تمكن ايفو موراليس اول رئيس بوليفي من اصل هندي ولد في بؤس الالتيبلانو وانصقل في النضال النقابي، من تحقيق استقرار سياسي واقتصادي غير مسبوق في بلاده التي تعتبر من افقر بلدان اميركا اللاتينية.
تمكن ايفو موراليس اول رئيس بوليفي من اصل هندي ولد في بؤس الالتيبلانو وانصقل في النضال النقابي، من تحقيق استقرار سياسي واقتصادي غير مسبوق في بلاده التي تعتبر من افقر بلدان اميركا اللاتينية.
ويحبذ موراليس تكرار القول "اليوم نحن جديرون بالاحترام لن نتسول ولن نهان" بعد ان حكم تسع سنوات بلاد ليس لها منفذ على البحر انتعشت مواردها المالية بفضل تأميم المحروقات.
وتحسنت حياة البوليفيين اليومية بفضل عدة انجازات بينها تلفريك يعتبر الاعلى والاطول في العالم واول نقل عمومي حقيقي في البلاد، وارسال قمر اصطناعي ونتائج ملموسة في مكافحة الفقر والجوع، قوبلت باستحسان على الصعيد الدولي.
وتؤكد السيرة الذاتية لمورالس الذي كان راع لحيوان اللاما يساعد والديه في الحقول ما ان بدأ يمشي على قدميه، ويجوب الارض القاحلة والجليدية لجبال الانديز لحمل الماء والحطب، مدى قدرته على تجاوز الصعوبات.
ويروي في سيرة ذاتية نشرت مؤخرا ببراءة كبيرة مدى تأثره بعائلة موحدة وكادحة تعيش وفقا لوتيرة الجدود في قبيلة الايمرا دي اورورو المعزولة عن العالم بلا ماء ولا كهرباء.
ومن اشقائه وشقيقاته السبعة، توفي اربعة بالامراض وسوء التغذية. ويروي انه "حتى الرابعة عشر كنت لا اعرف ما هي الثياب الداخلية، كنت انام بثيابي" التي "كانت امي تنزعها عني فقط لسببين البحث عن القمل او ترقيعها في المرفقين او الركبتين".
واقتصر تعليمه على فترة قصيرة قضاها في معهد وبداية مشجعة كعازف على البوق (ترومبيت) ثم الهجرة الى منطقة تشاباري الاستوائية حيث اصبح مزارع ينتج اوراق الكوكا، واخيرا الحياة النقابية.
ولم يكتشف العالم الا عندما بلغ سن الرشد واصبح زعيما نقابيا لمزاري الكوكا ثم نائبا، وذلك رغم خجله وما كان يواجهه من صعوبة في تكلم اللغة الاسبانية.
وفي 22 كانون الثاني/يناير، انتخب ايفو موراليس آيما بـ54% من الاصوات ليصبح اول رئيس هندي في تاريخ بوليفيا، مقتديا بزعيم الايمرا توباك كاتاري الذي قاد ثورة هندية ضد الاستعمار الاسباني وكذلك بفيدل كاسترو الثوري الكوبي.
ولما تولى السلطة لم يغير اسلوبه وظل يرتدي الثياب التقليدية الملونة في منطقة الانديز بشعره الاسود الكثيف وخديه الاحمرين ويصف نفسه بانه "الهندي الاسود القبيح الوجه صاحب الانف الذي يشبه الببغاء" ويدعو مزارع الكوكا "كوكاليرو" الى رفع العقوبات الدولية عن انتاج اوراق الكوكا.
وجعل موراليس المقرب من كوبا والرئيس الفنزويلي السابق هوغو تشافيز، من واشنطن الد اعدائه واقام تحالفات سياسية واقتصادية مع ايران وروسيا والصين.
وقال "كافحنا ونكافح الامبراطورية الاميركية الشمالية، ان الشعب ضد الاستعمار وضد الامبريالية، الشعب ضد الراسمالية"، داعيا الى "تحرير كل الشعب البوليفي". واعيد انتخابه في 2009 بـ64% من الاصوات.
وفي سن الرابعة والخمسين يعتبر اقدم رئيس يمارس مهامه في اميركا اللاتينية. وهو لا يكل ويحدد مواعيد للعمل في الساعة الخامسة صباحا ويجوب كافة انحاء البلاد الى حد انه توصل الى تنظيم خمسة مهرجانات انتخابية في اماكن مختلفة في يوم واحد.
وقال "لدينا مسؤولية ضخمة وهي مواصلة تحسين الاقتصاد والاستمرار في الحد من الفقر والفقر المدقع". واشار مؤخرا الى ان "هذه السنة طلبت منا ثلاث دول من اميركا اللاتينية اقتراض المال"، معربا عن "اعتزازه"، مؤكدا "في الماضي كنا بلد متسولين".
وبشأن حياته الخاصة التي لا يتحدث عنها كثيرا، يعرف عنه بانه اب لولدين من والدتين مختلفتين هما ألفارو وايفا ليس. ويقول الرجل المولع بكرة القدم ويحمل رقم 10 في فريق سبورت بويز المحلي "انا متزوج من بوليفيا". ويتهمه خصومه بانه لم يتمكن من القضاء على انعدام الامن وتهريب المخدرات والفساد.
وموراليس الذي يعتقد بعدم البقاء في الحكم بعد سن الستين استفاد من تفسير للدستور ليترشح لولاية ثالثة، لكنه مع ذلك يحلم بفتح مطعم في يوم ما.