بعد أن دافع عن الاسلام والمسلمين، واجه انتقادات لاذعة من المحافظين في أميركا الذين اتهموه بالجهل والسذاجة وسخروا منه ملقبينه بالإمام أفليك والخليفة الصليبي.
منذ أن هاجم الممثل الأميركي الشهير "بن افليك" بيل ماهر وسام هاريس في برنامج «ريل تايم»، الاسبوع الماضي، مدافعا عن الاسلام والمسلمين، واجه انتقادات لاذعة من المحافظين في الولايات المتحدة الذين اتهموه بالجهل والسذاجة وسخروا منه ملقبينه بالإمام أفليك والخليفة الصليبي.
والجدير بالذكر أن أفليك خريج جامعة هارفارد العريقة في دراسات الشرق الاوسط، فضلا عن كونه حائزا على اوسكار عن كتابة سيناريو فيلم «غود ويل هانتينغ» وعن صنع فيلم «ارغو» الذي يدور حول تهريب الرهائن الأمريكيين من ايران بعد الثورة الاسلامية العام 1979.
وفي مقابلة صحفية له العام الماضي مع جريدة القدس العربي قال أفليك إن على الولايات المتحدة أن تتحمل مسؤولية الأخطاء الفادحة التي ارتكبتها في الشرق الاوسط. كما انه اتهم الاعلام الاميركي وهوليوود بترويج صورة سلبية عن المسلمين والعرب. المشكلة هي ان الاعلام الامريكي لا يكترث بدقة الحقائق او المعلومات التي يبثها وانما غايته الاولى هي استقطاب أكبر عدد من المشاهدين او المستمعين من اجل بيع الإعلانات. فنشرات الاخبار في الولايات المتحدة لم تعد اخبارا بل ترفيها، تجعل من الواقع دراما مليئة بالإثارة والعواطف وخالية من المضمون وكأنها كانت فيلما هوليووديا.
وكان افليك واجه شراسة الاعلام الذي سخر منه في بداية مسيرته المهنية واصفا اياه بالرديء ومتوسط القدرات عندما لم تحقق افلامه ارباحا في شباك التذاكر في بداية الالفين، وعندما فشلت علاقته مع الممثلة جينيفر لوبيز. وعندما قابلته في نيويورك الاسبوع الماضي، وصف تصرف الاعلام بالبشاعة. “هم يعلنون موقفا تجاهك ويشرعون بتدميرك حتى تذوب وتنتهي، ويفعلون ذلك لكي يبيعوا اكبر عدد من مجلاتهم. هذا نوع من الوحشية والبشاعة».
الآن يعتبر افليك البالغ 42 عاما، احد اهم المخرجين والممثلين في هوليوود. فبعد ادائه بطولة فيلم «غون غيرل» الذي قوبل بمدح النقاد، تم اختياره لتجسيد دور باتمان في فيلمي الكوميكس «سوبرمان مقابل باتمان» و»جاستيس ليغ».
وفي غضون ذلك يقوم بالتحضير لاخراج فيلم جديد وهو «ليف باي نايت» عن عصابة تجار كحول ممنوعة في فترة العشرينيات في امريكا. «اود ان اخرج افلاما مثيرة الاهتمام وان أمثل في افلام يصنعها مخرجون اريد ان اتعلم منهم اشياء جديدة. انا متحمس لصناعة فيلمي الجديد. انا لم اصنع فيلم تجري احداثه في العشرينيات وهذا يرعبني ويجعلني اتساءل كيف يمكن ان اصنع ملحمة عظيمة كهذه؟ وهذا الخوف هو الذي دائما يدفعني لالقيام بمشاريعي»،يقول ضاحكا.
افليك هو واحد من فئة ممثلين هوليووديين ليبراليين تضم انجلينا جولي، جورج كلوني، شارلي شين، روبرت رترفورد الذين تحولوا الى مخرجين لكي يصنعوا افلاما تتناول مواضع اجتماعية وسياسية مهمة، لا تصنعها هوليوود. ويذكر ان كل هؤلاء الممثلين – المخرجين فاعلون سياسيا واجتماعيا من خلال لجان خيرية او الامم المتحدة. الاعمال الخيرية التي يدعمها افليك تضم حقوق الانسان في دولة الكونغو الافريقية ومكافحة الفقر هناك، ومشروع الاطفال الذين يعانون من مرض اتاكسيا – تيلانجيكتاسيا (A-T )، وجمعية «اطعم أمريكا» التي توزع الطعام لفقراء الولايات المتحدة.