26-11-2024 12:36 AM بتوقيت القدس المحتلة

لا ليس أبو بكر البغدادي.. بل أردوغان الخليفة

لا ليس أبو بكر البغدادي.. بل أردوغان الخليفة

هل ابو بكر البغدادي هو خليفة المسلمين ام ان اردوغان هو خليفتهم؟ هل تركيا بريئة من المجاهدين السلفيين ام انها العمق الاستراتيجي لهم؟ منذ ان وصل حزب العدالة والتنمية الى الحكم

 

نور نعمة


هل ابو بكر البغدادي هو خليفة المسلمين ام ان اردوغان هو خليفتهم؟ هل تركيا بريئة من المجاهدين السلفيين ام انها العمق الاستراتيجي لهم؟ منذ ان وصل حزب العدالة والتنمية الى الحكم وباتت تركيا معبرا للمجاهدين السلفيين الى سوريا والعراق... والان معقلا لهم.

الاستراتيجية التوسعية التي يقودها حزب رجب طيب اردوغان في منطقة الشرق الاوسط قضت بان تفتح تركيا حدودها لعبور الاصوليين الى سوريا والعراق بعدما فشلت المعارضة السورية في مواجهة الرئيس بشار الاسد وبعد ان تحالفت حكومة المالكي السابقة مع النظام السوري. بيد ان الانقلاب العسكري الذي قام به «داعش» بين ليلة وضحاها والذي سيطر على الموصل ثم اعلن دولته، اضافة الى انه عزز نفوذه في حلب وفي مناطق اخرى في سوريا ليس وليد الساعة بل هو مشروع اسلامي متطرف خلق و«ترعرع» في كنف تركيا التي يقودها حزب العدالة والتنمية. فهل تعتقدون ان «داعش» كان ليسيطر بسرعة وجيزة على المناطق الشمالية للعراق وبعض المناطق في سوريا لولا تلقيه دعماً من دولة ما؟ وقصارى القول انه من الصعب التصور ان «داعش» هو تنظيم يضم اصوليين متطرفين موّل نفسه بنفسه وتجرأ على اعلان دولته وعلى استباحة اراض واسعة من العراق وسوريا اذا لم يكن لديه بيئة حاضنة ودولة راعية له تسانده في الاستمرار باعماله وبنهجه المتطرف!

الواقع الذي نعيشه اليوم بظهور «داعش» يذكرنا تماماً بالظروف التي ادت الى خلق «القاعدة وتمويلها وتدريب عناصرها. تركيا اليوم تشبه باكستان الامس عندما دعمت الاخيرة تنظيم «القاعدة» وكانت الدولة الراعية والحاضنة لها.

والحال انه لا يمكن لتنظيم اصولي ان يستمر مهما حصل على كمية من السلاح ومن تدريب لعناصره اذا كان يفتقد لدولة تشكل العمق الاستراتيجي له. وهذا ما كان حاصلاً عند بروز «القاعدة» فالولايات المتحدة مولت «القاعدة» في بادئ الامر لمحاربة الاتحاد السوفياتي الا ان مركز قوة «القاعدة» كان نابعاً من دعم دولة باكستان. عناصر «القاعدة» قاتلوا في افغانستان لان ظهرهم كان محمياً من باكستان. واليوم يتكرر المشهد نفسه ولكن بتنظيم يختلف اسمه عن «القاعدة» ولكن يتشابه بفكره وايديولوجيته وبمنهجيته الوحشية والفاقدة للانسانية وتختلف الدولة الراعية والحاضنة لهذا التنظيم حيث ليست باكستان اليوم معقل التنظيمات الارهابية بل اضحت تركيا الدولة الراعية والمظلة لتنظيم ارهابي.

نعم ان تركيا هي الصانعة الاساسية لـ «داعش» الذي تحول الى قوة اقليمية طامحة الى التوسع في العراق وفي سوريا وربما لاحقا الى خرق حدود بلدان جديدة في منطقتنا ولهذا السبب نقول ان قصف مراكز «داعش» في العراق وفي سوريا هو خطوة جيدة لمحاربة هكذا تنظيم لا يشبع من الدماء ولا يحترم حدود البلدان انما الاستراتيجية الاساسية لاستئصال «داعش» من منطقتنا هي بالذهاب مباشرة الى العقر الذي خلق هذا التنظيم وتحجيمه ومحاسبته على طموحاته التوسعية في الشرق الاوسط.

لا يعني كلامنا ان يتم الاعتداء على سيادة تركيا وان تتعرض لعدوان على اراضيها بل ما نريد ان نقوله ان الدول المعنية بمحاربة «داعش» عليها ان تبدأ برسم استراتيجية تهدف الى احداث تغيير كبير في السياسة التركية والا سنشهد تنظيمات مشابهة لـ «داعش» ولو باسماء مختلفة.


http://www.charlesayoub.com/more/803564

موقع المنار غير مسؤول عن النص وهو يعبّر عن وجهة نظر كاتبه