ننشر في الجزء الثاني من سلسلة تقارير مخابرات داعش تقريرا كتبه احد المخبرين لدى التنظيم عن عملية اغتيال ثلاثة من امراء داعش
نضال حمادة
ننشر في الجزء الثاني من سلسلة تقارير مخابرات داعش تقريرا كتبه احد المخبرين لدى التنظيم عن عملية اغتيال ثلاثة من امراء داعش في دير الزور، حيث يتهم المخبر جبهة النصرة باغتيالهم، ويظهر من تقرير المخبر الوصف الدقيق لكيفية تنفيذ العملية ومكان وقوعها مع ذكر أسماء المنفذين كما ويعطي معلومات عن حركة السكان وتعاطيهم مع الحدث.
ويعطي المخبر معلومات عن مكان وجود المنفذين وكيف تمكنت داعش من القبض عليهم، ويذكر الدعاية التي نشرها التنظيم انه يبحث عن مخبرين يعملون لصالح الدولة السورية. ويتحدث المخبر عن عملية اعدام المنفذين للعملية وكيفية اعدامهم مع تفاصيل الوقت والمكان.
ويهتم المخبر في تقريره بالكلام عن الحرص على عدم تسريب المعلومة حتى لا تضعف معنويات جنود التنظيم لكنه يشير بصراحة انه مع التقنيات الحديثة لا يمكن اخفاء هكذا حدث.
وكما ذكرنا في التقرير الاول لا يبدو ان المخبر من المؤيدين العقائديين للتنظيم ، كما يتضح من اسلوب تقريره البعيد عن لغة التنظيم التكفيري، ويبدو انه من عامة الناس ويتقاضى مقابل عمله مخبرا لدى داعش اجرا ماليا، وهذا امر يجب متابعته لدى تنظيم داعش إذ يعبر عن براغماتية في التعامل في المجال الامني.
التقرير:
كان يوم الأربعاء المصادف في 27/8 وتحديدا عند الساعة 9:30 ليلا يوما مربكا لتنظيم الدولة داخل مدينة دير الزور حيث بدت لبعض المجاهدين حركة غريبة ومريبة في حي الحويقة وما لبثت هذه الحركة أن تحولت إلى انتشار لعناصر التنظيم بعدة أحياء اخرى حيث شمل هذا الإنتشار عدة اعتقالات من بعض الذين يشتبه بتعاونهم مع المرتدين من الجيش الحر في دير الزور وبعض الأهالي في هذه الأحياء. ومن خلال مصادر المعلومات لدينا داخل المدينة ومقاطعتها مع بعضها هذا الانتشار تم بناء على المعلومات و ردة فعل ترتبت على إغتيال ثلاثة من امراء التنظيم في المدينة وتحديدا في حي الحويقة وهم كل من:
أ - الشهيد باذن الله الأمير سلامة عبد المعطي المعروف بأبي ماريا المصري وهو احد اعضاء مكتب العلاقات العامة الذي أنشأته الدولة الاسلامية في مدينة دير الزور .
ب – الشهيد باذن الله الأمير تيسير خلف المشهداني والمعروف بالمشهداني وهو من أبناء ريف دير الزور ومسؤول عن أحدى مكاتب الاتصال الدولة في حي الجبيلة .
ج - الشهيد باذن الله الأمير خالد والمعروف ابو مصعب المكي وهو سعودي الجنسية ولم نتمكن من معرفة كنيته بسبب الصعوبات الأمنية التي يفرضها جنود الدولة على شخصيات مقاتليه .
وحسب معلوماتنا المؤكدة الثلاثة كانوا في جلسة عشاء في البيت الذي يقطن فيه الشهيد المشهداني بحي الحويقة بالقرب من مبنى الأمن السياسي سابقا وكان المدعو ياسر الخضر وهو من أهالي دير الزور يعمل لدى الشهيد المشهداني ويقوم على خدمته وعلى مايبدو انه تجمعه مع المشهداني صلة قرابة بعيدة.
وفي الليلة المذكورة اي ليلة الأربعاء ذهب ياسر لإحضار منسف اللحم للعشاء والذي كان يعد في مكان آخر بالقرب من منزل المشهداني وعندما عاد كان برفقته اثنين يحملون المنسف وهم كل من قاسم الحمد وعمر الختلان وبعد دخولهم بدقائق سمع صوت اطلاق نار من اتجاه منزل المشهداني واتجهت عناصر الدولة القريبة من المنزل لتجد كل من الأمير السعودي والمصري غارقين بدمهم بعدة طلقات بالرأس والمشهداني مصاب اصابات بالغة في صدره وبطنه وأخبرهم ان يلاحقوا منفذي الاغتيال مباشرة وان يلقوا القبض على ياسر الخضر. ويبدو ان تبادل اطلاق النار داخل منزل المشهداني أصاب قاسم الحمد في كتفه علما أن كل من قاسم الحمد وعمر الختلان هم من جبهة النصرة ومعروفين بين اهالي دير الزور وهنا انتشر جنود الدولة بعدة أحياء واغلقت منافذ المدينة واحياءها التي يسيطر عليها الدولة الاسلامية واستمر البحث لاكثر من يوم ونصف تقريبا على منفذي الاغتيال وما لبث أن جاءتنا معلومة من مخبر أن منفذي الاغتيال موجودون في حي الشيخ ياسين وبدأت عمليات التفتيش الدقيق والإستجواب للأهالي ولا أحد يعرف السبب. وكان جنود الدولة يصرحون بأنهم يبحثون عن منتسبين للجيش الوطني وعناصر مخابراتية للأسد حتى نكسب تعاون الأهالي وفي الساعة الثالثة فجرا من صباح يوم الجمعة تم مداهمة أحد المنازل في حي الشيخ مسكين ليمسك المجاهدون بكل من قاسم الحمد وعمر الختلان حيث كان قاسم مصابا اصابة بالغة .
وبعد صلاة العشاء تقريبا من يوم الجمعة نفذ حكم الاعدام بكل من قاسم الحمد وعمر الختلان ذبحا وتم صلبهم في شارع التكايا الذي يقع بين كل من حي الحميدية وحي الشيخ ياسين وعلق عليهم ورقة بأن تهمتهم هي جيش دفاع وطني اي ميلشيا الأسد ولم يعثر حتى كتابة التقرير على أية اخبار تتعلق بياسر الخضر ولم تعرف مصادرنا ان كان قتل أو تمكن من الفرار .
كان هناك حرص من قبل جنود الدولة بشكل كبير على عدم تسريب الحدث حتى لا تشكل دافعا قويا لاغتيال قادة اخرين في الدولة داخل المدينة ويعكس صورة سيئة عن أمن أمرائنا ومقاتلينا لكن الخبر تم تسريبه بسبب توفر معدات الاتصال لدى بعض الخلايا النائمة في المدينة وبسبب وجود جيش الاسد في بعض احياء دير الزور.