كان منح الصلح من أصحاب المواقف اللافتة في ما خص المسألة اللبنانية والنقاش حول القومية العربية والديموقراطية. وهو أبرز الصلحيين الذي ظل على علاقة جيدة بغالبية الأطراف اللبنانية

غيّب الموت الكاتب اللبناني والعربي منح الصلح، عن عمر يناهز السبعة والثمانين عاماً. ونعى الصلح كل من دار الندوة التي أسسها وترأس مجلس إدارتها منذ عام 1987، واللقاء اللبناني الوحدوي الذي أسسه وترأسه منذ عام 1992، والمنتدى القومي العربي الذي شارك في تأسيسه منذ عام 1992، كما نعته نقابة الصحافة اللبنانية ونقابة المحررين، إضافة الى المؤتمر القومي العربي الذي كان أحد مؤسسيه عام 1990، والمؤتمر القومي - الإسلامي الذي ساهم في تأسيسه عام 1994.

كان منح الصلح من أصحاب المواقف اللافتة في ما خص المسألة اللبنانية والنقاش حول القومية العربية والديموقراطية. وهو أبرز الصلحيين الذي ظل على علاقة جيدة بغالبية الأطراف اللبنانية، لكنه لم يكن على ود مع القوى الحاكمة التي منعت توليه أي منصب رفيع خلال حياته.

وقد نعاه أيضاً رئيس الحكومة تمام سلام، الذي قال إن لبنان «فقد قامة وطنية كبيرة عرفت مبكراً معنى لبنان وأدركت أهمية الصيغة اللبنانية، فتحولت ضميراً وطنياً وصاحب رأي في العمل العام. جنّد نفسه دائماً لتصويب المسار وترجيح كفة الاعتدال ووحدة لبنان وديموقراطيته، وخصوصاً في الأوقات الصعبة حين فقدت الاتجاهات وارتفع صوت التطرف».

وقد صدرت بيانات نعي له من الرؤساء: سليم الحص، نجيب ميقاتي، سعد الحريري وفؤاد السنيورة، ومفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان وشخصيات سياسية وثقافية وإعلامية.

منح الصلح أحد أبناء العائلة التي خرج منها سياسيون كبار خلال القرنين الماضيين، أبرزهم جده منح ووالده عادل الذي تولى رئاسة بلدية بيروت، وهو قريب من الدرجة الثانية لكل من الرئيسين الراحلين رياض وتقي الدين الصلح.

يشيّع الراحل الكبير بعد صلاة عصر اليوم في جامع الخاشقجي في بيروت. وتقبل التعازي يومي الثلاثاء والأربعاء في نادي خريجي الجامعة الأميركية، الوردية - بيروت.