ويضيف "واشنطن" أن الممثلين العرب، ربما يواجهون نوعا مشابها من التحديات التي يواجهها الممثلون السود، حيث يتعرض لهم غالبا ادوار ارهابيين

عندما فاز دينزل واشنطن بجائزة الـ»غولدن غلوب» لافضل ممثل في فيلم درامي عن تجسيده شخصية الملاكم روبن كارتر في فيلم «الاعصار» عام 2000، قال «لم يفز أي ممثل افرو- أمريكي بجائزة الـ«غولدن غلوب» لأفضل ممثل منذ سيدني بواتييه، حتى حققت أنا ذلك».

حسام عاصي/ جريدة القدس العربي

حقا فواشنطن كان أول ممثل أسود يحوز على الجائزة منذ 36 عاما وفي 2001 كان أول ممثل أسود يحصد جائزة «أوسكار» لأفضل ممثل رئيسي عن أداء دور شرطي فاسد في فيلم «يوم التمرين» منذ أن فاز بها بواتييه عام 1963. الواقع هو أن 21 اسود فقط حصلوا على ترشيحات للأوسكار مقارنة مع 350 مرشحا ابيض. وعدد الذين فازوا بالجائزة كان أقل بكثير.

رغم ذلك، فان واشنطن يصر على أن صناعة الافلام في هوليوود لا تفرق بين ألوان بشرات العاملين فيها، معلقا: «عندما رشحت للأوسكار عن فيلم «مالكوم إكس» وآل باتشينو انتزع الجائزة عن فيلم «عطر امرأة»، قال الناس إن ذلك كان عنصريا لأن باتشينو فاز وأنا لم أفز. فقلت لهم إن باتشينو كان رُشح 8 مرات ولم يفز وأنا رُشحت مرتين وفزت. لهذا، سهل واحيانا مريح القول إن الامر كان عنصريا». بالفعل، فمن 6 ترشيحات نال واشنطن على جائزتي «أوسكار» لافضل ممثل عن دوريه في فيلم «مجد» (1989) و«يوم التمرين» (2001)، مما يجعله حامل الرقم القياسي في عدد الترشيحات وجوائز الاوسكار بين الافرو – أمريكيين.

لكن قصة نجاحه في هوليوود نادرة بين السود الذين دائما يشكون من تمييز عنصري ضدهم في صناعة الافلام، مشيرين إلى نسبة المخرجين السود الضئيلة في جمعية المخرجين في أمريكا، التي لا تزيد عن 4٪ ونسبة كتاب سيناريوهات التلفزيون السود التي تقل عن 6.6٪.

واشنطن يقر أن العنصرية هي أحد العوامل التي تعيق تقدم السود في هوليوود: «لا يمكن أن تشرع في حب او تجارة. هذه عملية. اذا كنت تعيش مكبوتا تحت وطأة العبودية لمدة 400 سنة مثل الافرو- أمريكيين فلا يمكنك أن تحقق كل شيء عندما يتم تحريرك.

ذلك سوف يأخذ وقتا طويلا، ليس فقط أن تقف على رجليك، بل أن يعترف بك الآخرون ويحضنونك ويعتبرونك تجارة جيدة. فالواقع هو أن هذه تجارة، وبغض النظر عن لون بشرتك، اذا لم تحقق ربحا جيدا، فلن تحصل على فرص اخرى. يسمون ذلك تجارة الترفيه. فهذه عملية وأظن أنها تتقدم إيجابيا».

وذلك ما يميز واشنطن عن غيره اذ زادت ايرادات افلامه عن اكثر من 3 مليارات دولار في شباك التذاكر العالمية خلال العقود الثلاثة الماضية جاعلة منه تجارة جيدة، حسب مقاييس هوليوود. وبينما يعاني زملاؤه البيض من النجوم، مثل توم هانكس وجوليا روبرتز، من هبوط ملحوظ في دخل أفلامهم، فان أفلام واشنطن ما زالت تدر أرباحا ضخمة في شباك التذاكر. ففي عطلة نهاية الاسبوع الماضي، انطلق فيلمه التشويقي الجديد «الموازن» متصدرا ايرادات شباك التذاكر الامريكية بدخل رائع يوازي 35 مليون دولار.

«علينا أن نستمر بالمثابرة وأن لا نوجه أصابع الاتهام إلى الذين يقومون بالقرارات الصعبة. فتخيل اذا كنت تريد أن تستثمر 100 مليون دولار في فيلم، هل ستعطي عبدول او براد بيت دور البطولة مقابل نيكول كيدمان؟ واضح جدا من ستختار». يقول ضاحكا.

ويضيف "واشنطن" أن الممثلين العرب، ربما يواجهون نوعا مشابها من التحديات التي يواجهها الممثلون السود، حيث يتعرض لهم غالبا ادوار ارهابيين، ولكنه يؤكد على أن هوليوود ستحتضن ممثلا عربيا اذا كان اداؤه متميزا ببراعته وتجعل منه نجما كغيره من النجوم.

واشنطن ينسب نجاحه للعمل الشاق. عندما لا يكون مشغولا بأداء دور سينمائي، يشرع في اخراج فيلم أو يذهب للتمثيل في المسرح. هذا العام لم يشتغل على فيلم، لهذا قضى 6 اشهر يمثل في مسرحية في «برودواي» في نيويورك وهي «فينسيز» التي حازت مؤخرا على جائزة «توني» المرموقة لافضل مسرحية.

أما النجاح التجاري لفيلم «الموازن»، الذي يلعب فيه واشنطن دور عميل «سي أي إيه» متقاعد يثأر من عصابة روسية اعتدت على زميلته قاتلا كل اعضائها، فقد دفع الاستوديو المنتج، سوني، للتخطيط لصنع جزء ثان. «هذا القرار يتعلق برغبة الجمهور. المهم ما هم يريدونه وليس ما نريده نحن»، يعلق واشنطن.

الحديث عن الشروع في صنع سلسلة افلام يقوم ببطولتها واشنطن في جيل 59 عاما يثبت ثقة هوليوود به وبقدرته على انجاز مشاريع مربحة. واذا حدث ذلك بالفعل فان هذا النجم العالمي سوف يحطم رقما قياسيا جديدا كونه أول ممثل أسود يتصدر بطولة مشروع سلسلة أفلام هوليوودية.