22-11-2024 09:41 PM بتوقيت القدس المحتلة

كاميرون يناشد الاسكتلنديين البقاء ضمن المملكة المتحدة

كاميرون يناشد الاسكتلنديين البقاء ضمن المملكة المتحدة

حذر رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون خلال زيارة الى ابردين في اسكتلندا من ان فوز مؤيدي الاستقلال في الاستفتاء حول الانفصال عن المملكة المتحدة المقرر الخميس سيكون "طلاقا مؤلما".

حذر رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون خلال زيارة الى ابردين في اسكتلندا من ان فوز مؤيدي الاستقلال في الاستفتاء حول الانفصال عن المملكة المتحدة المقرر الخميس سيكون "طلاقا مؤلما"، وقال كاميرون ايضا مخاطبا الناخبين "ارجوكم لا تحطموا هذه العائلة".

وجاء خطابه الذي استمر 15 دقيقة في ميناء ابردين خلال زيارة يقوم بها لاسكتلندا عشية الاستفتاء في محاولة اخيرة لتفادي الانفصال. وامام حوالي 800 شخص من مؤيدي بقاء هذه المنطقة ضمن المملكة المتحدة، اشاد بما كل ما تم انجازه خلال 307 سنوات من الاتحاد في مجالات العلم والادب والرياضة.

ثم وجه تحذيرا قائلا "لن يكون هناك عودة الى الوراء"، اذا صوت الاسكتلنديون لصالح الاستقلال فلن يبقى هناك عملة مشتركة او تقاعد مشترك ولا جوازات سفر مشتركة.

واخيرا وعد بمنح مزيد من الصلاحيات للبرلمان المحلي الاسكتلندي في حال فوز رافضي الاستقلال، وادراكا منه لقوة الاصوات المناهضة للمحافظين في هذه المنطقة التي تميل الى اليسار، اكد انه لن يبقى في السلطة الى الابد وقال "اذا كنتم لا تكنون لي المودة فان لن ابقى في السلطة الى الابد".

وفي المقابل "اذا صوتت اسكتلندا بنعم للاستقلال فان المملكة المتحدة ستتفكك، وستفترق طريقنا الى الابد".

واعتبر جيليام وانتربيرين (39 عاما) الذي كان موجودا في القاعة ان كاميرون "قام بما يجب فعله عبر مجيئه الى هنا بدلا من البقاء في لندن". وقد واجه رئيس الوزراء المحافظ انتقادات بعدم التفاته بشكل كاف الى حملة الاستفتاء.

وخلال زيارته ابردين رفضت اجهزة الاستخبارات توضيح مكان تواجده قبل بعد ظهر الاثنين كما انه لم يتوجه للقاء الحشود. وقبيل وصوله الى وسط المدينة واصل عدة اشخاص من مؤيدي الاستقلال توزيع منشورات بدون ان يكون امامهم اي من معارضي الاستقلال.

ويقول رون فولي (73 عاما) "هذا ليس لانهم واثقون اكثر، وانما مجرد لانهم متعجرفون" مشيرا الى رافضي الاستقلال الغائبين عن الارض، واضاف "ليس بامكانهم التصديق ان مؤيدي الاستقلال يمكن ان يفوزوا".

وفي لندن في المقابل تظاهر الالاف من مناصري بقاء اسكتلندا ضمن المملكة المتحدة ولبوا بذلك دعوة "فلنبق معا" الهادفة "للاثبات لاسكتلندا اننا نهتم" بحسب المنظمين.

كما ان معسكر رافضي الاستقلال يمكنه الاعتماد على دعم لاعب كرة القدم ديفيد بيكهام الذي دافع عن المملكة المتحدة وعن وحدة مناطق "يحسدنا عليها العالم باسره". وكتب كابتن المنتخب الوطني سابقا في رسالة مفتوحة نشرتها حملة "معا افضل"، "ما يجمعنا اكبر بكثير مما يفرقنا، فلنبق معا".

وقبله صرحت الملكة اليزابيث الثانية التي تمتنع عن التدخل رسميا في الحملة بعد حضور قداس قرب مقرها الصيفي في بالمورال باسكتلندا "امل ان يفكر الناس مليا في مستقبلهم".

ومع اقتراب موعد الاستفتاء الخميس، بات الفارق ضئيلا جدا بين المعسكرين ولو ان الرافضين ما زالوا في الصدارة بنسبة متدنية في ثلاثة من استطلاعات الراي الاربعة التي جرت في نهاية الاسبوع.

وتوقع تحقيق اجراه معهد اوبينيوم وصحيفة ذي اوبزيرفر فوز الوحدويين بـ 53 % من الاصوات. ولفت معهد الاستطلاع الى ان "المخاوف الرئيسية لانصار رفض الاستقلال تتعلق

بقدرة حكومة اسكتلندية مستقلة على الوفاء بالتزاماتها الاقتصادية، ولا سيما على صعيد الصحة والتقاعد".

وعلق مدير حملة رفض الاستقلال بلير ماكدوغال "ان كان علينا استخلاص عبرة من استطلاعات الراي الاربعة هذه، فهو ان كل صوت له وزنه لا مجال لتصويت احتجاجي حين يكون الرهان على هذه الدرجة من الاهمية".

وقال خصمه مدير حملة المؤيدين للانفصال بلير جنكينز ان "استطلاعات الراي تشير الى ان الكفة يمكن ان ترجح لصالح اي من الطرفين". وبالرغم من انهم غير واثقين بالنتيجة التي ستخرج من صناديق الاقتراع، باشر مؤيدو الانفصال التحضير لاحتمال استقلال اسكتلندا.

وقال رئيس حكومة اسكتلندا اليكس سالموند متحدثا للبي بي سي ان "اول ما سيتعين القيام به هو جمع كل الاسكتلنديين" متعهدا ضم كل الذين "لديهم ما يقدمونه" سواء كانوا من الاستقلاليين او من الوحدويين، وقال ان اتصالات جرت مع "اختصاصيين في مجموعة من المجالات" تحضيرا لاحتمال فوز الاستقلاليين.

وفي هذه الاثناء تظاهر حوالى الفين من مؤيدي الاستقلال في شوارع غلاسكو وصولا الى مقر هيئة الاذاعة والتلفزيون في هذه المدينة احتجاجا على تغطيتها لحملة الاستفتاء باعتبارها منحازة لرافضي الاستقلال، وهو ما نفته الـ بي بي سي.

وازاء مخاطر الانقسامات التي قد يثيرها الاستفتاء، دعا قادة الكنيسة الاسكتلندية ايضا الى وحدة الصف. وقال جون تشالمرز المسؤول الكبير في الكنيسة الاسكتلندية في عظة القاها في كاتدرائية القديسة مريم في ادنبره "على الذين سيصوتون بنعم كما الذين سيصوتون بلا ان يتذكروا اننا جميعا اسكتلنديون".