وشهد اليوم الأول من فعاليات المهرجان عرض الفيلم اللبناني الايراني "أبو زينب" للمخرج علي غفاري في سينما فلسطين. ويروي فيلم حكاية مقاومة أسرة لبنانية خلال احتلال العدو الصهيوني للبنان
انطلقت في العاصمة الإيرانية طهران الدورة الثالثة عشرة للمهرجان الدولي لأفلام المقاومة بمشاركة 35 دولة بينها لبنان وسوريا وتونس وفلسطين ومصر وقطر والجزائر والعراق وتركيا وجنوب افريقيا واسبانيا وكندا وروسيا وفرنسا والصين وبمشاركة كبار الفنانين والسينمائيين الإيرانيين والأجانب وعدد من المسؤولين السياسين.
واُفتتح المهرجان بکلمة لرئیس مجلس الشوری الاسلامي علي لاریجاني وکلمة لمساعد وزیر الثقافة للشؤون السینمائیة حجة الله أیوبي وکلمة لمدیر المهرجان محمد خزاعي.
وحذر لاريجاني في كلمة الافتتاح القوى الكبرى من مغبة القيام بإثارة الازمات في سوريا والعراق وقال إننا نرصد جميع تحركات الدول الكبرى في المنطقة بدقة مشيرا إلى أهمية الفن المقاوم في تصوير الظلم الذي تمارسه أمريكا بحق شعوب المنطقة وفي كشف خبايا السياسة وما يحاك من فتن ضد شعوب المنطقة.
وأكد لاريجاني أن الإدارة الأميركية هي التي أوجدت ودعمت التنظيمات الإرهابية في سورية وأن المسؤولين الاميركيين يسعون الآن إلى إثارة المشكلات في المنطقة. وشدد على أن مخططات ومؤامرات أمريكا فشلت في سورية ولم تحقق شيئا سوى خلق المصاعب للشعب السوري خلال السنوات الماضية. وأشار لاريجاني إلى الممارسات الوحشية التي ترتكبها التنظيمات الإرهابية. وقال “من الواضح جدا من الذي يقف ويدعم تنظيم داعش الإرهابي في المنطقة” مؤكدا أنهم لن يحققوا شيئا في المنطقة سوى الفشل والاخفاق لمخططاتهم.
من جانبه أكد مساعد وزیر الثقافة للشؤون السینمائیة حجة الله أیوبي أن السينما الايرانية هي السينما الوحيدة التي وقفت في مقابل السينما الأمريكية. وأوضح أن العالم اليوم تراجع بشكل كبير أمام الهجمة الثقافية الامريكية وحسب آخر الاحصاءات فان عشرة في المئة فقط من مبيعات الافلام في أوروبا تتعلق بصناعة بالافلام الاوروبية. أيوبي نقل عن عدد من كبار السينما الاوروبية الذين التقاهم في مناسبات مختلفة قولهم انهم يستمدون القوة من ايران لمواصلة التصدى للهجمة السينمائية الأمريكية في دولهم.
ووجه أيوبي رسالة الى جميع العاملين في قطاع أفلام المقاومة والدفاع المقدس في ايران بضرورة توظيف جهودها باتجاه ايصال خطابها الى العالم الذي أنهكته الحداثة الغربية وهو متعطش الى سماع لغة جديدة.
وشهد حفل الافتتاح تكريم المخرج السينمائي أبو القاسم طالبي 53 عام مخرج فيلم " القلائد الذهبية" و"الأيدي الفارغة" و"الحرب الصبيانية" و"العروسة الأفغانية و"السيد الرئيس" و"النغمة" و"المدمرة" ويقوم حاليا بانتاج فيلم تحت عنوان "دار الايتام الايرانية" الذي يروي قصة المجاعة في ايران قبل مئة عام .
كما كرم المهرجان مرتضى شعباني المصور الحربي ومخرج عدد من الأفلام الوثائقية مثل "المتيم" و"الشهيد العاملي" و"مضيق أبو قري" وشهيد الألماس" و"نسيم الحياة". وقد بدأ شعباني عمله مع المخرج الايراني المعروف الشهيد مرتضى آويني وصاحب أفلام "رواية الفتح" التي ووثقت لمرحلة الدفاع المقدس في ايران بالعشرات من الأفلام الوثائقية."
وكرم المهرجان الممثل الكبير جهان بخش سلطاني الذي بدأ تجربته في التمثيل بالمسرح ثم انتقل الى السينماء حيث مثل في أكثر من عشرين فيلم والعديد من المسلسلات بينهم المسلسل المعروف في العالم العربي "أصحاب الكهف". وفي كلمة مقتضبة على هامش تسلمه للجائزة قال سلطاني أن الفنان الواقعي هو الذي يكون مع الناس وهمومهم ويبقى وفيا للقيم الانسانية السامية.
كذلك شهد حفل الافتتاح تكريم الصحفي الناقد محمد تقي فهیم الذي عمل كصحفي ناقد ومتابع للحركة السينمائية في ايران لأكثر من ثلاثين عاما بعد أن تقلد خلال هذه الفترة عدة مسؤوليات في صحف ومؤسسات تهتم بشؤون السينما.
وشهد اليوم الأول من فعاليات المهرجان عرض الفيلم اللبناني الايراني "أبو زينب" للمخرج علي غفاري في سينما فلسطين. ويروي فيلم حكاية مقاومة أسرة لبنانية خلال احتلال العدو الصهيوني للبنان، حيث تقوم الام بتضحيات جسيمة وتتحمل الكثير من المعاناة والآلام. الفيلم من تأليف الايراني محمود غلامي واللبناني رضا اسكندر، وبطولة مجموعة من الفنانين اللبنانيين منهم؛ باسم مغنية، كارمن لبس، عمار شلق، يوسف حداد، اغوب دوجرجيان.
وسيتم خلال أيام المهرجان عرض أفلام في أقسام مختلفة منها السينمائية والروائية والقصيرة والوثائقية والكرتونية من بينها 30 فيلما دوليا تم اختيارها من بين 500 بينما سيعرض 100 فيلم إيراني تم اختيارها من بين نحو 2000 فيلم.
ومن بين الافلام المهمة التي ستعرض فيلم"ملك الرمال"من بريطانيا للمخرج السوري نجدت انزور حول تاريخ آل سعود، فيلم اميركي حول حياة مانديلا "Mandela long walk to freedom"، فيلم "فخ أفغانستان" للمخرج الفرنسي ميغل كورتيس، الفيلم الوثائقي الفرنسي" five broken cameras" الذي تدور قصته حول فلسطين، فيلم وثائقي من البحرين تحت عنوان"سحب الموت"، فيلم وثائقي أميركي حول أحداث 11 سبتمبر"operation terror" للمخرج Art Olivier وفيلم وثائقي من النرويج "Tears of Gaza" تدور قصته حول أطفال غزة.
ومن الافلام الايرانية المشاركة فيلم "ج" حول الشهيد شمران للمخرج المعروف حاتمي كيا، فيلم "عندنا ضيف" للمخرج محمد مهدي عسكربور حول عائلة شهيد وإيحاء الفيلم يشيرالى قائد الثورة الاسلامية في ايران وفيلم "الخندق 143" للمخرجة نرجس آبيا حول أم فقدت ابنها في الحرب ووجدته عظاما بعد مضي 25 عاما.
وستوزع في ختام “المهرجان الدولي لأفلام المقاومة” جوائز عديدة على الفائزين وفي عدة أقسام منها جائزة الشهيد عماد مغنية بحضور عائلة الشهيد لتسليم الجائزة وجائزة قسم الأفلام المتعلقة بالارهابيين التكفيريين وجائزة قسم المؤثرات البصرية وجائزة أفضل فيلم من وجهة نظر المشاهدين وجائزة تقدم لاول مرة وهي جائزة أفضل فيلم من وجهة نظر عائلات الشهداء وهناك جوائز تتعلق بالأعمال السينمائية الخاصة بغزة.
ويعدّ قسم عماد مغنية إلى جانب قسمي "التكفيريون" و"غزة" أهم أقسام الدورة الثالثة عشرة للمهرجان. ومن بين الافلام التي ستتنافس حول جائزة غزة": "هنا غزة" للمخرج سامر مراد ، "نحيب الطفولة" للمخرج رضا محمدي ، "الجريح" للمخرجة تحرية سعدة، "بين مصر و غزّة " للمخرج مابين نبير و" آسيويّون في غزة " للمخرج سعيد فرجي.