24-11-2024 08:24 PM بتوقيت القدس المحتلة

الأمن الغذائي ..هل نعود إلى الطبيعة؟

الأمن الغذائي ..هل نعود إلى الطبيعة؟

على نحو متزايد، يكثف الأفراد والمنظمات الشعبية الصغيرة العمل معاً لتطوير نهج كامل التغذية. وهناك أيضاً المزيد من الشبكات الناشئة عالمياً، والمعنية بفهم المواد الغذائية.

الأمن الغذائي ..هل نعود إلى الطبيعة؟في كثير من الأحيان، يُنظر إلى الأمن الغذائي باعتباره مسألة تنويع العرض، والقدرة على نقل الأغذية إلى المناطق التي تعاني من ندرتها، والاعتماد على النظام الاقتصادي العالمي، بما في ذلك التجارة والنقل، كأساس للتعامل. لكن هناك موجة متنامية من الرأي الآخر القائل بأن الحل «أقرب بكثير من البيت»، من خلال توفير الإمدادات الغذائية محلياً، فهي أقل اعتماداً على النظم العالمية، وبالتالي على الأزمات السياسية والاقتصادية التي تعاني منها هذه النظم.

قد يكون لكل من المنظورين ما يبرره، ففي النهاية يهدف كل منهما إلى تحقيق غاية مشابهة، ألا وهي تحسين الوجبات الغذائية، ورفع مستويات التغذية.

على الصعيد العالمي، هذه الغاية تحتل مركز الصدارة في المؤتمر الدولي الثاني حول التغذية الذي قررت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة «فاو» ومنظمة الصحة العالمية عقده في العاصمة الإيطالية روما في الفترة الواقعة ما بين 19 و21 تشرين الثاني المقبل.

في هذا المؤتمر، سيسعى المنظمون إلى تحقيق الالتزام السياسي اللازم للنهوض ببرامج التغذية، وتعزيز إدماج نظم الغذاء والتغذية في سياسات التنمية الوطنية. ومن المرجح أيضاً، أن يعطوا مبادرة «صفر جوع» زخماً جديداً على جدول أعمال التنمية، لما بعد العام 2015.

وفي غضون ذلك، يذكّر الكثيرون بأن هناك مهمة عالقة، ألا وهي كيفية معالجة قضايا التغذية بأسلوب شمولي، بدءاً من صحة التربة، ومروراً بالصحة النباتية والحيوانية، وكذلك تعليم وسائل تخزين المواد الغذائية وأساليب إعدادها، للحصول على أكبر قدر ممكن من التغذية.

وفي هذا الإطار، يعتقد خبير الأمن الغذائي الكندي، بروس داريل، أن هناك حالياً بضعة أمثلة على النهج الشمولي لإدارة المغذيات التي تتضمن استراتيجيات لتطوير مستويات المغذيات وكفاءة تدوير المغذيات.

ويعطي داريل، الذي يدرس في عمله اليومي دور المغذيات المعدنية في التربة، وكيف تنضبها الممارسات الزراعية، وآثارها في الغذاء الصحيح، مثالاً على الجزرة، قائلاً إنه «من الممكن أن يكون لجزرة واحدة أكثر من ضعف المواد الغذائية التي تحتويها جزرة أخرى تزرع في تربة فقيرة الجودة، وبالتالي تحتوي على أقل من نصف كمية السكريات والفيتامينات والمعادن».

ويشدد داريل على أن قلة المعرفة بهذه الأمور يجب التغلب عليها، معتبراً أن «المزارعين وخبراء التغذية نادراً ما يناقشون الجودة الغذائية للجزرة، وكيف يمكن تحسينها من خلال الممارسات الزراعية. فالمزارعون غالباً ما يكونون أكثر قلقاً بالعائد والمظهر، بينما يتولى خبراء التغذية عادة فكرة أن كل الجزر خلقت متساوية».

لكن في حين أن الجزر هو مجرد مثال واحد فقط من مجموعة كاملة من قضايا الأغذية والتغذية، فقد أصبح من الواضح أكثر فأكثر أن الفجوة المعرفية يمكن التغلب عليها، بل يجري التغلب عليها بالفعل تدريجياً. فعلى نحو متزايد، يكثف الأفراد والمنظمات الشعبية الصغيرة العمل معاً لتطوير نهج كامل التغذية. وهناك أيضاً المزيد من الشبكات الناشئة عالمياً، والمعنية بفهم المواد الغذائية.

وتقول خبيرة المواد الغذائية المجرية ومنسقة برنامج «الشراكة الأوروبية للتعرف الى مستقبل الغذاء»، أغنيس ريبكا، إنه «ليس في مقدور الجميع أن يدرك بالضبط كيف علينا أن نطعم أنفسنا».

وتضيف ريبكا «لكن الكثير منا يمكن أن يكون لديه خيار في كيفية تحضير المكونات.. فأفضل وسيلة للحفاظ على المغذيات، هي الحفاظ على الغذاء في شكله الطبيعي الخام».