أكد الكاتب والباحث الاستراتيجي الإيراني الدكتور محمد صادق الحسيني على الخطر المتمثل بالتحالف الدولي ضد داعش معتبرا أنه خطة أميركية بديلة للدخول أو للعودة الى المنطقة من بوابة جديدة.
مروة حيدر
أكد الكاتب والباحث الاستراتيجي الإيراني الدكتور محمد صادق الحسيني على الخطر المتمثل بالتحالف الدولي ضد داعش معتبرا أنه خطة أميركية بديلة للدخول أو للعودة الى المنطقة من بوابة جديدة.
وخلال زيارته لموقع المنار، اعتبر السيد الحسيني أن الرئيس باراك أوباما وما يمثل من محور أميركي-غربي يتعرض لهزيمة تلو أخرى، وهو يحاول اعتماد خطط بديلة للتغطية على هذا الفشل، وآخر هذه المناورات هي قضية التحالف الدولي.
"أوباما تجرع السم في المنطقة لثلاث مرات،" قال الكاتب الإيراني، مفصلا: "المرة الأولى عندما لم يستطع توجيه ضربة عسكرية لسوريا في أيلول من العام الماضي 2013، والمرة الثانية في غزة حيث كانت المعركة بين المقاومة والعدو الصهيوني قوية وانتصر محور المقاومة من جديد."
أما المرة الثالثة التي تجرع فيها أوباما السم، فاعتبر الحسيني أنها كانت على تخوم بغداد حيث لم تسقط العاصمة العراقية بيد داعش، بل استطاع محور المقاومة أن يحصنها ضد التكفيريين.
ولفت الخبير الاستراتيجي أن التحالف الدولي ضد داعش لا يخدم مصلحة محور المقاومة بل يشكل خطرا عليه، مشبها إياه بحلف بغداد خلال الحرب الباردة، فهو يهدف "إلى تقليم أظافر داعش واستبدال هذا الوحش الكاسر بآخر أقل وحشية".
وفي هذا السياق، أكد الحسيني أن داعش هي صنيعة أميركية: "الولايات المتحدة هي من خلقت داعش وسمّنتها، والآن تريد ضربها. وأنا شخصيا لا أستبعد أن ينتهي الأمر بغارة جوية تستهدف قائد هذا التنظيم أبو بكر البغدادي، تماما كالغارة الأميركية التي استهفت أمير القاعدة الأسبق في العراق أبو مصعب الزرقاوي."
"التحالف الدولي ضد داعش هو خطة بديلة للدخول إلى المنطقة من بوابة أخرى، وذلك بهدف الحد من النفوذ الإيراني، وتوجيه رسالة إلى القوتين الروسية والصينية،" أشار الباحث الإيراني، مضيفا: "بهذه الخطوة يظهر الأميركي على هيئة البطل الذي أنقذ شعوب هذه المنطقة من وحشية الإرهاب."
وعن الضربات العسكرية الأميركية لداعش في سوريا، حذر الحسيني من الخطة الأميركية لاستغلال هذه الضربات من أجل تحقيق ما عجزت المعارضة المسلحة عن تحقيقه. "أوباما يضرب داعش في سوريا وعينه على قصر الشعب في دمشق."
وفي معرض حديثه عن القوى الإقليمية في المنطقة، تحدث الحسيني عن تركيا، معتبرا أن المشروع التركي في المنطقة في حالة تصدع كبير، لافتا إلى أن أنقرة تعتبر اليوم أن هناك فرصة تارخية "لتقول للأميركي أنها موجودة."
تصر تركيا على أن تكون جزءا شبه مستقل في المشروع الأميركي-الغربي، بالنسبة للحسيني الذي قال: "في الوقت الذي تفتح فيه أنقرة على الأميركي والأوروبي، هي تحتضن داعش وتستعملها كورقة ضغط بهدف كسب نفوذ في المنطقة، فهي لاتقبل أن تكون الريادة في الشرق الأوسط لمصر أو السعودية."
وعن الوضع في السعودية، لفت الكاتب الإيراني أن المملكة تشعر بفقدان كبير في لدورها في المنطقة، فهي ليس لديها مشروع داخلي وليس هناك آليات لتداول السلطة بل على العكس هناك صراع داخلي. وأردف الحسيني أن الرياض تتخوف من الدور الإيراني وأنها استخدمت مختلف الأسلحة في صراعها معه.
أما فيما يخص اليمن، أكد الحسيني أن ما حصل في صنعاء تحرك شعبي صاف وأداء نظيف أدى إلى التوقيع على اتفاق يضمن مشاركة مختلف القوى اليمنية وفقا لمخرجات الحوار الوطني. وفي هذا السياق تناول مخاوف بعض الدول الاقليمية من المتغيرات في صنعاء لافتا إلى أن هذه الدول تبرر هواجسها بأن أي مشاركة فاعلة لحركة أنصار الله بالحكم من شأنها أن تربط مضيق باب المندب بمضيق هرمز وما يعني ذلك من تعزيز للنفوذ الإيراني في تلك المنطقة.
وأراد الكاتب الإيراني أن يختصر المشهد العام في المنطقة قائلا: " نحن في حرب عالمية ثالثة وقعت دون أن تقع. وقعت لأن منطقتنا مسرح للصراعات العالمية، ولم تقع لأن القوى العالمية الانكلوسكسونية لم تشارك فيها بشكل مباشر مثل الحربين العالميتين السابقتين."
وأضاف الحسيني أن من شأن هذه الحرب أن تفضي إلى خلق نظام عالمي جديد يعيد ترتيب القوى والمحاور العالمية لافتا إلى أن ذلك قد يأخذ وقتا لكنه سيحصل.
وفي نهاية الزيارة، أكد الكاتب والباحث الإيراني على دور الإعلام المقاوم في المعركة الحالية مع الإرهاب، مشيدا بدور قناة المنار في هذا المجال، ومشددا على ضرورة أن تكون الوسائل الإعلامية بمجملها على قدر المسؤولية من أجل نقل الصورة الحقيقية للمحور المقاوم للمشروعين الأميركي- الإسرائيلي والإرهاب التكفيري.