تنفست الولايات المتحدة الأميركية، ونيويورك تحديداً، الصعداء أمس بعدما تراجع الإعصار ايرين، الذي يضرب البلاد منذ يومين، الى عاصفة استوائية بينما كان يعبر
تنفست الولايات المتحدة الأميركية، ونيويورك تحديداً، الصعداء أمس بعدما تراجع الإعصار «ايرين»، الذي يضرب البلاد منذ يومين، الى عاصفة استوائية بينما كان يعبر مدينة نيويورك باتجاه مدينة بوسطن في ولاية ماساشوتس، في وقت حذّر حاكم ولاية نيوجيرسي كريس كريستي من أن «ايرين» قد يلحق «أضرارا فادحة بالاقتصاد الأميركي المتضرر أصلاً تناهز عشرات المليارات من الدولارات».
واسفرت العاصفة عن مقتل 14 أميركيا على الساحل الشرقي للبلاد، منهم ستة اشخاص في ولاية كارولينا الشمالية، اول ولاية يضربها الاعصار، وثلاثة في فرجينيا وواحد في كل من ولايات كونكتيكت وفلوريدا وميريلاند واثنان في نيوجرسي.
وقال المسؤول عن أجهزة الإغاثة في نيويورك جوزيف برونو ان «بعض أجزاء المدينة غرقت، إلا أننا عبرنا القطوع»، وقد تراجع معدل الأمطار واستؤنفت حركة السير تدريجيا فيما انصرف بعض السكان الى التنزه في المدينة التي توقفت فيها حركة النقل المشترك.
وكانت نيويورك استعدت للأسوأ، ففي إجراء غير مسبوق أمر رئيس بلديتها مايكل بلومبرغ يوم الجمعة الماضي بإجلاء 370 ألف شخص يقيمون في جنوب مانهاتن وستايتن ايلند وبروكلين. كما توقفت الحركة في وسائل النقل العام كلها وتم إغلاق المطارات وألغيت آلاف الرحلات، قدّرها موقع «فلايت أوير» بـ 8337 رحلة جوية.
وبعد هدوء الإعصار، اعلن مسؤول السلطات الملاحية كريستوفر وورد مساء أمس ان مطارات نيويورك الثلاثة التي اغلقت «ستعاود نشاطها مساء اليوم (الاثنين) في افضل الاحوال» والا فـ«الثلاثاء».
وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما عاد الجمعة الى واشنطن مختصرا عطلته يوما واحدا بسبب الاعصار. ودعا أوباما الأميركيين الى «اخذ هذا الاعصار على محمل الجد»، قائلاً «اذا كنتم موجودين على المسار المرتقب للاعصار، فعليكم ان تأخذوا الاحتياطات اعتبارا من الآن». واضاف «اذا تلقيتم الامر بالاجلاء، فالرجاء الالتزام به».
وترأس اوباما اجتماعا في المركز الوطني للتعامل مع الازمة، الذي انشئ لتنسيق الجهود على الصعيدين الفدرالي والمحلي لمساعدة المناطق المتضررة من الاعاصير. وقال خلال الاجتماع، الذي ضمّ مسؤولين فدراليين كبارا ووكالات محلية، «سيتطلب تجاوز الامر الكثير من الجهد».
من جانبها، اعلنت شركات الكهرباء ان نحو مليون مشترك حرموا من التيار في العاصمة الاميركية واشنطن وفي ولايات ميريلاند وفرجينيا وكارولينا الشمالية بعد عبور الاعصار. وفي المحصلة، اجبر الاعصار السلطات الاميركية على اجلاء نحو مليوني شخص يقيمون قرب السواحل.
وفيما اعلن كريستي ان كلفة الاعصار قد تبلغ عشرات مليارات الدولارات، كان الخبراء في مكتب «كينتيك اناليسيس»، الذي يطور نماذج معلوماتية حول الاضرار التي قد تتسبب بها الكوارث الطبيعية، اقل تشاؤما وقدروا كلفة ايرين بما بين خمسة وعشرة مليارات دولار. وقال المكتب ان الخسائر في ولايتي كارولينا الشمالية وكارولينا الجنوبية قد تتراوح بين 200 مليون و400 مليون دولار.
يُذكر ان اعصار كاترينا، الذي ضرب اميركا في العام 2005، تسبب في افدح الخسائر في تاريخ الولايات المتحدة حيث اغرق مدينة نيو اورليانز وقدرت خسائره بـ 100 مليار دولار.