04-11-2024 08:35 PM بتوقيت القدس المحتلة

الصحافة اليوم 23-9-2014: نصرالله: قادرون وحدنا على هزيمة الإرهاب

الصحافة اليوم 23-9-2014: نصرالله: قادرون وحدنا على هزيمة الإرهاب

تحدثت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الاربعاء 24-9-2014 عن كلمة الامين الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله عبر تلفزيون المنار ليل أمس

 

تحدثت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الاربعاء 24-9-2014 عن كلمة الامين الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله عبر تلفزيون المنار ليل أمس.

دوليا، تحدثت الصحف عن تنفيذ التحالف الدولي ضد داعش أولى ضرباته له ولجبهة النصرة في سورية.

 

السفير


اللبنانيون يموّلون من جيوبهم تسوية «السلسلة»

نصرالله: لتُفاوض الدولة الخاطفين من موقع قوة


نبدأ جولتنا مع صحيفة "السفير" التي كتبت تقول "لبنان بلا رئيس للجمهورية، لليوم الثالث والعشرين بعد المئة على التوالي.

الجلسة الثالثة عشرة للانتخاب دُفنت، كما سابقاتها، في «المقبرة الجماعية» للجلسات في مجلس النواب.

وأما ملف العسكريين المخطوفين فلا يزال أسير «السلم المتحرك» لمطالب الخاطفين الذين يواصلون حربهم النفسية على الأهـالي، محـاوليــن توظيـف وجعهم للضغط على الحكومة.

وإذا كان الوسيط القطري قد أخفق حتى الآن في إحراز تقدّم ملموس على طريق معالجة هذه القضية، فإن الرئيس تمام سلام أعرب عن أمله، من نيويورك، في أن يكون «الأتراك باتوا قادرين على المساعدة بعدما حرّروا رهائنهم». وأكّد في مقابلة مع قناة «العربية» أنّ «لبنان لن يرضخ للابتزاز»، موضحاً أنّ «الحكومة طلبت في المفاوضات غير المباشرة التي تتم مع الخاطفين أن تكون نقطة الانطلاق الثابتة في التفاوض وقف عمليات القتل»، منوهاً بالمساعي القطريّة بهذا الصدد.

ومن المفترض أن يلتقي سلام، على هامش الجمعيّة العموميّة، الرئيس التركي رجب طيب اردوغان ليثير معه قضيّة العسكريين المفقودين.

وفيما واصل الجيش اتخاذ التدابير الآيلة الى إحكام الطوق على المسلحين في جرود عرسال، توسعت دائرة استهدافه مع إطلاق مسلحين النار على أحد مراكزه في البداوي في طرابلس، ما أدى الى استشهاد الجندي محمد حسين وجرح اثنين آخرين، الامر الذي يرفع منسوب القلق من مسار التطورات في عاصمة الشمال.

وعقد أمس اجتماع ضم وزيري الدفاع والداخلية وقادة الأجهزة العسكرية والأمنية، للبحث في الاوضاع السائدة في البقاع وعرسال وطرابلس وموضوع سجن رومية، «واتخذت تدابير وإجراءات لترسيخ الأمن»، كما جاء في بيان صادر عن المجتمعين.

نصرالله: التحالف الدولي ذريعة لاحتلال المنطقة

ورداً على محاولات التشويش على موقف «حزب الله» من قضية العسكريين المختطفين لدى المجموعات الإرهابية، أكد أمينه العام السيد حسن نصرالله أن هذه القضية إنسانية ووطنية بامتياز، مشيراً الى انه يجب أن يكون هدف الجميع استعادة العسكريين وتقديم كل مساعدة ممكنة لتحقيق هذا الهدف.

وأسف نصرالله في كلمة ألقاها ليل أمس، عبر قناة «المنار»، لكون «البعض في لبنان استخدم هذه القضية لتحقيق مكاسب سياسية وتصفية حسابات وإثارة نعرات طائفية ومذهبية، بل إن هذا البعض رفع سقف المطالب أكثر مما كانت تطرحه الجهات الخاطفة نفسها».

وشدّد على أن «كل مَن نقل عن حزب الله رفضه التفاوض منافق وكذاب». وأشار الى أن «من حق السلطة السياسية أن تفاوض، ونحن لم نرفض في أي لحظة هذا المبدأ، إنما طالبنا منذ البداية بأن يكون التفاوض من موقع قوة، والحكومة اللبنانية يجب أن تفاوض من هذا الموقع وليس من موقع التوسّل والاستجداء، لأن التفاوض من موقع ضعيف سيؤدي إلى كارثة».

ورأى أن «لبنان يعيش إذلالاً حقيقياً منذ أسابيع بسبب أداء العديد من القوى السياسية»، داعياً الى «دراسة مطالب الخاطفين عبر قنوات التفاوض ومناقشتها وصولاً الى اتخاذ القرار المناسب في شأنها». وأكد أن «التزوير والدجل الذي مارسه البعض ضد حزب الله في قضية المخطوفين لم ولن يحقق شيئاً».

وشدّد على أنه «لا يجوز المسّ بأي بريء من النازحين السوريين أو غيرهم»، كما اشار الى ان «الخطف المضاد لا يجوز ولا يحقق شيئاً، بل يحقق أهداف الجماعات المسلحة التكفيرية الارهابية».

وحول «التحالف الدولي» لمحاربة «داعش»، قال نصرالله: لا نوافق على ان يكون لبنان جزءاً من التحالف الدولي ولا مصلحة له بذلك وثمة مخاطر عليه إذا ما انضوى فيه. ولفت الانتباه الى ان «أميركا صنعت أو شاركت في صنع الجماعات الإرهابية، وهي أصل الارهاب في هذا العالم، والداعم المطلق لدولة الإرهاب الصهيونية، وبالتالي ليست في موقع أخلاقي يؤهلها لقيادة تحالف ضد الارهاب».

وأكد ان «حزب الله» ضد «داعش» وكل الاتجاهات التكفيرية التضليلية ويقاتلها ويقدّم التضحيات في سبيل ذلك، «لكن التحالف الدولي صنع للدفاع عن المصالح الأميركية ولا شأن لنا به»، مشيراً الى انه «ذريعة لتعيد أميركا احتلال المنطقة من جديد».

وبالنسبة الى تهديد الجماعات الإرهابية للبنان، شدّد نصر الله على ان «مَن يظن أن بإمكانه الوصول الى بيروت أو الى اي مكان فهو مخطئ، ولا أحد يمكنه أن يفرض على اللبنانيين تهديداً أو تهويلاً كهذا، لأننا ما زلنا على قيد الحياة». وأكد قدرة اللبنانيين على مواجهة أي خطر إرهابي، معتبراً أن «حماية لبنان من الإرهاب تبدأ بالإسراع في دعم الجيش والقوى الأمنية وحل مشكلة النازحين».

تحرير «السلسلة»

على صعيد آخر، يقترب التفاوض حول ملف سلسلة الرتب والرواتب من إبرام تسوية نهائية، من شأنها أن تمهّد الطريق أمام عقد جلسة تشريعية الاسبوع المقبل، وتحديداً قبل عيد الأضحى. ويبدو أن المواطنين سيدفعون من جيوبهم ثمن هذه التسوية، بعدما استقر الرأي على زيادة ضريبة القيمة المضافة بمعدل 1%.

وفي المعلومات، أن الاجتماع الذي عُقد أمس بين وزير المال علي حسن خليل والنائب جورج عدوان على مدى خمس ساعات تقريباً، اقترب من إنجاز «الاتفاق النهائي» الذي يُفترض أن يُحسم اليوم بعد وضع اللمسات الأخيرة عليه تبعاً لنتائج المشاورات التي سيجريها عدوان مع «تيار المستقبل»، ما لم تطرأ مفاجآت سلبية غير محسوبة في ربع الساعة الأخير.

وأبلغت مصادر مطلعة «السفير» أن الاتفاق سيشمل النقاط الآتية: زيادة 1% على ضريبة القيمة المضافة، تقسيط «السلسلة» على مدى سنتين وصرف النظر عن تجزئتها أو تخفيضها بنسبة 10%، منح المعلمين والإداريين 6 درجات، وعدم اعتماد المفعول الرجعي.

وأكد الرئيس نبيه بري، الذي يبدي ارتياحه لنجاحه في تحريك المياه المجلسية الراكدة، أن هناك تقدماً في معالجة قضية «السلسلة»، لافتاً الانتباه أمام زواره أمس الى أن اللقاء بين خليل وعدوان تركز على بلورة مخرج مقبول من الجميع، على قاعدة رفع ضريبة القيمة المضافة بنسبة 1%، وتقسيط السلسلة لسنتين، مرجحاً أن تقبل «هيئة التنسيق النقابية» بهذه الصيغة.

واشار إلى أنه لا يوجد خلاف على البنود الأخرى التي قد يتضمنها جدول أعمال الجلسة التشريعية، «والهيئة العامة هي المعنية في كل الحالات بالبتّ بها، لكن لا يمكن الوصول الى هذه المرحلة قبل عبور ممر «السلسلة» الإلزامي»، مكرراً التأكيد أن التشريع بالنسبة إليه منفصل عن التمديد لمجلس النواب.

واعتبر بري أن العقبات الأساسية التي تعترض انتخاب رئيس الجمهورية هي لبنانية، «وأخشى من ان معالجتها باتت تتطلب تدخلاً خارجياً، مع الأسف الشديد». وبرغم ارتياحه الى استئناف التواصل بين السعودية وإيران، إلا أن بري نبّه الى ان ظهور أي نتائج ترتبط بلبنان يحتاج الى وقت طويل، بسبب وجود العديد من الملفات الساخنة التي تتقدمه أهمية.

 

العدوان يبدأ بـ200 غارة بمساندة خليجية وأردنية من دير الزور إلى أطراف حلب

واشنطن تزجّ سوريا في حربها المجهولة


محمد بلوط


سوريا ساحة حرب دولية على تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» ـ «داعش»، من دون تنسيق مسبق، وتبادل أدوار عربي ـ أميركي، وطائرات أميركية وأردنية وإماراتية وبحرينية وسعودية ودعم لوجستي من قطر.

وكشف الأردن عن قصفه مواقع على الحدود مع سوريا والعراق، فيما بررت السعودية المشاركة في الغارات بدعمها للمعارضة السورية «المعتدلة»، في حرب مجهولة المدّة كما قال الرئيس الأميركي باراك أوباما، في رسالة إلى الكونغرس.

وقال أوباما، الذي التقى وزراء خارجية الدول العربية المشاركة في الضربات، «من المتعذّر معرفة مدة هذه العمليات وإعادة الانتشار. سأواصل إدارة مثل هذه الإجراءات الإضافية حسب الضرورة لحماية وتأمين المواطنين الأميركيين ومصالحنا في مواجهة التهديد الذي يشكله تنظيم الدولة الإسلامية».

وتحمل الغارات صفة العدوان، لانعدام استنادها لأي قرار دولي، وخلو قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2170 من أي حق بأي عمل عسكري، واضطرار الولايات المتحدة إلى تبريرها، في رسالة مندوبتها لدى الأمم المتحدة سامنتا باور برسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، بالفقرة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، الذي يعطي للدول الحقوق الفردية والجماعية بالدفاع عن النفس ضد الهجوم المسلح.

وسجلت الرادارات السورية دخول 36 طائرة أميركية وخليجية وأردنية الأجواء الشرقية لسوريا في الموجة الأولى، عند فجر أمس، فيما شاركت عند الصباح 16 طائرة في هجمات الموجة الثانية. وخصّ الأميركيون «جبهة النصرة» بصواريخ «توماهوك» التي دمّرت مخازن ضخمة للذخيرة في كفردريان عند منطقة متداخلة بين ريفي حلب الغربي وريف إدلب الشمالي، فقتلت 15 مقاتلاً من «النصرة»، منهم محسن الفضلي «الكويتي»، أحد قادة «النصرة»، وأبادت عائلة سورية من ثمانية أفراد. وأشارت التقارير إلى مقتل نحو 120 من «الجهاديين» في الهجمات.

وقال مصدر سوري معارض إن نشطاء من المعارضة زودوا غرف العمليات، في أنطاكيا، بمعلومات وافية عن بنك الأهداف، فيما لم تتوقف طائرات الاستطلاع الأميركية، عن التحليق في الأيام الأخيرة فوق ريف حلب الغربي وشرقي سوريا. وقال مسؤول أميركي إن 200 غارة وضربة بصواريخ «توما هوك» قد نفذت خلال فترة زمنية بلغت 90 دقيقة. واطلقت الصواريخ من الخليج العربي والبحر الأحمر.

وتبدو خريطة الأهداف التي توجّهت إليها الطائرات قد دُرست بعناية، لمنع الجيش السوري من الاستفادة من نتائجها في الوقت الحاضر، خصوصاً في الشرق السوري، حيث تتباعد الأهداف التي دمّرت لـ«داعش»، عن خطوط إمداد الجيش السوري الأقرب جنوب الحسكة، أو ما تبقى من هذه الخطوط بعد سقوط مطار الطبقة، ومقر «الفرقة 17» في الرقة و«اللواء 93» في عين عيسى.

وقصف التحالف كل هذه المواقع التي دخلها «داعش» بعد سقوطها، آب الماضي، لا سيما مطار الطبقة العسكري. وتعرّضت الرقة لـ 18 غارة، استهدفت المدينة ومقار أخلاها التنظيم في المحافظة ومعسكر الطلائع، ومبنى لأمن الدولة قريب من المستشفى الوطني. كما تمّ قصف ممر الهول مع العراق الذي يعد خط تجميع الغنائم العراقية لـ«داعش» لتمريرها إلى سوريا. كما تعرضت دير الزور وأريافها إلى 30 غارة، ووقعت غارتان على منطقة البوكمال، وثلاث غارات على جنوب الحسكة.

وشن التحالف غارات على أرتال لـ«داعش» في تل ابيض، لكن من دون تعريض الاستراتيجية التركية للخطر، إذ أن الأرتال المستهدفة تقاتل عدو أنقرة، «وحدات حماية الشعب الكردية» في منطقة رأس العين، فيما لم تتعرض التعزيزات التي تحاصر عين العرب (كوباني)، لأي هجوم. وكان الهجوم على عين العرب قد تباطأ بفعل تقدم الأكراد نحو رأس العين، وفتح جبهة ثانية في أريافها، لتخفيف الضغط عن عين العرب.

ولم تقدم الغارات الأولى إلى الجيش السوري إمكانية تحقيق مكاسب مباشرة وقريبة، فيما قال مسؤول أميركي «إنها ليست سوى البداية» لما سيكون حرباً في سوريا على «داعش»، مرفقة بخريطة أهداف تحرم الجيش السوري من الاستفادة من أي مزايا عسكرية أو ضربات توجه إلى «الدولة الإسلامية»، أو منحه أي فرصة لملء أي فراغ محتمل في مناطق قد ينسحب منها «داعش»، كما أظهرت ضربات الأمس في دير الزور والرقة وريف ادلب والحسكة، من دون أن تملك بدائل واضحة أو جاهزة، ما يوحي أن الحرب ستكون طويلة ومتزامنة مع محاولات لخلق «جيوش محلية»، إن وجدت.

ولم تنتظر الطائرات الأميركية ولا الخليجية أو الأردنية، خروج الوحدات الأولى «للمعارضين السوريين المعتدلين» من معسكراتهم في الطائف السعودية ليتحوّلوا إلى سند للعمليات البرية، التي يرفض الأميركيون المساهمة فيها. وتقول مصادر إن تهديدات باختراق «داعش» للجنوب الأردني، خصوصاً في معان، التي يتمتع فيها ببيئة عشائرية مبايعة وحاضنة، قد عجّلت في توجيه الغارات، كما عجّلت بها احتمالات عودة التيارات السلفية الأردنية إلى الالتفاف حول «الدولة الإسلامية» الذي وقف ضده بعض رموزه، كأبي محمد المقدسي أو أبو قتادة الفلسطيني، وتغيير مواقفهم بعد إشهار الحرب الأميركية - الخليجية عليه.

وبيّنت غارات الأمس أن الرهان على تشكيل تلك القوة، التي أقرها الكونغرس، لا تأخذه واشنطن نفسها على محمل الجد، ناقلة إياه مجدداً إلى الجماعات الملحقة بالسعودية، مثل «الجبهة الإسلامية»، وليس قطر، خصوصاً أن الأميركيين فاجأوا «النصرة» التي تدعمها الدوحة، بضربات بصواريخ «توماهوك» استهدفت «مجموعة خراسان»، التابعة للجبهة في ريف ادلب، من دون أن يشفع لها، لا وقوفها في تلك المنطقة إلى جانب «الجبهة الإسلامية» ضد «داعش»، ولا انعدام أي علاقة لها بـ«غزوة الموصل» أو تهديد العراق، أو تخلّيها عن أي عمليات إرهابية ضد المصالح الأميركية، وتسهيلها بطلب قطري تسليم رهينتين غربيتين، عبر إسرائيل، في الآونة الأخيرة والمطالبة برفعها عن لائحة المنظمات الإرهابية.

ويعني ذلك فشل محاولة الدوحة إعادة تأهيل «النصرة»، ورفض المخابرات الأميركية استراتيجية المعارضة السورية بضم زعيمها أبو محمد الجولاني إلى لائحة التحالف لأن «مجموعة خراسان»، التابعة إلى تنظيم «القاعدة»، التي استهدفتها الصواريخ في سوريا، «كانت تعدّ لهجمات إرهابية ضد مصالحنا» بحسب المسؤولين الأميركيين.

وجليٌّ أن ضرب «النصرة» لا يمكن أن يجد تفسيراً في القرار 2170 الذي جمعهما في جبهة الإرهاب معاً، وفي ادلب تحديداً، إلا بوجود استراتيجية للمخابرات الأميركية لضرب «داعش»، لإنقاذ حلفائها في «جبهة ثوار سوريا» أولاً، وتأهيل زعيمها جمال معروف ليتصدر مجدداً «القوة المعتدلة»، بعد أن تعرض إلى سلسلة هزائم في معقله الادلبي، على يد «النصرة»، ومحاولة اغتيال نجا منها بمعجزة.

واتهمت «النصرة» «جبهة ثوار سوريا»، بالتنسيق مع التحالف وتسهيل ضرب مواقعها في كفردريان، التي تقدّم إليها مقاتلو جمال معروف، بعد انتهاء الغارات.

وباستثناء بعض التبديلات البسيطة، التي لا تقدم للمعارضة السورية، في حالتها الراهنة من الانقسامات والتبعية لدول التحالف، أي ميزة إضافية، إذا ما تم ضرب «النصرة»، لأنها تحسب ركناً كبيراً من قوتها المسلحة، ولأن ضرب «النصرة» يعني ضرب المعارضة، فإن الغارات لا تقدم أيضاً، حتى الآن، أي مزايا عسكرية للمعارضة المسلحة، ولا تبين مَن هي القوى التي يراهن عليها التحالف، لملء الفراغ الذي قد ينتج عن الغارات، في غياب أي قوة عسكرية للمعارضة السورية، من أي طبيعة كانت، سلفية «جهادية»، مثل «الجبهة الإسلامية»، أو «معتدلة» من بقايا «الجيش الحر» أو «حركة حزم»، خصوصاً في الشرق السوري.

وقد يلعب الأميركيون ورقة العشائر السورية لملء فراغ «داعش»، إذا ما توصلت الغارات إلى إخراجه من المنطقة، خصوصاً أن تعيين التحالف الجنرال جون آلن منسقاً له يشير إلى خبرته السابقة في إنشاء «الصحوات» في العراق، والاستفادة منها لتكرار التجربة في دير الزور والرقة. لكن الولايات المتحدة، ومعها السعودية والأردن، اختبرت قبل عامين فكرة إنشاء جيش عشائري، يقوده ويموله أحمد الجربا، الذي سلّم رئاسة «الائتلاف الوطني السوري» المعارض، بناء على رهان عشائري، من دون أن يتقدم خطوة واحدة، فضلاً عن الخلاف الكبير بين عشائر الأنبار وعصبياتها، التي جرى تأجيجها سعودياً في عراق «شيعي»، وعشائر الجزيرة السورية، التي فقدت الكثير من قوتها وتلاحمها في سوريا خلال العقود الأربعة الماضية، وهزمت في المواجهات مع «داعش» في دير الزور، وتعرّضت إلى مذابح، وبايع من نجا منها زعيم «الدولة الإسلامية» أبو بكر البغدادي.

وجاءت غارات التحالف عدواناً جلياً على السيادة السورية، إذ جرت من دون تنسيق مسبق أو قرار دولي ملحق بالقرار 2170 ، على 53 موقعاً لـ«داعش» وأربعة مواقع لـ«النصرة».

وبالرغم من ذلك حرصت واشنطن ودمشق على التعاطي مع الغارات بمرونة متبادلة. إذ استخدم الأميركيون قناة «الشرعية الدولية» في الأمم المتحدة لإبلاغ سوريا عبر مندوبها بشار الجعفري بالغارات، فيما كان وزير الخارجية الأميركي جون كيري، يطلب من نظيره العراقي إبراهيم الجعفري إبلاغ دمشق بقرب وقوعها.

وأرفقت الرسالة بتصريح سامنتا باور تولّي التحالف الأميركي العربي الغارات «لأن سوريا أظهرت أنها تعجز ولا تريد التصدي لتكوين «داعش» ملاذات آمنة له على أرضها».

وكان لافتاً أن تكون ردود فعل حلفاء دمشق أشدّ تمسكاً بالتنسيق المسبق من بيان وزارة الخارجية السورية التي اكتفت بالحديث عن إبلاغها مسبقاً بالعمليات لا أكثر. إذ رفضت طهران الغارات بوضوح ورأت أنها تنتهك سيادة سوريا. وقال نائب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان إن «أي تحرك عسكري في سوريا من دون موافقة حكومتها أمر غير مقبول». وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قد ذكّر بان كي مون، بأنه لا بد من التنسيق مع دمشق قبل أي تحرك ضد الإرهاب.

وأعلن مسؤول إيراني رفيع المستوى أن الولايات المتحدة أبلغت إيران مسبقاً بنيتها توجيه ضربات للمتشددين في سوريا، وأنها لن تستهدف القوات السورية. وقال «نوقشت هذه القضية للمرة الأولى في جنيف، ثم نوقشت باستفاضة في نيويورك، حين تمّت طمأنة إيران بأن (الرئيس بشار الأسد) الأسد وحكومته لن يكونا هدفاً في حال أي عمل عسكري ضد داعش في سوريا». وتابع أن إيران جرى إبلاغها بصورة منفصلة مسبقاً بالضربة الجوية.

وسألت «رويترز» مسؤولاً في وزارة الخارجية الأميركية، بشأن التطمينات بأن القوات السورية لن تُستهدف، فقال «لقد نقلنا نياتنا ولكن لم نبلغ الإيرانيين بالتوقيتات المحددة ولا الأهداف. كما قلنا، لن ننسق أي عمل عسكري مع إيران. وبالتأكيد لن نطلع إيران أيضاً على أي معلومات مخابرات».

ورحّب الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، لدى وصوله الى نيويورك، بالضربات، مؤكداً أن أنقرة يمكن أن تقدم دعماً عسكرياً ولوجستياً للحملة العسكرية. وقال «إنني أنظر إليها بشكل إيجابي. ومن الخطأ أن تتوقف. يجب أن تستمر خريطة الطريق هذه»."

 
النهار


نصرالله رفض مشاركة لبنان في التحالف الدولي ضد الإرهاب: نؤيّد التفاوض لإطلاق العسكريين ونملك أوراق القوّة



ومن جهتها، كتبت صحيفة "النهار" تقول "أكد الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله دعم استمرار التفاوض الذي تقوم به الحكومة عبر وسطاء لإطلاق العسكريين المخطوفين لدى الجماعات الارهابية في جرود عرسال، مبديا أسفه "للتشويه والتزوير اللذين يحصلان في هذه القضية"، ورفض مشاركة لبنان في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد الارهاب.

الأمين العام لـ"حزب الله" تحدث ساعة عبر تلفزيون "المنار"، مستهلا اطلالته بتقديم العزاء لعائلات الشهداء العسكريين، وأفرد جزءا كبيرا من اطلالته للحديث عن قضية العسكريين المخطوفين، مؤكدا موقف "حزب الله" المؤيد للتفاوض لاطلاق العسكريين. وبعدما استعاد ما جرى في عرسال وجرودها والاعتداء على مراكز الجيش وقوى الامن، اكد ضرورة "ان تكون هذه القضية خارج السجال وتصفية الحسابات، مع العلم بأن مستوى التعاطي معها مؤلم"، رافضا الدخول في سجال لأنه لا يخدم قضية العسكريين، متمنيا على عائلات الجنود العسكريين المخطوفين الا يصدقوا ان "حزب الله" رفض مبدأ التفاوض. وتابع: "من يفاوض عليه ان يضع أوراق القوة لديه على الطاولة ليظهر امكانية اللجوء اليها، كي تساعد في فتح الابواب على انهاء هذه القضية".

واذ شدد على ان التفاوض مع الخاطفين يجب الا يكون من موقع "الضعف لأن الضعف سيؤدي الى كارثة على العسكريين"، ألمح الى وجود أمل كبير في عودة العسكريين الى اهاليهم من خلال الموقف القوي والمسؤول، موضحا ان "لا وجود لمبدأ التفاوض من خلال المزايدات السياسية والاعلامية، لأن ذلك يؤدي الى لعب الخاطفين بالبلد"، ولفت الى "أن البلد يعيش اذلالا حقيقيا من فعل هؤلاء الخاطفين، وان خطة التفاوض يجب ان تملكها الحكومة، ولكن اذا استمرت المزايدات فلن نصل الى نتيجة". وقال ان ما حصل خلال الاسابيع "مؤلم ومحزن جدا ويدل على مستوى التعاطي وقضية من هذا النوع. فهذه القضية هي بالدرجة الاولى مسؤولية الحكومة وعلى الجميع مساعدة الحكومة في مواجهة هذه القضية(...)".

ووصف نصرالله "كل ما قيل عن رفض الحزب التفاوض بالكذب"، قال: "يجب الاستماع الى مطالب الخاطفين من خلال قنوات التفاوض، وقد يكون بينها شيء معقول وآخر غير معقول، ثم تعرض على النقاش".

ورأى ان "من حق رئيس الحكومة ان يرفض التفاوض تحت تهديد القتل والذبح، ومن الطبيعي الاستعانة خلال التفاوض بحلفاء وخصوم، لأن الخضوع لمنطق الذبح لا تقبله اية دولة او جيش او مؤسسة. ففي كل بلدان العالم توضع كل الخيارات والسيناريوات، ولا يركن الى سيناريو واحد، وهذا لا يناقش في وسائل الاعلام(...)".

ورفض ايضا ردود الفعل التي تحصل في بعض المناطق ضد النازحين السوريين كاشفا ان الحزب بذل جهودا لحماية النازحين السوريين وابعاد الخطر عنهم. وقال ان الخطف والخطف المضاد غير جائز لا شرعا ولا قانونا وغير مجد"، لافتا الى ان "الجماعات الارهابية تريد خلق الفتنة في لبنان ونقل الارهاب اليه".

"لا نثق بأميركا"

واعلن نصرالله رفضه ان يكون لبنان جزءاً من التحالف الدولي ضد الارهاب بقيادة الولايات المتحدة الاميركية، وقال: "الجميع يعلم اننا ضد داعش وضد هذه الاتجاهات التكفيرية ونقاتلها ونقدم التضحيات. موقفنا حاسم من هذه الجماعات ووجوب التصدي لها، وموقفنا من التحالف الدولي بقيادة اميركا امر آخر لا علاقة له بموقفنا من داعش. نحن بالمبدأ ضد تحالف دولي في سوريا اكان المستهدف النظام السوري ام "داعش" ام غيره. لدينا موقف مبدئي لا يتغير من ساحة الى ساحة اخرى، ولا نوافق على ان يكون لبنان جزءا من التحالف الدولي (...) اميركا في نظرنا هي ام الارهاب وأصل الارهاب في هذا العالم، وهي الداعم المطلق لدولة الارهاب الصهيونية. اميركا صنعت او شاركت في صنع الجماعات الارهابية وليست في موقع اخلاقي يؤهلها لقيادة تحالف على الارهاب". واضاف: "الادارة الاميركية غير مؤهلة اخلاقيا لتقدم نفسها على انها قائد لتحالف دولي ضد الارهاب، ونحن غير معنيين بأن نقاتل في تحالف دولي من هذا النوع (...)".

وختم: "اللبنانيون قادرون على مواجهة اي خطر ارهابي يستهدفهم وكل المناطق اللبنانية يجب ان تحمى في مواجهة اي خطر ارهاب، كل اللبنانيين مسؤولون عن ان يكونوا يدا واحدة لمنع تمدد اي ارهاب الى اي منطقة من لبنان. واللبنانيون يستطيعون ان يدفعوا خطر الارهاب عن بلادهم لاننا ما زلنا على قيد الحياة، ولا يمكن لأحد ان يفرض علينا تهويلا من هذا النوع (...)".

 

أوباما أطلق الحرب على جهاديي سوريا بمشاركة عربية

247 غارة على "داعش" و"النصرة" و"مجموعة خراسان"

 

هشام ملحم


وسعت الولايات المتحدة حربها على الجهاديين لتشمل سوريا للمرة الاولى، إذ شنت مقاتلات اميركية واخرى من المملكة العربية السعودية والبحرين ودولة الامارات العربية المتحدة وقطر والاردن فجر امس غارات على عشرات الاهداف لتنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش) و"جبهة النصرة" المتفرعة من "القاعدة" الأم وعلى "مجموعة خراسان" التابعة لها، مما أوقع اكثر من 120 قتيلا من الجهاديين. ونفت واشنطن ان تكون ابلغت الحكومة السورية سابقا نيتها شن الغارات، على رغم ان وزارة الخارجية السورية قالت انها تبلغتها قبل ساعات من حصولها بواسطة العراق. وتعد هذه العملية التدخل الاجنبي الاول منذ نشوب النزاع قبل اكثر من ثلاث سنوات في سوريا حيث يسيطر التنظيم المتطرف على مناطق واسعة متاخمة للحدود العراقية - التركية في شمال البلاد وشرقها.

ورأى الرئيس الاميركي باراك اوباما أن هذه الغارات تظهر ان واشنطن ليست وحدها في الحرب على "داعش". ورحب "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية" المعارض المدعوم من الغرب بالغارات الجوية قائلا إنها ستساعد في معركته ضد الرئيس السوري بشار الأسد. أما روسيا، فانتقدت هذه الغارات قائلة إن من الضروري الاتفاق مع دمشق على أي غارات وإلا أحدث ذلك توترا في المنطقة. كما نددت ايران بانتهاك السيادة السورية.

وقال مسؤول إيراني كبير طلب عدم ذكر اسمه لـ"رويترز" إن الولايات المتحدة أبلغت إيران سلفا نيتها توجيه ضربات الى متشددي "الدولة الإسلامية" في سوريا وقالت لطهران إنها لن تستهدف القوات السورية النظامية. وأضاف: "نوقشت هذه القضية للمرة الاولى في جنيف، ثم نوقشت باستفاضة في نيويورك حينما تمت طمأنة إيران بأن الأسد وحكومته لن يكونا هدفا في حال أي عمل عسكري ضد داعش في سوريا". واكد أن إيران تبلغت سلفا بصورة منفصلة أمر الغارات الجوية.

وسألت "رويترز" مسؤولا كبيرا في وزارة الخارجية الأميركية عن التطمينات الى أن القوات الحكومية السورية لن تستهدف، فأجاب: "لقد نقلنا نياتنا ولكن لم نبلغ الإيرانيين التوقيتات المحددة ولا الأهداف. كما قلنا... لن ننسق أي عمل عسكري مع إيران. وبالتأكيد لن نطلع إيران ايضا على أي معلومات استخبارات".

المشاركة العربية

وأوضحت مصادر مطلعة في واشنطن ان توقيت الغارات مرتبط بالمعلومات الاستخبارية عن نيات "مجموعة خراسان" التي قدم أعضاؤها من المناطق القبلية