24-11-2024 05:32 AM بتوقيت القدس المحتلة

فضل الله: الخطر الأكبر على فلسطين هو سموم الفتنة المذهبيّة

فضل الله: الخطر الأكبر على فلسطين هو سموم الفتنة المذهبيّة

وأكَّد سماحته أنَّ على العلماء السنة والشيعة، وكل مرجعيات العالم الإسلامي، وضع فلسطين كقضية عربية وإسلامية في سلّم أولوياتهم، إلى جانب مشروع الوحدة الإسلامية

فضل الله: الخطر الأكبر على فلسطين هو سموم الفتنة المذهبيّةدعا العلامة السيد علي فضل الله العلماء في العالم الإسلامي، إلى التعامل مع القضية الفلسطينية، كأولوية أساسية، إلى جانب العمل للوحدة الإسلاميَّة، مشيراً إلى أنَّ أي سقوط لنا في فلسطين، قد يكون قاتلاً على مستوى الأمة كلّها. جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها سماحته في المؤتمر الدولي لعلماء الإسلام لدعم القضية الفلسطينية، والذي يُعقد في العاصمة الإيرانية طهران.

وقد أشاد سماحته في كلمته بالموقف الإسلامي الإيراني الداعم للقضية الفلسطينية، والذي يُعتبر الأول على مستوى دعم الشعب الفلسطيني، مؤكداً أن القضية الفلسطينية تحتاج إلى أكبر اجتماع إسلامي لمؤازرتها، وإلى قادة وعلماء يعملون على حمايتها وإبعادها عن سياسة المحاور التي يُراد لها أن تقتلها، أو أن تتركها في مهب الرياح الإقليمية والدولية التي تعصف بالمنطقة.

وشدد على أن الخطر الأكبر الذي يتهدَّد فلسطين بعد الصهيونية العالمية، هو خطر الفتنة المذهبية؛ هذه الفتنة التي تسعى الكثير من الدول والإدارات الغربية إلى تعميقها وتركيزها في المنطقة، وخصوصاً في سوريا والعراق والدول المجاورة لفلسطين المحتلة، حتى يستنزف العرب والمسلمون بعضهم بعضاً، وترتاح إسرائيل على حساب تعبنا، ومن خلال سفك دمائنا، ودخولنا في متاهات الحروب الداخلية.

وأكَّد سماحته أنَّ على العلماء السنة والشيعة، وكل مرجعيات العالم الإسلامي، وضع فلسطين كقضية عربية وإسلامية في سلّم أولوياتهم، إلى جانب مشروع الوحدة الإسلامية، الذي ينبغي أن يتحول إلى مشروع شعبي ميداني، لا أن يبقى رهين الاعتبارات والمصالح، مشيراً إلى أننا نحتاج إلى قيادات وحدوية تملك الإمكانات والقدرة والصبر والإخلاص، كما نحتاج إلى الكوادر العالية الّتي تقدّم مشروع الأمّة على مشروعها الذاتي، لافتاً إلى أن الشعوب العربية والإسلامية لا ينقصها الإخلاص، ولا يعوزها العطاء، وأنَّ على القيادات في العالم الإسلامي أن ترتفع إلى مستوى المبادئ القرآنية ومصالح القاعدة الشعبية التي يدمرها الانسياق إلى المشاريع المذهبيَّة ومشروع الفتنة السياسيّة القاتلة. 

ورأى أنَّ السقوط في أي موقع قد يستتبعه النهوض، ولكن السقوط أمام المشروع الصهيوني في فلسطين، هو السقوط الأصعب والأخطر، معتبراً أن من أبسط القواعد الإسلامية أن نجعل فلسطين في الأولوية، لأن من الأولويات في الإسلام رفض الظلم والوقوف مع المستضعفين، وخصوصاً أنَّ ظلم الصهيونية هو قمة الظلم، مشيراً إلى أن نعمة الانتصارات على العدو التي برزت في لبنان في العام 2006، وفي غزة في الأيام الفائتة، يمكن أن تستعاد بوتيرة أعلى، شريطة أن نتَّحد وننبذ الانقسامات، داعياً العلماء إلى النّفير في مواجهة الإرهاب التكفيري الذي يشبه العنف الصهيوني، وألا يسمحوا لهذه الظاهرة العنيفة المدمّرة بأن تشوّه سمعة الإسلام وأصالته وسماحته.