26-11-2024 03:32 PM بتوقيت القدس المحتلة

القذافي يتوعد بمواصلة القتال.. والعالم يساند الثوار في مؤتمر باريس

القذافي يتوعد بمواصلة القتال.. والعالم يساند الثوار في مؤتمر باريس

اختتمت اعمال مؤتمر باريس الدولي لاطلاق العملية الانتقالية الديموقراطية في ليبيا على وقع اعلان القذافي عن استعداده لخوض "معركة طويلة" ضد الثوار والحلف الاطلسي حتى لو "اشتعلت" ليبيا.

اختتمت اعمال مؤتمر باريس الدولي الذي دعت اليه فرنسا وبريطانيا لاطلاق العملية الانتقالية الديموقراطية واعادة الاعمار في ليبيا في قصر الاليزيه في باريس بحضور ستين وفدا على وقع اعلان القذافي عن استعداده لخوض "معركة طويلة" ضد الثوار والحلف الاطلسي حتى لو "اشتعلت" ليبيا.

اختتمت اعمال المؤتمر الدولي الذي دعت اليه فرنسا وبريطانيا لاطلاق العملية الانتقالية الديموقراطية واعادة الاعمار في ليبيا بعد ظهر الخميس في قصر الاليزيه في باريس بحضور ستين وفدا. ودعا الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي خلال مؤتمر صحافي في ختام مؤتمر باريس حول مستقبل ليبيا الخميس السلطات الليبية الجديدة الى القيام بعملية مصالحة وعفو. وقال ان "المشاركين في المؤتمر سيطلبون من المجلس الانتقالي الالتزام بعملية مصالحة وعفو استرشادا بالاخطاء التي تم ارتكابها في الماضي في بلدان اخرى". كما اعلن ان المشاركين في المؤتمر قرروا بالاجماع "انهاء تجميد الاموال الليبية لصالح السلطات الليبية الجديدة". وقال ان "الاموال التي اختلسها القذافي واعوانه ينبغي ان تعود الى الليبيين. لقد التزمنا جميعنا بانهاء تجميد اموال ليبيا الامس لتمويل التنمية في ليبيا اليوم". وفي السياق اعلن ساركوزي "الافراج الفوري" عن 15 مليار دولار من الارصدة المجمدة.

واعلن الرئيس الفرنسي والامين العام للحلف الاطلسي اندرز فوغ راسموسن مواصلة ضربات الحلف الاطلسي طالما بقي معمر القذافي يمثل تهديدا لشعبه. واعلن ساركوزي في مؤتمر صحافي "اتفقنا على مواصلة ضربات الحلف الاطلسي طالما بقي القذافي وانصاره يمثلون تهديدا لليبيا". من جهته اعلن الامين العام لحلف شمال الاطلسي اندرز فوغ راسموسن "لقد اعلنا ان العمليات ستتواصل طالما لزم الامر وطالما هناك تهديد ضد المدنيين".

وامام المؤتمر اعلن الامين العام للامم المتحدة بان كي مون انه يؤيد ارسال بعثة بسرعة الى ليبيا. وقال "اعتزم العمل مع مجلس الامن الدولي بصورة وثيقة لتكليف بعثة من الامم المتحدة يفترض ان تبدأ عملياتها في اقرب مهلة ممكنة". واعلن في بيان وزعته الامم المتحدة عن عقد اجتماع على اعلى مستوى حول ليبيا في 20 ايلول/سبتمبر على هامش الجمعية العامة للامم المتحدة. وقال بان كي مون ان "التحدي الان انساني. غادر نحو 860 الف شخص البلاد منذ شباط/فبراير. بمن فيهم العمال الاجانب. الخدمات العامة متدهورة وخصوصا المستشفيات والمراكز الصحية وهناك نقص في المياه". واضاف "الشعب الليبي هو الذي ينبغي ان يقرر مصير ليبيا"، مضيفا ان المجلس الوطني الانتقالي الممثل للثوار والذي بات يسيطر على معظم اراضي البلاد. حدد مجالات المساعدة ومنها الحوار السياسي وتنظيم انتخابات وتعزيز سلطة الدولة وحماية حقوق الانسان.

من جهتها، دعت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الثوار الليبيين الى محاربة التطرف وحماية مستودعات الاسلحة. وقالت ان "على السلطات الليبية الجديدة ان تواصل مكافحة التطرف العنيف وان تعمل معنا لضمان الا تصبح مخازن اسلحة القذافي تهديدا لجيران ليبيا والعالم". ودعت الوزيرة الاميركية ايضا المجتمع الدولي الى الافراج عن الاصول المجمدة لليبيا بهدف المساعدة في اعادة اعمار البلد والى اعطاء المجلس الوطني الانتقالي مقعد ليبيا في الامم المتحدة. واكدت كلينتون ان الضربات الجوية التي شنها الحلف الاطلسي ستتواصل طالما كان هناك مدنيون معرضون للخطر، داعية اخر انصار معمر القذافي المتواري عن الانظار الى "القاء السلاح".

امير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني دعا المجلس الوطني الانتقالي الى العمل على منع حصول اعمال انتقام بعد تسلمهم السلطة في ليبيا. وقال امير قطر "اتمنى ان يعالجوا مسالة الثارات ويتجاوزوا قضية الثارات ويجدوا حلولا لمعظم مشاكلهم". واكد ان "الليبيين يقررون بانفسهم كيفية تحرير ذاتهم". واشاد امير قطر بحلف شمال الاطلسي وقال انه "لولا مساعدة الناتو لما امكن تحرير الشعب الليبي"، مؤكدا انه كما رحب العالم العربي والاسلامي بالتدخل لمساعدة البوسنة. "هذا ما حصل لنجدة الشعب الليبي. هل قامت اي مظاهرة في اي بلد عربي ضد تدخل الناتو الدول التي ساعدت ليبيا لم تكن دولا غازية".

بدوره، ودعا رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل الليبيين الى تحقيق الوعد الذي قطع للمجتمع الدولي. اي "الاستقرار والسلام والمصالحة". وقال عبد الجليل "لدي رسالة الى الشعب الليبي لقد راهنا عليكم والمجتمع الدولي راهن عليكم. كل شيء بين ايديكم لتحقيق ما وعدنا به الاستقرار والسلام والمصالحة"، داعيا الى "التسامح" و"الصفح". واكد عبد الجليل ان المجلس يسعى الى اقامة علاقات حسن جوار مع الجزائر الشقيقة، مقللا من اهمية ما اشير الى خلافات بين الجانبين. وقال عبد الجليل "نسعى الى علاقات حسن جوار مع الشقيقة الجزائر ومع دول المغرب العربي. الشعب الليبي والجزائري لا يمكن ان ينفصلا". واضاف "نكن كل التقدير والاحترام للشعب الجزائري. هناك امور صغيرة حصلت من الاخوان في الجزائر وبعض وسائل الاعلام ضخمت هذه الامور". وقال "نقدر شعب الجزائر وتاريخه الجزائر دولة جارة وانا سعيد لحضور الجزائر وتشاد اضافة الى تونس ومصر. هذه القاعة صدر عنها قرار حظر جوي وهي تشهد عودة الجزائريين والتشاديين وتونس ومصر. نمد يد العون لكل الشعوب العربية".

واعلن رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي جان بينغ في باريس ان الاتحاد غير مستعد للاعتراف بالمجلس الوطني الانتقالي الذي يمثل الثوار الليبيين. وردا على سؤال "هل انتم على استعداد للاعتراف بالمجلس الوطني الانتقالي في ليبيا. اجاب بينغ "كلا. الامور لا تجري بهذا الشكل". واضاف ان "المجلس الوطني الانتقالي اعطى ضمانات (تتعلق بمعاملة) العمال الافارقة في ليبيا. ونحن ننتظر"، موضحا ان الاتحاد الافريقي لا يزال ينتظر "نهاية الاعمال الحربية".

وكانت بدات اعمال المؤتمر الدولي الذي دعت اليه فرنسا وبريطانيا لاطلاق العملية الانتقالية الديموقراطية واعادة الاعمار في ليبيا بعد ظهر الخميس في قصر الاليزيه في باريس بحضور ستين وفدا. ويبدا المؤتمر في حين دعا العقيد معمر القذافي الخميس انصاره الى "مواصلة المقاومة"، مشيرا الى وجود "خلافات بين حلف العدوان وعملائه" في اشارة الى حلف شمال الاطلسي والثوار الليبيين.

واعلن القذافي عن استعداده لخوض "معركة طويلة" ضد الثوار والحلف الاطلسي حتى لو "اشتعلت" ليبيا، داعياً انصاره الى الاستمرار في القتال. وذلك في كلمة مسجلة بثتها قناة الراي الخميس. وقال "اذا ارادوا معركة ط ويلة فلتكن معركة طويلة. اذا اشتعلت ليبيا من يستطيع ان يحكمها فلتشتعل". واضاف القذافي "لن نسلم انفسنا. ونحن لسنا نساء وسنواصل القتال". وتابع "سننتصر في المعركة في النهاية. المستعمر سوف يعود الى بلاده والعملاء سينتهون". واكد القذافي ان الثوار لن يتمكنوا من السيطرة على ما تبقى له من معاقل في سرت وجنوب البلاد ووسطها. قائلا "من يقدر ان يخضع بني وليد او سرت او ترهونة. هذه قبائل مسلحة ولا احد يستطيع ان يحكم ليبيا دون رضاها". واضاف "الان اصبح هناك توازن قبلي مسلح".

من جهته وصف "وزير" الداخلية لدى الثوار الليبيين احمد ضراط بالقول "البائس واليائس" خطاب العقيد معمر القذافي. وقال ضراط "كلمة واحدة نقولها هذا خطاب بائس ويائس". واضاف "الثورة نجحت واكبر رد (على الخطاب) هو صلاة العيد التي تمت في الميدان حيث تواجد اكثر من مليون شخص". في اشارة الى الحشود التي شاركت في الصلاة صباح الاربعاء في ساحة الشهداء التي كانت تسمى في السابق بالساحة الخضراء.  وشدد ضراط على ان "الامن في طرابلس جيد والمدينة آمنة ومستقرة".

وشارك في المؤتمر 12 رئيس دولة و17 رئيس حكومة ونحو عشرين وزيرا اضافة الى مسؤولين في ثماني منظمات دولية الى جانب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون واثنين من كبار قادة المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا. الهيئة السياسية التي تمثل الثوار. واضافة الى مجموعة الاتصال التي دعمت التدخل العسكري الذي انطلق قبل ستة اشهر ضد نظام العقيد القذافي. فان عددا من الدول التي عارضته استجابت للدعوة الفرنسية البريطانية وبينها روسيا والصين والهند والمانيا التي تمثلها المستشارة انغيلا ميركل. ثلاث دول فقط. هي جنوب افريقيا والسعودية ونيجيريا. لم تشارك ولن تتمثل.

وقبل بدء المؤتمر. اجرى ساركوزي سلسلة محادثات مع وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون وكاميرون وامير قطر الشيخ حمد بن خليفة ال ثاني. وفي الساعات التي سبقت القمة. تكثفت مؤشرات الاعتراف بالمجلس الوطني الانتقالي في ليبيا. فقد اعترفت روسيا بالهيئة السياسية التي تمثل الثوار كـ"سلطة حاكمة". وحذت بكين التي كانت امتنعت مثل موسكو اثناء التصويت على القرار 1973 في مجلس الامن الدولي الذي سمح بالتدخل العسكري. حذو روسيا وقالت انها "تولي اهمية لموقف ولدور المجلس الوطني الانتقالي في حل الازمة الليبية".