22-11-2024 10:32 PM بتوقيت القدس المحتلة

«الجزيرة» و «العربية» تزغردان لـ «ثوّار» بريتال

«الجزيرة» و «العربية» تزغردان لـ «ثوّار» بريتال

استهلت مكتبي البرنامج بالقول إنّ «حزب الله فقد عنصر السرعة والمفاجأة لدى مباغتة عناصر «النصرة» إياه في بريتال». انقسمت الشاشة بين كلامها وبين استعراض قدرات «النصرة» العسكرية.

طوال الأسبوع الماضي، روّجت «العربية» و«الجزيرة» أكاذيب عن الاشتباكات التي جرت في بريتال البقاعية بين «حزب الله» وجبهة «النصرة». في هذا السياق، طاول التخبط وسائل الاعلام اللبنانية التي ارتبكت مجدداً في اختيار مفرداتها الملائمة.

زينب حاوي/ جريدة الأخبار

«الجزيرة» و «العربية» تزغردان لـ «ثوّار» بريتالمنذ الأحد الماضي وطيلة الأسبوع المنصرم، بدأ تغيّر المشهد الإعلامي من البناء على الوقائع الجارية في لبنان وتضخيمها أو تحجيمها تبعاً لسياسة المحطة، وصولاً إلى تغيير جذري في الأحداث وبناء أكذوبة عليها والترويج لها. هذا ما ينطبق على أداء القنوات الخليجية إزاء ما حدث في جرود بريتال البقاعية، واستمرار الاشتباكات داخل الحدود السورية، وتحديداً في القلمون.

يوم الثلاثاء الماضي، برز عنوان قناة «العربية» تعليقاً على معركة بريتال وهو: «لبنان... حزب الله يعترف بالهزيمة ويعيد انتشاره». تصدّر العنوان صفحة موقع العربية الرسمي. استراتيجية إعلامية جديدة تقودها المحطة السعودية للترويج لأكذوبة رافقها استخدام مصطلحات «ميليشيات حزب الله»، مقابل تعابير «الثوار» و»المعارضة السورية».

البروباغندا التي بنتها «العربية» وتناغمت معها «الجزيرة» القطرية، تقوم على تضخيم الخسائر لدى «حزب الله» مقابل تغييب خسائر الجماعات الإرهابية، لكن الواقع يظهر خلاف ذلك وأكثر، فالحزب استطاع استعادة مواقعه العسكرية في ظرف ساعات. وفي ظلّ هذا المشهد المفبرك، كانت «المنار» بالمرصاد في التغطية المباشرة على الهواء، عندما أعلنت أنّ «حزب الله» هو من صدّ هجوم «الجماعات المهاجمة « وكّبدها «خسائر فادحة بالأرواح، وعدداً ليس بقليل من الجرحى».

كذلك جنّدت «العربية» برامجها لقلب الواقع وتصوير ما حصل بأنه مزيد من التورّط في «المستنقع السوري» وتوريط «الجيش اللبناني في معركة لم يختر توقيتها»، كما طالعنا برنامج «بانوراما» الثلاثاء الماضي الذي قدمته ريما مكتبي. استهلت مكتبي البرنامج بالقول إنّ «حزب الله فقد عنصر السرعة والمفاجأة لدى مباغتة عناصر «النصرة» إياه في بريتال». انقسمت الشاشة بين كلامها وبين استعراض قدرات «النصرة» العسكرية. التعويل الأساسي الذي تقاطعت معه «العربية» و»الجزيرة» كان على فشل «الاستراتيجية التي يعتمدها الحزب وتصاعد الانتقادات ضدّ تدخّله في سوريا»، لكن الحقيقة أنّه خلال الفترة الماضية، انقلب جزء كبير من المزاج الشعبي في ظلّ تهديد الجماعات الإرهابية بالدخول إلى لبنان.

مع ذلك، أصرّ الصحافي علي حمادة يوم الإثنين الماضي لدى استضافته في برنامج «ما وراء الخبر» (الجزيرة) على أن «شرائح لبنانية عريضة تؤكّد أن لبنان سيدفع الثمن (...) ولا حلّ إلا بخروج حزب الله من سوريا».

تشييع أحد شهداء حزب الله في سورياهذا في معركة بريتال. أما في الاشتباكات التي استمرّت في اليومين الماضيين، وتحديداً في منطقة «عسال الورد» في القلمون السورية، فقد تكرّر السيناريو نفسه مع جرعة زائدة داعمة «للثوار» في المعركة، إذ «حققوا ضربات قاسية للقوات النظامية السورية وميليشيات حزب الله» كما أوردت «الجزيرة» أوّل من أمس، إضافة إلى «غنم» الثوار عتاداً حربياً مهماً» كما صرّح عبد الله الرفاعي قائد الفرقة 11 في القلمون لـ «الجزيرة نت».

لبنانياً، وبرغم انقسام اللبنانيين حول دخول «حزب الله» إلى سوريا، أصيب بعض الإعلام المحلي بالتخبّط في التعبير عن المستجد على الساحة اللبنانية، فالمعركة اليوم على الحدود اللبنانية لا على الأرض السورية. ارتبك الإعلام وارتبكت معه مصطلحاته بين توصيف «شهيد» و»عنصر» و»قتيل» كما حصل مع mtv الأربعاء الماضي لدى إيرادها خبراً عن تشييع الحزب لشهدائه.

وارتفع سقف النقد على قناة «المستقبل» الثلاثاء الماضي عندما ألقت المسؤولية كاملة على «حزب الله» في معركتي بريتال وعبوتي شبعا الحدودية. ورأت «المستقبل» أن الحدود الجنوبية والشرقية «مستباحة من قبل حزب الله وعناصره (..) لتوريط لبنان بما يجري، واستدراج اسرائيل والتطرّف معاً لأهداف وغايات لا علاقة لها باللبنانيين».

موقع المنار غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه