تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الخميس 18-9-2014 الحديث في موضوع التمديد لمجلس النواب ولم تغب الصحف اللبنانية عن ملف العسكريين المخطوفين وآخر التطورات فيه
تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الخميس 18-9-2014 الحديث في موضوع التمديد لمجلس النواب ولم تغب الصحف اللبنانية عن ملف العسكريين المخطوفين وآخر التطورات فيه و قد تصدّر الخبرالدولي في الصحافة اللبنانية موضوع التطورات الاخيرة في الحملة الدولية بقيادة الولايات المتحدة الاميركية لمحاربة داعش في العراق وسوريا مع تسليط الضؤ على الدور الإيراني في إعلان الحرب على الإرهاب التكفيري .
السفير
المشنوق يحذّر من «الجنون» وقهوجي يؤكد عزل جرد عرسال
وضع طرابلس مقلق.. وملف العسكريين يتحرك
لبنان بلا رئيس للجمهورية، لليوم السابع عشر بعد المئة على التوالي.
الهواجس الأمنية المذيّلة بتوقيع «داعش» و«النصرة» وأخواتهما تلاحق اللبنانيين، من عرسال «المحتلة»، الى البقاع المشرّع على الرياح الساخنة، الى طرابلس «المتوترة»، الى ملف العسكريين المخطوفين المتأرجح بين مدّ وجزر وفق مزاجية الخاطفين.
وبعد أيام من زيارة الوفد الرسمي اللبناني للدوحة التي بقي فيها المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، أبلغت مصادر واسعة الاطلاع «السفير» أن تقدما يسجّل على مسار التفاوض، لكنه بطيء.
وفي المعلومات، أن لقاء ثلاثياً عُقد في الدوحة بين كل من اللواء ابراهيم ومدير المخابرات القطرية غانم الكبيسي ومدير المخابرات التركية الجنرال حاقان فيدان، لوضع إطار التفاوض وقواعده، في ضوء توجيهات أمير قطر الشيخ تميم بن حمد والرئيس التركي رجب طيب أردوغان والحكومة اللبنانية.
ومن المتوقع أن يعود الموفد القطري، السوري الجنسية، الى عرسال قريبا لاستئناف التفاوض مع الخاطفين، وهو سيلتقي ممثلي «النصرة» و«داعش»، لاستكمال البحث معهم في لوائح المطالب.
وأبلغت أوساط مواكبة للمفاوضات «السفير» أن بعض المطالب هو من النوع المقبول ولا مشكلة في الاستجابة له، سواء بفعل ضغط الخطف أو من دونه، أما بعضها الآخر فصعب ومعقّد، وفي نهاية المطاف هذه هي طبيعة المفاوضات، تبدأ بسقوف عالية وتنتهي الى حلول وسط.
وأكدت الأوساط أن الدولة اللبنانية تتمسك برفض مبدأ المقايضة الذي لا يستطيع أحد أن يغطّيه، إنما يوجد هامش قانوني قابل للاستثمار، إذا تم التوافق عليه، ويتصل بإمكانية منح العفو الخاص الذي هو من صلاحية رئيس الجمهورية، لكن كون الموقع الرئاسي شاغراً، أصبح أي عفو من هذا النوع يحتاج الى توقيع الوزراء الـ24 مجتمعين.
وأشارت الأوساط الى أن المفاوضات لا بد من أن تشمل عاجلا أم آجلا الجانب السوري الذي قد يستطيع المساهمة في صفقة ما، لافتة الانتباه الى ان اللواء ابراهيم مفوض بالتواصل مع السلطات السورية المختصة.
وفي معلومات إضافية حول جريمة إعدام الرقيب الشهيد علي السيد على يد «داعش»، علمت «السفير» أن الكشف الذي أجراه الطبيب الشرعي على جثة الشهيد أظهر أنها مصابة برصاصتين أطلقتا عليه، قبل أو بعد ذبحه، ما يضفي المزيد من التساؤلات حول ظروف استشهاده.
تجدر الإشارة الى أن هناك 15عسكرياً مختطفاً لدى «النصرة» و10 عسكريين (بينهم المعاون الاول في الجيش كمال الحجيري الذي خطف أمس، في وادي حميد) وجثتين لدى «داعش»، إضافة الى جندي مفقود. وقد أصدر تنظيم «داعش»- قاطع القلمون بياناً أمس هدّد فيه الحكومة اللبنانية بذبح جندي خلال 24 ساعة وقال: لن يوقفنا عن التنفيذ الا صدق الحكومة اللبنانية وتنفيذها للمطالب.
طرابلس في دائرة الخطر
وفي سياق متصل، أفادت تقارير أمنية رسمية أن الوضع في طرابلس مقلق، وأن هناك خشية من أن يتغلغل كل من «داعش» و«النصرة» في المدينة خلال ستة أشهر، ما لم يتم التصدي لهذا الخطر.
وكشفت التقارير عن أن أموالا طائلة تُضخ في المدينة لاستقطاب الشباب وشراء السلاح، وأن الأجهزة الأمنية رصدت تحركات مشبوهة في هذا الإطار لأشخاص متطرفين.
وأكدت مصادر مطلعة لـ«السفير» أن العين الأمنية مفتوحة على طرابلس التي عادت تشكل «نقطة خلل»، الى جانب نقاط أخرى كمخيم عين الحلوة، وعرسال، وبريتال، مشيرة الى أن هناك خطوات وقائية يجري التحضير لها، بالتعاون بين الجيش والأجهزة الأمنية وبعض وزراء «المستقبل» في الحكومة، لمنع تمدد القوى التكفيرية في طرابلس وإجهاض مخططاتها.
المشنوق يحذّر
في هذه الأثناء، يبدأ وزير الداخلية نهاد المشوق اليوم زيارة لروسيا، يلتقي خلالها وزير الداخلية وعددا من المسؤولين المعنيين بالصناعات العسكرية، ويبحث خلالها في إمكانية التعاون، لاسيما لجهة مدّ القوى الأمنية ببعض احتياجاتها.
وكان وفد من الأمن العام وقوى الأمن قد سبق المشنوق الى موسكو، حيث أجرى لقاءات تحضيرية مع عدد من المسؤولين.
وعُلم أن حصة روسيا من هبة المليار دولار ستكون مئة مليون، ومن شأنها ايضا تنشيط الهبة الروسية القديمة للجيش.
وعشية سفره الى روسيا، أكد المشنوق لـ«السفير» أن إجراء الانتخابات النيابية في هذه الظروف، ووسط غياب الأمن السياسي، هو ضرب من الجنون، لافتا الانتباه الى انه ليس مستعدا لتحمّل مسؤولية التجمّعات الانتخابية التي ستكون معرضة لمخاطر أمنية حقيقية.
وأضاف: أخشى من ان الانتخابات لن تمر على خير إذا حصلت في ظل هذه الأوضاع، بل أكثر من ذلك ربما يؤدي تطور الامور في محيطنا، وفي الداخل، خلال المرحلة المقبلة الى تعذر انعقاد الحكومة في لحظة ما، ولذلك أنا أؤيد التمديد من الآن لسنتين وسبعة اشهر.
وأوضح أنه تبلغ من المعنيين أن هناك حاجة الى 30 ألف عنصر من الجيش وقوى الأمن لمواكبة الانتخابات، «ولا أدري كيف يمكن تفريغ هذا العدد لهذه المهمة، في حين ان التحديات الأمنية تحاصرنا من كل الجهات».
قهوجي يتوقع سلاحا نوعياً
وفيما انطلقت آلية الترجمة العملية لهبة المليار دولار التي خُصص الجزء الاكبر منها للمؤسسة العسكرية، قال قائد الجيش العماد جان قهوجي لـ«السفير» إن الاميركيين سرّعوا وتيرة ايصال المساعدات العسكرية للجيش، نافيا ما تردد عن ان الجيش افتقد الذخيرة في معركة عرسال مع الارهابيين.
واكد أن الذخيرة كانت متوافرة لخوض معركة طويلة وقاسية مع الارهابيين، وأن المساعدات للجيش ستصل بشكل اكثر كثافة من الاميركيين والفرنسيين، ومن بينها سلاح نوعي وصواريخ للطائرات وقذائف وعتاد قتال ليلي.
ورد تأخير صرف الهبة السعودية بقيمة ثلاثة مليارات دولار الى «امور روتينية»، مؤكدا انها ستصرف في النهاية.
وأوضح قهوجي ان الجيش منع دخول صهاريج المحروقات الى الجرود بعد بلدة عرسال، ولن يسمح بمرور اي شاحنة تموين او محروقات الى الجرود حتى لا يستفيد منها المسلحون، وقد اقفل الجيش كل المعابر والمسارب والطرقات بين الجرود وبين بلدة عرسال، وعزل البلدة بنسبة كبيرة جدا عن الجرد، وترك ممرات صغيرة تحت المراقبة للاهالي من أجل تفقد ارزاقهم وممتلكاتهم خارج البلدة.
أوباما يحسم قراره: لا اصطدام مع الجيش السوري
الإيرانيون يسبقون الأميركيين إلى تنظيم الحرب
حسمت الولايات المتحدة خيارها في توجيه ضربات جوية لتنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» ـ «داعش» العراقية. لكن قرار الحرب على الجناح السوري لـ«داعش» لا يزال يستهلك الكثير من النقاش حول استراتيجية تراعي شبكة من المصالح المتضاربة: مواصلة استنزاف سوريا، بإجماع أميركي ـ خليجي ـ تركي، في مواجهة الحاجة إلى السيطرة على الآلاف من «الجهاديين العائدين من سوريا» إلى فرنسا وبريطانيا واستراليا وكندا والولايات المتحدة واحتواء توسّعهم غرباً، واستنباط استراتيجية تقاتل «داعش» وتحتويه في العراق وسوريا، ولا تعود في الآن نفسه بالفائدة على الجيش السوري.
وبحسب مصدر ديبلوماسي غربي كانت المزاوجة بين ضرب «داعش» واستهداف الجيش السوري بشكل متزامن، محور اجتماع عقد في البيت الأبيض، عشية إرسال وزير الخارجية جون كيري إلى جدة لترؤس تحالف العشرة العرب ضد «داعش».
واستمع الرئيس باراك أوباما، خلال الاجتماع، إلى مداخلات مستشارة الأمن القومي سوزان رايس، وأسلافها من ستيفن هادلي، ساندي بيرغر، وجيم جونز. وأبلغ جونز ديبلوماسياً فرنسياً أن رايس حثت أوباما على اختيار حرب من هدفين في سوريا: الجيش السوري و«داعش». بيد أن جونز أبلغ الفرنسيين أن الرئيس الأميركي وافق على أولوية توجيه ضربات إلى «الدولة الإسلامية» في سوريا، وأنه لا يمكن شن حرب على الطرفين في آن واحد. وقال جونز إن الأولوية لم تعد إسقاط النظام السوري.
وأبلغ مستشار الأمن القومي الأميركي السابق الديبلوماسي الفرنسي أن الأولوية الوحيدة التي تتقدّم على كل شيء باتت إعادة الإمساك بملفات المنطقة، وأن الجيش السوري لن يكون هدفاً نظراً لقرار أوباما استبعاد إرسال قوات برية إلى العراق وسوريا، وتتضاعف الحاجة إلى الجيش السوري في مواجهة «داعش» لانعدام وجود قوات معارضة محلية يمكن الارتكاز إليها لاستكمال العمليات على الأرض، وتراجع قدرة الجماعات «الجهادية» على الحشد في الشرق السوري، من دون الاستعانة بـ«جبهة النصرة» المشمولة بالقرار الأممي 2170. أما الحاجة الفورية إلى قوة «معتدلة» تساند، في مسرح العمليات السورية المحتملة، الغارات الأميركية وغيرها، فتتعارض مع الحاجة إلى عام أو أكثر لإعداد قوة متواضعة من خمسة آلاف رجل من «المعتدلين»، كما قال وزير الدفاع الأميركي تشاك هايغل أمس الأول أمام لجنة شؤون القوات المسلحة في مجلس الشيوخ.
ويبدو أن البنتاغون والخارجية الأميركية لا يعزفان المقطوعة السورية نفسها. إذ تباهى في باريس، أحد أفراد فريق روبرت فورد، السفير السابق المشرف على المعارضة السورية الخارجية، خلال لقاء مع معارض سوري بارز ومسؤول فرنسي عن الملف السوري، بأن العمليات العسكرية الأميركية في سوريا ضد «داعش»، ستوجه ضربات إلى الجيش السوري، وستساعد المعارضة على استعادة المبادرة.
ويشيع الديبلوماسي الأميركي أن الفرصة قد تكون متاحة لتوجيه ضربات إلى دمشق، لإضعافها وإعادتها مرة أخرى إلى طاولة المفاوضات، وإطلاق تسوية تصبّ في مصلحة المعارضة السورية. وفي هذا الإطار، تقول مصادر فرنسية إن الديبلوماسيين في الكي دورسيه تلقوا تعليمات بتجنب اللقاءات مع شخصيات «الائتلاف الوطني السوري»، أو عدم الإعلان عنها، فيما لا تزال وعود الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند بمنح سفارة لممثل «الائتلاف» في باريس منذر ماخوس مجرد وعود، لن تجد طريقها نحو التنفيذ، رغم مرور عامين وأكثر على إطلاقها.
وكان أوباما قد استعاد بالأمس، في مقر قيادة المنطقة الوسطى في فلوريدا التي تشرف على الغارات في العراق والاستطلاع في سوريا بعد اجتماع مع رئيس القيادة الجنرال لويد أوستن، ما قاله قائد أركان الجيوش الأميركية مارتن ديمبسي من أن أي قوات أميركية لن تشارك في أي عمليات برية. وكرّر أوباما أن واشنطن ستقود تحالفاً من 40 دولة، مضيفاً «سنقوم بإضعاف داعش وفي النهاية القضاء عليه من خلال استراتيجية لمحاربة الإرهاب».
ووافق مجلس النواب الأميركي على خطة مساعدة مقاتلي المعارضة السورية «المعتدلة» والتي لا تزال تحتاج إلى موافقة مجلس الشيوخ في إطار إستراتيجية أوباما للتصدي لـ«داعش». وأيد 273 نائبا هذا الإجراء الذي اتخذ شكل تعديل لقانون المالية، مقابل رفض 156. وصوّت العديد من النواب المنتمين إلى الحزبين الديموقراطي والجمهوري ضد الخطة، ما يؤشر إلى أن الكونغرس ليس موحدا خلف الرئيس في حربه ضد «الدولة الإسلامية».
والحال أن الاستراتيجية الأميركية في مواجهة «داعش» السورية، قد أصيبت بنكسة كبيرة، كما تقول تقارير أمنية غربية، بعد تصفية 70 قائداً عسكرياً وسياسياً من الصف الأول والثاني من «أحرار الشام»، على رأسهم زعيم الحركة حسان عبود، بتفجير مقرّ اجتماعهم المحصّن في رام حمدان الإدلبية الأسبوع الماضي. وتقول تقارير الاستخبارات الغربية إن عبود قتل بعد ساعات من عودته إلى مقرّه المحصّن في رام حمدان، الذي لا يغادره إلا نادراً، من اجتماع مع مسؤولي المخابرات الأميركية في اسطنبول، لتنسيق عمليات «أحرار الشام» الذي يُعدّ أكبر الجماعات «الجهادية» في سوريا مع الغارات الأميركية المنتظرة ضد «داعش».
وكان الأميركيون نجحوا بإقامة علاقات جيدة مع عبود (ابو عبدالله الحموي)، بعد صلات أقامها روبرت فورد معه، تبعتها لقاءات مع سلفه دانيال روبنشتاين، وتنسيق عبر المخابرات الأردنية، التي تخترق حركة «أحرار الشام» عبر أذرع السلفية الأردنية، المنتشرة في صفوفها.
وتواجه الاستراتيجية الأميركية عقبات تركية في العراق وفي سوريا. وتقول تقارير أمنية غربية إن المخابرات الأميركية تواجه صعوبة في التعاون على الأرض مع رجال رئيس الاستخبارات التركية حاقان فيدان. إذ يدور صراع بين الأجهزة الغربية الفرنسية والألمانية والأميركية على عمليات التسليح، التي تقوم بها هذه الأجهزة، لمقاتلي البشمركة الكردية من كل الأجنحة، التي تضم «بيجاك» الكردي الإيراني، فـ«حزب العمال الكردستاني»، ومقاتلي مسعود البرزاني. ويحاول الأتراك عبر منصور مسعود البرزاني، رئيس المخابرات الكردية المقرب من فيدان، منع وقوع أسلحة غربية متقدمة في يد مقاتلي «الكردستاني» الذين ينتشرون حول دهوك وكركوك، فيما ينتشر «بيجاك» في منطقة ديالى. ولا يزال النقاش يدور بين الأجهزة الأميركية والتركية حول مستوى التنسيق، والإمكانيات، والمعلومات التي ينبغي أن يضعها الأتراك بتصرف زملائهم الغربيين لمواجهة «داعش»، من دون التوافق على خطة نهائية، في الاجتماع الأخير الذي عقد في اسطنبول في العاشر من أيلول الحالي.
كما تواجه الاستراتيجية الأميركية تسارع العمليات الإيرانية في العراق، ومنافستها لإعادة هيكلة الجيش العراقي والقوات الرديفة التي استعادت المبادرة حول بغداد، وفكّت الحصار عن آمرلي، وتدفع «داعش» من تكريت شمالاً.
وفيما يتردد الأميركيون في تبني تفاهم سياسي واضح مع الإيرانيين، يضمّهم وسوريا إلى التحالف ضد الإرهاب، تقول تقارير غربية إن الإيرانيين لا يضيعون الوقت، وإن قائد «فيلق القدس» الجنرال قاسم سليماني الذي لا يزال يدير الملف العراقي الميداني، كلف الجنرال سيد شافي بالإشراف على 500 ضابط إيراني من «فيلق القدس»، لتدريب وحدات عراقية على مواجهة «داعش»، كما يقوم مساعده العقيد عبد الرضا شلائي بالإشراف على تدريب وحدات من «كتائب حزب الله» العراقية، التي دخلت آمرلي.
ويعمل الإيرانيون بفعالية على التحضير لحرب طويلة، يلعب فيها العراقيون دوراً أساسياً، من خلال إنشاء وحدات «حرس ثوري»، تكون رديفة للجيش العراقي. وتقول تقارير غربية إن أمين سر المجلس الأعلى للأمن القومي الأميرال علي شمخاني عرض الاقتراح على رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، الذي وعد بدرسها، فيما تنسب التقارير إلى المرجع الأعلى آية الله علي السيستاني الموافقة على الاقتراح.
وبانتظار الغارات الأميركية، بدأ «داعش» بالإعداد للمواجهة عبر حرب اغتيالات لقادة الجماعات «الجهادية» المرشحة للعب دور السند الأرضي للعمليات الأميركية. وينسب إلى «الدولة الإسلامية» حملة اغتيالات واسعة، منها ما نجح كتفجير مقر «أحرار الشام» وتصفية قياداتها، ومنها محاولة اغتيال قائد «صقور الشام» احمد عيسى الشيخ، الذي يقيم الأميركيون معه صلات قوية، عبر جماعة «الإخوان المسلمين».
وتقول تقارير سورية إن «داعش» بدأ بالانكفاء عن بعض المناطق التي توسّع فيها في الآونة الأخيرة، وأصيب بنكسات كبيرة في جنوب الحسكة أمام الجيش السوري ووحدات حماية الشعب الكردية. وتلقى أكثر من 40 ألف مقاتل في الشرق السوري أوامر بالانخراط بين المدنيين في الرقة ودير الزور والموصل، فيما رفعت أكثر حواجز «داعش» على الطرق في الرقة ودير الزور والموصل، وتعمل الجرافات وآلات الحفر على إعداد شبكات من الأنفاق لإطالة أمد الصراع.
النهار
هل اكتملت فعلاً صفقة التمديد بالاتفاق بين الكتل النيابية؟
المراهنون على التمديد كثر، ويرون ان التكرار العلني لبعض الكتل النيابية لرفض التمديد ما هو الا مسرحية. فكثرة الترشيحات (514) نسبةً إلى الجو العام الموحي بالتمديد لا تعني شيئاً لأنها من قبيل الاستعداد لأي مفاجآت قد تفضي إلى انتخابات في موعدها. يجزم أحد النواب أن التمديد أصبح أمراً واقعاً، ورغم الكلام العلني لرفض البعض له، الا أنه ضمناً اتفق عليه، وثمة "مقايضة" بين "تشريع الاستثناء" وتمديد ولاية مجلس النواب. ويؤكد هذا النائب انه يبقى موضوع الاتفاق على تفاصيل سلسلة الرتب والرواتب، ولن يحصل لقاء بين الرئيسين نبيه بري وفؤاد السنيورة الا بعد ان تكون حلت هذه العقدة، عندها تكون نضجت التسوية.
وتربط أوساط مطلعة بين العودة إلى التشريع والتمديد، وترى أن سلسلة الرتب والرواتب وتعديل المهل في قانون الانتخاب، واصدار سندات الأوروبوند، ومياومي كهرباء لبنان وسواها من المواضيع العالقة ستنضم إلى جدول أعمال الجلسة التشريعية، المتوقع عقدها الأسبوع المقبل، والتي تتضمن ايضاً بند التمديد. ووفق هذه الاوساط، الدليل على ذلك هو تصريح النائب جورج عدوان أول من أمس بعد زيارة الرئيس بري، اذ قال: "باب التشريع لن يفتح كأن الأحوال عادية وطبيعية وهناك رئيس للجمهورية. سيكون التشريع إستثنائياً لمسائل ضرورية وليس للبحث في عشرات القوانين وإقرارها. وسيشمل سلسلة الرتب والرواتب على سبيل المثال، وتعديل مهل الانتخابات النيابية إذا حصلت، لتحصينها من الطعون، وسوى ذلك".
واللافت في "مشوار" التمديد الثاني أن كتلاً نيابية كانت وافقت على التمديد الأول، صرّحت بأنها مناوئة للثاني. ويأتي كلام برّي المتكرر في مقدّم مناهضي التمديد. وإذا كان غير مفاجئ أن يعارض "تكتل التغيير والإصلاح" التمديد (وهو كان طعن بالأول) فإن موقف "تيار المستقبل"، مثلاً، أصبح واضحاً، اذ أعلن النائب أحمد فتفت ان التيار مع التمديد، حتى لو تقدموا بترشيحهم أمس للانتخابات النيابية. فـ"المستقبل" مثلاً ومعه حليفه حزب "القوات اللبنانية" يربطان بين التمديد وانتخاب الرئيس، ويعتبران أنه لا يجوز إجراء إنتخابات نيابية قبل الرئاسية لأن الشغور الأول هو في الموقع الأول، فيما يؤكّد آخرون أن المجلس الجديد هو الذي ينبغي أن ينتخب الرئيس الجديد (كما قال العماد ميشال عون).
فمن ناحية إجراء الانتخابات، كرر وزير الداخلية نهاد المشنوق، المعني الأول بإجراءاتها أن الظروف الأمنية والسياسية غير مواتية، علماً ان وزارة الداخلية استكملت تحضيراتها، وهو طلب الى الاجهزة الأمنية رفع تقاريرها خلال اسبوع عن الوضع الأمني. ثم إن مجلس الوزراء لم يعيّن هيئة الإشراف على الحملة الانتخابية، التي يؤكد قانونيون أنها واجبة الوجود منذ تقديم الترشيحات. علماً ان ثمة خوفاً عند البعض من أن نضج ظروف التمديد يحتاج إلى "دفشة" قد تأتي نتيجة تأزم أمني ما، فيصبح عندها الاعتبار الأمني فوق أي اعتبار ويكتمل العقد المطلوب للتمديد.
وإذا كان معلوماً ان التمديد لا يحتاج إلى تعديل دستوري وإنما فقط إلى قانون عادي، وتالياً لا يحتاج إلا الى أكثرية عادية مطلوبة للتصويت على أي قانون. فهل تتأمن هذه الأكثرية؟ وممّن؟ وهل يرضى الرئيس بري بإمرار هذه السلة من التشريعات مقابل التمديد، وبالتالي كي لا يحصل الفراغ في أمّ المؤسسات؟ وفي الانتظار، الأيام الفاصلة ستكون حاسمة لأن التمديد لا يمكن أن يتم من دون مراعاة مهل معينة، كمهلة إصدار القانون من رئيس الجمهورية (الذي يحل محله مجلس الوزراء وكالةً) ومهلة إصدار المجلس الدستوري قراره في حال قرّر تعليق مفعول قانون التمديد إذا ما طعن به، هذا إذا ما اجتمع!
أوباما: لن نخوض حرباً برية في العراق
النواب الأميركيون أقرّوا تسليح المعارضة السورية
جدد الرئيس الاميركي باراك أوباما موقفه المعروف والرافض لنشر أي قوات اميركية برية لمشاركة القوات العراقية في القتال ضد عناصر ما يسمى "الدولة الاسلامية" (داعش). وقال في خطاب القاه في قاعدة ماكديل الجوية بولاية فلوريدا: "القوات الاميركية المنتشرة في العراق لم ولن تقوم بأي مهمات قتالية". واضاف ان القوات الاميركية " ستدعم القوات العراقية على الارض وهي تحارب من اجل بلادها ضد هؤلاء الارهابيين".
وكان أوباما يشير بذلك الى اكثر من 1600 مستشار عسكري أرسلهم الى العراق في الشهرين الاخيرين. وقبل خطابه ناقش مع الجنرال لويد اوستن قائد القيادة المركزية التي تشرف على القوات الاميركية في الشرق الاوسط، الاستراتيجية المضادة لـ"الدولة الاسلامية".
ويكتسب تأكيد اوباما القوي لموقفه هذا، اهمية خاصة لأنه يأتي غداة قول رئيس هيئة الاركان الاميركية المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي أمام الكونغرس انه سيوصي الرئيس بان يشارك الخبراء العسكريون الذين يساعدون الجيش العراقي في وضع خططه، في مهمات قتالية اذا اقتضت الضرورة. وكان البيت الابيض قد سارع الى القول عقب اعلان ديمبسي ان الجنرال كان يتحدث عن "سيناريو افتراضي" فقط، وان مهمات العسكريين تشمل التخطيط للاحتمالات الطارئة.
وجاء في خطاب اوباما : "بصفتي قائداً عاماً للقوات الاميركية، لن اطلب منكم ان تقاتلوا مرة اخرى في حرب برية في العراق ... بعد عقد من العمليات العسكرية البرية الكبيرة، من الافضل ان نستخدم امكاناتنا الفريدة لدعم شركائنا على الارض كي يتولوا بانفسهم ضمان مستقبل بلادهم، وهذا هو الحل الوحيد الناجح في المدى البعيد".
وتحدث عن الدول الناشطة في الائتلاف الدولي، قائلا ان فرنسا وبريطانيا تشاطران الولايات المتحدة العمليات الجوية في العراق، وان اوستراليا وكندا سوف ترسلان خبراء عسكريين الى العراق. وأوضح ان بعض الدول ستوفر الدعم للقوات التي تحارب "داعش" على الارض، وان المملكة العربية السعودية "قد وافقت على ان توفر منشآتها لتساهم في جهودنا في تدريب وتسليح قوات المعارضة السورية". وأشار الى ان المانيا ستوفر التدريب للعراقيين، وان دولاً اخرى ستزود القوات العراقية وقوات البشمركة الكردية العتاد والسلاح، لكنه لم يذكر اسماء هذه الدول.
وأضاف: "الدول العربية وافقت على ان تقوم بما فيه الكفاية لتقوية الحكومة العراقية، وان يقوموا بما عليهم ان يقوموا به في مختلف مجالات القتال ضد داعش ... وشركاؤنا سيساهمون في قطع التمويل عن داعش وجمع المعلومات الاستخبارية ووقف تدفق المقاتلين الاجانب من الشرق الاوسط وخارجه".
وكانت واشنطن قد ناقشت مع دول مثل قطر والكويت ضرورة اتخاذ اجراءات اقوى لوقف وصول المساعدات المالية من بعض مواطنيها الاثرياء الى التنظيمات الاسلامية المتشددة في سوريا مثل "داعش" و"جبهة النصرة" التي تمثل فرع "القاعدة" في سوريا. كما اثارت واشنطن مراراً مع تركيا ضرورة بذل جهود اكبر لمراقبة حدودها المشتركة مع سوريا لمنع تسلل المقاتلين الاجانب الى سوريا.
ولاحقاً صادق مجلس النواب الاميركي في اقتراع على خطة أوباما لتسليح وتدريب مسلحين معارضين سوريين لمقاتلة "داعش" وهي ركيزة في حملته "لاضعاف وتدمير" الجماعة المتطرفة.
وأقر المجلس مشروع قانون يجيز خطة التدريب حتى 11 كانون الأول. والحق بمشروع قانون للانفاق الموقت من المتوقع ان يقره المجلس ايضاً".
وينبغي ان يصادق مجلس الشيوخ على المشروع قبل ارساله الى أوباما لتوقيعه ليصير قانوناً نافذاً".
وبعيد القاء اوباما خطابه، صرح الناطق باسم البيت الابيض جوش ارنست بإن الرئيس سينظر في طلبات "النشر المتقدم" لمستشاري الجيش الأميركي مع القوات العراقية "على اساس كل حالة على حدة" اذا اقتضى الأمر. وقال للصحافيين لدى عودته من تامبا مع أوباما: "لن يشتبكوا شخصياً أو مباشرة مع العدو".
الى ذلك، أفاد مدير مكتب التحقيقات الفيديرالي "اف بي آي" جيمس كومي امام لجنة الامن القومي في مجلس النواب الاميركي ان "استخدام تنظيم الدولة الاسلامية الواسع لوسائل التواصل الاجتماعي ازداد، كما ازداد الدعم على الانترنت عقب اعلان شن غارات جوية اميركية في العراق".
وصرح مدير المركز القومي لمكافحة الارهاب ماثيو اولسين بان عدد المقاتلين الاسلاميين في سوريا والعراق بات الآن يراوح بين 20 ألف و31 الف مقاتل. وقال ان "داعش" لديه "وسائل دعاية متطورة جداً يتفوق" فيها على الجماعات المسلحة الاخرى، وان تلك الدعاية "لها تأثير على المجندين".
ومع مضي الولايات المتحدة في اجراءات بناء الائتلاف الدولي، أعلن ناشطون سوريون ان جهاديي "الدولة الاسلامية" انسحبوا من الكثير من مواقعهم في محافظة دير الزور بشرق سوريا والتي يسيطرون على معظمها وذلك خشية التهديد بغارات جوية اميركية.
العبادي
* في بغداد، رفض رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في مقابلة مع "الاسوشيتدبرس" هي الاولى له مع وسيلة اعلام اجنبية منذ توليه منصبه الشهر الماضي، فكرة ارسال الولايات المتحدة او أي دولة أخرى قوات برية الى العراق، مؤكداً ان هذه "مسألة خارج النقاش". وحض الاسرة الدولية على تعقب "داعش" في سوريا المجاورة، مشيراً الى ان المعركة ستبدو بلا نهاية اذا لم يتم القضاء على المتطرفين.
روحاني
ونقلت شبكة "ان بي سي" الاميركية للتلفزيون عن الرئيس الإيراني حسن روحاني تنديده بذبح "الدولة الاسلامية" أناس ابرياء قائلا إن التنظيم المتشدد يريد "قتل الانسانية".
وقال روحاني في المقابلة: "من وجهة نظر المباديء والثقافة الاسلامية، ان قتل نفس بريئة يعادل قتل الناس جميعا ...لذلك فإن قتل وذبح اناس ابرياء هو في الواقع أمر مخجل لهم ومبعث قلق واسف لكل البشر وكل البشرية".
واضاف: "نحن نعني ما نقول حين نؤكد اننا لن نسمح باحتلال الارهابيين بغداد أو النجف أو كربلاْء".
الاخبار
الحريري: لا انتخابات وليكن الفراغ
قطع الرئيس سعد الحريري بعد ظهر أمس الشكّ باليقين، حين حوّل ترشيحات نواب تيار المستقبل الحاليين منهم والمحتملين للانتخابات النيابية المقررّة في تشرين الثاني المقبل، إلى غير ذات قيمة. إذ حسم الحريري، في تغريدة له عبر موقع «تويتر»، عدم مشاركة تيار المستقبل في الانتخابات النيابية قبل انتخاب رئيس للجمهورية، و«ليتفضلوا لإنهاء الفراغ في الرئاسة، ونحن على استعداد لأي استحقاق آخر. وخلاف ذلك، هناك رهان على المجهول، وربما السقوط في الفراغ التام». ونفى رئيس الحكومة السابق «الكلام الكثير الذي سيقال عن صفقة التمديد لمجلس النواب... لا صفقة، ولا من يحزنون».
وبدا كلام الحريري ردّاً على ما يكرّره الرئيس نبيه برّي في الآونة الأخيرة، وإصراره على إجراء الانتخابات النيابية في موعدها، وقوله الأسبوع الماضي: «أهلاً بالفراغ». وكان النواب قد نقلوا عن بري بعد لقاء الأربعاء أمس قوله إن «الأجواء حول العمل التشريعي أفضل، وهناك تقدم في هذا الشأن»، آملاً «الوصول إلى نتائج إيجابية لاستئناف العمل التشريعي للمجلس».
غير أن مصادر بارزة في تيار المستقبل، نفت لـ«الأخبار» أن يكون كلام الحريري ردّاً على برّي، «إنه رد على (النائب ميشال) عون، الذي قال (أول من) أمس إن صفقة التمديد قد تمت». ورأت مصادر أخرى في التيار أن «لا جديد في كلام الحريري، بل هو كرّر موقف التيار المبدئي من ضرورة إجراء الاستحقاق الرئاسي قبل الاستحقاق النيابي». وقالت إن «حديث الشيخ سعد جاء مكملاً لبيان كتلة المستقبل الذي أكد أن الأولوية هي لانتخاب رئيس للجمهورية، لأنه لا يمكن إجراء انتخابات نيابية في ظل الشغور، إذ لا جهة دستورية قادرة على إجراء الاستشارات النيابية الملزمة، وبالتالي ستذهب البلاد حينها إلى الفراغ التام». وذكرت كتلة المستقبل في بيان لها أنه «يجب أن يكون واضحاً أن الترشيحات التي تقدمت بها الكتلة، هي على أساس أن انتخاب رئيس الجمهورية هو شرط مسبق لإجراء الانتخابات النيابية، وعلى أمل أن يكون هذا الانتخاب قد تم قبل حلول موعد الانتخابات النيابية... ولن تقبل الكتلة بأي استحقاق آخر قبل إنجاز الاستحقاق الرئاسي». وبدا لافتاً في البيان مطالبة الكتلة بـ«العمل على الاستفادة من مندرجات القرار 1701 الذي يتيح للحكومة اللبنانية في البند 14 الطلب من مجلس الأمن توسيع عمل نطاق قوات اليونيفيل ونشرها على الحدود الشرقية والشمالية حماية للبنان».
من جهتها، ردّت مصادر نيابية في تكتل «التغيير والإصلاح» على كلام الحريري، وسألت في اتصال مع «الأخبار» عن «قرار الحكومة التي يمثّل تيار النائب سعد الحريري ثلثيها إجراء الانتخابات النيابية، وهل نسي أن وزارتي العدل والداخلية المعنيتين المباشرتين بإجراء الانتخابات من حصة تياره السياسي؟». وسألت أيضاً: «كيف يمكن أن يبرر الحريري عدم إجراء الانتخابات؟ أو كيف سيمنعها؟ لماذا ترشّح نوّابه إذاً؟».
وأضافت المصادر أنه «في لعبة عضّ الأصابع التي أعلن عنها الحريري، سندخل حتماً في الفراغ على كلّ المستويات، وكلامه أشبه بدعوة صريحة لإعادة البحث في اتفاق الطائف». وتابعت: «نريد تهنئة الحريري على هذا التصريح وهذه الجرأة، وإن كنا سندخل في الفراغ التام، فإننا نتطلع لانتقال هادئ لبحث النظام السياسي اللبناني، انطلاقاً من الاقتراح المقدم من العماد ميشال عون،