25-11-2024 03:31 PM بتوقيت القدس المحتلة

اجتماع باريس حول ليبيا: العملية الانتقالية وقطف ثمار التدخل العسكري

اجتماع باريس حول ليبيا: العملية الانتقالية وقطف ثمار التدخل العسكري

اجتمعت الدول الكبرى في باريس امس- بمشاركة صورية من الكثير من الدول الأخرى- لبحث المرحلة المقبلة في ليبيا، بعد ضعف مقاومة قوات القذافي

اجتمعت الدول الكبرى في باريس امس- بمشاركة صورية من الكثير من الدول الأخرى- لبحث المرحلة المقبلة في ليبيا، بعد ضعف مقاومة قوات القذافي والمؤشرات التي تدل على انهيار قواته التدريجي، وذلك لوضع تصور للعملية الانتقالية في ليبيا وتوجيه "الارشادات" للمجلس الانتقالي الليبي ومحاولة قطف ثمار التدخل العسكري، سياسيا واقتصاديا، سيما ان ليبيا بلد نفطي بامتياز،  يملك 3.5 بالمئة من الاحتياطات النفطية العالمية. وسيكون قطف الثمار اقتصاديا عبر عقود النفط واعادة الاعمار.

وضعت الدول الكبرى الخميس في باريس خارطة طريق للسلطات الجديدة في طرابلس التي دعتها الى اتباع النهج الديموقراطي والمصالحة. واعلنت الافراج فورا عن 15 مليار دولار لصالحها. كما اعلنت استمرار العمليات العسكرية حتى توقف تهديد القذافي.

ساركوزي

وفي مؤتمر صحافي في ختام المؤتمر الدولي حول مستقبل ليبيا اعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي والامين العام للحلف الاطلسي اندرز فوغ راسموسن ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون  مواصلة غارات حلف شمال الاطلسي طالما بقي معمر القذافي يمثل تهديدا لشعبه. بينما رفض القذافي في تسجيل صوتي جديد الاستسلام داعيا انصاره الى المقاومة وخوض حرب عصابات طويلة الامد "للقضاء على العدو وطرد الاستعمار".
وقال ساركوزي في ختام المؤتمر "سيتم الافراج عن نحو 15 مليار دولار على الفور".  واضاف "الاموال التي اختلسها القذافي واعوانه ينبغي ان تعود الى الليبيين. لقد التزمنا جميعنا بانهاء تجميد اموال ليبيا الامس لتمويل التنمية في ليبيا اليوم".

من جهة ثانية، نفى وزير الخارجية الفرنسي، ما ذكرته صحيفة «ليبراسيون»، عن صفقة وافق عليها المجلس الانتقالي لإعطاء فرنسا أولوية في الحصول على 35 في المئة من النفط الليبي. كما نفى المتحدث باسم المجلس، محمود شمام، ذلك، معتبراً أنها مزحة.

الاتحاد الاوروبي

ورفع الاتحاد الاوروبي الخميس عقوباته المفروضة على 28 "كيانا اقتصاديا" ليبياً وهي مرافئ وشركات في قطاعي الطاقة والمصارف للمساعدة على اعادة انطلاق الاقتصاد بحسب وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون.
كما أعرب الاتحاد الأوروبي عن استعداده لمساعدة السلطات الجديدة في تشكيل «قوة شرطة فعالة» و«ديموقراطية».

كلينتون

وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون دعت خلال مؤتمر باريس الثوار الليبيين الى محاربة التطرف وحماية مستودعات الاسلحة.
وقالت كلينتون بحسب تصريحات نقلت الى الصحافة ان "على السلطات الليبية الجديدة ان تواصل مكافحة التطرف العنيف وان تعمل معنا لضمان الا تصبح مخازن اسلحة القذافي تهديدا لجيران ليبيا والعالم".
ووجهت كلينتون الرسالة نفسها اثناء لقاءاتها بعد ظهر الخميس مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل ونائبه محمود جبريل بحسب المقربين منها.

عبد الجليل

وقال رئيس المجلس الانتقالي "لدي رسالة الى الشعب الليبي لقد راهنا عليكم والاسرة الدولية راهنت عليكم. وفي ايديكم ان تفوا بما وعدنا به الاستقرار والسلام والمصالحة".  واضاف ان "الاسلام يشجع العفو ويشجع المصالحة. علينا احترام دولة القانون".
 كما دعا امير قطر المجلس الوطني الانتقالي الى العمل على منع حصول اعمال انتقام. 

امير قطر

 وقال امير قطر خلال المؤتمر الصحافي "اتمنى ان يعالجوا مسالة الثارات ويتجاوزوا قضية الثارات ويجدوا حلولا لمعظم مشاكلهم".
واعتبر ان السؤال المطروح الان هو "هل الثورة التي طالبت بالديموقراطية كفوءة بممارسة الديموقراطية. علينا ان لا نبخس الثوار وقيادة الثوار. لولاهم لما تم الامر بسرعة".

مواصلة العمليات

وعلى الصعيد العسكري قال ساركوزي "اتفقنا على مواصلة ضربات الحلف الاطلسي طالما بقي القذافي وانصاره يمثلون تهديدا لليبيا".
من جهته اعلن الامين العام لحلف شمال الاطلسي اندرز فوغ راسموسن "لقد اعلنا ان العمليات ستتواصل طالما لزم الامر وطالما هناك تهديد ضد المدنيين".

وفيما اقر الجميع بسقوط نظام القذافي ما زال البعض ممن عارضوا التدخل العسكري يرفض الاقرار بانتصار المجلس الوطني الانتقالي. وادت قمة باريس الى تسريع الاحداث.  فروسيا اقرت صباح الخميس ان المجلس الليبي هو "السلطة الحاكمة". كما اعربت الصين انها تعلق "اهمية على الموقع والدور الكبيرين للمجلس الوطني الانتقالي في حل الازمة الليبية". وأبدت الجزائر التي تستضيف زوجة القذافي وعددا من ابنائه استعدادها للاعتراف بالمجلس الوطني الانتقالي حين يشكل "حكومة تمثيلية تشمل كل مناطق البلاد".
لكن رئيس جنوب افريقيا جاكوب زوما اعلن ان بلاده المستاءة من تدخل حلف شمال الاطلسي في ليبيا لن تشارك في مؤتمر باريس.  واعلن رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي جان بينغ في باريس ان الاتحاد غير مستعد للاعتراف بالمجلس الوطني الانتقالي بانتظار انتهاء المعارك والحصول على ضمانات بحسن معاملة العمال الافارقة.

وميدانيا كان الثوار يعززون مواقعهم استعدادا لمهاجمة سرت اخر المدن الكبرى التي يسيطر عليها انصار القذافي.
واعلن متحدث باسم الثوار في بنغازي لوكالة فرانس برس ان المهلة التي حددها الثوار للموالين لمعمر القذافي للاستسلام قبل السبت تحت طائلة بدء عمليات عسكرية مددت اسبوعا. فيما نفت مصادر من الثوار في طرابلس الامر.

____________________________________

الدول المشاركة

المؤتمر انعقد بمشاركة زعماء ووفود من 60 دولة ومنظمة دولية، بينها دول لم تكن تؤيد حملة حلف شمال الأطلسي مثل روسيا والصين والهند والبرازيل وألمانيا، إلى دول اضطلعت بدور أساسي في العملية مثل بريطانيا والولايات المتحدة وإيطاليا وقطر والإمارات العربية المتحدة والأردن، وكذلك الجزائر التي حاولت تبديد موقفها الملتبس بالقول إنها مستعدة للاعتراف بـ"المجلس الوطني الانتقالي" حين يؤلف حكومة، بينما تغيبت جنوب افريقيا.


دعوة ساركوزي

ساركوزي كان دعا الى المؤتمر واعلن موعده واهدافه في 24 اب/ اغسطس بعد لقاء مع رئيس المجلس التنفيذي للمجلس الوطني الانتقالي الليبي.. حينها قال ساركوزي  في ختام مباحثاته مع محمود جبريل انه تم الاتفاق وبالتنسيق مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون علي تنظيم مؤتمر دولي كبير بهدف "مساعدة ليبيا الحرة..ليبيا الغد".
وقال "إن المؤتمر يهدف أيضا إلي التأكيد علي أننا نسير باتجاه المستقبل"، موضحاً أن المؤتمر لن يقتصر فقط علي مجموعة الاتصال الدولية بشأن ليبيا، بل سيشمل أيضا الصين وروسيا والهند والبرازيل، مشيرًا إلي أن العمليات العسكرية في ليبيا ستتوقف في الوقت الذي لن يمثل فيه العقيد معمر القذافي والمقربون منه أي تهديد للشعب الليبي.