ركزت اهتمامات الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم السبت 11-10-2014 على مجموعة من الاحداث والتطورات المحلية كان اهمها ملف الانتخابات الرئاسية والعسكريين
ركزت اهتمامات الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم السبت 11-10-2014 على مجموعة من الاحداث والتطورات المحلية كان اهمها ملف الانتخابات الرئاسية والعسكريين المخطوفين وتسليح الجيش اللبناني.
اقليميا، تحدثت الصحف عن التطورات العسكرية والسياسية الاخيرة في الساحتين السورية والعراقية.
السفير
هل يشمل «التحالف الدولي» لبنان.. أم يطلب مساعدة دمشق؟
إرهاب «داعش» يتمدد.. طلباً لمرفأ في الشمال
غسان ريفي
نبدأ جولتنا مع صحيفة "السفير" التي كتبت تقول "لبنان بلا رئيس للجمهورية لليوم الأربعين بعد المئة على التوالي.
يوماً بعد يوم، تزداد الأسئلة عن مستقبل الوضع في شمال لبنان، وبالتحديد من وادي خالد إلى طرابلس.. وهي أسئلة تعكس تصاعد المخاوف، لبنانيا وإقليميا ودوليا من احتمال انتقال الشرارة «الداعشية» الى منطقة الشمال اللبناني، ربطا بأمور عدة:
÷ أولها: حجم المجموعات المتطرفة في بعض المناطق الشمالية، وقدرتها على التواصل مع مجموعات جرد عرسال والقلمون السوري، التي تحلم بإيجاد ممر آمن لها الى البحر، لا يمكن أن يكون إلا عبر بوابة الشمال، بعدما أقفلت احتمالات الشاطئ السوري في وجهها.
÷ أما ثانيها، فمدى قدرة الجيش اللبناني وجهوزيته للتصدي لأي انفلات أمني قد تلجأ إليه هذه الخلايا «الداعشية» النائمة، على امتداد الرقعة الشمالية، في ظل ما يعانيه من ضعف في إمكانياته، والأخطر افتقاده الإجماع الشعبي على دوره، خصوصا في مواجهة مجموعات كهذه.
÷ أما الثالث، والأخطر، فهو أن تجد الحكومة اللبنانية نفسها مرغمة على الاستنجاد بخيار بين أمرين لمنع انهيار الموقف في الشمال: إما «التحالف الدولي» أو النظام السوري، ما دام «حزب الله» ليس في وارد ترشيح نفسه لمهمة قد تجعل الشمال كله في حالة مواجهة معه!
لا تأتي هذه المخاوف من الفراغ. المعطيات كثيرة، وأبرزها الامتداد الأمني الواضح لـ«داعش» و«النصرة» شمالا، وترجمته بالاعتداءات المتواصلة على الجيش اللبناني، سواء بإطلاق النار على مواقعه، كما يحصل في طرابلس وآخرها فجر أمس، أو بمحاولات اغتيال جنوده من باص الملولة مرورا بدير عمار وصولا إلى الريحانية، ما أسفر عن سقوط شهيدين وعدد من الجرحى، من دون إغفال دور بعض الشخصيات المتطرفة التي تحرّض على الانشقاق عن الجيش.
وتدل هذه المعطيات على أن هناك خلايا متضررة من الإجراءات التي يتخذها الجيش اللبناني في المناطق الشمالية، وبالتالي تريد إرباكه بداية، ومن ثم استفراده، وصولا إلى إضعافه وربما الانقضاض عليه في التوقيت والظرف المناسبين.
ولعل ما أدلى به الداعية عمر بكري فستق من اعترافات أمام القضاء العسكري حول تعبئة الشباب ضد الدولة ومؤسسة الجيش، وإقامة معسكرات تدريب في الشمال، والحلم بإنشاء إمارة إسلامية يرفرف علمها فوق القصر الجمهوري، فضلا عن قيام الأجهزة الأمنية خلال معركة عرسال الأولى برصد مروحة من الاتصالات الهاتفية بين عرسال وعين الحلوة ومناطق شمالية عدة، يجعل وضع الشمال اللبناني تحت المجهر الدولي مشروعاً.
ووفق مصادر واسعة الاطلاع، فإن اجتماعات أمنية غربية ـ عربية عقدت في الآونة الأخيرة في عواصم إقليمية، منها العاصمة الأردنية، ناقشت احتمالات قيام «داعش» بمحاولة للتمدد نحو بحر الشمال اللبناني، وهذه النقطة تحديداً ركز عليها قائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي في مقابلته الأخيرة مع صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية بإعلانه أن «داعش» يعتمد على خلايا نائمة في طرابلس وعكار وأن هذا التنظيم «يريد إقامة ممر آمن الى البحر».
وتقول المصادر نفسها لـ«السفير» إن مسؤولا غربيا أبلغ مسؤولين لبنانيين أن هذا الاحتمال هو خط أحمر بكل ما للكلمة من معنى «ولا يمكن أن يحصل بأي شكل من الأشكال»!
وما يضاعف المخاوف هي المعطيات التي تتحدث عن انتهاء وظيفة جرود عرسال العسكرية نتيجة وقوع المجموعات المسلحة بين فكي كماشة الجيشين السوري واللبناني ومعهما «حزب الله»، وبالتالي ازدياد الاحتمالات بأن تقدم على خيار البحث عن جبهات بديلة قد يكون الشمال اللبناني أبرزها، وطبعا، فإن ذلك يتطلب إعطاء الضوء الأخضر للخلايا النائمة بالتحرك في آن واحد، وهي نقطة كان قد حذر منها أيضا العماد قهوجي قبل نحو أسبوع.
وما يزيد الطين بلة، أن أياً من الجهات السياسية أو العسكرية أو الأمنية اللبنانية لا تستطيع أن تقدر بدقة حجم هذه المجموعات المسلحة، أو أن تتعرف الى هويتها وإمكاناتها، لا سيما في ظل وجود مئات المخيمات العشوائية للنازحين السوريين في عكار.
وقد كشفت المداهمات التي نفذها الجيش اللبناني مرارا لبعض مخيمات النازحين بأنها لا تخلو من السلاح والمسلحين، حيث أوقف 16 سورياً وصادر كمية من الأسلحة والعتاد في أحد المخيمات في الدريب الأوسط، أمس الأول، على خلفية استهداف العسكري الشهيد ميلاد عيسى في الريحانية.
ويشير ذلك الى إمكان وجود كتلة بشرية متدربة على حمل السلاح يمكن استخدامها في أي مخطط أمني قد تلجأ إليه «داعش» أو «النصرة» في الشمال، إضافة الى المجموعات اللبنانية التي بدأت تكشف عن نفسها تباعاً، وتتخذ من المواقف التحريضية، بشعارات مذهبية، ضد المؤسسة العسكرية، غطاءً لارتكاباتها.
كما أن عدم تحمل القيادات الشمالية مسؤولياتها، سياسيا وإنمائيا، يساعد أكثر فأكثر على خلق مناخات تساعد على تسلل المجموعات المتطرفة الى بعض البيئات الشعبية الفقيرة.
يدفع هذا الواقع، الى رفع الصوت من احتمال تكرار ما شهدته عرسال وبريتال من غزوات، لكن هذه المرة في مناطق شمالية متعددة. وتحذر مصادر مطلعة من أن الاستهدافات الفردية اليومية للجيش «وما يقابلها من ردات فعل سياسية خجولة، برغم المشاركة الشعبية في تشييع الشهداء من العسكريين، كل ذلك يزيد من حجم المخاطر والتحديات».
ويطرح هذا الواقع تساؤلات عدة:
ماذا لو قررت التنظيمات الإرهابية التحرك باتجاه شمال لبنان، وحركت معها كل الخلايا النائمة؟ كيف يمكن للجيش أن يتصدى لها أو أن يصمد في مواقعه ومراكزه في ظل شعوره بعدم وجود بيئة جدية حاضنة له؟ وإذا كان «حزب الله» يقوم بدور مواكب للجيش في البقاع، فمن يواكب الجيش في الشمال؟ وكيف يمكن للحكومة اللبنانية أن تتصرف إذا ما نجحت التنظيمات الإرهابية في السيطرة على بعض القرى والمناطق كما حصل في بداية معركة عرسال الأولى؟
كيف سيتعامل «التحالف الدولي» مع تطور أمني بارز من هذا النوع؟ وهل يمكن أن يعطي لنفسه الحق بالتمدد الى لبنان وشن غارات على الأماكن التي يحتلها المسلحون؟ أم أن الحكومة ستجد نفسها مجبرة على التواصل مع الحكومة السورية للتدخل ومساعدة الجيش اللبناني على حماية مناطق الشمال؟ وما هي التداعيات العسكرية والسياسية لكلا الخيارين؟
هذه السيناريوهات «قد تكون مطروحة، لكنها مستبعدة في الوقت الحالي، لا سيما في ظل أعمال الرصد الاستباقية التي تقوم بها الأجهزة العسكرية» كما تقول مصادر عسكرية لبنانية.
وتوضح هذه المصادر أن الجيش «يتمتع بجهوزية تامة للتصدي لأية هجمات يمكن أن تنفذها المجموعات الإرهابية»، وتشدد على أن الجيش لن يكون وحيداً في معركة من هذا النوع، لا بل ان أبناء الشمال سيقفون الى جانب مؤسستهم العسكرية كما فعلوا من قبل في مناسبات عدة، أبرزها معركة مخيم نهر البارد حيث سقط عشرات الشهداء من كل أقضية محافظة الشمال في مواجهة مجموعات «فتح الإسلام» الإرهابية.
لقاء عاجل لقادة «التحالف» ضد «داعش»: إلى أين؟
لا غارات «التحالف الدولي»، ولا «النخوة» التركية المشبوهة، ولا التصريحات المحذرة، حالت دون تقدم مسلحي تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام»-»داعش» في مدينة عين العرب (كوباني) السورية في شمال البلاد. غير أن هذا التقدم ما زال يواجه بما تبقى من السلاح والمقاتلين السوريين الأكراد، منعاً لبسط التنظيم سيطرته الكاملة على المدينة.
في هذا الوقت، كان المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا يوجه دعوة علنية خارج سياق الديبلوماسيات المعهودة من الأمم المتحدة، طالباً من تركيا، خلال مؤتمر صحافي في جنيف، السماح للمتطوعين بعبور الحدود مع سوريا للقتال ومنع ارتكاب «داعش» مذبحة في عين العرب. تركيا نفسها وافقت أمس، على دعم تدريب وتجهيز المعارضة السورية «المعتدلة»، بحسب ما أعلنت وزارة الخارجية الأميركية.
والأسبوع المقبل، يجتمع القادة العسكريون في 21 بلداً عضواً في «التحالف الدولي» في واشنطن، بحسب ما أعلن أمس، مسؤول أميركي.
وأوضح المسؤول في مجال الدفاع أن رئيس أركان الجيوش الأميركية الجنرال مارتن ديمبسي وقائد منطقة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى الجنرال لويد أوستين «دعوا إلى اجتماع لأكثر من 20 قائداً عسكرياً أجنبياً الأسبوع المقبل في واشنطن، لبحث جهود التحالف في الحملة الحالية ضد تنظيم الدولة الاسلامية».
وسيعقد هذا الاجتماع الاستثنائي يوم الثلاثاء المقبل في قاعدة «أندروز» الجوية في ضاحية واشنطن، وسوف يضم ممثلين عن كل الشركاء الأوروبيين في «التحالف»، بالإضافة إلى خمس دول عربية تقوم بدور نشط في الغارات الجوية وهي البحرين والاردن وقطر والسعودية والإمارات، بحسب ما أوضح مسؤولون أميركيون.
وهذا الاجتماع هو الأول من نوعه على هذا المستوى منذ الاعلان عن تشكيل «التحالف» واستمرار خطر «داعش» من محيط بغداد وغيرها من مدن العراق، وصولا الى مناطق الشرق والشمال السوري وحدود لبنان الشرقية على الرغم من الغارات الجوية ضد التنظيم منذ اكثر من شهرين، وهي فترة زمنية بدأت تلقي بشكوك وتساؤلات عن وجهة الحرب المعلنة ونتائجها وتطوراتها في المرحلة المقبلة.
وتشير التقارير الى سقوط «المربع الأمني» في عين العرب والذي يضم مقر وحدة «حماية الشعب» الكردية ، ظهر أمس، في أيدي عناصر «داعش»، بحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان».
وقال مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن، في اتصال هاتفي مع وكالة «فرانس برس»، إن «مقاتلي التنظيم سيطروا على المربع الأمني في عين العرب»، والذي يضم مقارّ عدة من بينها المجلس المحلي للمدينة.
وهذا الحديث أكده نائب مستشارة الأمن القومي الأميركي توني بلينكن، الذي قال إن «تنظيم داعش يسيطر الآن على 40 في المئة من مدينة عين العرب... وقد يتمكن من السيطرة عليها»، مضيفاً أن «القوات الكردية ما زالت تسيطر على نحو 60 في المئة من المدينة».
وبعيد ذلك، لجأ تنظيم «داعش» مرة أخرى إلى العمليات الانتحارية، حيث فجر انتحاري نفسه في عربة مفخخة قرب مركز للقوات الكردية، من دون أن تعرف حصيلة التفجير.
إلا أن صفحات لـ«جهاديين» يوالون التنظيم على موقع «تويتر» للتواصل الاجتماعي، ذكرت أن العملية الانتحارية نفذت قرب المسجد الكبير في عين العرب والانتحاري يدعى أبو محمود التونسي.
كما ذكرت مصادر أيضاً، أن قائد الهجوم على عين العرب هو خطاب الكردي، وهو نفسه الذي قاد الهجوم على «الفوج 121» في الحسكة قبل ثلاثة أشهر. وهناك حوالي 400 مقاتل كردي يعتقد أنهم المقاتلون أنفسهم الذين شاركوا في ذلك الهجوم، منهم أبو ماريا الكردي.
ومع تواصل المعارك في عين العرب، شن طيران «التحالف الدولي» بقيادة الولايات المتحدة أربع غارات جوية على مواقع تابعة للتنظيم في جنوب عين العرب وشرقها، صباحاً، ثم عاد وشن غارتين ظهراً استهدفتا مواقع لـ«داعش» في عين العرب.
وكان عبد الرحمن قد أشار إلى أن «معارك تدور في شرق وجنوبي شرق المربع الأمني لوحدات حماية الشعب»، مضيفاً أن الإرهابيين «يحاولون بأي ثمن الوصول إلى المعبر الحدودي مع تركيا، عبر تطويق شمال عين العرب».
وأوضح مدير «المرصد» أن التهديد التي تمثله غارات «التحالف الدولي»، دفع مسلحي التنظيم «إلى نقل الذخيرة عن طريق الدراجات النارية إلى مقاتليه».
في غضون ذلك، دعا الموفد الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، تركيا إلى السماح للمتطوعين السوريين الأكراد بعبور الحدود مجدداً للمساعدة في منع سقوط عين العرب بيد «داعش».
وقال دي ميستورا: «ندعو السلطات التركية إلى السماح لحشود اللاجئين بدخول المدينة لدعم دفاعها عن نفسها»، مضيفاً أنه يخشى وقوع «مجزرة». وقال «أتذكرون سريبرينيتشا في يوغوسلافيا السابقة؟»، مذكراً بالمجزرة التي ارتكبت قبل نحو 20 سنة تحت مرأى العالم في البوسنة.
وأكد الديبلوماسي الغربي، مستعيناً بصور التقطت بالأقمار الاصطناعية، أن «ما بين عشرة آلاف و13 ألفاً من السكان موجودون في موقع في منطقة الحدود - بين تركيا وسوريا - وكثيرين ما زالوا داخل المدينة».
وأضاف أنه «إذا سقطت المدينة، فسيتعرض المدنيون لمجزرة على الأرجح». وتابع «بما أن كوباني ستسقط على الأرجح إذا لم تتم مساعدتها، فاسمحوا للذين يريدون الذهاب إليها بالالتحاق بالدفاع الذاتي مع تجهيزات كافية، والتجهيزات يمكن أن تفعل كثيراً من الأشياء».
وقال دي ميستورا إن «قرارات الأمم المتحدة ليست هي ما سيوقف (تنظيم) الدولة الإسلامية»، مشيراً الى أن «نداءنا إلى تركيا يهدف إلى أن تتخذ إجراءات إضافية لوقف تقدم الدولة الإسلامية وإلا فسنندم نحن جميعاً، بما في ذلك تركيا، على ذلك».
إلا أن الأتراك كانوا يغرّدون في سرب آخر للدعم، حيث أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أمس، أن أنقرة وافقت على دعم تدريب وتجهيز المعارضة «المعتدلة» في سوريا، وهي خطة متصورة تتطلب أعواماً عدة، وأن فريقاً عسكرياً أميركياً سيزور أنقرة الأسبوع المقبل لمناقشة الأمر.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية ماري هارف، للصحافيين، إن «تركيا وافقت على دعم جهود تدريب وتجهيز المعارضة السورية المعتدلة».
وكانت هارف تعلق على زيارة مسؤولين أميركيين كبيرين لتركيا من أجل بناء «التحالف» ضد «داعش»، فقالت إنه «سيسافر فريق تخطيط (من وزارة الدفاع) إلى أنقرة الأسبوع المقبل لمواصلة التخطيط عبر القنوات العسكرية».
والجدير بالذكر أن وزير الدفاع الأميركي تشاك هايغل كان قد أكد أن المساعدة العسكرية الرئيسية التي ترغب بها واشنطن من تركيا، هي استخدام القاعدة الجوية التركية في إنجرليك في جنوب تركيا، والمساعدة في تدريب المعارضة السورية «المعتدلة» وتجهيزها."
النهار
تحريك المفاوضات وتسخين بين عرسال واللبوة
لبنان يتشدّد دولياً في قضية النازحين
ومن جهتها، كتبت صحيفة "النهار" تقول "بدا أمس ان الجهود التي بذلت لتحريك الوساطة القطرية في قضية العسكريين المخطوفين لدى تنظيمي "جبهة النصرة" و"داعش" قد اتخذت زخما متجددا يؤمل معه في اطلاق مسار المفاوضات على نحو ثابت فيما برزت من جهة مقابلة ملامح تحمية ميدانية للوضع في عرسال ومحيطها من طريق اشعال المسلحين اشتباكات ليل امس في نقطة وسطية بين عرسال واللبوة.
ولكن على أهمية هذين الملفين، تقتضي الاشارة الى مناخ تصعيدي إضافي أثاره نائب الامين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم في كلمة القاها امس وردّ فيها على مطالبي الحزب بالانسحاب من سوريا متهما "بعض السياسيين بتغطية نشاطات التكفيريين والدفاع عنها وتبريرها". وقال في معرض هجومه على هؤلاء: "سأكرر ما قلناه مرارا، لولا حزب الله لأنجزت داعش اماراتها على الحدود الشرقية للبنان ولكانت داعش تقيم حواجز في جونية وبيروت وصيدا وفي كل منطقة من لبنان". وأضاف ان المطالبة بخروج الحزب من سوريا "كالمطالبة بالغاء المقاومة ضد اسرائيل" مشددا على "اننا لن نترك لبنان مكشوفا لا لداعش ولا للنصرة ولا لاسرائيل كرمى لعيون المهزومين الذين يبحثون عن مكانة ودور على حساب الآخرين".
واعتبرت اوساط سياسية بارزة في قوى 14 آذار هذا الموقف بمثابة "اهانة وتجاهل لتاريخ القوى المسيحية بالدرجة الاولى وتهويل وتضخيم يهدف الى تبرير استمرار الحزب في التورط في سوريا على رغم تسببه باستجرار اخطار الارهاب الى الحدود الشرقية وتهديده لبعض الداخل اللبناني". وقالت ان "هذا النمط من التهويل مقرونا بالاستهانة بتاريخ مختلف المكونات اللبنانية الاخرى التي لا تبصم على سياسات الحزب لم يعد يجدي الحزب نفعا وبات عليه الاقلاع عنه والتعامل بحسابات جديدة مع الوقائع الطارئة انطلاقا من تسليمه بأن معظم الرأي العام الداخلي ليس مقتنعا بالتبريرات المستمرة للتورط في سوريا وقت يفترض في الحزب ان يلبي الدعوات المتواصلة اليه لتشكيل حالة تضامن وطنية عريضة للدفاع عن لبنان وقطع دابر الربط القاتل مع الازمة السورية".
وفي سياق سياسي آخر رأى الرئيس امين الجميل في حديث الى "النهار" ان لعبة تعطيل النصاب في انتخابات رئاسة الجمهورية "مشغولة بيدي جوهرجي" بين "التيار الوطني الحر" و"حزب الله" مشيرا الى وجود "تقاطع مصالح بينهما لتعطيل النصاب بهذا الشكل" الذي عدّه "انقلابا على الدستور والاصول والتقاليد اللبنانية". وقال: "ليس مهما ان يبقى الحزب متمسكا بميشال عون ولا ان تتمسك 14 آذار بسمير جعجع، المهم ان نستطيع ايصال مرشحنا الى الرئاسة". ووصف عملية الحزب الاخيرة في شبعا بأنها "مغامرة يمكن ان تورط البلد بأحداث نحن في غنى عنها".
مفاوضات... وتصعيد !
في غضون ذلك غلبت أجواء ارتياح نسبية على الجهود المبذولة لتحريك المفاوضات في قضية العسكريين المخطوفين، اذ خرج اهالي العسكريين من لقاء امس مع المدير العام للامن العام اللواء عباس ابرهيم بانطباعات ايجابية وتحدثوا عن "نيلهم تطمينات الى ان المفاوضات تسير على ما يرام ولا حلقة مفقودة". وافادت معلومات انه تم التوصل الى اتفاق مع الوسيط القطري على جدولة المفاوضات بحيث تجري مع كل من النصرة وداعش على حدة وتناقش اولا مسألة استرداد جثث العسكريين الشهداء وثانيا تحرير العسكريين الرهائن واخيرا المعابر الآمنة والطرق التي يطلبها الخاطفون.
غير ان المعطيات الميدانية عادت مجددا الى الواجهة ليلا مع تسجيل اشتباكات عنيفة بين الجيش والمسلحين بدأت خفيفة مساء على أطراف عرسال وسرعان ما اشتدت لاحقا وتمددت ناحية اللبوة. وأفاد مراسل "النهار" في البقاع الشمالي ان الجيش فقد الاتصال بآلية من طراز هامفي من دون معرفة ما اذا كانت تعرضت لمكمن أو لاحتمال آخر. ولدى رصد تحركات للمسلحين في نقطة تقع على مسافة كيلومتر تقريبا من اللبوة بدأت مدفعية الجيش بقصف المنطقة واطلاق قنابل مضيئة كما رصد تحرك ميداني لعناصر "حزب الله". وتحدثت مصادر أمنية عن سقوط عدد من القتلى في صفوف المسلحين نتيجة عملية التفاف عليهم واكبت القصف.
وترددت معلومات ليلا عن فرار جندي من بلدة مشحا العكارية بآلية الهامفي التي كان فقد الاتصال بها وانضمامه الى "النصرة".
قائد الجيش
وعلمت "النهار" ان قائد الجيش العماد جان قهوجي سيسافر الى واشنطن ليشارك في اجتماعات تعقد في العاصمة الاميركية الاسبوع المقبل في إطار الحملة الدولية لمكافحة الارهاب.
اللاجئون
وفي مجال آخر، علمت "النهار" ان الاجتماع الذي رأسه رئيس مجلس الوزراء تمّام سلام مساء أمس في السرايا للجنة اللاجئين السوريين في حضور وزراء الخارجية جبران باسيل والداخلية نهاد المشنوق والعمل سجعان قزي والشؤون الاجتماعية رشيد درباس، اتخذ قرارات وصفتها مصادر المجتمعين بأنها "مهمة" وهي تتناول تطبيق ما سبق لمجلس الوزراء أن اعتمده من مبادئ على هذا الصعيد. ومن هذه القرارات الشروع في ضبط الحدود بين لبنان وسوريا واعتبار ان عدد اللاجئين السوريين بلغ حدا لا يمكن بعده لبنان إستقبال لاجئين جدد لأن الامر تجاوز حد الاحتمال. كما تقرر الاستمرار في مراقبة اللاجئين الموجودين على الاراضي اللبنانية وتطبيق قانون العمل في ما يتعلق بشروط استخدام اليد العاملة غير اللبنانية وتحضير ورقة عمل لبنان الى المؤتمر الدولي الذي تستضيفه برلين في 27 تشرين الأول الجاري وتشارك فيه 40 دولة منها لبنان الذي سيمثله الرئيس سلام.
كما علمت "النهار" ان الوزير المشنوق جدد طرح موضوع اللاجئين في عرسال، فتقرر تكليفه ما يراه مناسبا من اجراءات كي لا تكون البلدة تحت رحمة تجمعات اللاجئين وبما ينزع صاعق الازمات فيها.
الأمم المتحدة تحذّر من مجزرة مثل سريبرينيتسا إذا سقطت كوباني
أردوغان وداود أوغلو: لا نفرّق بين الأسد و"الدولة الاسلامية"
وجهت الامم المتحدة أمس نداء دراماتيكياً، حذّرت فيه من تكرار مجزرة سريبرينيتسا اذا سقطت مدينة كوباني المعروفة أيضاً بعين العرب، في يد تنظيم "الدولة الاسلامية"، وناشدت أنقرة المساعدة في تفادي كارثة والسماح "للمتطوعين" بعبور الحدود لتعزيز الميليشيات الكردية التي تدافع عن المدينة بشراسة. وفيما قالت وزارة الخارجية الأميركية إن أنقرة وافقت على دعم تدريب المعارضة المعتدلة في سوريا وتجهيزها، وإن فريقا عسكريا أميركياً سيزور أنقرة الأسبوع المقبل لمناقشة الأمر ص7، شن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان ورئيس الوزراء احمد داود اوغلو هجوماً عنيفاً على الرئيس السوري بشار الاسد، واصفين اياه بأنه "مجرم" و"ارهابي" على غرار تنظيم "الدولة الاسلامية".
وأطلق النداء الدولي المبعوث الخاص للأمم المتحدة الى سوريا ستيفان دو ميستورا وقت سيطر مقاتلو التنظيم المتشدد على المنطقة الإدارية المركزية التي تعرف باسم "المربع الأمني" في كوباني، حيث مقار الادارة الذاتية الكردية و"وحدات حماية الشعب الكردي" التي تدافع عن المدينة بما بقي في حوزتها من عتاد.
وقال مدير "المرصد السوري لحقوق الانسان" رامي عبد الرحمن الذي يتخذ لندن مقراً له ان مقاتلي "الدولة الاسلامية" الذين اقتحموا الاثنين عين العرب، ثالثة المدن الكردية في سوريا، "باتوا يسيطرون على 40 في المئة من مساحتها"، وذلك بعد استحواذهم على شرقها، وتقدمهم من جهتي الجنوب والغرب. وأوضح ان "السيطرة على المربع الامني تتيح لعناصر التنظيم التقدم نحو المعبر الحدودي مع تركيا الى الشمال من المدينة"، الامر الذي "يمكنهم من محاصرة المقاتلين الاكراد في عين العرب" من الجهات الاربع.
ويشعر االمقاتلون الاكراد بالاحباط في ظل تناقص ذخيرتهم، وهم يطالبون الائتلاف الدولي بتكثيف الغارات على مواقع التنظيم المتطرف .
وأفاد عبد الرحمن ان "الائتلاف دمر آليات ومواقع للدولة الاسلامية، الا انه لم يعق امداداتهم بالسلاح الآتية من معاقل لهم في الرقة وحلب".
وروى مدير اذاعة "آرتا اف ام" الكردية مصطفى عبدي ان مقاتلي "الدولة الاسلامية" يستخدمون السيارات المدنية ويرفعون اعلاماً كردية عليها "للتمويه وتضليل طائرات الائتلاف".وحذر من أن خطر سقوط المدينة تماماً بات كبيراً، مشيراً الى أن"كل مقاتل كردي بات مشروع شهيد".
وفي ظل تضييق الخناق على كوباني، جدد زعيم حزب الاتحاد الديموقراطي صالح مسلم مطالبة أنقرة بالسماح بمرور اسلحة الى المدينة، مؤكداً انها لا تشكل "تهديدا لها". وقال: "نحن بحاجة ماسة الى مساعدة تركيا... سيكون أمراً جيداً لو تفتح تركيا حدودها في اسرع وقت ممكن لمرور الاسلحة الى المدافعين عن كوباني". وأدت محنة كوباني التي تسكنها غالبية كردية إلى تفجر أسوأ أعمال عنف في الشوارع في تركيا منذ سنوات.
وقتل ما لا يقل عن 31 شخصاً في ثلاثة أيام من حوادث الشغب في انحاء جنوب شرق تركيا، بينهم ضابطا شرطة قتلا بالرصاص في محاولة على ما يبدو لاغتيال قائد الشرطة.
أردوغان وداود أوغلو
ولا تزال الدبابات التركية منتشرة على التلال المطلة على كوباني، لكنها ترفض حتى الان التدخل من دون التوصل إلى اتفاق شامل مع الولايات المتحدة وحلفاء آخرين لمساعدة المعارضة السورية على اطاحة الرئيس السوري.
وقال اردوغان أمس أمام آلاف من انصاره في طرابزون بشمال شرق تركيا: "لا يمكننا ترك مصير (اللاجئين السوريين) في ايدي الاسد المجرم الذي يمارس ارهاب الدولة... لقد اتخذنا الموقف المبدئي ذاته تجاه جميع المنظمات الارهابية. نحن لا نفرق بين المنظمات الارهابية ونصنفها بين هذه جيدة وهذه سيئة... لقد اتخذنا الموقف ذاته ازاء الدولة الاسلامية".
وكان داود أوغلو اعلن في وقت سابق ان بلاده تعارض "الدولة الاسلامية" والنظام السوري على حد سواء"، معتبراً أن "الاسد والدولة الاسلامية مسؤولان عن كل تلك الاحداث المأسوية". وشدد على انه "لا يمكن احداً أن يثبت ان تركيا تدعم الدولة الاسلامية".
وتبرر انقرة رفضها قتال التنظيم بانها لا تريد تعزيز حكم عدوها اللدود الاسد بذلك التدخل. وهي تطالب باقامة منطقة عازلة ومنطقة حظر طيران على طول الحدود بين سوريا وتركيا لاستقبال اللاجئين وحماية المناطق السورية التي تسيطر عليها المعارضة المعتدلة.
وقد حظيت أمس بدعم من وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الذي دعا الى انشاء المنطقة العازلة لحماية اللاجئين والمدنيين، الا أنه لاحظ أن أمراً كهذا "يتطلب تنسيقاً دولياً وثيقاً جدا".
وترفض واشنطن هذا الخيار،وتطالب أنقرة بالسماح لها بالوصول الى قاعدة أنجيرليك لسلاح الجو، وتدريب مقاتلي المعارضة السورية المعتدلة التي تقاتل الاسد.
وبعدما أنهى منسق عمليات الائتلاف الجنرال الاميركي المتقاعد جون آلن ومساعده بريت ماكغورك زيارة حساسة استمرت يومين لتركيا في محاولة لإقناعها بالضلوع عسكرياً ضد "داعش"، سئلت الناطقة باسم وزارة الخارجية الاميركية ماري هارف ما اذا كانت المحادثات الأميركية - التركية مع رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو ومسؤولين عسكريين قد أحرزت "تقدماً"، فردت بالإيجاب. وقالت إن تركيا " وافقت على دعم جهود تدريب وتجهيز المعارضة السورية المعتدلة، و"سيسافر فريق تخطيط (من وزارة الدفاع) إلى أنقرة الأسبوع المقبل لمواصلة التخطيط عبر القنوات العسكرية".
الى ذلك، أعلن مسؤول أميركي أمس أن القادة العسكريين في 21 بلداً عضواً في الائتلاف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد "داعش" سيجتمعون الاسبوع المقبل في واشنطن. وأوضح المسؤول في مجال الدفاع الذي طلب عدم ذكر اسمه ان رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي وقائد القيادة المركزية الجنرال لويد اوستن "دعوا الى اجتماع لاكثر من 20 قائداً عسكرياً أجنبياً الاسبوع المقبل في واشنطن للبحث في جهود الائتلاف في الحملة الحالية ضد تنظيم الدولة الاسلامية"."
الاخبار
برّي: التمديد ماشي
وبدورها، كتبت صحيفة "الاخبار" أنه "تقترب تسوية التمديد للمجلس النيابي من خواتيمها بحسب الرئيس نبيه بري، بعد أن حسم الرئيس سعد الحريري رفضه المشاركة في الانتخابات. وفيما تزداد الأزمة السياسية والأمنية تعقيداً، انشق جنديان عن الجيش اللبناني والتحقا بالإرهابيين في جرود عرسال.
بقدر انسداد الأفق أمام تسوية تؤمن انتخاب رئيس للجمهورية في وقت قريب، يبدو التمديد للمجلس النيابي التسوية الوحيدة الممكنة في المدى المنظور. وبحسب الرئيس نبيه برّي، فإن «المجلس النيابي الحالي أمامه مسؤولية تاريخية، هي منع انفجار البلد في ظلّ هذه الظروف القاسية».
وبالتوازي مع الأزمة السياسية التي تعصف بالبلاد، لم يخفِ برّي أمام زوّاره أمس، قلقه من «إصرار الإرهابيين في جرود عرسال على إحداث اختراقٍ ما في سلسلة الجبال الشرقية، وإحداث خضّات أمنية في طرابلس». لكن هذا لا يعني أن باستطاعة هؤلاء تحقيق الشيء الكثير، «إذا التزم اللبنانيون الوحدةَ الوطنية بعيداً عن المهاترات».
ومع أن القلق الأمني لم يكن سبباً كافياً بالنسبة إلى برّي للسير بالتمديد للمجلس، لكن كلام الرئيس سعد الحريري عن مقاطعة تيار المستقبل للانتخابات في حال حصولها، مضافاً إليه إبلاغه من قبل وزارة الداخلية والبلديات عدم وجود إمكانية تقنية لدى الدولة لإجراء الانتخابات في موعدها، جعلا التمديد أمراً واقعاً بالنسبة إليه، طبعاً بعد عودة المجلس إلى التشريع.
«لا انتخابات إذا قاطع مكوّن أساسي في البلد»، كرّر برّي أمس، وأشار إلى أن «التمديد ماشي، لكنّ العمل على الصيغة لم ينته بعد، لكن الأقرب هو التمديد لسنتين وسبعة أشهر»، لكن لديه شروط، «في اللحظة التي يتمّ فيها انتخاب رئيس وإنجاز قانون جديد للانتخابات، على المجلس الممدّد له أن يحلّ نفسه». ماذا عن الاعتراضات على التمديد، وأزمة عدم موافقة كل الوزراء في الحكومة التي ورثت صلاحيات رئاسة الجمهورية؟ ينتقد الرئيس الصيغة المعمول بها في الحكومة، «رئيس و24 رئيس حكومة و 24 وزير»!
أما الانتخابات الرئاسية «المرتبطة بالحوار الإيراني ـــ السعودي»، فبنظر برّي «لن يكون هناك تفاهم قريب، والحوار ينتظر زيارة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف للسعودية، ومن ثمّ زيارة وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل لطهران... يعني مطولين كتير».
وحول أزمة العسكريين المخطوفين، قال برّي إن «الطباخين كتروا في الملفّ، وأنا قلت من البداية لرئيس الحكومة (تمام سلام) أن يتوجّه إلى تركيا وقطر، وموضوع من هذا النوع ينسّق فيه إما مدير الأمن العام أو مدير المخابرات أو رئيس فرع المعلومات، يعني أشخاص متخصصين».
وفي ما خصّ الهبة الإيرانية ومحاولة فريق 14 آذار الضغط على الحكومة لعدم قبولها، قال برّي: «لا أحد يستطيع رفض هبة، والجيش يحتاج كل قطعة سلاح الآن، ثمّ إن لبنان لن يدفع ثمن الهبة للتذرع بالعقوبات الدولية المفروضة على إيران».
من جهة ثانية، علمت «الأخبار» أن رئيس جهاز الأمن القومي الإيراني علي شمخاني، طرح أمام سلام خلال لقائهما في السرايا الحكومية الأسبوع الماضي ضرورة التنسيق مع الحكومة السورية للمساعدة في حلّ أزمات الحدود والنزوح. وأشار بصورة غير مباشرة إلى أنّ على اللبنانيين التخلّي مرحلياً عن «اتفاق بعبدا» بعد التطورات الأخيرة والتنسيق مع الحكومة السورية. ونصح شمخاني اللبنانيين بأن «لا تنسيهم الأحداث على الحدود الشرقية وأزمة عرسال، الخطر الحقيقي على الحدود الجنوبية من الكيان الصهيوني». وجدد شمخاني أمام سلام التأكيد أن «إيران صديقة الدولة اللبنانية والشعب اللبناني كلّه، وليس فئة أو فئات منه فحسب». وبدا واضحاً بحسب مصادر متابعة للزيارة، الاهتمام الإيراني بموقف لبنان من أي تدخّل عسكري تركي محتمل في الشأن السوري. في المقابل، استبعدت مصادر في السفارة الإيرانية في بيروت أن يكون شمخاني «قد ذكر لسلام ضرورة التخلي عن اتفاق بعبدا»، قائلة: «دبلوماسياً، لا يمكن أن يقول هكذا عبارة».
انشقاق جنديين عن الجيش
من جهة ثانية، حدث تطوّر أمني لافت تمثّل بـ«انشقاق» جنديين عن الجيش اللبناني خلال الـ 24 ساعة الأخيرة. وبحسب صور ومقطع فيديو نُشرت على موقع تويتر، يظهر الجندي الفار محمد عنتر من كتيبة الحراسة في مطار بيروت الدولي، وإلى جانبه عدد من الإرهابيين في جرود عرسال. وبحسب المعلومات، فإن عنتر يسكن في منطقة الزاهرية في طرابلس وهو من عكار، وكان من المفترض أن يلتحق في مركز خدمته في مطار بيروت يوم 3 تشرين الأول، لكنّه اختفى من دون أن يكون لدى استخبارات الجيش أي معلومات عنه، فعُدّ فاراً وملاحقاً من قبل القضاء العسكري. وتردّد ليل أمس، أن عائلة الجندي عبد الله شحادة تلّقت اتصالاً منه ليبلغ العائلة أنه انشق عن الجيش والتحق بإرهابيي «جبهة النصرة» في القلمون، وتردّد أيضاً أنه سرق آلية عسكرية للجيش وأسلحة خفيفة ومناظير ليلية. وشحادة ابن بلدة مشحا العكارية، من عديد فوج التدخل الخامس. وعلمت «الأخبار» أن عدداً من المسلحين في مشحا، اعترضوا قوة من الجيش أثناء دهمها لمنزل الجندي الفار.
قاسم: لولا حزب الله لأنجزت «داعش» إمارتها
بدوره، قال نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم: «لولا حزب الله، لأنجزت «داعش» إمارتها على الحدود الشرقية للبنان، وكنا أمام منطقة لسعد حداد التكفيرية على غرار سعد حداد الإسرائيلية، ولكانت «داعش» تقيم حواجز في جونية وبيروت وصيدا وفي كل منطقة في لبنان».
وتوجّه إلى فريق 14 آذار بالقول: «قلنا التكفيريون خطر على الجميع وليسوا علينا وحدنا، ولكن تعاملتم معهم كجزء لا يتجزأ من مشروعكم، وحاولتم أن تستثمروا هذه العلاقة، وعقدتم عليهم الآمال، ولكن ماذا كانت النتيجة؟ لفظوكم جانباً وأصبحتم أيضاً مدانين كما الآخرون تماماً».
من جهة ثانية، زار وفد من المجلس التنفيذي للرابطة المارونية برئاسة النقيب سمير أبي اللمع، السفير الروسي ألكسندر زاسبيكين، وأكد السفير «دعم موسكو للاستقرار في لبنان»."
المستقبل
أهالي العسكريين يتلقّون «تطمينات» من إبراهيم.. وخلية الأزمة تجتمع في السرايا اليوم
مشروع حكومي لوقف عدّاد النزوح
ومن جهتها كتبت صحيفة "المستقبل" تقول "بما لا تشتهي رياح الخاطفين وأهواؤهم النافخة في نيران الفرقة والتشرذم والانقسام، ركب أهالي العسكريين الأسرى مركب الدولة مسلّمين بحكمتها ودرايتها في إدارة دفة المفاوضات لتحرير أبنائهم لا سيما بعد «التطمينات» التي تلقوها أمس من المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم وساهمت في تهدئة النفوس وانبعاث الأمل في بلوغ خواتيم إيجابية مرجوّة تعمل الحكومة على بلورتها لإنهاء هذه المحنة الوطنية. وعلى خط مواز ثمة سعي حكومي حثيث لتطويق أزمة النازحين وتخفيف أعبائها عن كاهل الوطن ومقدّراته من خلال مشروع أعدته اللجنة الوزارية المختصة ويهدف إلى وقف عدّاد النزوح والطلب من عدد من الدول العربية والأوروبية نقل أعداد من النازحين في لبنان لاستيعابهم على أراضيها.
وكشفت مصادر وزارية لـ«المستقبل» أنّ اجتماع اللجنة المكلفة معالجة ملف النازحين برئاسة رئيس الحكومة تمام سلام في السرايا الحكومية أمس، خلص إلى «الاتفاق على ورقة عمل سيتم عرضها على الجلسة المقبلة لمجلس الوزراء، تحت عنوان «دليل عمل الحكومة في ملف النازحين»، لكي يتم مناقشتها ونيل الموافقة عليها تمهيداً لإدخالها حيز التنفيذ»، موضحةً أنّ الورقة تحتوي مجموعة نقاط فنّدت أبرزها على الشكل التالي:
[ وقف النزوح نهائياً إلى لبنان وإبلاغ المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة وجوب عدم قبولها تسجيل أي إسم جديد في قوائم النازحين، والتدقيق بمدى انطباق مواصفات النزوح على اللاجئين الموجودين حالياً في لبنان.
[ الطلب من الدول العربية والأوروبية المساهمة في تصدي الدولة اللبنانية لأعباء هذا الملف من خلال مبادرتها إلى نقل مجموعات من النازحين لاستضافتهم لديها بالاستناد إلى كون هذه الدول تتمتع بمساحات جغرافية شاسعة تمكّنها من استيعاب أعداد منهم على أراضيها، أسوةً بما أقدمت عليه ألمانيا لجهة نقل واستيعاب واحد وثلاثين ألف نازح من لبنان.
[ الطلب من الدول العربية والأوروبية توسيع نطاق مساعداتها في هذا الملف ليشمل، إضافةً إلى إغاثة ومساعدة النازحين، المجتمع اللبناني المضيف لهم.
وفي هذا السياق، علمت «المستقبل» أنّ وزير الشؤون الاجتماعية سيبدأ اليوم جولة عربية تندرج في إطار عملية معالجة ملف النازحين، يستهلها من الكويت ثم الإمارات العربية المتحدة وصولاً إلى شرم الشيخ في مصر للمشاركة في أعمال مؤتمر متصل بهذا الملف. بينما سيقوم الرئيس سلام بزيارة رسمية إلى ألمانيا في 27 الشهر الجاري يرافقه كل من درباس ووزير الخارجية جبران باسيل، بحيث ستتناول الزيارة سبل تعزيز المساعدة الأوروبية لتخفيف أعباء النزوح السوري إلى لبنان.
أهالي العسكريين
بالعودة إلى ملف العسكريين المخطوفين، فقد علمت «المستقبل» أنّ خلية الأزمة الوزارية المكلفة مواكبة مستجدات هذا الملف ستلتئم اليوم برئاسة سلام في السرايا الحكومية للتداول في آخر ما توصلت إليه المساعي والاتصالات الجارية لضمان سلامة العسكريين الأسرى والعمل على تحريرهم.
وكان وفد من أهالي العسكريين بعد اجتماعه أمس في السرايا الحكومية مع اللواء ابراهيم والأمين العام للمجلس الأعلى للدفاع اللواء محمد خير قد نقل أجواء إيجابية عن مضامين الاجتماع، مؤكداً أنّ الأهالي تلقوا من ابراهيم «تطمينات وتأكيدات بأنّ المفاوضات تسير في الاتجاه الصحيح»، وأنّ الحكومة تتعاطى «بجدية وإيجابية» لإنهاء هذه الأزمة."
الموضوعات المدرجة تعرض أبرز ما جاء في الصحف، وموقع المنار لا يتبنى مضمونها