25-11-2024 10:26 PM بتوقيت القدس المحتلة

مخاوف لبنانية من احتمال معارك حدودية كبيرة

مخاوف لبنانية من احتمال معارك حدودية كبيرة

هل صحيح ان "داعش" تتحضر لحرب كبرى على لبنان؟ الى اي حد يمكن الاطمئنان الى تجاوز التهديد الجدي والخطير الذي تجلى في معركة عرسال الاولى؟

لا بديل عن تسوية مشتركة لتحصين البلد

 

 

دنيز عطالله حداد

 

هل صحيح ان "داعش" تتحضر لحرب كبرى على لبنان؟ الى اي حد يمكن الاطمئنان الى تجاوز التهديد الجدي والخطير الذي تجلى في معركة عرسال الاولى؟ وهل يملك لبنان مقومات الدفاع عن حدوده وامنه وسيادته وصولا الى حماية استقراره الاجتماعي والاقتصادي؟ ام "اننا نعيش مربوطين بقنابل معدة للانفجار وقد بدأ عدّها العكسي" كما يقول مرجع سياسي لبناني متابعا "ان لم نجد سبيلا سريعا الى تقطيع الخيوط التي تصلنا بالقنبلة الموقوتة، فان البلد سينفجر ولن يسلم احد من شظايا هذا التفجير المدمر".

يكرر المرجع السياسي تخوفه من تطور دراماتيكي قد يصيب لبنان واهله في الأسابيع المقبلة، "فاذا نجونا من واقعنا الاقتصادي المترنح، وسلِمنا من تراكمات الضغط الاجتماعي الذي يلامس خط الانفجار لاكثر من سبب، فان ما يتقاطع من معلومات عن نيات "داعش" ومخططاتها، كما من سلوك الدول وسياق حروبها على "داعش"، لا يطمئن. على العكس، كل ما يرشح من اجواء وتحضيرات يدعو الى وجوب ايجاد مخارج سريعة لازماتنا الصغيرة التي نتلهى بها، لمواجهة المخطط الكبير الذي يجري تطبيقه والآيل الى التوسع. فالتنازلات هنا مطلوبة ليس لبعضنا بعضا انما لاستقرار البلد وحصانته".

وفي معرض شرح أسباب الخوف والقلق، يسأل المرجع "من يمكنه أن يخبرنا ماذا يحضّر المسلحون في الجرود؟ منطق الامور يقول انهم يستعدون لشن هجوم عنيف على لبنان. لن يبقوا اسرى الكماشة الامنية. سيسعون الى فك طوقهم بطريقة او بأخرى. وهذا لن يكون الا بمواجهة جديدة مع الجيش".

وبحسب السياسي نفسه فان "المسلحين يثبتون يوما بعد يوم انهم يملكون مخططات ويعرفون ماذا يريدون. فانقسام اللبنانيين الى تزايد. واختلافهم على كل الامور يتعمّق، بما فيها الجيش واداؤه ودوره. يغذون الفتنة ونحن نشارك، عن وعي او عن قلة دراية، في تحقيق ارادتهم ومصالحهم".

يضيف "لا يمكن الرهان الى ما لا نهاية على اعتدال اللبنانيين وعلى انفتاحهم، ولا على النظريات الفكرية التي تجزم انه في النهاية الناس تكره التطرف. اذا كانت تونس احد اكثر البلدان انفتاحا واعتدالا اعلنت انها استرجعت ٢١٠ مساجد كانت تحت سيطرة مجموعات محسوبة على تيار جهادي متشدد وأغلقت ٢٩ مسجداً خلال الاشهر القليلة الماضية. تونس نفسها تؤكد ان سلطاتها منعت أكثر من ٩ آلاف شاب تونسي من السفر لانهم كانوا ينوون التوجه للقتال في صفوف الجماعات المتطرفة في العراق وسوريا، فكيف يكون وضعنا ونحن على تماس مباشر، وفي صميم مناطق القتال، سواء في الجغرافيا أو السياسة".

المفارقة ان تخوف المرجع السياسي من المسلحين لا يقل عن تخوفه من "مشروع الدول التي تقاتلهم. فها هي بعد ان ضيّقت الخناق عليهم في العراق، وبعد ان حاصرتهم وقصفتهم، حشرتهم في سوريا وتقوم بقصفهم بانتقائية واستنسابية. هذا السياق يرجح في احد وجوهه ان تتوجه اعداد اكبر من المتطرفين الى التخوم اللبنانية وان تتجمع على امتداد الحدود، وتتحصن وتتحضّر".

يتابع "هل هذا ما تتقصده بعض الدول؟ هل تريد حقا ان تواجه "داعش" وشبيهاتها على الاراضي اللبنانية؟ هل تريد استدراج اطراف لبنانية للمشاركة في هذه الحرب؟ هل تعرف او تقدر كلفة ذلك على البلد؟ وهل من امكانية بعدها ليبقى بلد؟ أم هذا بالضبط ما هو مطلوب؟".

ويخلص المرجع السياسي نفسه للقول "اننا في سباق محموم مع الوقت فإما نكسر الجمود ونتقدم باتجاه تسوية لبنانية مشتركة لتحصين بلدنا، وإما سنؤكل بالتتابع أو التزامن لا فرق بين ثور ابيض او اسود".


http://www.assafir.com/Article/2/375644

 

موقع المنار غير مسؤول عن النص وهو يعبّر عن وجهة نظر كاتبه