وكما هو متوقع تقف الاسواق بالمرصاد للبنك المركزي الأوروبي، في حين يعزز تباطؤ جديد للتضخم في منطقة اليورو قوة الضغط، لكي يبذل المزيد من الجهد – وهو الذي كان يعتبر انه بذل الكثير.
أبقى البنك المركزي الأوروبي أسعار الفادة دون تغيير أمس الخميس، لتظل عند مستويات قياسية منخفضة، بينما يعكف على سلسلة إجراءات يأمل أن تدرء شبح إنكماش الأسعار، وتنعش اقتصاد منطقة اليورو.
كان قرار عدم تغيير الفائدة متوقعا على نطاق واسع، بعد أن خفضها المركزي الأوروبي إلى مستويات بالغة التدني الشهر الماضي. وقال ماريو دراغي رئيس البنك بعد الخطوة «نحن الآن عند الحد الأدنى.» .
وفي اجتماع أمس أبقى البنك سعر إعادة التمويل الرئيسي عند 0.05 في المئة، وسعر ودائع ليلة واحدة عند -0.20 في المئة، مما يعني أن البنوك تدفع كي تودع أموالها في البنك المركزي. وثبت البنك أيضا سعر الإقراض الحدي الذي يستخدم للتمويل الطارئ عند 0.30 في المئة.
وكما هو متوقع تقف الاسواق بالمرصاد للبنك المركزي الأوروبي، في حين يعزز تباطؤ جديد للتضخم في منطقة اليورو قوة الضغط، لكي يبذل المزيد من الجهد – وهو الذي كان يعتبر انه بذل الكثير.
واعتبر كارستن برزسكي، كبير الاقتصاديين في مؤسسة «آي.إن.جي»، ان دراغي بدا يشعر انه يبذل الجهود دون اي طائل.واضاف «مهما حاول البنك المركزي الأوروبي، فان اقتصاد منطقة اليورو لا يستجيب في الحقيقة، ويواصل على العكس ملازمة الجمود».
وبالنظر الى رقم التضخم في ايلول/سبتمبر (0.3 في المئة)، سيواجه ماريو دراغي صعوبة في التقليل من خطر التضخم، ما يشكل حلقة مفرغة بحيث تباطأ الاقتصاد بفعل خفض للاسعار والرواتب، وهو ما أكد انصار اليورو انهم لم يشهدوه في الوقت الراهن.
وتدهور سعر صرف اليورو، الذي غرق بسبب المخاوف على سلامة الاقتصاد في منطقة اليورو، الثلاثاء الماضي الى ادنى مستوى له منذ عامين.واطلق البنك برنامج جديد لضخ السيولة في الحلقة المالية. ولتليين شروط التسليف في منطقة اليورو وتحفيز الاقتصاد، سيشتري البنك المركزي الأوروبي اعتبارا من تشرين الاول/اُكتوبر منتجات مالية تدعى «ايه بي اس» وسندات مؤمنة.
وهذا الاجراء سيتمم ثمانية قروض طويلة المدى وبفوائد متدنية عرضتها المصارف حتى حزيران/يونيو 2016، شرط ان تزيد هذه الاخيرة قروضها للشركات والاسر في أوروبا.ويبدي البنك المركزي الأوروبي استعاده لشراء حوالى الف مليار يورو من الاسهم والقروض المنوعة.
وكانت سيولة المصارف غزيرة، في حين كان الطلب على التسليف لا يتوافق دائما مع الآفاق الاقتصادية السيئة التي لا تحفز الاستثمار. وهذا صحيح فعلا وخصوصا في إيطاليا، ثالث اقتصاد في منطقة اليورو، حيث باتت الحكومة تتوقع تقلصا في إجمالي الناتج الداخلي هذه السنة. ومع ادراكه لهذه العقبات، يطالب دراغي الحكومات، بالاضافة الى الاصلاحات الهيكلية، بالعمل على تخفيض الضرائب خصوصا. لكنه لن يتمكن من التملص بسهولة من الدعوات لبذل المزيد من جهته، اي شراء الدين العام.
لكن هذا الخيار الذي يعتبره الكثيرون بمثابة الفرصة الاخيرة لرؤساء المصارف المركزية، اسيء فهمه جدا من قبل القوة الالمانية التي باتت اكثر تشككا حيال مشتريات المنتجات المالية «ايه بي اس».وفي انتظار المؤتمر الصحافي الذي عقده دراغي بعد انتهاء اجتماع البنك تظاهر آلاف رفعوا لافتات كتب عليها «هشاشة وفقر وبطالة ومضاربات، فلنتحرر من البنك المركزي الأوروبي». وهتف الحشد «اوقفوا البنك المركزي الأوروبي» و»اغرب عنا».
وتوتر الوضع بين بعض المجموعات والشرطة مع القاء مقذوفات من جهة وخراطيم المياه من جهة اخرى. واعتقل ناشط معروف من اجهزة الشرطة بعد ان حاول تسلق جدار القصر الذي عقد فيه دراغي مؤتمره الصحافي.