تخجلون من أنين الثكالى وتبكون لرفة الشوق في عينيي الطفل .. وتقاومون وتقاتلون وتهزمون الشر والكفر والخوف والزحف والنحر والشوق..وتزرعون البسمات الطويلة وتصدح المساجد واجراس الكنائس ..
وتمضي المواكب ..وتسرح في ليالينا النجوم..وترسو المراكب على شاطئ من حناء وماء من حياة. أيها الوافدون ناحية الكرامة..بلغوا تحايانا لتلك الهامات، لقامات من شموخ السنابل وقمحيات الحقول ووردات الثلوج البيض كالوجوه الحالمة بالجمال بالإباء برنين الصوت وحنين الدعاء ..
محمد أحمد حمود/ خاص موقع المنار
لقلوب حفرت في الرمال ذهبها المصبوغ من تبر الدم واللون الاصفر واللون الاحمر وما بينهما شفق وغسق وفجر وليال عشر ..ورجالات من مسبوكات القمر حين يضيء للخيل درب المعارك..
رجال لله قاموا وما زال اليراع في أول السطر يحكي شبابهم وشيب المحاور ..
من بين الايادي الخشنة قاموا.. من زوايا البيوتات الصغيرة من حضارة الفلاحات وحياكة شتلات التيغ من بين المزارع والمطاحن وشجيرات الزيتون ولقمة خبز الطابون الممسوحة بالزيت..قاموا..قاموا من عزف أصوات المآذن..أبناء البيادر والمحابر العتيقة.. من أمهات خمرن التراب عجينا والشمس مبيتا وارتاحوا هنيهات قرب صفصافات الينابيع وساروا..
مع الريح الى حيث القيامة..
حزب الله...
وتبدأ الحكاية ولا تنتهي فصول البطولات..
الشعر إن حكاهم أضلت الشطر قوافيه وهام ..
والنثر والشوق والحبر وكل ما في الحرف يركع كأسير ينشد حبيبات الندى ليستمر بالحياة..
يا رجالات من رعد وبرق وعاصفة لا تراها العيون..
يا أنين الجرح وبسملات طعم الملح حين تغدو أيامنا سكريات تتحالى على مر الهزائم..
يا شموخ القلب حين يحنو على طفل يتودد أباه الشهيد ..
يا كلمة الشرف العربي..
ونغمة الضحكات القادمة..
يا سر الايام وحبكة الروايات ورقة البيلسان..
يا راحة الأيام وواحة الأقلام حين تشدو للرجال نشيدا من أصالة النور.
يا شام زينب واخضرار الجرود وسقاية العراق وخفايا البلان في شبعا ونوارس الغمام ونثريات بحر لبنان ودلال الجبل واختزال العنفوان
يا بقاع الحب وسلام البطولة الوافدة..يا جنوب العروبة..وبيروتات الاحياء والأرجاء وأصداء البطولة..
حينما تنتصرون تغيبون بين شجيرات تظللكم بفيء من تواضع وتحنان وشغف آسر..
وحينما تنتصرون تنسحبون ما وراء الضوء ولا تنامون..
ينام الوطن وتبقون
تنام الأمة وتبقون
تخجلون من أنين الثكالى وتبكون لرفة الشوق في عينيي الطفل .. وتقاومون وتقاتلون وتهزمون الشر والكفر والخوف والزحف والنحر والشوق..وتزرعون البسمات الطويلة وتصدح المساجد واجراس الكنائس .. ..
ويبقى الوطن حرا..
وتعودون شهداء...
وتعودون أحياء..
وتغيبون وتغيبون..لا تراكم الشاشات سوى: شهداء
وتمضي المواكب..وتعودون..
وترسو المراكب على شاطئ دمائكم...
وتنتصرون..وتنتصرون..وتنتصرون..