بوابة جديدة في غوطة دمشق الشرقية تفتح على مصراعيها، وذلك بعد سيطرة الجيش السوري بشكل كامل على منطقة عدرا العمالية
خليل موسى – موقع المنار – سورية
بوابة جديدة في غوطة دمشق الشرقية تفتح على مصراعيها، وذلك بعد سيطرة الجيش السوري بشكل كامل على منطقة عدرا العمالية، ومتابعته باتجاه صدر المكان، أي عدرا البلد، فلا يحتاج الطريق إلى هناك اكثر من يومين وربما أقل من ذلك، ليتم التجول في الغوطة بشكل أكثر تسارعا وإن كانت شراسة متوقعة في المعارك ستطغى على الموقف.
العملية العسكرية الواسعة التي بدأها الجيش منذ فترة على جميع محاور الغوطة الشرقية ردفتها عملية فاجأت المسلحين بقوتها وتسارعها. المحور الذي على ما يبدو لم يوضع بالحسابات الصحيحة لدى ما يسمى "جيش الاسلام"، فالجيش السوري دخل عدرا العمالية وسيطر عليها وفكك ما كان من مفخخات خلفها المسلحون الذين انقسموا بعد العملية بين قتلى وجرحى، وهاربين باتجاه ما تبقى من مناطق في عدرا البلد، والتي هي الهدف القريب للجيش السوري.
ضابط ميداني خلال جولة موقع المنار في عدرا العمالية حدثنا عن اهمية المكان، حيث يوجد إطلالة قريبة تبعد حوالي 750 مترا فقط عن الطريق الدولي الواصلة دمشق بمحافظة حمص، وبالتالي تعرضه للقنص، من قبل المسلحين الذين كانوا يتحصنون في مبنى من الاسمنت "مسبق الصنع" يطل مباشرة على الطريق، وها هو الطريق الآن أصبح آمنا، من هذه الجهة.
يقول الضابط لموقع المنار "قمنا بوضع خطة محكمة ونفذناها بدقة". ومن خلال شرح الضابط، فإن العملية العسكرية هذه، أحبطت نية المسلحين التي كانوا من خلالها ينوون وصل عدرا البلد بالعمالية، ولكن الانفاق التي جهزها "جيش الاسلام" لهذا الغرض، لم تعد تصلح للاستخدام المعدّة من اجله بعد تصرف الجيش السوري بها.
في السياق نفسه يضيف الضابط، "ضربات نارية محكمة وانتشار محكم أيضا للمشاة، مكّن الجيش من تسهيل مهمته في إنجاح العملية، والتي تم قطع طرق الإمداد من خلالها على المسلحين في المنطقة".
حوالي 150 ألف مواطن طردهم المسلحون من عدرا العمالية، يستعدون الآن للعودة بعد انهاء وحدات الهندسة في الجيش تمشيط المباني والطرقات والأنفاق، وإبطال مفعول ما تبقى من أثر المسلحين من مفخخات، وما يزيد الطمأنينة على الأهالي بعد عودتهم هو السيطرة التي يستعيدها الجيش تباعا في عدرا البلد وفرض حصار محكم على المكان – حسب الضابط الذي رافقنا في الجولة.
إذاً.. دوما وما تبقى من بلدات في الغوطة الشرقية أصبحت الآن كما لو انها غرفاً سيدخلها الجيش السوري، بعد إحكام السيطرة الكاملة خلال الساعات القادمة على عدرا البلد، ولكن وحسب مراقبين وخبراء عسكريين يرجح ان يكون دخول دوما هو الأشرس لأنها آخر وأهم معاقل "جيش الإسلام" في الغوطة شرقي العاصمة دمشق.