"أميركا هي أصل الإرهاب في هذا العالم... اميركا هي الداعم المطلق لدولة الإرهاب الصهيونية... أميركا ليست في موقع أخلاقي يؤهلها قيادة تحالف للحرب على الإرهاب..".
"... أميركا بنظرنا أم الإرهاب .. هي أصل الإرهاب في هذا العالم، إذا وجد الإرهاب في هذا العالم فابحثوا عن الإدارة الأميركية... اميركا هي الداعم المطلق لدولة الإرهاب الصهيونية... أميركا ليست في موقع أخلاقي يؤهلها قيادة تحالف للحرب على الإرهاب.. هذه الإدارة الأميركية هي غير مؤهلة أخلاقياً لتقدم نفسها على أنها تحارب الإرهاب أو على أنها قائد لتحالف دولي يستهدف الإرهاب...".
بهذه الكلمات لخّص الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في كلمته الاخيرة في 23-9-2014 حقيقة الادارة الاميركية التي ترفع زورا لواء الحرب على الارهاب وتشوه الحقائق امام الرأي العام العالمي بأنها تناصر الديمقراطية في هذا العالم وتدعم حرية الشعوب والحق بالحرية، إلا ان هذه الادارة في واقع الحال تعمل دائما وابدا بحسب مصالحها ومصالح الكيان الصهيوني الذي زرعته والغرب الاستكباري في قلب العالم العربي والاسلامي على ارض فلسطين وشرّدت شعبها واهلها.
فهذه الادارة الاميركية طالما كانت تكيل بمكيالين في كل شيء، ولديها لكل شيء معايير مزدوجة وربما مثلثة ومربعة ومخمسة اذا اقتضت مصالحها ذلك، فهي جاهزة لتقلب الحق باطل والباطل حق، والوقائع الحية منها الحالية والماضية وما سيأتي في مقبل الايام بالتأكيد سيظهر ذلك لان اساس الارهاب والشر في العالم لن يكون غير ذلك في يوم من الايام.
وانطلاقا من توصيف السيد نصر الله الواقعي للادارة الاميركية، وفي خضم كل ما ترتكبه المجموعات الارهابية الاجرامية التكفيرية لا سيما "داعش واخواتها" في العراق وسوريا وفي جرود عرسال على الحدود الشرقية للبنان مع سوريا، يطرح السؤال أيهما اسوأ الادارة الاميركية ام "داعش وأخواتها"؟ وأيهما اكثر اجراما؟ وأيهما اكثر ارهابا؟ هل قطع الرؤوس وقتل المدنيين في القرى الآمنة في الموصل ودير الزور والرقة؟ ام ضرب هيروشيما وناكازاكي في اليابان في العام 1945 بالقنابل الذرية؟
وأيهما اشد فظاعة، التنكيل بالجثث التي تقتل داعش اصحابها ام ما جرى في غوانتانامو وابو غريب؟ وايهما اشد سوءا فيتنام والمجازر الاسرائيلية في فلسطين وآخرها العدوان على غزة في تموز 2014 بدعم اميركي مطلق ام جرائم داعش بحق النساء والاطفال من الاكراد والايزيديين في العراق؟
ليسأل سائل أيُّ المشاهد أفظع، جرائم القتل الاسرائيلي والاميركي في لبنان منذ العام 1982 وحتى تموز 2006 ام جرائم ذبح العسكريين في الجيش اللبناني وتفجيرات داعش للمناطق السكنية في الرويس وحارة حريك وبئر حسن؟ واللائحة تطول بين ارهاب وليد وارهاب وبين ارهاب صنع ارهاب، وعلى ذلك يتنافس الارهابيون...
لا يمكن لاحد ان يقف مع الارهاب او يحاول التبرير له صراحة، ويجب على كل من ينادي بالحق ان يتنبه من وقوعه في فخ الدفاع او التبرير لداعش واخواتها عن كل ما ترتكبه بحق الانسان والانسانية، إلا ان من يريد ان يدافع عما يسمى "التحالف الدولي" لمحاربة "داعش" عليه التنبه من يضم هذا "التحالف" ومن نظّر لتأسيسه ومن موّله ومن ومن .. وليعرف حقيقة اميركا قبل ان يدعم عن قصد او عن غير قصد هذا التحالف، ليعلم ان "شيطانا اكبر يقاتل شيطانا اصغر" ليعلم ان استاذا في القتل والاجرام نوى او هكذا اعلن انه يريد القضاء على تلميذ مجرم في مدرسته...
والحقيقة ان السواد لا يلون فقط تاريخ اميركا من اعضاء هذا "التحالف الدولي"، فالسواد يملأ تواريخ الكثير من هذه الدول، فالتاريخ لم يمحَ من الذاكرة بعد وبمراجعته يمكننا ان نعرف حقيقة دول عديدة أمثال بريطانيا وفرنسا وتركيا... وغيرها ممن ترسم الكثير الكثير من علامات الاستفهام عن مستواها فيما يتعلق بحقوق الانسان وضرب القوانين والحريات وغيرها من الجرائم التي لا يمكن حصرها هنا.
فاميركا ليست سوى نموذج عن "التحالف" الذي تقوده ضد "داعش"...
مونتاج: وسيم صادر