24-11-2024 12:24 AM بتوقيت القدس المحتلة

سورية معارضة خطبت في العيد وأثارت جدلاً حاداً

سورية معارضة خطبت في العيد وأثارت جدلاً حاداً

بعد إلقائها الخطبة، كتبت الكاتبة السورية في صفحتها على "فايسبوك": " شكر كبير لمن دعم وشجع وكتب كلاماً طيباً رقيقاً على خطبة العيد التي قدمتها اليوم في تورنتو"

عفراء مع خالهافجر أول أيام عيد الأضحى، توجّهت الكاتبة السوريّة، عفراء جلبي، إلى مركز النور الثقافي في مدينة تورنتو الكندية، وألقت خطبة العيد هناك، في خطوة، لم تسبقها إمرأة سورية إليها من قبل.

شهد المكان وقوف المرأة والرجل جنباً إلى جنب، الخطيبة والإمام، وهو ما وصفته جلبي عبر حسابها على "فايسبوك"، قبل ذهابها إلى تورنتو، بأنه جزء من جهادها ضد التطرف، للمحافظة على إسلام تحديه السابق والحالي، هو المساواة. هكذا حملت جلبي أفكارها ووقفت على المنبر، لتواجه ردود فعل متعددة.

بعد إلقائها الخطبة، كتبت الكاتبة السورية في صفحتها على "فايسبوك": " شكر كبير لمن دعم وشجع وكتب كلاماً طيباً رقيقاً على خطبة العيد التي قدمتها اليوم في تورنتو"، مضيفةً:" وأما البقية الذين كانوا في حالة صدمة وقاموا بارتكاسات قوية، الله يسامحهم ويهدي قلوبهم، فأرى أنها بسبب محبتهم وغيرتهم على الحفاظ على إرث معين بفهم معين".

لم ترق الخطوة للبعض، وهو ما ظهر، بتعليق أحدهم على كلامها:" للأسف هذا ليس من الإسلام في شيء"، وقول آخر متهجماً:" لم يعجبني الله ينتقم منك ومن يلي علمك الإسلام". لكن، غاب عن المهاجمين، أن الكاتبة السورية، ترعرت دينياً على يد والدها المفكر خالص جلبي، وخالها المفكر الإسلامي المعاصر، جودت سعيد.

جلبي التي ساهمت منذ العام 2000 بالعديد من التجمعات السلمية المعارضة للنظام السوري، وهي عضو في المجلس الوطني حالياً، أكملت كلامها على "فايسبوك": " من المهم جداً في هذه الأوقات أن نرفق ببعضنا حتى ولو رأينا أخطاءً ونتواصى بالحق ونتواصى بالصبر". موضحةً:" وأنا اجتهدت، فإن أخطأت فلي أجر الاجتهاد وإن أصبت فسأكون فتحت فسحة أمل وتشارك في حل تحدياتنا. الإسلام دين واضح المعالم وفيه مساحات هائلة تسمح لنا باجتهادات كثيرة ومصمم أن يكون قابلاً لتجليات عديدة في أمكنة وأزمنة مختلفة".

وكما كان لخطوة جلبي منتقدون، ثمة أيضاً العديد من المؤيدين والمشجعين لها، ممن أكدوا أهمية عملها، وانتظارهم، لنسخة صوتية أو مصورة، حول الخطبة التي ألقتها.

ما فعلته المعارضة السوريّة، سبقتها إليه، الأميركية أمينة ودود، وهي أستاذة جامعية بالولايات المتحدة، حين أمت بالمصلين في العام 2005 في نيويورك، وتلقت تهديدات بالقتل، ولم يثنها ذلك، عن أداء خطبة الجمعة في اكسفورد وسط بريطانية، في العام 2008، إذ واجهت بعدها، حملات كثيرة من رجال دين، كان بينهم، الداعية الإسلامي يوسف القرضاوي، الذي قال، إن ما فعلته ودود "بدعة منكرة".

نشأت عفراء جلبي في بلدة بئر عجم بالجولان السوري، العام 1969، لأم شركسية وأب كردي، عاشت طفولتها، في بيئة مسلمة، وأكملت دراستها في كندا، فحصلت على بكالوريوس بعلم الإنسان والعلوم السياسية من جامعة ماكغيل، ودرجة الماجستير في الصحافة، من جامعة كارلتون.