26-11-2024 03:56 AM بتوقيت القدس المحتلة

إسرائيل: لن نسمح لحزب الله باحتلال الجليل

إسرائيل: لن نسمح لحزب الله باحتلال الجليل

وصلت إسرائيل الى مرحلة غير مسبوقة من «التنبّه» حيال الجبهة اللبنانية وحزب الله. مستوطناتها في الشمال باتت مهددة، ليس فقط من صواريخ الحزب، بل أيضاً من مقاتليه

وصلت إسرائيل الى مرحلة غير مسبوقة من «التنبّه» حيال الجبهة اللبنانية وحزب الله. مستوطناتها في الشمال باتت مهددة، ليس فقط من صواريخ الحزب، بل أيضاً من مقاتليه. احتلال الجليل لم يعد مسألة افتراضية وحسب، بل محور فرضيات عمل وخطط، يعمل عليها الجيش الإسرائيلي، كما هو هاجس تتشارك فيه المؤسسة العسكرية والمستوطنون.

لكن ما هي هذه الخطط؟ الاستراتيجيا المقررة لصدّ حزب الله، باتت واضحة ومعلنة تصريحاً وتلميحاً، كان آخرها على لسان أحد كبار الضباط الإسرائيليين، في معرض طمأنة المستوطنين بأن الجيش لن يسمح للحزب باحتلال الجليل. كيف ذلك؟ يؤكد الضابط أن الجيش سيعمل سريعاً على «الانسحاب التكتيكي» للمستوطنين الى الخلف، وسيبقي وحداته كخط دفاعي وحيد، في مواجهة مقاتلي الحزب.


هذه العبارات ليست تعبيراً عن أماني وأحلام مقاوم للاحتلال من سبعينيات القرن الماضي، بل مفاهيم وألفاظ وردت في تقرير أعده الجيش الإسرائيلي، وبث أخيراً، على شاشة القناة الثانية العبرية.


تحت عنوان «حرب لبنان الثالثة ليست كعملية الجرف الصامد»، بثت القناة تقرير الجيش الإسرائيلي، بعد حملة ترويج استمرت يومين. تخلل التقرير عرض لقدرات حزب الله ووسائله القتالية، وللتحضيرات المقابلة في الجانب الإسرائيلي، مع التشديد على أن «الجيش يستعد ويتدّرب للمواجهة المقبلة التي لا يعلم موعدها».


يبدأ معدو التقرير بمقابلة مع قائد «لواء حيرام» في الجيش الإسرائيلي، العقيد دان غولدفوس، الذي أكد قوة حزب الله وقدراته ووسائله القتالية «غير المسبوقة»، مشيراً إلى أن «هذا الحديث لا يهدف الى إثارة الذعر في النفوس، بل الى النظر بواقعية لما ينتظرنا، وكيف يجب أن نستعد بصورة أفضل لمواجهة الواقعة المقبلة». ويلفت التقرير الى أن التجول بالقرب من الحدود الشمالية، بعد أيام من وقف إطلاق النار في قطاع غزة، يشير الى استخلاصات لا لبس فيها: «لا يمكن مقارنة الحدود الشمالية بالحدود الجنوبية، أكان ذلك في أيام السلم أم في أيام القتال.

وبالتأكيد، فإن المواجهة هنا ستندلع وستتطور لأسباب مغايرة، لكن المؤكد أنها ستكون أكبر وأكثر شراسة، سواء من جانب حزب الله، أو من جانب الجيش الإسرائيلي». في الحرب المقبلة مع حزب الله، يشير الضابط، «يتعين على إسرائيل أن تتخذ قرارات لا سابق لها، إذ عليها أن تقرر في خصوص منشآتنا الحيوية، وكيف يمكننا حمايتها بأفضل وسيلة ممكنة». لكن ماذا عن «احتلال الجليل من قبل حزب الله»؟ يجيب غولدفوس بحزم وقلق في آن: «أنا غير قلق من حقيقة أن العدو سيحاول احتلال الجليل، لأننا هنا وسنعمل على الحؤول دون ذلك.

لكن ما يقلقني هم المدنيون الإسرائيليون وقدرة العدو على إيذائهم. ولهذا السبب أقول للمواطنين إننا سنضطر الى إخلاء مستوطنات في الشمال». الفارق بين الجنوب والشمال، بين الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة ولبنان، كبير جداً. بحسب غولدفوس، فإن «صواريخ حزب الله تصل الى مدى أبعد، وهي أكثر دقة، أي أن علينا أن ندرك بأن الحرب هنا ستكون مختلفة، وسيتحتم علينا أن نتعامل معها بطريقة مختلفة، ومن بينها المناورة البرية السريعة الى داخل الأراضي اللبنانية».
ويعرض التقرير ما لدى إسرائيل من معلومات حول قدرات حزب الله، ويشير الى أن في حوزته أكثر من مئة ألف صاروخ، معظمها موجود في المنطقة الجنوبية للبنان، «لكن هناك صواريخ بعيدة المدى، بالآلاف، مع أنظمة توجيه دقيقة، وجلّها منتشر في منطقة بيروت، وهي صواريخ ثقيلة تحمل مئات الكيلوغرامات من المتفجرات، بل والبعض منها يحمل قدرة تفجيرية تصل الى طن من المواد المتفجرة، ومنها أكثر من ذلك». وهذه الصواريخ، يضيف التقرير، دقيقة للغاية، وبإمكانها أن تغطي كل مساحة إسرائيل من حيث مدياتها، أما منظومة القبة الحديدية، فلن تكون قادرة على التعامل بنجاح مع هذا التهديد، و«بالتالي فإن المناورات البرية في الشمال ستكون سريعة وكبيرة، وداخل الأرض اللبنانية».


وماذا عن الأنفاق الهجومية لحزب الله؟ الجيش الإسرائيلي أكد في السابق أنه لا يعرف شيئاً عن تهديد كهذا، وأنه لا ينفي ولا يؤكد. إلا أن معدّي التقرير نقلوا هذا السؤال الى العقيد دان غولدفوس، الناطق الرسمي باسم المؤسسة العسكرية في هذا التقرير، والذي تحدث بصورة مغايرة عن الرواية العسكرية للأسابيع الماضية، إذ قال: «هذا التهديد لا يزعج ويقلق المستوطنين وحسب، بل يقلق أيضاً قادة الوحدات العسكرية المنتشرة في المنطقة الحدودية، إذ إن الأنفاق تثير الخشية مثلها مثل بقية السيناريوات الأخرى التي يمكن أن نواجهها، و«قد يكون حزب الله قد حفر أنفاقاً هجومية الى داخل إسرائيل، واستناداً إلى ما جرى في غزة أخيراً، فكل شخص لديه رأس وعقل يدرك أن هذا السيناريو ممكن».

http://www.al-akhbar.com/node/215203

موقع المنار غير مسؤول عن النص وهو يعبّر عن وجهة نظر كاتبه