26-11-2024 03:24 PM بتوقيت القدس المحتلة

من هي "وحدات حماية الشعب" الكردية التي تقاتل تنظيم "داعش"؟؟

من هي

يخوض مقاتلو "وحدات حماية الشعب" الاكراد معارك ضارية مع تنظيم "داعش" الذي يشن منذ اكثر من ثلاثة اسابيع هجوما على مدينة عين العرب السورية (كوباني بالكردية) المحاذية لتركيا، بهدف السيطرة عليها.


يخوض مقاتلو "وحدات حماية الشعب" الاكراد معارك ضارية مع تنظيم "داعش" الذي يشن منذ اكثر من ثلاثة اسابيع هجوما على مدينة عين العرب السورية (كوباني بالكردية) المحاذية لتركيا، بهدف السيطرة عليها.
   

ما هي "وحدات حماية الشعب"؟؟
تنشط "وحدات حماية الشعب" في المناطق التي تسكنها غالبية من الاكراد في سوريا وتحديدا في شمال وشمال شرق البلاد، وينظر اليها على انها الفرع العسكري لحزب الاتحاد الديموقراطي الكردي النافذ.

ويقول المحلل في مؤسسة جيمستاون الاميركية فلاديمير فان فيلغينبورغ لوكالة الصحافة الفرنسية ان "وحدات حماية الشعب" تاسست على الارجح في العام 2004، الا انه لم يتم الاعلان عنها حتى تموز/يوليو 2012 حين جرى كشف شعارها علنا.

وتزامن هذه الاعلان مع انسحاب الجيش السوري من الجزء الاكبر من المناطق الكردية، وتحول "وحدات حماية الشعب"
بحكم الامر الواقع الى جيش هذه المناطق في محافظات الحسكة شمال شرق سوريا والرقة وحلب شمالها.

ويسير مقاتلو "وحدات حماية الشعب" دوريات على حدود المناطق الكردية ويشرفون على العديد من حواجز التفتيش، وقد ادوا دورا رئيسيا في القتال ضد تنظيم "داعش" الارهابي في سوريا.

   
من يدعمها؟؟
يقول خبراء وحكومات اقليمية بينها الحكومة التركية ان حزب الاتحاد الديموقراطي ومجموعة "وحدات حماية الشعب" يرتبطان بحزب العمال الكردستاني.

لكن حزب الاتحاد الاديموقراطي وجناحه العسكري ينفيان وجود اي ارتباط مباشرة مع حزب العمال الكردستاني الذي يصنف في تركيا ومعظم الدول الغربية على انه "تنظيم ارهابي".

لكنهما يقران بوجود تقارب عقائدي مع حزب العمال الذي يحظى زعيمه المسجون في تركيا عبد الله اوجلان بشعبية كبيرة في المناطق الكردية السورية.

وتقول ماريا فنتاباي، الخبيرة في الشؤون العراقية والكردية في مجموعة الازمات الدولية، ان "معظم قادة وحدات حماية الشعب، ورغم انهم يحملون الجنسية السورية، تدربوا في مخيمات حزب العمال الكردستاني في جبال قنديل في شمال العراق".

ويذهب فان ويلغينبورغ ابعد من ذلك، مشيرا الى ان هذه الجماعة الكردية تمثل "الجناح المسلح لحزب العمال الكردستاني في سوريا".

وتتعامل تركيا ايضا مع "وحدات حماية الشعب" على انها فرع من فروع حزب العمال الكردستاني، وترى في محاولات الاكراد فرض حكم ذاتي في المناطق الكردية في سوريا "خطوات خطيرة".


ما هي ارتباطاتها بالنظام في سوريا وبالمعارضين له؟؟
قاد انسحاب الجيش السوري من المناطق الكردية في سوريا منتصف العام 2012 الى اتهام حزب الاتحاد الديموقراطي و"وحدات حماية الشعب" بالتعاون مع دمشق.

وسيطر نتيجة ذلك التوتر على العلاقات بين المقاتلين الاكراد و"المعارضة السورية"، خصوصا بعد رفض الأكراد السماح للمجموعات المسلحة بمحاربة الجيش من المناطق الكردية.

غير ان خبراء يرون ان العلاقة مع دمشق لم تصل الى مستوى التحالف، بل انها تعكس تفاهما استراتيجيا او مجرد التقاء مصالح أبعد القوات الحكومية عن فتح جبهة جديدة وسمح للاكراد بالتركيز على مسالة تحقيق حكم ذاتي.

لكن "المعارضين" ينظرون بشكل عام الى الاكراد بريبة، ويتهمونهم بوضع رهانهم على السعي لتحقيق حكم ذاتي فوق مسالة العمل على الاطاحة بـ"النظام".
   

ما مدى قوتها؟؟
ذكرت "مجموعة الازمات الدولية" (مركز ابحاث) في بداية العام ان "وحدات حماية الشعب" تدفع رواتب شهرية تبلغ نحو 150 دولارا لما بين 25 و30 الف مقاتل، علما ان خبراء اخرين يقرون بعدم وجود احصاءات رسمية حول اعداد هؤلاء المقاتلين.

واوضح تقرير "مجموعة الازمات الدولية" (انترناشونال كرايزيس غروب) ان المقاتلين يتلقون ثلاثة اشهر من التدريبات في واحد من تسع اكاديميات عسكرية تتوزع على المناطق الكردية الثلاث في سوريا.

ويقاتل في هذه الجماعة الرجال والنساء، ورغم ان الوحدات تضم بشكل رئيسي عناصر مدربة، الا انها استقطبت ايضا عائلات باكملها يقاتل افرادها جنبا الى جنب في مدينة عين العرب.

ويقول فان ويلغينبورغ ان "وزراء الدفاع" في المناطق الكردية السورية الثلاث، كوباني (عين العرب) والجزيرة (الحسكة) وعفرين في حلب، يقودون قوات "وحدات حماية الشعب" من مناطقهم.

ويشير عناصر "وحدات حماية الشعب" في مدينة عين العرب الى انهم يملكون اسلحة خفيفة فقط، ويقاتلون بشراسة في مواجهة الاسلحة الثقيلة التي يستخدمها تنظيم "داعش".

ويعتقد ان جماعة "وحدات حماية الشعب" تمتلك بعض الاسلحة الثقيلة والدبابات التي غنمتها من مجموعات مسلحة اخرى في سوريا.


مصادر التمويل؟؟
يؤكد خبراء ان المجموعة تعتمد على الضرائب التي تجبيها في المناطق الكردية وعلى دعم حزب العمال الكردستاني الذي يحظى بمساندة شبكة من الممولين في اوروبا وتركيا والجالية الكردية في مناطق اخرى في العالم.