24-11-2024 02:26 AM بتوقيت القدس المحتلة

"فكر التَّنوير في مواجهة التعصّب ـ قراءة في فكر الصّدر والسيد فضل الله"

"لقد عمل المرجع السيِّد فضل الله(رض) والسيِّد الصَّدر في الساحة الإسلاميَّة العامّة، وفي الساحة الداخليّة، على نشر الإسلام العقلاني المنفتح على الآخر، بعيداً عن الإلغاء والإقصاء والتَّكفير

"فكر التَّنوير في مواجهة التعصّب ـ قراءة في فكر الصّدر والسيد فضل الله"أقام "المنتدى الفكري لإحياء التراث العاملي"، لقاءً فكريّاً بعنوان "فكر التنوير في مواجهة التعصّب والتّكفير ـ قراءة في فكر الإمام الصَّدر والمرجع السيّد محمّد حسين فضل الله"، في النّادي الحسيني لبلدة عيناثا، بحضور حشدٍ من الفعاليّات الثقافيَّة والاجتماعيَّة والتربويَّة والبلديَّة والاختياريَّة والأهالي.

وقد ألقيت كلمات استهلّها رئيس المنتدى السيد علي عبد اللطيف فضل الله، الَّذي دعا إلى "مواجهة إشكاليّات الواقع الرّاهن، من خلال ثقافة الانفتاح والتفاعل الحضاري، وتأهيل الثقافة من خلال العقل الاجتهادي الّذي ينفتح على النصّ والواقع، من خلال العمل على صياغة خطاب دينيّ في بعده الإنساني، يسقط كلّ القيود المذهبيّة والطائفيّة. وبهذا، نستطيع مواجهة موجة التّكفير والقتل التي تريد إرجاعنا إلى العصور المظلمة، وهذا لا يكون إلا باستلهام فكر المرجع السيّد محمد حسين فضل الله، والإمام السيّد موسى الصّدر، وكلّ العلماء المتنوّرين".

الزّين

وألقى رئيس مجلس أمناء "تجمّع العلماء المسلمين" في لبنان، الشيخ أحمد الزين، كلمة، تحدّث فيها عن دور السيّد موسى الصّدر، وعن السيّد فضل الله، مشيراً إلى أنّه "كان من مؤسّسي (تجمّع العلماء المسلمين في لبنان)، وذلك من طهران العام 1982، في اجتماع ضمّ رجال دين من جميع المذاهب، وكان من المتحرّرين من العصبيّات الجاهليّة، وساعياً إلى الوحدة بين المسلمين".

الخالصي

بدوره، رأى رئيس الجامعة الخالصيّة في العراق، الشيخ جواد الخالصي، "أنّ ما يجري اليوم على يد هذه المجموعات التكفيريّة، هو تشويه للإسلام الأصيل، وهذا مشروع أميركيّ هدفه العودة إلى العراق والمنطقة مرّة أخرى". وتابع: "كلّ هذه الحركات تدار من الموساد الإسرائيلي، بهدف إثارة الفتنة الشيعية ـ السنية تحديداً، ولا يمكن مواجهة هذه الفتنة إلا بالوحدة".

عبدالله

وقال مفتي صور، الشيخ حسن عبدالله، في كلمته: "إنّ الدّيانات السماوية والرسل والرسالات، كانت من أجل تعزيز التنوير في وجه الظلاميّة، الَّتي تتسلح بالعصبيات الطائفيَّة والمذهبيَّة والسياسيَّة والقبليَّة".

كتمتو
أما نائب رئيس اتحاد علماء بلاد الشام، الدكتور عبدالله كتمتو، فقال: "ما يلزمنا اليوم هو الفكر التنويري لأمثال المرجع السيّد محمد حسين فضل الله، والإمام السيّد موسى الصدر، وأن يصبح هذا الفكر لنا مثل المأكل والمشرب، يدخل في تفاصيل حياتنا، عندها، لن يستطيع العدوّ الإسرائيلي العودة إلى منطقتنا مرّة أخرى".

الحلبي

وقال ممثّل شيخ عقل الطائفة الدّرزيّة في لبنان، الشيخ غسان الحلبي: "خلال هذه الحقبة الظلاميّة، كانت هناك ومضات تنويريّة تمثّلت بالعديد من الرّجال العظام، ومنهم السيّد موسى الصّدر والمرجع السيّد محمد حسين فضل الله".  وأضاف: "لقد نأى العلامة السيّد محمد حسين فضل الله في خطابه العام عن تلبية انفعالات الشّارع والنّاس، لا بل سعى إلى التّأثير فيها، من خلال المناداة بالابتعاد عن التعصّب والطائفيّة والمذهبيّة، وسلوك طريق الكلمة السّواء. لقد خاض في كيمياء التّنوير حتى النهاية، وترك إرثاً لا يمكن أن يواريه الزّمان، إذ إنّه قد استشفّ من ينابيع الإسلام الصّافية".

داوود

وجاء في كلمة الطّوائف المسيحيّة في سوريا، الَّتي ألقاها الأب غبرائيل داوود: "كلّنا أبناء آدم وحوّاء، لذلك، عندما نركّز على ما يجمعنا، فإنّنا نركّز على ما يريده الله"، مشيداً "بفكر المرجع السيّد فضل الله التنويريّ وبجرأته، وكذلك بفكر السيّد موسى الصّدر، الّذي كان خطراً على أعداء هذه الأمّة، فأخفوه".

الصواف

 وقال عضو اتحاد علماء الشّام، وممثل المفتي كفتارو، الدكتور محمود الصّواف: "نحن لا نقرأ التاريخ جيّداً، ولو قرأناه، لوجدنا كيف أنَّ أعداء هذه الأمّة يريدونها أن تكون طوائف ومذاهب متفرّقة، تقاتل بعضها البعض. ولكن بفكر أمثال هؤلاء العظام، سنشهد بأعيننا ذلك اليوم الذي تعيش فيه الأمّة حالة الوحدة، فالسيد فضل الله والإمام الصّدر أخرجا الدين من المنابر إلى واقع الحياة العامة والعمل الإنساني، لقد حدَّدا اتجاه الصّراع لهذه الأمّة باتجاه العدو الإسرائيلي".

موعد

 وتحدَّث رئيس الهيئة الاستشاريّة لمجلس علماء فلسطين، الشيخ محمد موعد، قائلاً: "يريد هؤلاء التكفيريّون تفتيت الأمّة العربيّة والإسلاميّة، وتنفيذ المشروع الصهيوني، ولذلك، نحن اليوم بحاجة إلى الفقه الّذي يلبّي احتياجات النّاس، ويضعهم على الطّريق الصَّحيح، فها هو التاريخ يعيد نفسه، فالتّكفيريّون اليوم هم صنو الخوارج فيما مضى". وتساءل: "كيف يقطع هؤلاء رأس من ينطق بالشّهادتين، والرّسول قال: "من نطق بها حرم دمه وماله وعرضه"؟ إنَّ هذا ليس من ديننا في شيء".

فضل الله

أمّا العلامة السيّد علي فضل الله، فقال: "لقد عمل المرجع السيِّد فضل الله(رض) والسيِّد الصَّدر في الساحة الإسلاميَّة العامّة، وفي الساحة الداخليّة، على نشر الإسلام العقلاني المنفتح على الآخر، بعيداً عن الإلغاء والإقصاء والتَّكفير. وقد بدأت علاقتهما من النَّجف، ولم تنقطع أبداً، بل بقيت حتى لحظة التّغييب، لقد كانا يتطلّعان إلى إخراج الحوزة الدّينيَّة من جمودها، والانفتاح على الحوزات الّتي تختلف معها في الدّين والمذهب".

وتابع: "لقد حذَّر الرّاحلان من مخاطر الفتنة، وقالا إنَّ الكلّ فيها خاسر، لذلك، نريد أن نؤكّد الوحدة في مواجهة ظاهرة التطرّف والتّكفير، لأنّنا واثقون بأنَّ هذه الظّاهرة هي نتاج واقع سياسيّ ومرحلة يريد العدوّ أن يستفيد منها إلى أبعد الحدود، وهذا ما يحتِّم علينا أن نقف بوجه هذه المؤامرة الّتي تستهدف الجميع ولا تستثني أحداً، والمسؤوليّة الأولى تقع على عاتق العلماء".