أبرز ما جاء في الصحف والمواقع الأجنبية ليوم الخميس 11-09-2014
أبرز ما جاء في الصحف والمواقع الأجنبية ليوم الخميس 11-09-2014
المونيتور: حزب الله: نحن على استعداد للدفاع عن لبنان ضد الجماعات الجهادية
في حوار خاص مع المونيتور، أكّد مشرّع حزب الله النائب علي فيّاض أنّ لبنان جاهز للتصدّي للمجموعات التكفيرية إذا ازداد خطرها على لبنان، مشدّداً أنّ "حزب الله مصمم على قتال المجموعات التكفيرية." وأضاف فيّاض، "في حال ساءت الأوضاع، حزب الله سيكون جاهزاً للدفاع عن لبنان"، والذي حسببه ما صرّح نائب كتلة الوفاء للمقاومة "واقعٌ تحت خطر الدولة الإسلامية المباشر". وكانت بلدة عرسال الحدودية المحاذية للأراضي السورية قد شهدت اشتباكات دموية بين الجيش اللبناني ومقاتلي الدولة الإسلامية وجبهة النصرة، تمّ في خلالها أسر عناصر من الجيش والشرطة، وعمدت من بعدها الدولة الإسلامية إلى قطع رأس جنديين من الجيش. ورحّب فيّاض بأي مساعدة عسكرية تقدّم للجيش اللبناني، مضيفاً أن المساعدة التي ترسلها الدول الغربية كالولايات المتحدة الأمريكية ليست بكافية لهزيمة المقاتلين التكفيريين، مؤكّداً على أنّ "المساعدة المقدّمة للجيش لا تسمح له بأن يكون في موقعٍ يحسم فيه المعركة لصالحه."
ورحّب فيّاض أيضاً بالعمل العسكري ضد الدولة الإسلامية في سوريا، بشرط أن يتمّ بالتنسيق مع الحكومة السورية. وردّاً على سؤال حول عمل عسكري أمريكي محتمل ضد التنظيم في سوريا، قال فيّاض إنّه "ثمّة أرضيّة مشتركة واسعة الآن في الشرق الأوسط إسمها مواجهة الإرهاب المتشدّد. أيّ جهد في مواجهة هذه الظاهرة مرحّب به، لكن يجب أن تأخذ في الاعتبار سيادة الدول وألاّ تشكّل مواجهة الإرهاب تعدّياً على سيادة هذه الدولة أو تلك." ونفي فيّاض أي تواصل مباشر أو غير مباشر بين الولايات المتحدة وحزب الله حول موضوع الخطر التكفيري، قائلاً أيضاً إنّ حزب الله لم يعقد اجتماعات رسمية مع السعودية. وفي سياق النفي، أكّد فياض أنّ حزب الله لا يلعب دوراً عسكريا في العراق. في ما يلي نصّ الحوار:
المونيتور: نقل موقع المونيتور مؤخراً عن مصادر من حزب الله أن الحزب يدرّب هيئات حماية في البقاع تحسباً لأي اعتداء قد تقدم عليه الدولة الإسلامية وحلفاؤها الجهاديون. ما هو تقييم حزب الله للخطر الذي يفرضه الجهاديون على لبنان وهل لبنان مستعد لمواجهة الدولة الإسلامية؟ علي فيّاض: إنّ تهديد "الدولة الإسلاميّة" هو تهديد جدّي على مستوى المنطقة بأكملها، والأمر لا يحتاج الكثير من التأكيد. ما يجري في العراق وسوريا واضح تماماً. ولبنان أيضاً في عين العاصفة، وعلى مدى الفترات الماضية، عانى من استهدافات أمنيّة ضربت مناطق شعبيّة عدّة، في البقاع والضاحية الجنوبيّة وأودت بعشرات القتلى والجرحى. "الدولة الإسلاميّة" وجبهة النصرة يتحدّثان بصراحة أنّهما يريدان استكمال سياسات الاعتداء الأمنيّ هذه. وإضافة إلى ذلك، هناك تهديد كبير يمتدّ على طول الحدود الشرقيّة للبنان مع الحدود السوريّة في جبال القلمون، حيث ينتشر آلاف المقاتلين في تلك المنطقة، وقد قاموا بهجوم قبل أسبوعين ضدّ بلدة عرسال، واعتقلوا أسرى من الجيش اللبنانيّ، وأعدموا بعضهم ويهدّدون بإعدام البعض الآخر. "الدولة الإسلاميّة" خطر على لبنان لأسباب عدّة، أوّلاً تكتيكيّة تتّصل بحاجة هؤلاء المسلّحين للتمترس في بلدة ما قبل الشتاء، وثانياً على ما يبدو، استراتيجيّة، حيث يحتاجون إلى الوصول إلى الساحل، وبالتالي إلى منفذ بحريّ ومرفأ على سهل عكّار. لذلك، فإنّ منطقة عكّار والشمال هي أحد أهدافهم. و ثالثاً لأسباب عقائديّة، حيث أنّ لبنان هو جزء من جغرافيا الخلافة التي أعلنوها. فلكلّ هذه الأسباب، لبنان هو الآن في موقع التهديد المباشر من قبل هؤلاء. حزب الله لا يقوم بتدريب مجموعات، فقد قدّمت إلينا طلبات كثيرة من قرى مسيحيّة طرفيّة بهدف المساعدة في حماية هذه القرى والتنسيق العسكريّ معها. نحن لدينا موقف مبدئيّ أنّ هذه هي مهمّة الدولة اللبنانيّة والجيش اللبناني. حزب الله حاضر للتعاون كجزء من النسيج الاجتماعيّ اللبنانيّ، لكن هذه المهمّة هي مهمّة الجيش اللبناني والأجهزة الأمنيّة اللبنانيّة. لدينا دور نقوم به في منطقة القلمون على الحدود اللبنانيّة-السوريّة، ونفهم أنّ دورنا هذا يتّصل بحماية الحدود اللبنانيّة وحماية الكيان اللبنانيّ والتركيبة السياسيّة الاجتماعيّة في لبنان.
المونيتور: ما الشكل الذي يتخذه هذا الدور المساعد الذي تحدّثت عنه؟ وما هو هذا الدور في الداخل اللبناني؟ علي فيّاض: نعم، في الداخل اللبنانيّ، لأنّ القرى الحدوديّة التي تنتشر على الحدود هي قرى تقوم أيضاً بدورها على صعيد التحرّك الأهليّ لحمايتها. نحن جزء من هذه الحركة، لكنّنا لسنا بصدد القيام بدور عسكريّ أو أمنيّ منظّم لحماية هذه القرى، سيّما في ما يتّصل بالقرى المسيحيّة والدرزيّة. هذا دور الدولة اللبنانيّة، ونحن على استعداد لكي نكون جزءاً من حالة التنسيق الوطنيّ الشاملة. طبعاً، هناك إحساس الآن، و تحديداً لدى الأقليّات وفي صورة خاصّة لدى المسيحيّين، وكأنّ حزب الله يبدو وكأنّه جيش حماية المسيحيّين والأقليّات في لبنان انطلاقاً ممّا نقوم به في جبال القلمون. لكن هذا في مطلق الأحوال لا يلغي دور الدولة في أن تقوم بواجباتها في حماية المواطنين.
المونيتور: ما هي نظرتك للمساعدة العسكرية التي تقدمها الولايات المتحدة وفرنسا والسعودية للبنان؟ هل تعتقد أنها ستحدث فرقاً في القتال ضد الولة الإسلامية؟ علي فيّاض: الأسلحة التي يتلقّاها الجيش اللبنانيّ كمساعدات من دول غربيّة هي أسلحة غير نوعيّة. الأسلحة النوعيّة التي يحتاجها هي المروحيّات والصواريخ التي من شأنها أن تساعد في حصول تحوّل نوعيّ في مسار المعركة، إضافة ربّما إلى طائرات “drones” لتعقّب المجموعات الإرهابيّة المتنقّلة في تلك الجبال. لغاية اللحظة، لا نستطيع أن ننكر أن هناك مساعدات غربيّة للجيش اللبنانيّ. و نحن نرحّب بكلّ مساعدة للجيش اللبنانيّ، لكن نقول بصراحة إنّ هذه المساعدات لا تتيح له أنّ يتحوّل إلى وضعيّة ليست نوعيّة، على النحو الذي يتيح له أن يكون في وضعيّة يكون فيها قادراً على حسم هذه المعركة لصالحه.
المونيتور: إذا كان الوضع كما وصفت، فهل يتدخل حزب الله بدافع الضرورة لحسم هذه المعركة؟ علي فيّاض: لا نخفي أنّنا نقوم بدور عسكريّ فاعل على جبال القلمون على الحدود بين لبنان وسوريا. ونحن نبدي الإصرار على محاربة المجموعات المتشدّدة، على أجنحة القاعدة، في طليعتها "الدولة الإسلاميّة" والنصرة والمجموعات المتشدّدة الأخرى. ونحن عمليّاً لا نميّز بين هذه المجموعات كثيراً، فهي تلتقي في الإيديولوجيا والأهداف، إنّما قد تختلف في ما بينها في التفاصيل. لكن في نهاية المطاف، تملك الرؤية المتشدّدة والأهداف الاستئصاليّة للأقليّات نفسها. لذلك، نحن مصرّون على محاربة هذه الجماعات. لكن في حال تطوّر الموقف باتّجاه الأسوأ، فحزب الله حاضر كي يدافع عن لبنان.
ديلي ستار: مسيحيو جنوب لبنان يواجهون العزلة والإهمال
.. يقول بيار حصروني، الناشط السياسي ومؤسس منظمة أوفي "مع غياب الحكومة، يتوجه السنة الى تيار المستقبل، ويتوجه الشيعة إلى حزب الله، متسائلا "الى من يفترض أن نلجأ نحن؟" إنها مسألة متكررة في هذا الجزء من البلاد، حيث يشعر حصروني والكثيرون مثله بأنهم "متروكون" ومهملون ليس فقط من قبل الدولة وانما أيضا من قبل الأحزاب السياسية التي من المفترض أن تضع محنة المسيحيين ضمن أولوياتها . وما يزيد الأمور سوءا، هو أن العديد من السكان يشعرون كما لو أنهم في معركة دائمة للحفاظ على هويتهم في منطقة يهيمن عليها حزبين شيعيين بأغلبية ساحقة هما حزب الله وحركة أمل.
على الصعيد الاقتصادي، حولت الهجرة - سواء إلى المدن اللبنانية الكبرى أو الى الخارج – وفقدان طرق التجارة الى إسرائيل والمسافة إلى بيروت، العديد من المناطق البعيدة من جنوب لبنان الى مناطق راكدة. وقد زادت المشكلة بعد حرب عام 2006 مع إسرائيل، التي شهدت قصف مساحات واسعة من المنطقة بلا هوادة وتدمير كميات كبيرة من المباني والبنية التحتية المدنية. بالنسبة للمقيمين المسيحيين في المنطقة، كان رد الفعل الذي تلا نموذجيا لمحنتهم. وقال نائب رئيس بلدية رميش ميشال شوفاني ان رميش فتحت منازلها ومدارسها لإيواء اللاجئين وتكلفت خسائر فادحة تقدر ب 150000 دولار، ولكن على الرغم من الوعود المتكررة بالمساعدة، لم يأت أحد. وما اثر بشكل كبير كان حقيقة " أن أيا من الأحزاب المسيحية لم يلق أي اهتمام بنا"، في حين حصل بعض السكان الشيعة والمسيحيين على تعويضات من حزب الله في القرى المجاورة. ويقول السكان أن الأحزاب السياسية المسيحية رفضت مرارا طلبات لتمويل مشاريع تنمية في القرى الجنوبية....
وما يزيد من مشاعر الاستياء هو قضية بيع الأراضي بين الأديان، والتي بفضل تعليقات شخصيات دينية وسياسية بارزة، باتت تقدم باعتبارها تهديدا محتملا لوجود المسيحيين في لبنان. وقد كان بيع الأراضي مستشريا الى درجة أن بعض الشخصيات المسيحية المقربة من المقاومة، في عين إبل على سبيل المثال، طلبت من حزب الله حث الشيعة على الامتناع عن شراء الممتلكات في القرية. وقد دعت بكركي، مقر الكنيسة المارونية، المسيحيين تحديدا الى التمسك بأراضيهم وعدم بيعها لأشخاص من خارج الطائفة. لكن لا يتوافق الجميع على وجوب الاستماع الى مثل هذه المراسيم. وقال صاحب متجر في القرية، مرددا شعور شائعا في القرى الأربع "بدلا من ان تحاضرنا بكركي عن بيع الأراضي، كان يجدر بهم ربما إطعام الناس هنا حتى لا يضطروا إلى اللجوء إلى هذه التدابير". واضافت ربة منزل في عين إبل بغضب "لديهم المال!". "بإمكانهم على الأقل المساعدة في فتح مصنع لمساعدة الناس على البقاء هنا بدلا من المغادرة إلى بيروت أو الى دول الخليج ليكونوا قادرين على تأمين قوتهم."
هذا العداء التقليدي تجاه محسني الطائفة دفع القرى إلى بذل جهد للاندماج مع جيرانهم المسلمين. وقال حاج من رميش "لقد تعلمنا التكيف مع بيئتنا". واضاف اننا "نحث المواطنين هنا على عدم رفع أعلام حزبية أو رعاية افتتاح مكاتب حزبية لأننا نعيش في منطقة لا تسمح لنا بذلك. فهذا قد يؤدي فقط إلى صراعات مسيحية داخلية فضلا عن مشاكل مع جيراننا ". وقال رئيس بلدية بنت جبيل عفيف بزي "قضاء بنت جبيل نموذج عن التعايش المسيحيي والاسلامي. لم تحصل هنا اية اشتباكات أبدا، ولا حتى حوادث طفيفة، خلال أيام الاحتلال وبعدها."
ومع ذلك، هذا الكلام ليس دقيقا تماما، كما يتضح من الخلاف على تعليق لافتة من قبل أمل في عين إبل الشهر الماضي. وكان الناشط حصروني احد السكان الذين احتجوا على اللافتة، التي احتفلت بالذكرى 36 لاختفاء الإمام موسى الصدر.ففي حين ان السكان يكنون احتراما كبيرا للزعيم الشيعي وجهوده لكسر الانقسامات الطائفية، يبقى معظمهم أكثر تحفظا تجاه حركة أمل. في النهاية، اُستبدلت الافتة براية أخرى لا تحمل اللشعار الأخضر والأصفر للحركة. وسأل حصروني "هل كانوا ليقبلوا لو اننا علقنا لافتة لبشير الجميل في بنت جبيل في ذكرى اغتياله؟". العديد من السكان المحليين لديهم موقف مشابه تجاه حليف حركة أمل الشيعي حزب الله، الذي يعتبره البعض سيد الجنوب اللبناني. وقال حصروني "انهم يقولون أن عين إبل ليست جزءا من بيئتها. ماذا يعني ذلك؟ هل ينبغي أن ارفع راية حزب الله على بيتي؟ هل هذا هو التكيف؟ وأضاف عضو آخر في أوفي ""أنا لا اريد التخلى عن هويتي ومعتقداتي".
العلاقة أكثر تعقيدا بسبب الحقيقة الصعبة لتعاون العديد من السكان المسيحيين مع إسرائيل خلال فترة الاحتلال ومن ثم هربهم جنوبي الحدود في عام 2000 خوفا من الانتقام. وقال رئيس بلدية دبل عقل نواف في اشارة الى اسرائيل "لقد فر 500 شخص على الاقل خارج [القرية] من اصل حوالي 1600 شخصا في الداخل".
وبينما يعترف الكثيرون أن حزب الله قد ساعد في الحفاظ على الأمن في المنطقة، خاصة في أعقاب تدفق اللاجئين السوريين مؤخرا، يقول البعض انهم سعداء بحمل السلاح والدفاع عن أنفسهم. وقال احد المقيمين في عين ابل "انا لا أريد الحماية من حزب الله. كان هناك أمن وسلامة عندما كان الجيش الاسرائيلي هنا، ولكن هذا لا يعني أنهم وفروا لي أي شيء." وعلق أحد السكان الذي طلب عدم الكشف عن هويته "الخطأ هو أن بعض الناس يعتقدون ان عين إبل هي جمهورية مستقلة"، واضاف "انهم يصدقون ما تقوله الأحزاب المسيحية حول عمل حزب الله على مشروع اقصائي"، مشيرا إلى النظريات التي تقول ان الحزب يريد التخلص من الطوائف غير الشيعية في لبنان. "حزب الله يسعى لإبقائنا في هذه الأرض. نحن بحاجة إلى فهم أننا جزء من هذا الجنوب ".
"المونيتور: "الدولة الإسلاميّة" في لبنان: جنون تسلّح وبداية ميليشيات أهليّة
تجتاح حمى اقتناء الأسلحة الفرديّة والتدرّب على استخدامها اللبنانيّين، خصوصاً بعد المعركة التي خاضها المسلّحون الأصوليّون السنّة في منطقة عرسال شمال شرق لبنان، ضدّ الجيش اللبناني في 2 آب الماضي. انتشرت حالة من الذعر في مختلف المناطق المحاذية لرقعة الاشتباكات، وسكنت حالة أكبر من الهلع والرعب كلّ الجغرافيا اللبنانيّة التي ينتشر فيها أكثر من مليون نازح سوريّ، بعدما أعلنت وسائل الإعلام والمصادر العسكريّة الرسميّة أنّ عدداً كبيراً من المسلّحين الذين قاتلوا الجيش خرجوا من مخيّمات النازحين.
ليست أصلاً فكرة اقتناء سلاح حربيّ فرديّ غريبة عن اللبنانيّين. ويبدو أنّ بندقيّة حربيّة واحدة على الأقلّ موجودة في كلّ بيت لبنانيّ. قاعدة مرتبطة بذاكرة الحروب الأهليّة الدائمة، وضعف مفهوم الدولة في أذهان اللبنانيّين قبل تجلّي هشاشتها على أرض الواقع. وبالتالي، ما استجدّ بعد معركة عرسال لا يتعلّق بحيازة السلاح وحسب، بل ذهب خطوة أبعد إلى الأمام: إنّها ظاهرة ما يعرف في لبنان منذ عقود بإسم "الأمن الذاتيّ"، كعبارة مهذّبة لمفهوم الميليشيات الأهليّة الخاصّة كوسيلة رديفة للدفاع عن الذات.
بعد أيّام قليلة على اشتباكات عرسال، بدأت الظاهرة في القرى البقاعيّة المحيطة بتلك البلدة السنّية التي يسكنها نحو 30 ألفاً من أبنائها، ويقيم في جوارها أكثر من 120 ألف نازح سوريّ. أحسّ سكّان البلدات المسيحيّة والشيعيّة المجاورة بخطورة الوضع، وما كان لأيّ تطمين رسميّ أن يبعد عنهم قلق اجتياح إرهابيّي "الدولة الإسلاميّة" قراهم. في غضون أيّام قليلة، انطلقت ظاهرة الحراسة الليليّة من قبل الأهالي لأحيائهم. وأكّد أحد السكّان المسيحيّين في بلدة بقاعيّة لموقعنا: "الأمر انطلق عفويّاً، قبل أن يشهد تقدّماً تنظيميّاً مطرداً خلال الأسابيع التي تلت معركة عرسال. بدأت المسألة بفكرة أن يكون هناك مجرّد إنذار في حال تسلّل الإرهابيّين إلى بلدتنا، فيطلق أحدهم رشقاً واحداً ليتنبّه الأهالي، وليتمّ إبلاغ الجيش بما يحصل. لكن تدريجيّاً، تطوّر الأمر أكثر. صارت عندنا مجموعات متخصّصة، وجداول مناوبة، وتنظيم محلّي لذلك. كما بدأنا البحث عن رفع مستوى التسليح كما تدريب العناصر". تسأله عن مصادر السلاح، يردّ فوراً أنّه متوافر بكثرة في السوق اللبنانيّة، وأنّ لا مشكلة إطلاقاً في تأمينه. وعن موقف القوى الرسميّة من هذه الظاهرة، يؤكّد أنّ "الأمر يتمّ بعلم القوى الرسميّة، ولو من دون إعلام. كما أنّ عسكريّين متقاعدين من أبناء البلدة يساعدون على ضبط الوضع وتنظيمه وتدريب المتطوّعين".
لا يختلف الأمر في عكّار الشماليّة. فقد أكّد أحد الأساتذة الجامعيّين من كبرى البلدات المسيحيّة في عكّار لموقعنا أنّ ظاهرة الحراسة الليليّة لمتطوّعين من البلدة أصبحت ثابتة. ويضيف أنّ الأمر ينتشر في كلّ محيط البلدة التي تضمّ مئات من العسكريّين المتقاعدين. وتعمد القرى السنّية في عكّار إلى السلوك نفسه. الجميع قلق هناك من تسلّل "الدولة الإسلاميّة". يخاف المسيحيّون على حياتهم، ويخشى السنّة من أن يجرّهم إرهابيّو "الدولة الإسلاميّة" إلى مواجهة لا يريدونها مع الجيش السوريّ المتأهّب على الحدود القريبة. في جبل لبنان القريب من مركز السلطة المركزيّة في بيروت والواقع في شكل أكبر تحت عيون القوى العسكريّة الرسميّة، تتّخذ ظاهرة التسلّح الأهليّ شكلاً أكثر قانونيّة. إذ تعمد البلدات إلى زيادة عدد الحرّاس الموظّفين لدى البلديّات. يروي رئيس إحدى البلديّات المسيحيّة في منطقة الشوف لموقعنا أنّ بلدته الجبليّة لا يسكنها في فصل الشتاء أكثر من 500 مواطن من أهلها. في المقبال يقطن فيها نحو 600 نازح سوريّ معظمهم يسكن في ورش بناء أو حتّى في "تخشيبات" أنشأوها. لكنّ قسماً منهم بات يستأجر غرفاً أو مساكن متواضعة. بعد معركة عرسال، يكشف رئيس البلديّة أنّه بدأ يضغط على أبناء البلدة الذين يؤجّرون سوريّين لإلغاء تلك الإيجارات واسترداد أملاكهم من مستأجريها.
إلى ذلك، عمدت البلديّة إلى تطويع ستّة موظّفين جدد لديها، بصفة حارس بلديّ. وقد لجأت معظم البلديّات الأخرى إلى التدبير نفسه. في القضاء الذي تقع البلدة في نطاقه، هناك 74 بلديّة، وبالتالي من المقدّر أن يتمّ تطويع أكثر من 500 "مسلّح بلديّ" جديد. يشير رئيس البلديّة إلى أنّ التعاون وثيق في هذا المجال بين البلديّات المسيحيّة وتلك الدرزيّة في القضاء. وهناك تنسيق ميدانيّ حول عمل تلك "الميليشيا الأهليّة" الجديدة، كما هناك اتّصالات مع عسكريّين متقاعدين لتدريب الحرّاس البلديّين على مهمّاتهم المستجدّة. هل يتمّ الأمر بعلم السلطات الحكوميّة؟ جيب رئيس البلديّة: "بالتأكيد، فتطويع أيّ حارس جديد يحتاج إلى موافقة من وزارة الداخليّة المشرفة على عمل البلديّات. وهو ما يحصل تلقائيّاً".
إلى بيروت، تصل عدوى التسلّح في شكل خافت. هنا لا حراسات بلديّة ولا نواة ميليشيات أهليّة. كلّ الدولة موجودة في العاصمة، لكنّ القلق موجود أيضاً. فقد كشف أحد مسؤولي الأحزاب المسيحيّة في بيروت لموقعنا أنّهم بدأو ينظّمون مخيّمات كشفيّة للشباب. وقال: "بعد أسبوع لدينا دورة جديدة. يذهب نحو مئة شاب من العاصمة إلى منطقة جبليّة، يقومون بنشاطات ترفيهيّة وأخرى تثقيفيّة. لكنّ أكثر من عسكريّ متقاعد سيكون مشاركاً أيضاً لإعطاء بضعة دروس أخرى". اللافت أكثر أنّ المخيّمات المذكورة تقام في منطقة مختلطة السكّان، مسيحيّة-درزيّة، والتنسيق قائم بين المجموعتين حول تلك الأنشطة… باختصار، بدأ جنون "الدولة الإسلاميّة" يتحوّل معدياً في العديد من الأوساط اللبنانيّة. وإذا لم يقدّر لتلك الظاهرة الإرهابيّة أن تستأصل سريعاً من لبنان، فالخوف منها مرشّح لأن ينتج جنوناً مقابلاً في أكثر من بيئة لبنانيّة. لكن، يبقى السؤال: من يستأصل "الدولة الإسلاميّة"، ومن يطمئن الناس في انتظار استئصالها؟!
وورلد تريبيون: إسرائيل شنت حروبًا عالية التقنية ضد أكثر من 9 آلاف صاروخ فلسطيني بين عامي 2006 و2014
ذكرت صحيفة "وورلد تريبيون" الأمريكية أن إسرائيل شنت حروبًا ذات تقنية متطورة ضد أكثر من تسعة آلاف صاروخ فلسطيني في عامي 2006 و2014. وقال قائد بارز في الجيش الإسرائيلي إن الجيش عزز قدرته بشكل كبير لتعقب وإحباط الصواريخ الفلسطينية. وأوضح القائد الذي طلب عدم الكشف عن اسمه،أن الجيش الإسرائيلي اعتمد على أساليب تكنولوجية واستخباراتية لوقف الصواريخ التي أطلقت خلال حرب الـ50 يوما في شهري يوليو وأغسطس من العام الجاري. ووفقا للصحيفة، زعم الجيش الإسرائيلي أن حركة حماس والحركات المسلحة المحالفة لها أطلقت على إسرائيل نحو 4700 قذيفة وصواريخ وقذائف هاون، مضيفًا أن هذا العدد يفوق الصواريخ التي أطلقها حزب الله على تل أبيب في عام 2006 وبلغ عددها 4500 صاروخ . وأضاف الضابط، وهو قائد كبير في الجيش الإسرائيلي بقطاع غزة، أن الجيش قام بتطوير شبكة تكشف عن الاستعدادات لإطلاق القذائف والصواريخ في قطاع غزة، وأشار إلى استخدام الطائرات بدون طيار لتعقب المشتبه بهم، وكثير منهم عمل حول المدارس والمساجد والعيادات. وكشف الضابط بحسب تقرير الصحيفة عن أن الجيش الإسرائيلي اتبع أساليب استخباراتية في عملية "الجرف الصامد"، وقام برسم خرائط لمواقع حماس، كما وضع تقييم لخسائر المعركة، مضيفا أن أكثر من 10% من الصواريخ الفلسطينية سقطت في قطاع غزة. وأشارت "وورلد تريبيون" إلى أن الجيش الإسرائيلي قد أعلن في وقت سابق من الشهر الجاري أنه طوال عملية "الجرف الصامد" وجه ضربات لمئات من العناصر الفلسطينية خلال إطلاقهم الصواريخ.
صحف اجنبية: خطاب باراك أوباما بشأن استراتيجيته للتعامل مع داعش
علقت صحيفة واشنطن بوست في افتتاحيتها على خطاب الرئيس باراك أوباما بشأن استراتيجيته للتعامل مع داعش، وقالت إن إعادة صياغة السياسة الأمريكية للتكيف مع الواقع العنيد في الشرق الأوسط، الذى تسببت فيه الحرب الأهلية في العراق وفشل إدارة أوباما في التعامل معه، وتجلت في خطاب الرئيس للأمريكيين مساء أمس الأربعاء جاءت متأخرة، لكن ليس تماما. فلا يزال هناك وقت لهزيمة داعش واستعادة دولة العراق الموحدة، حتى ولو كانت فيدرالية، وإرساء استقرار السلام والحكم الإنسانى في سوريا، وقد أكد أوباما باقتناع أن أى من هذا لن يحدث بدون تدخل أمريكى طويل المدى ومستديم يشمل القوة العسكرية وتركيز كبير على العمل الدبلوماسى. وتابعت الصحيفة: وكما قال الرئيس أيضا، ولأول مرة، فإن الضربات الأمريكية على داعش لا يمكن أن تقتصر على جانب واحد من الحدود السورية العراقية، فالطائرات الحربية الأمريكية والطائرات بدون طيار يجب أن تلاحق داعش أينما كان وهذا يشمل ملاذاتها في سوريا. وأعربت الصحيفة عن أملها أن يرحب الكونجرس بالتزام أوباما الجديد ويوافق على الأموال التى قد يطلبها لتدريب وتسليح المعارضة السورية المعتدلة وأيضا إعادة بناء القوى الكردية والسنية والحكومية في العراق.
ورأت واشنطن بوست أيضا أن الكونجرس أمامه واجب يتمثل في ضرورة مناقشة السياسة والتصويت على التفويض بالمهمة. وأكدت الصحيفة ضرورة النقاش العام وداخل الكونجرس للمساعدة في تعزيز تلك الأجزاء في استراتيجية أوباما التى لا تزال محك شكوك، فقد ذكر أوباما أن سياسته في اليمن والصومال تعد مثالا واضحا لما ينتظر مستقبل سوريا والعراق، من خلال الاعتماد على القوة الجوية الأمريكية والقوات البرية المحلية، لكن الصحيفة تقول إن الصومال دولة فاشلة، واليمن بالكاد سليم، بل تظل كلتيهما حاضنتين للإرهاب الخطير.
بدورها، انتقدت صحيفة نيويورك تايمز إعلان أوباما توسيع الحملة العسكرية لمحاربة داعش، وقالت إنه من خلال الأمر بحملة عسكرية مستمرة ضد المتطرفين الإسلاميين في سوريا والعراق، فإن أوباما وضع بشكل فعال مسارا جديدا للفترة الباقية من رئاسته، وربما يضمن أنه سينقل لخلفه حربا مشتعلة غير مكتملة مثلما فعل معه سلفه جورج بوش. وترى الصحيفة أن تلك الحرب ستكون من نوع مختلف تماما، ليست مثل العراق أو أفغانستان حيث كان لا يزال هناك عشرات الآلاف من القوات الأمريكية عندما أدى أوباما القسم الرئاسى قبل ست سنوات، وحتى على الرغم من أن أوباما قارنها بالهجمات صغيرة المدى والمتفرقة ضد الإرهابيين في أماكن مثل اليمن والصومال، فإنها لن تكون مثلهم أيضا. بل إن المعركة المتسعة ضد داعش ستكون الفصل القادم في صراع جيلى أبقى الولايات المتحدة في حالة حرب بشكل أو بآخر منذ ثلاثة عشر عامًا عندما وقعت أحداث سبتمبر عام 2001، فتلك المرحلة الجديدة التى يشنها رئيس تتوانى شعبيته العامة لن تشمل وجود كثير من القوات الأمريكية على الأرض، بل يبدو مؤكدا أنها ستتطلب مزيدا من القصف الأمريكى أكثر مما حدث في الصومال واليمن. واعتبرت الصحيفة أن الاختبار الأساسى الذى سيواجهه أوباما خلال العامين المتبقيين له في الحكم سيكون مدى قدرته على سحق الجماعات الجهادية بأقل قدر من الخسائر الأمريكية، وقد اعترف أوباما بأن استئصال سرطان مثل داعش سيستغرق وقتا دون أن يقدم تقديرات محددة.
وفي افتتاحيتها، قالت الصحيفة إنه مع وضع أوباما أمريكا في وضع الاستعداد للحرب، فإنه من المهم أن يكون هناك نقاش حول مدى تكلفة هذا النهج، فالبنتاجون كان لديه شيك على بياض في العراق وأفغانستان، وكان الثمن الذى تجاوز تريليون دولار عبئًا كبيرًا على أمريكا. من ناحية أخرى، قالت الصحيفة إن تشكيل تحالف دولى يضم دولا عربية وحلفاء غربيين والولايات المتحدة مهم لمنع الشرعية لعملية تقودها أمريكا، كما أن الشركاء سيكونون في حاجة إلى تعليق مصادر تمويل داعش وغلق الحدود التركية أمام تجنيد المسلحين وإدخال الأسلحة، ويجب أن تقنع الدول العربية السنية السنة الذين يجذبهم داعش بأن التنظيم يعبر عن رؤية للإسلام يجب رفضها. وخلصت الصحيفة في النهاية إلى القول بأنن التدخلات العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط عادة ما أثارت غضب العرب حتى عندما كانت أمريكا تنفق مليارات الدولارات على برامج تحقق الفائدة في مجالات الصحة والتعليم، وقد أعرب أوباما عن ثقته في أن خطة مواجهة داعش ستنجح، ويبدو أن في الوقت الراهن يدرك المخاطر التى يقوم بها.
صحيفة الفايننشال تايمز افرت مقالا لمواقف الدول العربية من جهود الولايات المتحدة الرامية إلى حشد الدعم لمواجهة تنظيم "الدولة الإسلامية". وقالت الصحيفة في مقالها إن الجهود الأمريكية تواجه في طريقها حاجزا من عدم الثقة في منطقة الشرق الأوسط، إذ ترى العديد من الحكومات العربية أن عدم تحرك الولايات المتحدة هو الذي سمح بتقوية شوكة المتطرفين. وأضافت الصحيفة أن القادة العرب الذين صدمتهم ممارسات تنظيم "الدولة الإسلامية" البشعة ينتقدون الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، على عدم تحركه ضد الرئيس السوري بشار الأسد، وتخليه عن حلفائه خلال انتفاضات الربيع العربي عام 2011. ونقلت الفايننشال تايمز عن خبراء في قضايا الشرق الأوسط قولهم إن دول الخليج ترى أن أي استراتيجية ترتكز على الحكومة العراقية لن يكون لها معنى، وتعتبر ان ذلك سيصب في مصلحة إيران، وسيزيد من تهميش السنة، وإقصائهم من الحكم. وتحدثت الصحيفة عن مخاوف من أن تغذي الحملة التي تقودها أمريكا التيارات المتطرفة وتكسبها المزيد من الأنصار والأتباع. ويخشى قادة دول الخليج حسب الصحيفة أن يتهموا بالعمل ضد أهلهم السنة، إذا هم دعموا الضربات الجوية ضد تنظيم "الدولة الإسلامية"، بينما لا يتحرك أحد ضد الفظائع التي يرتكبها نظام الرئيس، بشار الأسد.
من جانبها، وخصصت صحيفة الديلي تليغراف مقالا لاعتراف الرئيس الأمريكي الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، قبل خطابه بأنه ليس له استراتيجية لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية. وقالت الصحيفة في مقالها إن الرئيس الأمريكي تحدث عن عدم وجود استراتيجية لمواجهة المتشددين في سوريا، بينما كانت طائراته الحربية تقصف مواقع التنظيم في العراق، وسيدفع نحو تسليح المعارضة السورية المسلحة التي تقاتل تنظيم "الدولة الإسلامية" ونظام بشار الأسد. وترى الصحيفة أن أوباما غير مواقفه من النقيض إلى النقيض، فقد رفض قصف سوريا لأنها دولة ذات سيادة، ويسعى اليوم لتسليح المعارضة، وفي شهر حزيران طلب من الكونغرس 500 مليون دولار لتدريب وتسليح المعارضة ثم استبعد أن تحقق هذه المعارضة أي نجاح عسكري. وأضافت الديلي تليغراف أن أوباما يتحالف في حملته على المتشددين في سوريا مع معارضة وصفها هو سابقا بعدم الفاعلية، وفي العراق مع مليشيا تدعمها إيران وهي ضالعة في قتل الأمريكيين والبريطانيين. ولم يسبق له في كل هذا أن أوضح رؤيته لمستقبل سوريا والعراق.
عناوين الصحف
التايم الاميركية
• أوباما يقول إن الولايات المتحدة ستقصف داعش في سوريا، وتدرب الثوار.
نيويورك تايمز
• بالنسبة للعديد من الإيرانيين، 'الأدلة' واضحة: داعش اختراع أمريكي.
واشنطن بوست
• أوباما يضع خطة المعركة ضد الدولة الإسلامية.
• انعدام الثقة العربية بالولايات المتحدة قد يضر المعركة ضد الدولة الإسلامية.
• الخطة الامريكية ضد المتشددين تعتمد على القيادة العراقية الجديدة.
الغارديان البريطانية
• توني ابوت: استراليا ستنظر في الانضمام للغارات الجوية الاميركية في العراق.
الموضوعات المدرجة ضمن هذه الصفحة تعرض للقارئ أبرز ما جاء في الصحف والمواقع الأجنبية، وموقع المنار لا يتبنى مضمونها