ودعا سباط المتخصصين بتاريخ المدينة، والمشتغلين بترميم الوثائق، للتعاون في هذا المشروع، "خاصة وأننا بدأنا نعثر على كنز اجتماعي وثقافي ووقفي كبير في المدينة".
كشفت دائرة أوقاف طرابلس عاصمة الشمال اللبناني عن وثيقة تعود إلى أكثر من ثلاثمائة عام، وهي عبارة عن حجة وقفية تعود لآل "أبو منقار".
ويأتي ذلك ضمن المرحلة الأولى من مشروع تنفذه الدائرة بالتعاون مع "جمعية العزم والسعادة الاجتماعية"، ويهدف إلى استنقاذ الوثائق الوقفية، عبر صيانتها وتبويبها بشكل إلكتروني حديث، تمهيدا لأرشفتها بطريقة تمكن أصحاب العلاقة والباحثين من الوصول إليها بسهولة عند الحاجة.
أما في المرحلة الثانية، فيطمح المشروع إلى ترميم هذه الوثائق وحفظها من التلف باستخدام أحدث التقنيات، والاستعانة بخبراء متخصصين في هذا المجال، وذلك حسب ما يمليه نوع وطبيعة وعدد الوثائق وأهميتها.
ولفت رئيس دائرة أوقاف طرابلس الدكتور حسام سباط، إلى أن "هذا الكشف يأتي نتيجة جهود المكتب العقاري الذي تم إنشاؤه بتمويل من "جمعية العزم والسعادة الاجتماعية" عام 2009، بهدف حصر السجلات الوقفية، وأرشفتها وتنظيمها بطريقة علمية حديثة، تمهيدا لمحاولة الاستفادة منها سواء على الصعيد التاريخي والتراثي للمدينة، أو من النواحي الإدارية".
ودعا سباط المتخصصين بتاريخ المدينة، والمشتغلين بترميم الوثائق، للتعاون في هذا المشروع، "خاصة وأننا بدأنا نعثر على كنز اجتماعي وثقافي ووقفي كبير في المدينة".
من جهته، أكد المشرف العام على جمعية العزم والسعادة الدكتور عبد الإله ميقاتي أن "الجمعية تولي عناية خاصة لكل ما من شأنه الحفاظ على تاريخ مدينة العلم والعلماء الثقافي والحضاري. ومن البديهي أن تهتم باستنقاذ الوثائق الوقفية، والحفاظ على أرشيف دائرة أوقاف طرابلس ومكننته، لما له من أهمية ذات إبعاد ايجابية متعددة، ومنها تسهيل انجاز المعاملات، والحفاظ على هذا الأرشيف بشكل يتلاءم مع الحداثة من شأنه أن يساهم في حفظ حقوق المسلمين.
لذلك أخذت الجمعية على عاتقها التكفل بنفقات المكتب العقاري في دائرة الأوقاف الإسلامية في طرابلس والشمال، الذي تجري أتمتته وتنظيمه والحمد لله لقد بدأ العمل والجهد الذي يبذل في هذا الاتجاه يؤتيان ثمارهما".
أضاف ميقاتي:"مع قناعتنا بأهمية هذا العمل، ودوره في استرجاع تاريخ المدينة وتاريخ عائلاتها واهتماماتهم وعلاقاتهم فيما بينهم، فقد بدأنا التعاون مع دائرة أوقاف عكار في حلبا، للقيام بعمل مماثل، نرجو من الله العلي القدير أن يكلل هذا الجهد بالتوفيق والنجاح". وختم بالقول:"ندعو القيمين والمهتمين بتاريخ المدينة وتاريخ عائلاتها للاستفادة من هذا التراث الكبير والمهم.