يبدو أن موعد اللقاء المنتظر بين «حزب الله» وتيار «المستقبل» لن يكون بعيداً. الإشارات إلى ذلك تزداد يوماً بعد آخر. صحيح أنها ما تزال أوضح من ناحية «حزب الله»، إلا أن «المستقبل» لا يبدو بعيداً عن اللقاء
«إيجابيات إقليمية» تؤسس لانفراجات لبنانية.. لا تسوية عميقة
إيلي الفرزلي
يبدو أن موعد اللقاء المنتظر بين «حزب الله» وتيار «المستقبل» لن يكون بعيداً. الإشارات إلى ذلك تزداد يوماً بعد آخر. صحيح أنها ما تزال أوضح من ناحية «حزب الله»، إلا أن «المستقبل» لا يبدو بعيداً عن اللقاء، الذي يتعامل معه، في حال حصل، بوصفه «مكرمة» للحزب.. «نظراً لانعكاساته السلبية على شارعه»، وإن كان يدرك أنه لا غنى عنه استراتيجياً.
يبدو النائب وليد جنبلاط أكثر المتحمسين للقاء يجمع السيد حسن نصر الله بالرئيس سعد الحريري. يعتبر أنه الحل الأنجع للملمة الوضع الداخلي قدر الإمكان.
بالرغم من الإشارات الإيجابية داخلياً والتعويل على ما يمكن أن ينتجه، إلا أن قوة الدفع الرئيسية للقاء كهذا تبقى في التقارب السعودي الإيراني، الذي افتتح رسمياً بزيارة نائب وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان إلى الرياض، والتي يصف مصدر متابع نتائجها بـ«شديدة الإيجابية وكانت مفاجئة لكثيرين». وإذا كان اللقاء قد أفضى إلى اتفاق على زيارة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إلى السعودية، على أن تليها زيارة لوزير الخارجية السعودي سعود الفيصل إلى طهران، كما يؤكد مصدر مطلع على المحادثات الإيرانية السعودية، فإن الصدى اللبناني لهذه الإيجابية لا بد أن يتوج داخلياً باللقاء المنتظر بين «السيد» و«الشيخ».
لا تواصل مباشراً بين الحزبين حتى اليوم، لكن الضاحية صارت جاهزة للقاء، على ما توحي به التصريحات الصادرة منها: كرر نصر الله أكثر من مرة أن لا سبيل إلا في الحوار المباشر. قال نائب الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم لـ«السفير» إن «الخيار الصحيح هو أن نجلس معاً، ونتفق بطريقة موضوعية على معالجة كل القضايا». خرج من اللقاء الذي جمع نصر الله مع العماد ميشال عون تأكيد على «أهمية تعميم ورقة التفاهم على القوى السياسية الأخرى». كذلك قال عون إن هناك مصلحة وطنية في الإبقاء على التواصل مع الحريري، كما أعلن نصر الله تشجيعه على مواصلته.
في مقلب «المستقبل»، يبدو الوضع أكثر تعقيداً. لا تزال مصادره تعتبر أن أرضية اللقاء الوحيدة هي مبادرة «14 آذار» التي تعلن فيها استعدادها للتشاور مع كل الأطراف حول اسم رئيس توافقي، وكذلك السعي للتوافق على تسوية وطنية. أكثر من ذلك يقول نائب مستقبلي إن هذه المبادرة «تعطي حزب الله فرصة من السماء ليجلس معنا».
في المقابل، لا يبدو أن «8 آذار تسعى إلى فرص السماء. سريعاً أسقط عون جوهر المبادرة القاضية بإسقاط ترشيحه، قبل أن يأتي لقاء نصر الله - عون ويقضي على أي احتمال للسير في المبادرة، مع التأكيد على أن عون لا يزال مرشح «8 آذار» وهو وحده الذي يقرر في الموضوع الرئاسي.
مع افتراض أن اللقاء بين الحزبين سيحصل عاجلاً أم آجلاً، فإن ذلك سيساهم حكماً في إراحة الوضع الداخلي، ووضع الملفات العالقة على سكة الحل. خطاب ناري من النائب خالد ضاهر يزيد من ضرورة اللقاء، كما أن إدانة كتلة «المستقبل» للخرق الاسرائيلي في عدلون، في غياب الرئيس فؤاد السنيورة، والذي أدى إلى «استشهاد المناضل حسن علي حيدر»، لا يقرأ إلا إيجابياً من ناحية الحزب. كل ذلك يساهم في تعزيز فرص اللقاء، لكن العين تبقى أولاً وأخيراً على تطورات العلاقة بين الرياض وطهران. صحيح أن لقاءات عبد اللهيان ركزت على الموضوع العراقي، إلا أن الاتفاق كان واضحاً بأن جدول الأعمال سيبقى مفتوحاً، يقول المصدر المتابع. مع ما يعنيه ذلك من إمكانية تعميم تجربة التوافق على ملف الحكومة العراقية على أكثر من ملف، ومنها لبنان. لكن المشكلة تبقى أولاً وأخيراً ببقاء سوريا نقطة اشتباك بين إيران والسعودية من جهة وإيران وأميركا من جهة ثانية. وهذا يعني أيضاً أن تأثيرات هذه الأزمة على لبنان والعراق لن تنتهي قريباً وقد تترجم لبنانياً بعدم الاستقرار السياسي والأمني، من دون السماح، في الوقت نفسه، بانفلات الأمور. وعليه، يرى المصدر أن ما يمكن أن ينتج عن التقارب الإقليمي هو أقرب إلى الانفراجات منه إلى التسوية العميقة، بحيث يمكن للتفاهم السعودي الإيراني أن يركز على إعادة إحياء المؤسسات من خلال انتخاب رئيس للجمهورية وتفعيل عمل مجلس النواب، إضافة إلى السعي إلى منع تمدد «داعش» في لبنان، لكنها حكماً لن تؤسس لاستقرار سياسي في منطقة تشتعل من شرقها إلى غربها.
http://www.assafir.com/Article/1/371742
موقع المنار غير مسؤول عن النص وهو يعبّر عن وجهة نظر كاتبه