بوضوح لا يحتمل أي لبس، ردّت المقاومة امس على اغتيال العدو للشهيد حسن علي حيدر في عدلون قبل شهر. بعبوتين ناسفتين فجرتهما في مزارع شبعا المحتلة
يحيى دبوق
بوضوح لا يحتمل أي لبس، ردّت المقاومة امس على اغتيال العدو للشهيد حسن علي حيدر في عدلون قبل شهر. بعبوتين ناسفتين فجرتهما في مزارع شبعا المحتلة، أرادت القول لإسرائيل وللتكفيريين معاً: "واحدكما لن يشغلنا عن الآخر". صحافة العدو أعلنت ما أضمره سياسيوه: ردعنا يتآكل.
«بلعت» إسرائيل أمس عبوة المقاومة في مزارع شبعا، واكتفت بردّ الفعل التقليدي: إطلاق قذائف مدفعية على الفلوات والوديان. الاكتفاء بردّ الفعل هذا «أفضل» للعدو من الإقدام على ردّ يفضي الى ردّ أشد من حزب الله، ومن ثم الاضطرار الى الانسحاب من المواجهة. هذه هي خلاصة الموقف الذي عبّر عنه الناطق باسم جيش الاحتلال: «نحتفظ لأنفسنا بحق الرد في الزمان والمكان المناسبين».
إلا أن الانكفاء الميداني والبحث عن التهدئة، كما عبّرت عنهما المؤسسة العسكرية الاسرائيلية قولاً وفعلاً، جاءا في موازاة خطاب سياسي مغاير كان مخصصاً للداخل الصهيوني أكثر منه للخارج، وعبّر عنه رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو ووزير حربه موشيه يعلون اللذان أكدا أن جيش الاحتلال «ردّ وبشدة على مواقع وأهداف تابعة لحزب الله في لبنان».
نتنياهو أكّد أن «إسرائيل لن تضبط نفسها رداً على محاولات الاعتداء على جنودها». وأضاف في مستهل جلسة خاصة للحكومة أمس، «إننا نشهد تهديدات من حولنا، وقد أثبتنا أننا نرد بقوة على أي محاولة لإيذائنا، سواء في الجنوب أو في الشمال، أو في أي مكان آخر». ووجّه كلامه الى الجنود الاسرائيليين على الحدود مع لبنان، وقال: «أقدّر جهود الجنود في هار دوف الذين أحبطوا اليوم اعتداءً على الحدود الشمالية. أما في ما يتعلق بالمستوطنين في الشمال، فيجب العمل على استثمار مبالغ كبيرة في المسائل الامنية للمجتمعات المحيطة بخط المواجهة».
وكان الناطق باسم الجيش الاسرائيلي قد أشار، في بيان نشر على موقعه على الانترنت، الى أن دورية مشاة تابعة للجيش تعرضت لتفجير عبوة ناسفة في منطقة «جبل روس» المحاذية لمزارع شبعا، أدت الى إصابة جنديين بجروح. ولفت الى أن «الجيش (الإسرائيلي) يحتفظ لنفسه بحق العمل بأي طريقة وفي أي مكان وزمان يراهما مناسبين، للدفاع عن مواطني الدولة».
وكان حزب الله قد أصدر بياناً تبنّى فيه العملية التي نفّذتها «مجموعة الشهيد حسن علي حيدر (استشهد بتفجير العدو عبوة ناسفة مزروعة في جهاز تنصت في بلدة عدلون الجنوبية قبل شهر) (...) ما أدى إلى وقوع عدد من الإصابات في صفوف جنود الاحتلال».
وأوضح نائب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، الشيخ نعيم قاسم أن العملية «لها خصوصيتها وعبرت عنها المقاومة عندما سمّتها عملية الشهيد علي حسن حيدر». وفي مقابلة مع الزميل جان عزيز على قناة «او تي في» أمس، قال قاسم إنه «رغم انشغالنا في سوريا فإن أعيننا مفتّحة ومقاومتنا جاهزة لمواجهة العدو الاسرائيلي». وأضاف: «قمنا بهذه العملية كي نقول للاسرائيلي اننا جاهزون لأي اعتداء، وان المقاومة جاهزة وحاضرة ولا يمكن ان تقبل بأي خرق من دون القيام بردة الفعل المناسبة».
وأشار مصدر أمني إسرائيلي الى أن عبوة ثانية زرعت في مكان قريب من العبوة الاولى فُجّرت عن بُعد بعد نصف ساعة من تفجير الاولى، لكنها لم تتسبب في إصابات. وأشار المصدر الى أن الاتجاه لدى الجيش هو عدم الانجرار الى التصعيد و»احتواء هذا الحادث».
تعليقات وسائل الاعلام العبرية كانت أكثر إظهاراً للموقف الاسرائيلي من تعليقات المسؤولين، إذ أشارت القناة الاولى في نشرتها الاخبارية الرئيسية الى أن «ما جرى لم يفاجئ إسرائيل، إذ إن (الأمين العام لحزب الله السيد حسن) نصر الله أكد أن إسرائيل خرقت السيادة اللبنانية، ومن يفهم نصرالله ولغة حزب الله، يدرك أنهم كانوا ينوون الرد على إطلاق النار باتجاه لبنان».
موقع القناة العاشرة على الانترنت نقل عن مصدر عسكري رفيع أن التقدير لدى الجيش الاسرائيلي أن التفجير هو حادثة إضافية تضاف الى سلسلة حوادث تهدف الى «سحق الردع الاسرائيلي في مقابل حزب الله». وأشار الى أن «الرد الاسرائيلي على عبوة شبعا لم يكن متناسباً، بل لم يكن إلا رداً صورياً لم يؤدّ الى أضرار ولا قيمة عسكرية له، بل فقط يمكّن إسرائيل من القول إنها ردّت على حزب الله. وفي أقصى حال يؤدي الى تأثير معنوي وردعي تحاول إسرائيل تحقيقه. وليس من الواضح أنها نجحت في ذلك». وبحسب القناة، فإن «حزب الله يدرك جيداً موقف إسرائيل، ويدرك جيداً أنها غير معنية بتصعيد أمني واسع وجولة قتال جديدة، حتى وإن تسببت اعتداءاته بسقوط قتلى إسرائيليين».
وأشارت القناة العاشرة في نشرتها الرئيسية الى أن «الحديث الاسرائيلي عن «ردع حزب الله» بات حديثاً بلا قيمة، وعلينا أن نحذر في إطلاق المصطلحات، إذ إن حزب الله أثبت أنه غير مردوع، وما حققناه في السابق آخذ في الانحلال والتقوّض». وبحسب القناة، «صحيح أن حزب الله منهمك في مسائل أخرى، لكنه يرسل الرسائل العملية أن بإمكانه قتال داعش على الحدود مع سوريا، وفي الوقت نفسه إدارة الجبهة ضد الجيش الاسرائيلي جنوباً».
http://www.al-akhbar.com/node/217174
موقع المنار غير مسؤول عن النص وهو يعبّر عن وجهة نظر كاتبه