24-11-2024 06:25 PM بتوقيت القدس المحتلة

الهوليووي "وودي ألن": العرب لم يكونوا لطفاء مع اليهود فيمنحونهم الأرض ..!

الهوليووي

"..ولو أن العرب فقط قالوا: انظروا، نعرف ما الذي مررتم به، خذوا هذه القطعة من الأرض وسنكون جميعاً أصدقاء وسنساعدكم. وعندها سيأتي اليهود في سلام، لكن العرب لم يفعلوا ذلك ولم يكونوا لطفاء ما أدى إلى مشاكل.."

الهوليووي خلال العدوان الصهيوني على قطاع غزّة أُجريت مع المخرج والممثل الهوليوودي اليهودي "وودي ألن" مقابلة على موقع «ذا ديلي بيست» الأميركي تخلّلها سؤال يخصّ رأيه في العدوان على غزّة.

بعد أن يعبّر عن خيبة أمله لأن لا سلام حلّ بين العرب والإسرائيليين، وأن الوضع مازال «مأساوياً ومريعاً»» وأن «القادة في إسرائيل والقادة العرب لم يستطيعوا أن يتوصلوا لاتفاق» وأن «لا أحد من الطرفين يبدو مستعداً لتصحيح الوضع» (وهي مقدّمة لا يعوزها الخبث في تهيئة القارئ لابتلاع ما سيقوله)، بعد أن يقول ذلك يصرّح بما يودّ فعلاً أن يجيب به على سؤال كهذا: لكني أشعر أن العرب لم يكونوا لطفاء من البداية، وهذه كانت مشكلة كبيرة، كان اليهود قد خرجوا لتوّهم من حرب مريعة حيث أُبيدوا بالملايين وأضطُهدوا في كلّ أوروبا، وقد أُعطوا هذه القطعة الصغيرة جداً من الأرض في الصحراء، ولو أن العرب فقط قالوا: انظروا، نعرف ما الذي مررتم به، خذوا هذه القطعة من الأرض وسنكون جميعاً أصدقاء وسنساعدكم. وعندها سيأتي اليهود في سلام، لكن العرب لم يفعلوا ذلك ولم يكونوا لطفاء ما أدى إلى مشاكل، ومع السنين ارتكب الطرفان أخطاء، كانت هنالك أخطاء في العلاقات العامة، وكان هنالك سوء إدارة مريع جداً".

من إجابة كهذه في لقاء مع إحدى أشهر المجلات الالكترونية الأمريكية، يمكن القول إن "ألن" لا يفارق الفكرة الصهيونية حين لا يرى مشكلة في سلب قطعة أرض من أهلها ومنحها ليهود، وتعداها (خبثاً لا جهلاً) دون أن يضطر للحديث عن احتلالٍ لأرضٍ ولملمةٍ ليهودٍ من عدة مجتمعات من العالم وإحلالهم محل أهل الأرض، المجتمع الفلسطيني العربي المشرقي المنسجم لغةً وثقافةً وتاريخاً وجغرافيا. فرأى أن المشكلة بدأت فيما بعد ذلك، حين رفض العرب منحهم هذه الأرض، كأنّه يخاطب بلهاء سيستسيغون تبسيطاته للصهيونية.

الهوليووي وألن الذي يبدو في أفلامه نقدياً وتهكّمياً من ممارسات مجتمعية ودينية، يُسقط إيديولوجية صهيونية على الحقائق التاريخية، فيقفز عن بعضها ويحوّر في بعضها الآخر ويحوم حول غيرها، لتناسب فكرةً مسبقة في رأسه أراد لها أن تنطلق من حقائق تاريخية، بل أن «تتعدّل» هذه الحقائق بما لا يناقض الموقف الإيديولوجي المسبق، إن لم نقل بما يخدمها. نضيف على ذلك أن لَي عنق التاريخ هذا يكشف عن نقص في منسوب الإنسانية لدى صاحبها وقسور في الأخلاقيات وبالتالي في مدى مصداقية ما يقوله في شؤون أخرى غير القضية الفلسطينية ومجمل السياسة والتاريخ، ما يقوله وما يطرحه في أفلامه.

فيلمه Bananas الذي أخرجه العام 1971 والذي صوّر ثوّار في أمريكا اللاتينية كانتهازيين وأشرار والولايات المتّحدة كمقابل لهم، أي الخير وإن نالها بعض التهكّم، وهذا في عزّ الحرب الباردة، ممرراً ذلك بقدراته على السخرية من الجميع وإضحاك المُشاهد.

لن يكون هذا مجدياً في 2014، أن يتناول سينمائياً وبالأسلوب ذاته روايته لتاريخ القضية الفلسطينية وإسرائيل، تماماً كما ذكرها في المقابلة: أننا ألم نكن لطفاء بما يكفي مع اليهود فنمنحهم أرضنا. إن كان ثوّار أمريكا اللاتينية أشرار والأمريكيون أخيار، فكيف لا تكون المعايير هي ذاتها بالحديث عن الإسرائيليين والفلسطينيين!.

كان يمكن أن تُفهم إجابته هذه، حرفياً كما هي، بأنها نقد جذري للصهيونية إن قيلت بسخرية، لكنها كتلفّظات جادة، أظهرت مدى خبث صاحبها، لا سذاجته.