26-11-2024 01:27 AM بتوقيت القدس المحتلة

أوباما والتهديد لسورية لماذا؟

أوباما والتهديد لسورية لماذا؟

- بما نعلمه مما تتداوله الصحافة الغربية والأميركية خصوصاً، أن لا خطة لقتال «داعش» لدى الإدارة الأميركية، وقد قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري، إنّ الخطة لقتال «داعش» تتكوّن مع تكوّن الحلف



ناصر قنديل

- بما نعلمه مما تتداوله الصحافة الغربية والأميركية خصوصاً، أن لا خطة لقتال «داعش» لدى الإدارة الأميركية، وقد قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري، إنّ الخطة لقتال «داعش» تتكوّن مع تكوّن الحلف.


- إدارة أوباما تملك قراراً بدعم ناري للجيش العراقي والبيشمركة لمنع تقدم «داعش»، وتعلم أنّ إنهاء «داعش» يستدعي ثلاثة شروط، تبدأ من إغلاق الحدود التركية من الجهتين السورية والعراقية على كلّ إمداد لـ«داعش» بشرياً وتسليحياً بل وحتى تموينياً وتجارياً، كما تستدعي من تركيا التزاماً قالت الصحافة الغربية إنها لا تحترمه، بوقف مبيعات النفط المنهوب من سورية والعراق لحساب «داعش»، وتستدعي ضغطاً على العائلات التي تؤويها تركيا بالآلاف لمسلحي «داعش» يمضون معها عطلهم وإجازاتهم.

- إنهاء «داعش» يستدعي عملاً برياً، يعرف الرئيس الأميركي باراك أوباما أنه لا يملك له أداة واضحة بعد، إنْ كان يريد الإنهاء، فالجنرال ديمبسي قال إنه بلا عمل بري لا يمكن إنهاء «داعش»، والموصل عاصمة «داعشتان» تضمّ مليوني نسمة يستحيل ملاحقة «داعش» فيها بالقصف الجوي، والحديث عن الجيش العراقي والبيشمركة في العراق بحسب الأميركيين يستدعي تأهيلاً لمدة سنة على الأقلّ، والحديث عن معارضة سورية معتدلة تقاتل في سورية على الأرض، قال فيه أوباما خير كلام… فهو فانتازيا لن تتحقق، واللجوء إلى «النصرة» بمواجهة «داعش» وفقاً للوصفة القطرية السعودية بعد المصالحة بينهما، هو رهان ووهم على رغم أنه مقاتلة داعش بداعش.

- القوة البرية الوحيدة الجاهزة من التي تتمكن أميركا من التأثير على قرارها هي تركيا، فتدخل عسكري بري تركي في العراق ليس جديداً، وقد تمّ في المناطق الكردية لملاحقة حزب العمال الكرستاني، والجيش التركي خلافاً للجيش الإيراني لا يحدث فتنة مذهبية.

- تعرف أميركا أنّ مشكلتها إنْ كانت تريد إنهاء «داعش» هي مع تركيا، حيث الوجود الداعشي في سورية يصبح عبئاً على سورية وحدها، ولا يعود خطراً على العراق إذا دخل الجيش التركي إلى مناطق سيطرة «داعش» في العراق وأقفل الحدود السورية العراقية، ضمن قرار أطلسي، الذي لا تزال تركيا الدولة الوحيدة من جوار العراق المعنية به، فلماذا التوجه إلى السعودية والكويت والأردن والحلّ تركي؟

- تعرف أميركا أنها إذا أرادت إنهاء «داعش»، فالحلّ بيد تركيا وهذه لا تحرك ساكناً، والحديث عن بقاء «داعش» في سورية كخطر على العراق، يصح إذا بقي القتال البري غائباً، أما إذا كانت أميركا لا تريد التحدث مع سورية ولا التنسيق معها، لأنها تريد إنهاك الدولة السورية بذات الدرجة التي تريد فيها إنهاء «داعش» في العراق، ويهمّها إنهاء «داعش» في العراق فقط، فهي ذات مصلحة بتصدير «داعش» إلى سورية.

- تفتعل أميركا المشكلة مع سورية لأنها تريد تحويل الأضواء عن أنها لا تريد إنهاء «داعش»، لأنّ موقف تركيا يتمّ بالتنسيق والرضا الأميركيين، لأنّ جلّ ما تريده واشنطن هو محاصرة «داعش» بالنار ومنع تمدّد الدواعش لخارج إمارتهم، طالما يستقطبون كلّ الظواهر الجهادية من الغرب.

الأزمة المفتعلة مع سورية إعلامية لا أكثر ولا أقلّ، وعن التنسيق الأميركي مع سورية بصدد أي غارات تخصّ أهدافاً تتصل بالعراق، فنقول «اللي بيعرف بيعرف واللي ما بيعرف بيقول كف عدس».


http://al-binaa.com/albinaa/?article=15411

 

موقع المنار غير مسؤول عن النص وهو يعبّر عن وجهة نظر كاتبه