23-11-2024 01:56 AM بتوقيت القدس المحتلة

الفشل الاستخباري الإسرائيلي.. هآرتس: ثورة مصر فاجأنتا كحرب اكتوبر 73

الفشل الاستخباري الإسرائيلي.. هآرتس: ثورة مصر فاجأنتا كحرب اكتوبر 73

"الفشل الاستخباري الإسرائيلي – بعدم توقع ثورة المصريين – يعيد إلى الأذهان إخفاقات أجهزتنا الأمنية من توقع قيام المصريين بمعركة اكتوبر 1973




اهتمت وسائل الإعلام الإسرائيلية ولا تزال بتحليل الثورة المصرية وأسبابها، وقد ذكرت صحيفة "هآرتس" على لسان محللها السياسي الوف بين أن الثورة المصرية فاجأت "تل أبيب" ولم يتوقع الساسة أو رجال الأمن والاستخبارات ولا حتى الباحثين السياسيين هذا السيناريو المصري وكانت التوقعات المؤكدة لديهم توريث مبارك الحكم لنجله جمال أو لنائبه عمر سليمان على اقل تقدير. وتابعت الصحيفة "منذ اندلاع الاحتجاجات بمصر ضد مبارك وحتى سقوط نظامه فوجئت إسرائيل بالثلاثة: من الطريقة الدراماتيكية التي تم بها انتقال السلطة للجيش، ومن رد الفعل الأمريكي على الأحداث، وقراءة أجهزة الأمن الإسرائيلية الخاطئة للأحداث وأنها لا تشكل تهديدا ومراهنتها على متانة واستقرار نظام مبارك" .
 



وأضاف الوف بين في الصحيفة ان "الفشل الاستخباري الإسرائيلي – بعدم توقع ثورة المصريين – يعيد إلى الأذهان إخفاقات أجهزتنا الأمنية من توقع قيام المصريين بمعركة اكتوبر 1973، لكن هناك فرق جوهري بين الفشل في الحالتين, في المرة الاولى كانت مفاجأة من عدو يقف على الجبهة الاخرى للقتال بادر بالهجوم بطريقة مباغتة أفقدتنا السيطرة وانهارت مراكز القيادة لدينا".

 



أما الإخفاق الاستخباري الإسرائيلي فمرجعه إلى أن الساحة السياسية الإسرائيلية لم تكن جاهزة لهذا السيناريو وظلت تتعامى عنه، وهو ما انعكس على طريقة تعامل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مع الأحداث وظل يدعم موقف مبارك، حتى عندما حثه الرئيس الأمريكي باراك اوباما إلى ضرورة قراءة الواقع الجديد علل موقفه بأنه يخشى من انهيار معاهدة "السلام" مع مصر، وان تتحول مصر إلى إيران أخرى.

 



وأرجعت "هآرتس" الإخفاق لعدة أسباب بقولها "لعل السبب الرئيسي لفشل إسرائيل في التوقع لأحداث مصر يرجع إلى تركيز أجهزة استخباراتها على الجبهة السورية واللبنانية والتهديدات الإيرانية والإرهاب العالمي، وانشغال رجالها بجولات ومؤتمرات استخباري حول العالم وبعضهم تقوقع في مراكز الأبحاث بالداخل الإسرائيلي". وتابعت "تغافلوا جميعا عن الساحة المصرية لأنهم كانوا دائمي التواصل مع نظرائهم بالقاهرة وربما يتعاونون معا في بعض العمليات ولم يفكر احدهم عند العودة من القاهرة في كتابة تقرير عن الحالة هناك لأنهم كانوا مطمئنين لمبارك ونظامه وكأنه لا يقبل التغيير". واستطردت "عندما اقتربت فصول المشهد من النهاية، اجتمع نتنياهو بمستشاريه لبحث الأمر وكان الأمر صعبا للغاية لاتخاذ الإجراءات المناسبة للوقت لما للحكومة الإسرائيلية من علاقات دافئة مع نظام مبارك".