إتصالات بسفراء الدول المعنية بالتطورات الجارية طالباً منهم ممارسة الضغوط اللازمة على الاطراف الذين لهم تأثير عليهم كي يتم تدارك الامور فلا تتطور نحو الاسوأ.
وتشير معلومات الى ان بعض سفراء الدول الكبرى، الذين عادوا الى أعمالهم بعد الإجازات، عبروا أمام محدثيهم عن أنهم وجدوا الاوضاع اللبنانية الداخلية في حال ليست أفضل مما كانت قبل سفرهم. وإذ حث هؤلاء الزعماء اللبنانيين على ممارسة دورهم في إحتواء التدهور، قالوا إن دولهم لن تتدخل أكثر مما تفعل الآن، ويخطئ كل طرف يظن أن التدهور في لبنان سيجبر دولهم على تغيير حساباتها لإن لهذه الدول أولويات مختلفة في الوقت الراهن.
ولعل اللافت ان مصادر وزارية اشارت الى أن ثمة رغبة لدى قوى مشاركة في الحكومة في هز الوضع الحكومي للضغط على مجرى الاستحقاقات. ومن المتوقع أن تتكثف الاتصالات اليوم مع هذه القوى لثنيها عما تنوي الاقدام عليه كي لا يؤدي الامر الى نقل البلاد من حال الشغور الرئاسي الى حال الفراغ الحكومي. ومن المتوقع أن تكون جلسة مجلس الوزراء العادية بعد ظهر بعد غد الخميس على محك التضامن، إضافة الى ان هناك بنودا مالية على جدول الاعمال قد تثير جدلاً. وعلم ان الرئيس السابق ميشال سليمان سيوجه كلمة قبل ظهر اليوم تتعلق بدعم الجيش اثر لقاء يعقده مع الوزراء القريبين منه.
تلة الحصن
اما التطور الميداني البارز الذي سجل أمس، فتمثل في عملية خاطفة مفاجئة قام بها الجيش بعد الظهر في بقعة يسيطر عليها المسلحون في محلة وادي الحصن بجرود عرسال وتمكن من استعادة مركز رئيسي تعرض لاعنف الهجمات في مواجهة 2 آب المنصرم والذي خطف فيه عدد من العسكريين. ونقل مراسل "النهار" في بعلبك وسام اسماعيل عن مصدر امني ان عملية الجيش أمس أدت الى استعادة تلة الحصن والتلال المحاذية لها بالاضافة الى معابر غير شرعية كان يستخدمها ال